..وعلى سواد عيونها انتحر الظلامْ
جاءت من المدن الحزينة تمتطي الكلماتْ
تسكب آخر النظرات بين جفوني
ثارت و ثار جمالها فتبعثرت خطواتْ
كيف مشيت فوقك يا دروب جنوني؟
وقفت هناك..
جميلة خلف العيون تراكْ
و تصيدني حلما بغير شباكْ
صار الرجال لأجلها أسماكْ
و أنا أنام أناملا في كفها
حتى البحار بدرب بؤبئها تنامْ..
يستيقظ الحلم الحزين مع الهيامْ
في العين تبتسم الدموع و تضحك المأساةْ
ترقد قطة بعيونها تكسوني
والجسد الرهيب بدرّتين يكسّر المرآةْ
بالكرز الرضيع..بشعلة الليمون ِ
جلست هناكْ..
و أثملتك فعربدت شفتاكْ
و استسلمت لرموشها عيناكْ
كالكهرباء أتت بلا أسلاكْ
سقط اليراع و شهرزاد قصيدتي
نطق الجمال و حينها سكت الكلامْ..
من أيّ قوس أنت أيّتها السهامْ؟
قزحٌ رماكِ فكنت ألوانا من اللحظاتْ
ترسم بالأنوثة مرفأ لعيوني
و رماكِ موج الذكرياتِ كأنكِ الصدفاتْ
تسمع بحر شوقي في هدير ظنوني
قتلت أباكْ..
و طاردت تلك السهام أخاكْ
نغم الأصابع مزّقته يداكْ
و من الزنابق تولد الأشواكْ
وجهي تحطّم ثمّ ذاب و حين عا
نق مقلتيها عاد أجمل من رخامْ...
و تحطّ في العينين أسراب الحمامْ
تغرب ألف شمس حين تشرق في يدي اللمساتْ
يا امرأة تضيء بحبّتيْ زيتونِ
هذا العطر موسيقى، و ثوبكِ أروع اللوحاتْ
يكتبني جمالكِ والهوى يمحوني
قمر الزمانْ
أظافر تحتلّ كلّ مكانْ..
و صهيل شَعر يستفزّ حصانْ
و توقّفت عيني عن الدورانْ
لا جاذبيّة غير عينيكِ اللتيْـ
ـنِ تصلّـيانِ بمعبد الأحلامْ...
و ترنّ في الصفحاتِ أجراس الغرامْ
أحدٌ كنائسه الجوارحُ تنتشي الرقصاتْ
منْ جسدٍ يدغدغني كما الحلزون
أحدٌ و لا أحدٌ سواكِ يُموْسقُ النظراتْ
بين شواظِ أحداقي و ثلج ِ سكوني
ألليلُ كانْ..
وكنتِ لحناً نايهُ الرئتانْ
هطل الغناءُ و خوخنا ظمآنْ
والبرتقالُ يصيحُ في الأغصانْ
هل للشفاهِ جداولٌ تنسابُ عطــ
ــراً ثمّ تغسلنا على الأكمامْ؟
الشِّعر دونكِ كالصداع ِ وكالزكامْ
حين رأيتُ شلال الأنوثةِ أزهرت صفحاتْ
فبحور كل الشعر كوني..كوني
أنتِ قصيدةٌ تغفو و تجلسُ عندها الشرفاتْ
و حمامةٌ تندسُّ بين غصوني
الشِّعر كانْ
ولا يزالُ لأنّكِ الشطآنْ
موجاً يعود إليكِ بالمرجانْ
و يعود بي صدفاً من النسيانْ
الشِّعر إما أنْ يكونَ حبيبة
أو زورقاً في لجّة الآلامْ...