سوكات سوكات (( إسرائيل تقطر حلاوة ))
منذ اليوم الأول الذي أثبتت فيه تحاليل الطبيب أنني مصاب بالسكري , وأفراد أسرتي يعلنون ضدي حصارا لا هوادة فيه . فحين يتعلق الأمر بصحتي , يتواطأ أبنائي وزوجتي جميعا في تشكيل خلية للمراقبة عن قرب وعن بعد , والمباعدة بيني وبين كل أنواع الحلويات والسكريات , والتبليغ الفوري بكل مخالفة قد أرتكبها في حق نفسي . فالجميع يعلم أنني مشاغب أغتنم أول فرصة سانحة لأدس قطعة سكر في فنجاني المر , أو أخبئ حلوى تحت وسادتي كما يفعل الأطفال .
لكن بعد اليوم سيرتاح صغاري وأمهم من مراقبتي والضرب على يدي كلما هممت بوضع سكر في فنجان قهوتي . فقد ناولتني ابنتي قهوة الصباح , ومعها جريدتي الأسبوعية : "الأسبوع الصحفي"التي كتبت تقول : لم تعلن شركة "سوكات شوكر" الإسرائيلية عن موعد تسليم المغرب أول شحنة من السكر , والتي تقدر بمائة طن وقيمتها 80 ألف دولار , وهو مبلغ لا يساوي شيئا أمام الآمال التي تعقدها الشركة المعلومة لتطوير رقم معاملاتها في المغرب . بعد الركود الذي أصابها بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية في السوق الأوروبية , لذلك قررت "سوكات" أن تتوجه إلى الأسواق المغربية , ربما ليزداد المغاربة "سكوتا" عن تطبيع العلاقات الإقتصادية والسياسية مع الكيان الصهيوني .
سوكات إذن ستقطر حلاوة , وشاي المغاربة سيصبح أحلى بالسكر الإسرائيلي , أما أنا فأقسم أنني سعيد بمرضي , وسعيد أكثر بفنجاني المر .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|