[محمد أبو زيد الأسيوطي]

كابوس // للشاعر محمد أبو زيد الأسيوطي

جاني في يوم

ابن عمي

قرفان وتعبان

قالي أنت مش من لحمي

ودمي

طيب أنا زهقان

ومليت من السلف والدين

كل يومين

ممعكشي قرشين

اطلع ايطاليا ولا اليونان

لحسن البلد دية

مقفلا في وشي

وداقت عليا

وأنت ميرضكشي

أيام منيلة بنيلة

وحياتنا بقت بالتيلة

وما يعلم بيها غير ربي

أنا مش لاقي

أحلق دقني

وقعد ييجي ساعتين

يشكي

لحد ما زهقني

قلت له طيب ما تشوف لك

وظيفة

قالي ما أنت عارف

البلد دي فيها وظايف

هوه أنا معايا

تعريفة

دانا منحوس ابن

منحوسة

ولا حيلتي رشوة

ولا كوسة

قلت له طيب مجربتش

تعمل مشروع

قالي بس خلي عندك

دم

وقفل ع الموضوع

أنا لاقي آكل مم

لما هعمل مشروع

ربنا يكفيك شر

الجوع

إنا مش لاقي حتى رغيف العيش

ولا قادر أعيش

من يوم ما خلصت الجيش

والحالة معايا

تعبانه

وأبويا طلع ع المعاش

ومعاشة ممكفيش وأمي كمان

عيانه

ومش لاقي تمن العلاج

وأنا مفيش أمل

في شغل ولا زواج

ولا خلفه ولا عيال

لأني عاطل

مش هوه ده اللي حاصل

أنت مراعي لنفسك

انك شغال

أنا عمري ضاع

ع الفاضي

قلت له مين اللي قالك

انه معايا

أنا لا قدامي ولا ورايا

عشان ماشي في الحياة

بما يرضي الله

أنا لو حرامي كنت عملت

ملايين

إنما أنا كل اللي جاي

رايح

بس عموما الحمد لله

عايشين ومستورين

قالي أمال قاعد ليك ساعة

تديني خطب ونصايح

وأنت أسوء مني حال

وعامل كبير

عيلة

وبتتنطط عليا

بلا نيلة

بطل شغل استهبال

دانا أحسن منك

ومن أهلك

ولو عايز أنت اللي

تحسن دخلك

أشوف لك معايا

بالمرة

سفرية لبرة

قلت له ماشي الحال

والله مية مية

بس أنت عارف السفر

خطر

وممكن يعملولنا قضية

أو نغرق مع الغرقانين

قالي فال الله ولا فالك

وبعيد عن السامعين

يا أخي إيه مالك

إحنا نموت بكرامتنا

أحسن ما نعيش

عاطلين

شايلين فوق روسنا الطين

يعني عاجبك حياتنا

وإحنا شحاتين

حتى في بلدنا مش لاقيين

يا عم ربك يعدل الأحوال

ومسيرها تتيسر

قالي منين هيه هتنطر

ومفيش دقيقتين

ولقينا واحد من الناس

اللي بتسفر

قالي بكرة فيه واحد

غريب

هياخدكوا لليونان تهريب

بس المشكلة انه هيمضيكوا

علي إيصال

عشان يضمن حقه

في جميع الأحوال

وده مش عيب وإحنا ما صدقنا

المهم اتفقنا

وحدد ميعاد السفر

وفي اليوم الموعود

ركبنا المركب وطلعنا

بره الحدود

وخدنا يوم واتنين

والبحر تمام ومليح

والموج هادي وعادي

وفي اليوم التالت

شدت الريح

والمركب مالت

واتخلط حسن علي حسين

والموج علي وفضل يطيح

بالراكبين

بالساعة والساعتين

والموت

مش مخلي

وحش ولا مليح

وكل شوية يبصلي

والكل بيصرخ

ويصيح

بعلو الصوت

ألحقونا هنموت

هنموت

وفجأة لقيت أيد

بتتمد

وحد بيقول يا محمد

محمد

مالك أنت بتهلوس

وأنت نايم

أنت مشبعتش لسه

نوم

أتاريها المدام بتقولي

قوم

علشان عايزين فلوس

قلت الحمد لله

هوه كان كابوس

[اسية واردة]

قصيدة وفي نفس الوقت قصة مشوقة
الحمد لله انها كابوس و لم تكن حقيقة
شكرا لك استاذي الكريم و الله يبعد عنا شر الكوابيس
تقبل تحياتي الخالصة