التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,865
عدد  مرات الظهور : 162,382,889

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > كـان.يـاما.كـان... > الأقسام > مختارات من الأدب العربي و العالمي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20 / 12 / 2007, 15 : 06 AM   رقم المشاركة : [1]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

قصة من الأدب الصيني الحديث

قصة من الأدب الصيني الحديث
ترجمها عن الفرنسية : " ابراهيم درغوثي / تونس


آذان الصّمت
زهاو جينّيان

لاحظ أنّ كلّ المشاركين في الاجتماع كانوا يفكّون آذانهم الواحد بعد الآخر. هذه الآذان الشّبيهة بفوانيس كهرباء صغيرة كانت تلتصق على جانبي الرّأس بواسطة قطع حديد مشدودة ببراغي. كان يكفي الواحد منهم أن يحكّ منبت الأذن بيده فتفكّ بسهولة ويسر.
إنّه اكتشاف مذهل: أن تستطيع فكّ أذنيك عندما يثقل عليك هذر المحاضر ويطول حديثه فيما لا يعني فتختار الابتعاد عنه دون أن تتحوّل من مكانك.
فرفع يديه. وحاول قلع أذنيه . لكنّه لم يتمكّن من ذلك إلاّ بعد جهد جهيد ... ربّما لأنّها كانت محاولته الأولى. لكن ما فاجأ نظره هو أنّ وجدهما مغطّاتان بطبقة كثيفة من القذارة. فانهمك في فركهما وكأنّه يفرك أواني طبخ إلى أن انتزع من الدّاخل والخارج قشرة غليظة من القذى.
وأسف لأنّه لم يكن يعلم أنّ الآذان سهلة الاقتلاع والتّركيب وإلاّ لما كان ترك كلّ هذا الكم من الأوساخ يلتصق بأذنيه فيصمّهما ويكاد يحوّله إلى أطرش.
ونظر إلى المحاضر بقسماته المعبّرة وهو يقوم بدوره السّخيف فوق المنبر محرّكا يديه في كلّ الاتّجاهات.
كان بعد الحاضرين شديدي الخبث. فهم يفكّون آذانهم من حين لآخر فينظّفونها جيّدا ثمّ يعيدونها إلى مكانها. لوم يجد الخطيب ما يعيد في تصرّفهم. فالحكمة تقول إنّه كلّما جعلنا الآذان أنظف كلّما كان سمعنا أحدّ. إنّ برهان مقنع وغير قابل للاعتراض.
وأحسّ الرّجل بضربة خفيفة على كتفه فانتفض ظنّا منه أنّ المحاضر ذكر اسمه أو وجّه إليه ملاحظة. لكن لم يحصل شيء من هذا، ففي حقيقة الأمر كان جاره يحرّك شفتيه الرقيقتين ولكنّه لم يكن يسمع همسه فكأنّه يحادث أصمّا.
سارع الرجل إلى تركيب أذنيه فسمعه يقول:
- بما أنّك الكاتب الخاص للمحاضر، لماذا لا تسمع إليه بانتباه؟
- ليس في الأمر ما يُعيب. فأنا أعرف هذا الخطاب لأنّني كتبته بيدي.
- لماذا إذن وضعت فيه كلاما لا يفيد أحدا حتّى أنّك فضّلت عدم الاستماع إليه؟
- في الحقيقة، ما هذا بالخطاب الذي كتبته ! فلم تكن به كلّ هذه الأوراق. ولكنّه صار بهذا الطول بعد أن تداول عليه الخطباء درجة فدرجة.
حين انتهى المحاضر من قراءة التقرير ، رفع النّص عاليا وأعلن بصوت جهوري:
- أنا غير موافق على بعض النّقاط الواردة في هذا التّقرير: لكن هذه الجملة التي كان من الممكن أن تحدث بلبلة في الحضور لم تجد الصّدى المرجوّ، لأنّ أغلب المستمعين لم يكونوا قد وجدوا الوقت الكافي لإعادة تركيب آذانهم أو لأنّ آذانهم ما عادت قادرة على الاستماع بعد هذه الخطبة الطّويلة.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د.محمد شادي كسكين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 12 / 2007, 19 : 04 PM   رقم المشاركة : [2]
أ. د. صبحي النيّال
ضيف
 


رد: قصة من الأدب الصيني الحديث

قصة رائعة معبرة

أبدع أخي الكريم الأستاذ / ابراهيم درغوثي

في نقلها للعربية من الفرنسية

وأحسن أخي د. محمد شادي كسكين

في تقديمها هنا لقراء أكارم في هذا المنتدى الخيّر.


دمت بعافية أخي الفاضل

ومشكورة جهودكم.
  رد مع اقتباس
قديم 21 / 06 / 2008, 40 : 11 PM   رقم المشاركة : [3]
يمن الوريدات
ضيف
 


رد: قصة من الأدب الصيني الحديث

نحتاج حكمًا وحكماء .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النسيج الشحمي subcutaneous fat layer د. محمد رأفت عثمان الواحة.الطبية 5 26 / 07 / 2015 01 : 04 AM
الحثل (الضمور) الشحمي الجزئي المكتسب د. محمد رأفت عثمان الواحة.الطبية 0 15 / 03 / 2015 50 : 07 AM
الأدب الصيني المعاصر طلعت سقيرق مكتبة نور الأدب 1 11 / 03 / 2014 56 : 12 AM
البهلوان ( من الشعر الزجلي : د. ناصر شافعي ) د. ناصر شافعي فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 28 02 / 08 / 2010 25 : 04 PM
موقع محمد مومر الزجلي محمد مومر فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 0 25 / 01 / 2009 23 : 02 PM


الساعة الآن 29 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|