مع أن هناك أكثر من نظرية حول أصل الشعب الفينيقي وتطوره إلا أن الأرجح أن الفينيقيين كنعانيون ومن أصول سامية و المقصود بالساميين شعوب من سلالة سام ابن سيدنا نوح عليه السلام إنتشرت منذ مايقارب 4000قبل الميلاد في منطقة الشرق الأدنى متنقلة من الصحراء العربية و المناطق الشبه الجافة إلى الأراضي الخصبة قرب دجلة و الفرات وإلى الغرب في اتجاه البحر الأبيض المتوسط و المنطقة المقسمة إلى سوريا و لبنان و الأردن و فلسطين حاليا.
إسم الفينيقيين مشتق من الكلمة اليونانية فوانيكس التي تعني نخيل التمر وترمز لحمرة الملابس الفينيقية وكذلك للون بشرتهم و الكلمة ذاتها هي اسم طائر الفينيق الأسطوري باللغة
الأكادية تعني كلمة كيناهي أو كِنْعاني اللون الأرجواني المائل للحمرة مايشكل نقطة إلتقاء بين التسميتين لنفس الشعب .
أما الفينيقيون فكانوا يسمون أنفسهم غالبا بالكنعانيين.
بالنسبة للنظريات القائلة بأن الفينيقيين من شعوب البحر أو المينوسيين و بأنهم ليسوا كنعانيين فقط نظرا لكونهم صاروا بحارين مهرة لهم مدن في بلدان كثيرة فإن ماأثبتته الأبحاث الجينية الحديثة يقصي هذه النظريات .
ففقد أكدت نتائج أبحاث الحمض النووي التي أجراها الدكتور سبنسر ويلز والدكتور بيير زلوعة لآلاف الأشخاص أن الفينيقيين يحملون خصائص جينية مختلفة تماما عن مثيلاتها عند شعوب البحر أو المينوسيين بل وخلص الباحثان إلى أن الفينيقيين كنعانيون وتميزهم بصمة الحمض النووي جي 2.
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]
الأسباب التي يعزي إليها المؤرخون عدم وجود الكثير مما يوثق للكنعانيين فيذكر البعض الرطوبة على السواحل اللبنانية التي قد لا تصمد معها الكتابات على الورق بل و حتى أن النقوش على الحجر لا تصمد طويلا إذا تعرضت للأمطار و الرياح وغيرهما من العوامل الطبيعية التي تساهم في المحو و التلف.
كما أن المناطق التي عاش بها الكنعانيون كانت استراتيجية و تثير مطامع الغزاة و القوى التي كانت موجودة آنذاك و عبر التاريخ بجيوش لا يستهان بها و بقوة تدمير وإتلاف لا يمكن تجاهلها.
نذكر من بينها بداية الآشوريين و البابليين و الحيثيين و الفراعنة ثم الإغريق والفرس و الرومان و البيزنطيين و من تلاهم بعد ذلك من صليبيين و بريطانيين و ألمان و فرنسيين.