تحياتي وأهلاً وسهلاً ومرحباً مجدداً بالأديب المبدع الأستاذ خيري حمدان
أهلاً وسهلاً مجدداً بالأستاذ الغالي مازن شما وأسئلته المتميزة
أهلاً وسهلاً مجدداً بالشاعر الغالي الأستاذ محمد نحال وأسئلته المتميزة
في بلاد المهجر دائماً يسألوننا إن كنا نحلم ونفكر بلغتنا الأم أم بلغاتهم؟
ولكن..
جميل وذكي السؤال وبديعة الإجابة
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://images2.layoutsparks.com/1/185984/vintage-floral-smoking-lady.jpg.gif');background-color:burlywood;border:4px double burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
كنت بحراً صاخباً تعشقني الدلافين والحيتان
كنت جبلاً تهيم عند قممي العصافير والطيور الجارحة والإنس والجان
كنت نهراً تغتسل عذارى الحيّ بين جنباتي ويسيل الشهد مع الشعر المتطاير في مرآة الظهيرة
كنت شجرة صبّار أقْطرُ الماءَ بين شفتيك الظمأى وأحبس ثماري عن قطّاع الطرق ومجوس الزمان.
كنت كتلة من الصخر يحفر العشّاق في قلبي أسماءهم ويمضون يبحثون عن شواطئ وكثبان
كنت بحراً تتراقص في أعماقي أمواج الشوق لجفنيك الناعسين
وبقيت أنادي طيفك المسافر حتّى عتبات الليل.
كنت جلاداً يقضي تحت شفرات مقصلتي شعراء البلاط ومنجمّي القبطان
كنت ريحاً يتوارى في جموحي حلمك وخفرك وكحل العين وأصابع المرجان
وعندما التقيتك ثانية أصبحت إنساناً .. أدركت أني محكوم بعشقك حتى يوم البعث
وبقيت أسير ريحانك، أتشبث برداءك كالطفل المدلّه بقلب الأمّ
تطاولت لقطف ثمارك فتوقف القلب عن الخفقان
وهمست في أذني
هل أنت زائر المساء .. إذن، أين باقات الورد والأقحوان؟.
كنت أحاكي جداول الدموع، لهاث الصحراء،مطبّات التاريخ وعبث الموت
هرب المستعمر من شراييني ..
نزع الأعلام من قلبي ومضى يبحث عن صكوك الغفران.
وفي البعيد لاحت ألوية التصحّر .. ضحك البحر طويلاً
للمرة الأولى امتنع عن نقل بوارج الأشقياء الى شواطئنا
إنهم يولدون اليوم بيننا .. يلعقون اللبن في أدغال الكراهية
يولد الوطن قزماً بين جنباتنا ويكبر .. يمارس اللعب فوق تلال الوهم
يولد الوطن ساخطاً يتيماً بين جنباتنا .. ويكبر حتى تبلغ قامته انبهار الثورة
هل كلّ من مات قتيلا وكلّ من سقط شهيدا؟.
يبدو الموت غريباً .. دخيلاً في هذي البلاد
هل كلّ من أثرى سارق ومحتال؟.
تبدو الحياة رماديّة اللون .. وفي كازينوهات المحلّة ينتحر الدينار
قصص الحب تتوالى ..
أحلام الثورة تُرْكِعُ شعباً انفرط كعقد أرملة، أم أنها ثورة الأحلام!
لغة واحدة، ملامح خطّها حريق الشمس فبدت كأرغفة الخبز .. ناضجة
تنتظر شفرة زياد ابن أبيه لتفضي الى مقبرة واحدة.
قدرٌ واحد .. والرصاص يأتي من مصنع غربيّ يقدّم الحليب لطفلي الرضيع
هدية.
وردة تشق طريقها وسط هذا الركام .. وتنجو من تلال الوحل والملح
وردة واحدة تعلن اليوم كلّ هذا العصيان.
( خيري حمدان )
[/align][/cell][/table1][/align]