صرير الأزاميل
حَزِينَانِ لَكِنْ ذَلِكَ الْحُزْنُ قُدِّرَا *** وَإِنِّي رَأَيْتُ الْبِئْرَ فِينَا تَفَجَّرَا
فَشَكَّلَ مِنْ عِطْرِ الأَكَالِيلِ عَنْترًا *** وَأَلْبَسَ أَلْوَانَ السَّعَادَةِ شَنْفَرَى
وَهَا هِيَ عَشْتَارُ الْوَدِيعَةُ تَنْحَنِي *** لِتُعْطِيَ تَمُّوزَ الْبِدَائِيَّ أَسْطُرَا
وَيَشْرَبُ غِيلاَنُ الْجِرَارَ عَتِيقَةً *** فَيَنْسَى بِأَنَّ الْحُبَّ أَصْبَحَ خِنْجَرَا
غَرِقْنَا وَبِئْرُ الْعِطْرِ ضَمَّ قُلُوبَنَا *** فَلَمَّا بُعِثْنَا؛ كُلُّ حَرْفٍ تَعَطَّرَا
أَلاَ أَيُّهَذَا الْعَاتِرِيُّ سَكَنْتَنِي*** فَطِبْ مَوْطِنًا إِنَّ الرَّحِيلَ تَعَذَّرَا
وَلَوْلاَ النِّسَاءُ اللاَّبِسَاتُ أَسَاوِرًا *** يُلَوِّحْنَ لِي مَا صَارَ حَقْلِيَ أَخْضَرَا
قَرَأْتُ مَوَاعِيدِي فَأَيْقَنْتُ أَنَّنِي *** إِلَى سَاحَةِ الْعُشَّاقِ جِئْتُ مُبَكِّرَا
فَلاَ يَغْضَبِ الْعُشَّاقُ مِنِّي إِذَا اسْتَوَى*** عَلَى قِمَّةِ الْجُودِيِّ قَلْبِي لِيَكْبُرَا
أَلَمْ تَبْنِ لِي سِيرِينُ خَيْمَةَ حُبِّهَا *** وَقَلْبِي عَلَى الشَّعْرِ الْوَثِيرِ تَعَثَّرَا
عَلِقْتُ وَلَمْ أَعْلَمْ مَتَى يُثْمِرُ الْهَوَى *** فَأَيْنَعَ قَلْبِي فِي هَوَاهَا وَأَثْمَرَا
وَصَرَّتْ أَزَامِيلٌ لِتَنْحَتَ شَاعِرًا *** أَذَابَ فُؤَادَ الْعَصْرِ حِينَ تَحَجَّرَا
وَأَسْلَمْتُ لِلسُّلْطَانِ كُلَّ جَوَارِحِي *** لِيَنْسُجَ مِنْ تِلْكَ الْجِرَاحَاتِ عَبْقَرَا
وَجَدَّدْتُ رُوحَ الأُغْنِيَاتِ أَمَامَهُ *** فَلَمْ أَسْتَطِعْ لِلْحُبِّ فِيهِ تَصَوُّرَا
وَمَاسَتْ غُصُونُ العِشْقِ تَحْضُنُ بَعْضَهَا *** غَدَاةَ الثَّرَى مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ تَطَهَّرَا
فَيَا سَيِّدَي تَمِّمْ أَكَالِيلَ فَرْحَتِي *** وَشَكِّلْ مِنَ التَّارِيخِ عِنْدِيَ أَعْصُرَا
عَلَى كُلِّ بُعْدٍ أَسْتَطِيعُ تَصَبُّرًا *** وَعَنْكَ مُحَالٌ أَسْتَطِيعُ تَصَبُّرَا
إبراهيم بشوات /الثلاثاء 26 أكتوبر 2010