رد: إعلان تأسيس المركز الإسلامي للترجمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الجمعية الدولية للعلوم والثقافة
المركز الإسلامي للترجمة
مقترحات الترجمة
رقم المقترح : 101005- 10
مقدم المقترح: السيدة منجية بن صالح
فئة المقترح : فئة أ - لغير المسلمين
اللغة المقترحة: .........
كاتب النص: د.محمد شادي كسكين
مصدر النص: كتاب محمد صلى الله عليه وسلم كما لم تعرفوه
النص:
محمد صلى الله عليه وسلم و قانون الرفق بالحيوان
قبل خمسة عشر قرناً من الأن وضع محمد صلى الله عليه وسلم لمسته الإنسانية على الكون كله..
لم يقتصر التشريع المؤسس قبل 15 قرناً على حفظ حياة وكرامة الإنسان والعمل على احترام إنسانيته وحفظ حقوقه وحريته...بل إمتد ليشمل كل ما يحيط بنا من جماد وحيوان ونبات..
في ذلك الوقت كانت العقلية البشرية أبعد ما تكون عن التفكير بمثل هذه الأشياء ..بل حتى حياة الإنسان وكرامة الإنسان وحقوق الإنسان لم تكن أكثر من دافع داخلي في البشر دفعهم للتقاتل والتحارب ..دفاعاً عن أنفسهم ومن يحبون وما يمتلكون... لم يكن الموضوع الإنساني يأخذ صورة التشريع بمعنى التشريع المتكامل رغم وجود قوانين وتشريعات ..إنما هو محاولات منقوصة في الطبيعة الإنسانية أنذاك..
وفي حين كنا نتحدث عن مئات الألاف من البشر يقتلون في كل أنحاء العالم في معارك لاتحمل هدفاً إلا الإنتقام والثأر والغنيمة والسرقة..جاء محمد صلى الله عليه وسلم برسالته السماوية ليناقش كل قضية صغيرة وكبيرة في حياة هذا الكون ومسيرته..
وكان من ضمنها بالطبع "الكائن الحي الذي يعايشنا ونعايشه على ظهر هذه الأرض" لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم نباتياً يمتنع عن تناول اللحوم كطعام ..لكنه كان يفهم تماماً طبيعة العلاقة التي يجب أن تحكم تعامل الإنسان مع جيرانه في هذه الطبيعة اأرضية..لم يرد أن يكون الإنسان مجرد عنصري قاتل لا يطلق مشاعره الإنسانية إلا تجاه نوع وعدد معين من بني قومه وجنسه...
لقد تناول محمد صلى الله عليه وسلم – كسابقة إنسانية فريدة – هذه الكائنات التي تجاورنا بعبقرية يرشدها الوحي الإلهي و بشكل لم تعرفها البشرية من قبل .. وما ذلك إلا لأنه نبي ..ينقل للكون إرادة وشرع الرب الرحيم الإله الذي جعل الرحمة من صفاته وأسمائه..
تروي لنا سيرته صلى الله عليه وسلم أنه حدّثَ أصحابه المؤمنين الطامحين إلى عمل الخير الذي يقربهم إلى الله عن قصة إسرائيلية مفادها أن " بغياً " من بني اسرائيل كانت تمارس الرذيلة والعهر .. وأن أثامها كانت كبيرة ..لأنها كانت تنشر الفاحشة وتستغل الحاجة الفيزلوجية للبشر كمصدر للتسلي واكتناز المال.. وأن هذه البغي مرت في طريقها ذات مرة بكلب ظامئ يحتاج لشرب الماء ...لقد وقع في قلبها شيء من الشفقة على هذا الكلب المسكين ..كان الحديث غريباً على مجتمع كمجتمع الجاهلية.. ويتابع النبي صلى الله عليه وسلم ...وإذ كانت لا تملك إناءاً تقدم به الماء لهذا الظامئ ولم تجد إلا حذاءها لتملأه ماءاً وتقدمه للكلب ...
إن الثواب الذي جعل لهذا العمل البسيط كان مساوياً لألاف الأعمال التي يمكن للانسان أن يقوم بها من أجل نيل الرحمة والثواب والمغفرة من الله...
"لقد غفر الله لها كل ما قامت به سابقاً من رذيلة وفاحشة " ( نص الحديث في صحيح البخاري ج3/ص1279 ).. ورغم أن هذه الرواية " إسرائيلية " المصدر إلا أنها لم تكن هذه قصة يقصها النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه للتسلية والمتعة وبعض الإثارة ... كان هذا تشريعا ً ودعوة بكل ما تعنيه الكلمة ..: الرفق بالحيوان"....
ولكن في موضع أخر تحدث النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل ينزل بئراً ليقدم الماء لكلب ظامئ .. ويذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن هذا العمل كان سبباً في رحمة الله بهذا الرجل ومنحه المغفرة والثواب...." وأن في كل كبد رطبة أجر" ( متفق عليه )
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يروي لأصحابه الكرام كيف أن نبياً قرصته نملة فأمر بإحراق مجموعات كبيرة من النمل فأوحى إليه الله سبحانه وتعالى أن قرصتك نملة واحدة فلمَ تقتل كل هذا العدد من النمل..؟(أخرجه البخاري في الجهاد 3019 - و مسلم و أبو داوود و النسائي وانظرجامع الأصول , الجزء الخامس , ص 274-278 )
في الجانب الأخر ..يأتي الحديث النبوي الشريف عن عقوبات مشددة مهولة ضد كل من خانته إنسانيته فمارس التعدي والجور على أي كائن كائناً من كان....
قال محمد صلى الله عليه وسلم :" دخلت إمرأة النار في هرة ٍ حبستها حتى ماتت لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ."( البخاري رقم: 3140 ومسلم رقم: 2242 )
إن أعظم الذنوب قد توجب النار ..لكن موت هرة جوعاً يدخل النار أيضاً .. وهو بنفسه صلى الله عليه وسلم يميل وعاء الماء لقطة دخلت بيته حتى تتمكن من الشرب ..
وبعد هذه السلسلة النبوية من المقدمات جاء التشريع واضحاً صريحاً مفصلاً ليرد على استفسار قدمه الصحابة الكرام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم " أو إن لنا في البهائم أجراً..؟" قال محمد صلى الله عليه وسلم " وفي كل كبد رطبة أجر..." ( متفق عليه - البخاري 2363 ومسلم 5820 ) أي في رحمة مساعدة كل كائن حي يمتلك الحياة أجر وثواب... وما فِتأ الإسلام قرأناً وحديثاً نبوياً يذكر الناس أن لا يتمادوا في سيطرتهم البشرية على من حولهم من كائنات إذ يخبرنا القران أن هؤلاء الكائنات" أمم أمثالنا " " وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم"(الأنعام: 38) وأنها مخلوقات من مخلوقات الله لها عالمها الخاص وهي تقدم للإنسان خدمات وفوائد كثيرة....
وإذا كان التشريع الإسلامي الذي بشر به محمد صلى الله عليه وسلم العالم قبل 15 قرناً أخلاقياً رحيماً إلى هذا الجد فإنه كان واقعياً براغماتياً يلبي حاجات الإنسان وضروريات حياته البشرية ولو ترك الأمر عند هذا الحد الأول لربما امتنع كل المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم عن تناول لحوم الحيوانات أو تقديمها على موائدهم...
لكن محمد صلى الله عليه وسلم يقدم تشريع الله لنا قانوناً محاطاً بيد ٍ من رحمة وعدالة... وإذ لاغنى للإنسان عن تناول اللحوم فإن الرحمة تدخلت هاهنا أيضاً ليقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم " وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة.. وليحدَّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته.." ( رواه مسلم وغيره ( .. وأنه صلى الله عليه وسلم مر برجل وضع رجله على رقبة شاة وهو يحد سكينه وهي تنظر إليه ببصرها .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أفلا قبل هذا..! أتريد أن تميتها مرتين .. هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها "( رواه الطبراني والحاكم وذكره الشيخ ناصر الألباني رحمه الله في السلسلةالصحيحة رقم 24.)..حتى في عملية الذبح يطلب المشرع من المسلم أ لا يعذب الحيوان المعد للذبح.. ولذلك اشترط إخفاء ألة الذبح عن عيني الحيوان وإنجاز العملية بألة حادة تُمَكِنُ من إنجاز العملية خلال ثوان قليلة ..!! والإسلام يرى أن هذه الطريقة السريعة جداّ تريح الحيوان من الألم وتضمن زواله عنه خلال ثوان معدودة .. على عكس الطرق المستخدمة حالياً كالصعق الكهربائي والضرب على الرأس بألات حديدية... ولقد عنف عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً رأه يجر شاة للذبح جراً عنيفاً فقال له " أفلا سقتها سوقاً رحيماً.." (سنن البيهقي الكبرى 19143 والصحيحة تحت حديث 30 ) فأي تشريع هذا الذي أتى به النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1500 سنة من إنطلاق ما يعرف بجمعيات الرفق بالحيوان...
لقد مر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بحمارٍ وسمه البعض بوسمٍ فظيع في وجهه شوهه فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم " لعن الله من وسمه" (رواه مسلم) أي استحق الطرد من رحمة الله من شوه وجه هذا الحيوان المسكين.. ولذلك ورد نص صريح عام ينهى فيه محمد صلى الله عليه وسلم عن تشويه الحيوان او التمثيل به " لعن الله من مثل بالحيوان "( رواه النسائي وأحمد) ويحدثنا أحد أصحابه عبد الله بن جعفر أنه كان مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ذات يوم فدخلا مزرعةً لأحد الأصحاب ..ورأى النبي صلى الله عليه وسلم جملاً فأخذ يمسح على رأس الجمل ويحنو عليه ثم دعا صاحب الجمل وأنبه قائلاً : "ألا تتقي الله في هذاالحيوان..!! (رواه أبو داود وأحمد وهو في السلسلة الصحيحة رقم 20.)" لقد كان صاحب الجمل يقلل من طعام الجمل ويحمل عله أحمالاً لا تحتملها قوته وسنه .. والذي قد لا يفهمه البعض ممن لم يطلعوا على مفردات التشريع الإسلامي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما يؤنب شخصاَ فإن هذا يعني أنه اقترف عملاَ لا ينبغي السكوت أو التغاضي عنه... وتروي الأثار أن رجلاً قال له" إني لأذبح الشاة وأرحمها - أي قلبي مشفق عليها – فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم " والشاة إن رحمتها رحمك الله .." (رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وهو في السلسلة الصحيحة رقم 26) وفي موضع أخر " من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة.." (رواه الطبراني عن أبي أمامة (حسن) انظر حديث رقم: 6261 في صحيح الجامع ) و يروي أحد صحابته أنه كان مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في سفر وأنهم أثناء توقفهم للإستراحة ابتعد عنهم لقضاء حاجة وأنه لما عاد صلى الله عليه وسلم وجدهم قد أخذوا فرخيّ طير صغيرين و أمهما "تفرش" – أي تدور مفجوعة بما فعلوا فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم " من فجع هذه بولدها ..ردوا عليها ولدها.." (حديث صحيح ذكره الشيخ ناصر الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 25) وأنه صلى الله عليه وسلم غضب لما رأهم أحرقوا قرية من النمل قائلاً:" من حرق هذه...؟! لا يعذب بالنارإلا رب النار.." (حديث صحيح – صحيح أبو داود - 2329 ) ومر النبي محمد صلى الله عليه وسلم بجمل ضعيف فقال" اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة واتركوها صالحة" (رواه أبو داوود وابن خزيمه في صحيحه ) .. وأمر بالإهتمام بطعامها وراحتها " وأعطوها حقها من الكلأ" وأهدى النبي محمد صلى الله عليه وسلم رجلاً شاة وأوصاه أن يعتنوا بها .. وأن لا يعطبوها بأظفارهم عند حلبها.. وأقر الشرع بناء على ذلك عدم حلب الشاة المرضعة لصغارها إلا بعد أن يشبع صغارها وأو جب على مالك الحيوان النفقة عليه بما يلزمه وإجباره بالقانون على ذلك إن إمتنع ...وأوجب على المسلم تقديم ما يستطيع من طعام إذا لجأ إليه حيوان جائع لأنه لايستطيع تدبير طعامه...
وتطبيقا ً لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " لو أن بغلة بالعراق تعثرت لسئل عمر عنها لماذا لم يمهد لها الطريق " و سن الخليفة عمر بن عبد العزيز مرسوماً يقضي بتخفيف لجام الخيل .. وعدم تثقيله ومنع فيه حث الدابة على المسير بضربها بأله حديدية.... وأقام المسلمون تطبيقاً لهذه التوصيات فيما بعد مواضع خاصة للجمال والكلاب والقطط العاجزة وكبيرة السن يقدم فيها الناس الطعام والرعاية الطبية لها في كل من صنعاء والقاهرة ودمشق ....
وفي موضع أخر ينهى النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن التمثيل أو تشويه أي حيوان ولو كان ضاراً ك" الكلب البري" الذي يسمى " بالكلب العقور"... وحدد النبي أربع كائنات حية ليخصها بمزيد من التأكيد بعد أن شمل في تشريع الرفق بالحيوان كل الحيوانات ونهى أن تقتل بتاتاً وهي "النملة والنحلة والهدهد والصُّرَدُ" (ابن ماجة للألباني - 3284 ) و الصرد هو طائرٌ مسالم ضخمُ الرأس والمنقار وله ريشٌ عظيم نِصفه أبيض ونصفه أسودكما نهى عن قتل الضفادع (6970 صحيح الجامع الصغير وزيادته ).. ولعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كل من اتخذ من ذوات الأرواح " غرضاً " – أي هدفاً للرمي دون رغبة في الصيد والأكل – ( حديث سعيد بن جبير عن ابن عمر ورواه مسلم ) فيما سمح بقتل الحيوان الضار المؤذي المهدد لحياة الإنسان...
ومن الأحكام التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم " أحكام الحيوان الضائع" فأوضح أن الإنسان إذا وجد إبلاً ضائعة عن صاحبها فإنه ينبغي تركها وعدم أخذها لأنها تمتلك كما هو معروف من القوة والغذاء داخلها ما يجعلها تعود لمانها في الصحراء دون الخوف على حياتها... ولكن عند الحديث عن الشاة والحيوان الضعيف أخذ التشريع بقاعدة أساسية هي "عدم إزهاق روح الحيوان دون فائدة أكيدة " فأمر بأخذها والبحث عن صاحبها خشية عليها من الموت جوعاً أو عطشاً أو تركها فريسةً ذاك أنها لاتمتلك قوة ولا احتمالاً ولا مقدرة على العيش دون رعاية إنسانية خاصة.
ولما كانت هذه الحيوانت هي وسيلة المواصلات والتنقل في العصور الماضية فإن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمر في حديث رواه " سهل بن معاذ " أن يركب الإنسان الدابة إذا كانت سليمة وقوية وأن يتجنب ذلك على حيوان ضعيف أو مريض لايحتمل الركوب عليه وأمر أن " لاتتخذ كالكراسي" "اركبوا هذه الدواب سالمة ولاتتخذوها كراسي" (صحيح موارد الظمآن ، بتحقيق الألباني 1681) أي تجعل للجلوس الطويل عليها دون حاجة .. وهذا ما كان يطبقه أصحابه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فلقد عنف عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلاً جمالاً حين رأه يحمل على جمله أكثر مما يحتمل.. وكان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يطبقون هذه التعليمات بحذافيرها فيشترطون عند إعارة جمالهم أو تأجيرها ألا يحمل عليها أكثر مما تحتمل طاقتها... بل يربون أبناءهم على هذه الأخلاق والسلوكيات ويمنعون أطفالهم من إيذاء الحيوانات والطيور أو تعذيبها...
وعند البحث في الشرائع والقوانين الغابرة لا تكاد تجد فيما يخص الحيوانات إلا ما يشين ولا تجد ذكرا لحقوق أو توصيات بل إن قدماء اليونا ن وضعوا قوانين لمحاكمة الحيوانات والجماد.. وسموها باسم " البريتانيون" ونقلها الفيلسوف اليوناني أفلاطون في كتابه " القوانين" ومنها أنه إذا قتل حيوان إنساناً كان لأسرة القتيل أن تقتص من الحيوان بقتله أو نفيه خارج البلاد ما... وإذا أتلف شيئاً عوقب الحيوان وهو ما نقضه الإسلام بمبدأ" جناية العجماء جبار" بمعنى أن يتكفل صاحبها بالتعويض وتحمل المسؤولية" واليونان يرون أنه لو وقع جماد على إنسان فقتله كان لأهل القتيل الحكم باخراج الجماد خارج البلاد ولو عض كلبُ إنسان ٍ إنساناً وجب على صاحب لكلب تسليم الكلب مقيداً مكموم الفم للمجني عليه لينتقم لنفسه بالطريقة التي يراها سواء بالتعذيب أو القتل .. بل شملوا الحيوانات بالعقوبات التي تقع على صاحبها فلو حكم بالإعدام على شخص فإن الحكم يمتد لعائلته وحيواناته..أو يكتفى أحياناً بمصادرتها.. وهذا ما سار عليه الرومان تماماً ..أما الفرس فقد كانت قوانينهم لا تحمل من معنى القانون إلا الإسم ومنها" أنه إذا عض كلب إنساناً أو خروفاً على سبيل المثال فجرحه..فإنه تقطع أذن الكلب اليمنى ولو كرر الكلب فعلته ثانية تقطع أذنه اليسرى ثم في الثالثة تقطع رجله اليمنى وهكذا ..." لكن الغريب أن أوروبا كانت تعرف محاكم للحيوانات وفي قرون متأخرة كفرنسا في القرن الثالث عشر وسردينيا وبلجيكا وهولندا في القرن السادس عشر.. ومنها محاكمات شهيرة كمحاكمة الفئران في مدينة " أوتون " الفرنسية في القرن الخامس عشر ومحاكمة الديك في مدينة بال السويسرية عام 1474م ..وهذا أعجب ما يسمعه الإنسان ويقرأه....
وفي عصرنا الحاضر تشهد الإنسانية ثورة ضد القيم والأخلاق ..وامتداداً الظلم الإنساني للحيوانات فضلاً عن بني البشر ولم تستطع جمعيات الرفق بالحيوان أن تقدم في هذا المجال جهداً قادرا على وقف هذا المسلسل المحزن رغم محاولاتها الجادة ومن ذلك " مصارعة الثيران" الشهيرة في أسبانيا وأمريكا اللاتينية حيث تستنفذ طاقة الحيوان وهو ينزف متألماً حتى يموت فيخر عاجزاً يلفظ أنفاسه والناس تهلل وترقص ...ومثله صراع الديكة في الهند حيث يزود كل ديك بألة حديدية مسننة في قدميه ويحرضان على الإقتتال وهو ممنوع في الإسلام بتاتاً (مجموع فتاوى الشيخ ابن باز 3/1179 ) ويعرف بحكم" التحريش" والإسلام شرع محمد صلى الله عليه وسلم يمنع هذا منعاً باتاً " كل لهو يلهو به ابن ادم باطل إلا المداعبة للخيل" ومنه الطريقة المستخدمة في تناول دماغ القرد في الفلبين حيث يثبت رأس القرد حياً بألة ومن ثم تستخدم أدوات حادة لشق رأسه واستخراج الدماغ والقرد حي يتألم دون قدرة على المقاومة.. أو الطريقة الأكثر شعبية لتناول السمك في اليابان حيث تخرج السمكة حية مباشرة من حوض السمك إلى الزيت المغلي لتقلى فيه مباشرة...
الفرق يا سادتي بين التشريعين عظيم....
والحكم للقارئ....
أما نحن فنقول إن هذا هو دين محمد صلى الله عليه وسلم وحسب..!
القرار:
نحيله بإذن الله للهيئة الشرعية للتأكد من خلوه من الأخطاء الشرعية والعقائدية ومن ثم إلى أقسام الترجمة - كل الشكر للأخت السيدة الفاضلة منجية بن صالح مع التقدير
____
|