التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,871
عدد  مرات الظهور : 162,413,321

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. > ملف القصة / رشيد الميموني
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10 / 08 / 2010, 32 : 03 AM   رقم المشاركة : [11]
ناهد شما
مشرف - مشرفة اجتماعية


 الصورة الرمزية ناهد شما
 





ناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: صفد - فلسطين

:more61: رد: الدار اللي هناك -2-

[read]
شكراً لك أستاذ رشيد على هديتك في هذا الشهر المبارك
الجزء الثاني من ( الدار اللي هناك )
تابعتك بتروي للجزء الأول واستمتعت كثيراً
ضحكت وبكيت وتألمت وشردت وفكرت وفي النهاية سررت
لأني علمت أنك ستنشر الجزء الثاني
منتظرة بفارغ الصبر
وفقك الله
دمت بخير[/read]
توقيع ناهد شما
 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
ناهد شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 11 / 08 / 2010, 33 : 01 AM   رقم المشاركة : [12]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الدار اللي هناك -2-

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما
[read]
شكراً لك أستاذ رشيد على هديتك في هذا الشهر المبارك
الجزء الثاني من ( الدار اللي هناك )
تابعتك بتروي للجزء الأول واستمتعت كثيراً
ضحكت وبكيت وتألمت وشردت وفكرت وفي النهاية سررت
لأني علمت أنك ستنشر الجزء الثاني
منتظرة بفارغ الصبر
وفقك الله

دمت بخير
[/read]

[align=justify]
أختي العزيزة ناهد .. حياك الله ..
ربما كان الفضل يرجع إلى تشجيعكم منذ البداية حتى استطعت إنهاء الجزء الأول و مباشرة الجزء الثاني .
وها أنذا أستمتع من جديد استمتاعا مضاعفا و اعود لأعيش كل اللحظات بروعتها بين الطبيعة التي عشقتها و التي يسري حبها في كياني مسرى الدم في عروقي ..
أملي أن يستمر إعجابك إلى النهاية وأن تكون هديتي المتواضعة في مستوى ذائقتك الأدبية الرفيعة .
دمت بكل المودة .
[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 08 / 2010, 57 : 02 AM   رقم المشاركة : [13]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الدار اللي هناك -2-

[align=justify]
(2)


صار أبي قائدا للحامية وازدادت أواصر العلاقة بينه و بين القائد الممتاز . وكان من عادتهما القيام برحلات عدة ، تارة إلى قمة الجبل و تارة إلى أسفل الوادي حيث الغدران و الخوانق ذات الغطاء النباتي الكثيف . فيصطادون اليمام و الأرانب . وكنت في بعض الأحيان أجلس على حافة الشط أرقبهما ينحدران إلى أسفل الوادي صحبة بعض الموظفين وثلة من البدويين ذوي الخبرة في قنص اليمام و درايتهم بأماكن تواجده ، فأظل أراقبهم إلى أن يغيبوا عن بصري ، ثم لا ألبث أن أسمع طلقات نارية ، فأعرف أن القنص قد بدأ .
وقد سمح لي أبي مرة بمرافقته ، لكنه لم يدعني بعد ذلك قط . ربما لأنه لم يستسغ حوار البعض أمامي وما تضمنه من كلمات بذيئة و روايات عن مغامرات عاطفية لبعض الشبان في ذلك المكان المنعزل المقفر .. حكايات أيقظت فضولي وأثارت تساؤلات جمة في ذهني .. كانت مع ذلك رحلة ممتعة عند "غدير شامة " و " المقطوعة " التي لم تكن تتوفر على ضفتين و إنما كان يحف بها جداران من الصخور الملساء الشاهقة حيث يتخذ اليمام أوكاره . و أذكر أنني شعرت ، و أنا أغطس في الغدير لأول مرة ، بالرهبة و انا ألتفت يمينا و يسارا فلا ألفي سوى صخورا صماء تعالت في السماء و صمتا رهيبا يلف المكان ، فينعش ذلك ذاكرتي ويعود بي إلى فترة اكتشافي لبيتنا الذي كان في يوم من الأيام مهجورا .
وأنا في وسط الغدير ، أخذت أرنو إلى أعلى الصخور المليئة ثقوبا و أوكارا تختلف أحجامها . بعضها على شكل كهوف صغيرة . وكانت الصخور التي على جهة الشرق امتدادا لسفح الجبل بحيث كانت تطل الأشجار من أعلاها كأنها تريد الغطس . ترى ماذا وراء تلك الأشجار ، وهل هناك من ورائها كهوف أكبر كالتي حدثني عنها صديقي "الأرنب" وعن روادها من المقامرين أو الهاربين من المخزن ؟
لكن هيهات .. زمن المغامرات ولى مع انتهاء حكاية المنزل رغم أن ما قرأته من الكتب التي تركها لي عمي الفاضل قد أثرى معجمي وصرت على دراية بكثير من المناطق القريبة من قريتي . وفيها ما يشتهيه كل عاشق للمغامرات ومحب للاستكشاف .
ولى ذلك الزمان . أما الآن فستبدأ مرحلة أخرى بعيدا عن "المجرى" . ترى هل أحتمل البعد عنها ؟ .. حقا ، إن هي إلا تسعة أشهر تتخللها عطل كثيرة يمكنني العودة أثناءها ، لكني أشعر أن هذا كثير . ولا أدري لم انقبضت نفسي وأنا أفكر بالمرحلة المقبلة رغم حبي للدراسة و شغفي بالمزيد من التحصيل .
انتبهت إلى صوت أبي يدعوني للالتحاق به كي نتناول الغذاء . وكعادتي شرد ذهني بعيدا و سبحت أفكاري موغلة في نسج أسفار و رحلات في الخيال ، بينما كان أبي يراقب بكل هدوء وصمت شرودي و انطوائي و ميلي شيئا فشيئا للعزلة ، ويجيب أمي الملتاعة :
- لا تقلقي .. هذا شيء طبيعي لمن في مثل سنه .
- لكن ، ألم تر نحافته و هزاله ؟ حتى الأكل صار ينفر منه . أين مني ابني المرح الأكول ؟
- لا عليك . فقط ، لا تكثري من لومه أو حتى سؤاله .
- يعني .. قلبي يتقطع عليه ولا أتكلم . أليس هو ابني ؟
ويطيب أبي خاطرها وهي تجهش بالبكاء قائلا :
- أنا أعرف لوعتك وقلقك عليه . هو ابني أيضا . اصبري قليلا ، فسوف يمر كل شيء بسلام إن شاء الله .
كنت أسمع ما يقولانه بشأني و أنا في غرفتي مستلقيا على فراشي ، أو مطلا من النافذة على الوادي الغارق في الظلام . ربما كانا يحسبانني نائما ، لكن همسهما كان واضحا وسمعت أبي يقول قبل أن يغادر مائدة العشاء حيث يجلس قبالة أمي وهما يرتشفان الشاي :
- لقد قررت إرساله مع الطالب "علي" إلى بلدة "تزخت" بناء على طلب والده . هي فرصة ليرتاح قليلا و يغير الجو قبل أن يرحل . لا يزال أمامه شهر بكامله .
- هل ترى ضرورة في ذلك ؟
- أجل .. وقد يفيده هذا خصوصا وأن ..
- ماذا ؟
لم أسمع بقية الحديث . ربما تشاغل أبي كعادته في أحكام غلق النوافذ حتى لا تتسرب الحشرات إلى الداخل . ثم أطفئت مصابيح الغاز وساد الصمت .
الطالب علي شاب ضرير يقدم إلى المجرى مرارا لزيارة أبيه الموظف بقسم الاتصالات اللاسلكية بالقيادة ثم يعود إلى بلدته بالمصروف الشهري للأسرة وبعض الحاجيات ، مع ما يدره عليه الأهالي كإعانة بصفته حافظا للقرآن الكريم ، قبل أن يلحق به أبوه بعد يوم أو يومين . ولكني لم أكن أعلم أنه يأتي وينصرف قاطعا الفيافي و القفار وحيدا دون دليل أو أنيس .
في البداية لم أستسغ فكرة الذهاب إلى "تزخت" ، قبل عودة جدتي من طنجة حيث اصطحبت معها أخي للعلاج من أورام في الفخذ ومغص يراوده بين الفينة و الأخرى .. غير أني كنت متحمسا لمرافقة الطالب علي إلى بلدته . قد يكون الطريق الذي كنا سنسلكه يذكرني بأشياء جميلة وغريبة حدثت و نحن نغادر القرية في يوم من الأيام .
حين عادت جدتي ، صدمت لما أصاب أخي من هزال و شحوب . . صار كالخيط هزالا ونحافة لكنه لم يفقد من مرحه و دعابته شيئا ، وعاد إلى مشاكسة الصغيرتين اللتين لم تكونا تطيقان فراقه رغم ذلك . فعاد إلى المنزل مرحه و بهجته بعد أيام من الصمت الذي لم يكن يتخلله سوى حديث والدي المعتاد عني و ضحكات أختي وهما تلاعبان القطط و الكلاب التي كانت تحوم حول المنزل بحثا عن الأكل أو اللعب . و في بعض الأوقات ، كنت أرى أبي قادما وهو يتصنع الغضب ، ممسكا بيد أختي الصغرى بعد أن وجدها توغل في الغابة مطاردة إحدى الدجاجات وبحثا عن بيضها ..
قال الطبيب لجدتي إن الأورام شيء بسيط ولا يدعو إلى القلق ، لكن المغص يمكن أن تكون له مضاعفات خطيرة بسبب ضعف بنية أخي . وبعودة جدتي و أخي واطمئناني عليه ، انصب كل اهتمامي على الرحلة إلى "تزخت" .
وعشية اليوم المقرر لذهابي إلى تلك البلدة ، كانت بلدة بجوار المجرى على موعد مع حفل زفاف ابن احد الأعيان الذي أصر على أن يكون حفلا لم يسبق له نظير . استدعى له كل من يعرف من الأهالي و الوجهاء ، وحرص على أن يبرز حضور رجال السلطة بما فيهم قائد المجرى و أبي و القائد الممتاز ، بل ودعا موظفين سامين من تطوان و شفشاون و الحسيمة . كم كان الحفل بهيجا ومترفا .. الذبائح لم تنته منذ الصباح و موسيقى الغيطة و الطبل لم تتوقف ، بل إن أجواقا من النواحي المجاورة استدعيت للحفل .. وكعادتي ، لزمت مكانا تحت إحدى الأشجار الكبيرة بالقرب من سرادق كبير نصب من أجل وجبة العشاء ، بحيث كان الظلام يغطي جزء منه مما مكنني من الاختفاء وفي نفس الوقت من رؤية كل من يمر. وكان بصحبتي صديقي الأرنب بينما انصرف الآخرون ينشدون الرقص و الغناء صحبة الجوق .. قال لي الأرنب :
- لم لا تذهب وترقص ؟
- ليست لي رغبة في ذلك .. لا تتحرج في الذهاب إذا كنت تريد ذلك .
الأرنب كان يريد أن يكون من أوائل الملتفين حول مائدة العشاء كي ينصرف باكرا . أما أنا فبقيت أنظر مليا هذه الحركة التي لا تنتهي وهذا الصخب الحميمي . إلا أني لم أكن أستطيع منع نفسي من النظر ناحية تجمع فتيات المجرى بحلتهن القشيبة ، وكنت أنسى نفسي و أتطاول بعنقي كأنني أبحث عن أحد . ولم أشعر إلا و أبي بجانبي يلمس كتفي قائلا :
- ألا تريد المشاركة في "الغرامة" ؟
- بلى .. لقد سهوت عن ذلك .
وانطلقت معه وأنا أشعر بالدم يكاد يفور من وجنتي . هل لاحظ أبي تطلعي نحو الفتيات ؟ لا يبدو عليه ذلك وإن كانت تلك عادته . يخفي كل شيء بابتسامته الخفيفة .
وصلنا إلى الباحة بقرب المنزل الذي بني على شكل قصر ، ووجدت حشدا قد أحاط بأحد الأهالي وهو يصيح كلما ناوله أحد شيئا :
- ..... وهذه بذلة من نوع تركال مهداة إلى العريس من السيد قائد المجرى الله يجازيه و يكافيه .... وهذه مائة درهم مقدمة من فقيه المسجد الله يعوض له و يرزقه ...
وهكذا استمرت الغرامة و الأوراق النقدية تتكدس والهدايا تنهال بوتيرة سريعة .. وكنت أتساءل عن غير وعي مني ما الذي يمكن أن يكون القائد الممتاز قد أهداه وهل حضرت لطيفة ذلك .
بعد أن شاركت في الغرامة انسللت قافلا إلى مكاني المفضل . وفي الطريق مررت بالبدويات الصغيرات و هن يضربن على الدف ويغنين ويزغردن .. لكن لم تغب عني نظراتهن الباسمة إلي وكأن موضوع أهازيجهن موجه إلي . كدت أتعثر بحجر ببساط أمامي وأسرعت أنزوي بجانب السرادق . ومرت إحداهن بالقرب مني و هي تحمل دفا كبيرا .. حدقت في لحظة ثم أسرعت حيث رفيقاتها . بينما تابعت طريقي نحو الشجرة فوجدت الأرنب قد عاد وهو لا يزال يمضغ فقلت ضاحكا :
- بالصحة و العافية .. هل امتلأت البطن ؟
- قليلا .
وضحك مقهقها .. كنت أعلم انه لن يكتفي بوجبة واحدة و أنه سوف يعيد الكرة و يتعشى ثانية .. وما كان انتظاره لي إلا لأرافقه ونجلس معا حول المائدة .
في تلك اللحظة بدت لي أم لطيفة مقبلة صحبة أمي و والدة العريس . لا بد أنهن متوجهات للعشاء .. أين تكون لطيفة ؟ ولم يتأخر الجواب .. فقد أقبلت من ناحية سرادق وانضمت إلى البدويات وهن يغنين . كان قد مر وقت طويل لم ألتق فيه بلطيفة فاشتد خفقان قلبي و أحسست أن الدم يكاد يتوقف في عروقي .
لا أنكر أني كنت ألاحظ التغير الذي طرأ على لطيفة واعتنائها بشأنها .. وكان ذلك يمتعني خاصة حين تعقص شعرها إلى الوراء وتربطه كخصلة واحدة على ظهرها .. لكني وجدت تلك الليلة لطيفة أخرى .. أنثى بكل ما تحمله الكلمة من معنى . فقد حرصت على أن تتأنق بشكل كبير و تنتقي أحسن ما لديها من ثياب ، فبدت أقرب لعروس منها إلى فتاة مدعوة وهي ترفل في قفطانها الأزرق وقد تمنطقت بحزام مزركش أبان عن خصر سوي في طور التكوين . كانت صاحباتها يتجاذبنها إلى الوسط كي ترقص ، لكنها كانت تمانع و هي تشير إلى من يحيط بها من الفتيان الذين كانوا يملأون الجو صفيرا .. ولم أدر كيف أدارت وجهها فجأة وراحت تنظر ناحيتي .. لا شك أن هناك من اخبرها بمكاني.. لا شك أن هناك من اخبرها بمكاني . لابد أن تكون تلك الفتاة التي التقيتها في طريقي وأنا عائد من الغرامة .. لن أنسى ابتسامتها الخفيفة و هي تمر بجانبي .
[/align]

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 15 / 08 / 2010 الساعة 26 : 06 PM.
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 08 / 2010, 57 : 02 PM   رقم المشاركة : [14]
ميساء البشيتي
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية ميساء البشيتي
 





ميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond reputeميساء البشيتي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: القدس الشريف / فلسطين

رد: الدار اللي هناك -2-

صباح الورد رشيد

أجمل ما في هذا الجزء أنك سحبتنا معك يا رشيد

وعشنا في تلك السن .. سن الطفولة .. بداية الشباب .. بداية الصبا ..

هي على كل الحالات مرحلة جميلة جدا ربما من أجمل مراحل العمر

وجميل جدا سرد هذه التفاصيل التي نقلتنا فعلا لقلب الحدث ولم أشعر

إلا بلطيفة وهي تبحث بعينيها عن ذلك الفتى ...

رائع يا رشيد .. وأنا الآن أنتظر على أحر من الجمر ماذا سيحدث فيما بعد

موفق يا رشيد ورمضان كريم .

توقيع ميساء البشيتي
 [BIMG]http://i21.servimg.com/u/f21/14/42/89/14/oi_oay10.jpg[/BIMG]
ميساء البشيتي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 08 / 2010, 16 : 02 AM   رقم المشاركة : [15]
ناهد شما
مشرف - مشرفة اجتماعية


 الصورة الرمزية ناهد شما
 





ناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: صفد - فلسطين

رد: الدار اللي هناك -2-


ولم أدر كيف أدارت وجهها فجأة وراحت تنظر ناحيتي .. لا شك أن هناك من اخبرها بمكاني .
نحن أيضاً لا ندري رشيد مَنْ هو الذي خبر لطيفة عن مكان الفتى
ننتظر بفارغ الصبر معرفة الفاعل وما حصل من لطيفة بعد ذلك
دمت بخير
توقيع ناهد شما
 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
ناهد شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 08 / 2010, 33 : 02 AM   رقم المشاركة : [16]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الدار اللي هناك -2-

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
صباح الورد رشيد

أجمل ما في هذا الجزء أنك سحبتنا معك يا رشيد

وعشنا في تلك السن .. سن الطفولة .. بداية الشباب .. بداية الصبا ..

هي على كل الحالات مرحلة جميلة جدا ربما من أجمل مراحل العمر

وجميل جدا سرد هذه التفاصيل التي نقلتنا فعلا لقلب الحدث ولم أشعر

إلا بلطيفة وهي تبحث بعينيها عن ذلك الفتى ...

رائع يا رشيد .. وأنا الآن أنتظر على أحر من الجمر ماذا سيحدث فيما بعد

موفق يا رشيد ورمضان كريم .


[align=justify]
يسعدني دائما أن أتلقى مثل هذا التعقيب الذي يطمئنني إلى أن ما كتبته لا يزال عند حسن ظن قارئه ..
لا أخفيك ميساء أن استمتاعي بالردود التي تثني على أجزاء "الدار اللي هناك" يعادل استمتاعي بإعادة قراءتها و أنا انقلها من جديد .
شكرا من كل قلبي .
[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 08 / 2010, 33 : 04 AM   رقم المشاركة : [17]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الدار اللي هناك -2-

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناهد شما
ولم أدر كيف أدارت وجهها فجأة وراحت تنظر ناحيتي .. لا شك أن هناك من اخبرها بمكاني .
نحن أيضاً لا ندري رشيد مَنْ هو الذي خبر لطيفة عن مكان الفتى
ننتظر بفارغ الصبر معرفة الفاعل وما حصل من لطيفة بعد ذلك

دمت بخير

أختي ناهد .
يقول عجز إحدى القصائد : "ويأتيك بالأخبار من لم تزود".. هناك ألف من يتطوع لنقل الأخبار مجانا ..(ابتسامة) سأضيف إلى الجزء السابق سطرا تكمن فيه الإجابة عن سؤالك .
سعيد جدا بهذا الأثر الطيب الذي تركته بداية الجزء الثاني من "الدار اللي هناك" وأعترف لك أني لا أحس بأي ملل و أنا أنقل وقائع القصة من الورق إلى الوورد ومنه إلى المنتدى .
كل هذا يزيد من متعتي لأني أحس أنني اعيش الأحداث من جديد .
شكرا لهذا التجاوب الرائع .
ودمت بكل المودة .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 08 / 2010, 31 : 06 PM   رقم المشاركة : [18]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الدار اللي هناك -2-

(3)
[align=justify]
كان التفاتها كافيا ليجعلني أذكر تغير تصرفاتها نحوي .. لكني كنت واقعا تحت تأثير غريب وأنا أنظر إليها في بهائها . وشعرت أنني لن أنعم براحة البال و لن أستمتع بالحفل هذه الليلة . أحسست بأن علي أن أغادر المكان ، وما لبثت أن تصنعت صداعا و طلبت من أبي أن يأذن لي بالذهاب .. طبعا كان الأرنب مهتاجا لقراري لكنه استمهلني لحظات ريثما يحصل على فرصة للعشاء ثانية . وكان لا بد لي أن أسايره . وقبل أن أذهب ، حرصت على أن أذكر أبي برحلتي ، فأجاب ضاحكا :
- لم أنس ذلك .. الطالب علي سيبيت مع أبيه هذه الليلة ، وسنعود سويا بعد الحفل .
عدت إلى المنزل وجسمي ينتفض . ماذا جرى لي ؟ هل هو من أثر رؤيتي للطيفة ؟ هل لأني لم أجرؤ على التقدم إليها لمحادثتها ؟ أم أن ابتسامها لبعض الفتيان ، وخاصة أبناء الموظفين القادمين من بعيد ، وهم يطرون جمالها أغاظني ؟
كنت أصعد مرتفعا والأرنب في أثري ، والصخب يخفت شيئا فشيئا حتى وصلت إلى الشط حيث أشرف على الحفل وقد توهجت أنواره لكثرة المصابيح خاصة الغازية منها . ودعني الأرنب و انصرف تجاه المنبع حيث مسكنه وهو يتفحص ما غنمه من زاد . أما أنا فلم أكن أدري إن كنت لا زلت راغبا في الرحلة أم أنني حدثت والدي بذلك في لحظة انفعال .
وجدت جدتي لا زالت ساهرة و قد اضطجعت بجانب إخوتي الثلاثة .. لا شك أنهم سعدوا بإحدى حكاياتها الجميلة . بادرتني بالسؤال عما جاء بي في هذه الساعة و الحفل لم ينته ، فأجبتها بأني أشعر بصداع .
- هذا أحسن .. ارتح قليلا .. ما هناك سوى الضجيج .
هكذا كانت جدتي .. تؤيدني مهما كان تصرفي .. و لو قلت لها إني سأعود إلى الحفل لقالت لي إذ ذلك أفضل حتى أسري عن نفسي و أمرح مع الأصحاب .
- سأخرج إلى لحديقة قليلا .
- حسنا .. الجو حار .. والجلوس هناك مريح لك .
ابتسمت لجوابها المتوقع ، وخرجت ألتمس أقصى ركن من الحديقة حيث شجرة التين الفارعة . جلست مستندا ظهري إلى جذعها الضخم و نظرت إلى أعلى متأملا النجوم وقد اختلفت أحجامها .. حتى أن بعضها بدا على شكل ضباب . ثم شعرت بالتعب والنعاس يدب إلى جفوني . وحين عاد والداي من الحفل كنت قد نمت ، ولم أفطن لدخولهما ..
قضيت نصف اليوم التالي في تعهد بعض الورود في الحديقة و لم أغادرها حتى نادتني أمي للغذاء وأصرت على أن آكل بما فيه الكفاية حتى تطمئن علي و أنا في رحلتي المقبلة .. وعلى مائدة الغذاء تحدث أبي عن الطالب علي و عن أشياء أخرى لم أنتبه إليها لشرود ذهني و سهومي أثناء الأكل .
انطلقنا بعد العصر بقليل وسلكنا نفس الطريق الذي اتبعناه أنا و أسرتي يوم كنا نرحل عن القرية . فهاجت أشجاني وانهالت الذكريات على مخيلتي و كأنني أعيش من جديدي نفس الأحداث .
حين وصلنا إلى أسفل الجبل الذي يذكرني دائما بصورة غلاف الكتاب المدرسي المقرر باللغة الفرنسية ، لمحت كوكبة من الفتيات قادمات من منبع قريب . كلهن كن بدويات باستثناء لطيفة التي كانت تتقدمهن وهي تلتقط بعض الأزهار .
خفق قلبي بعنف ولم أدر هل يتوجب علي المبادرة بالتحية أم لا . لكني نظرت إليها وأنا أبتسم منتظرا أن تسألني عن وجهتي التي رما كانت تعرفها . لكن شيئا من هذا لم يحدث . بل فوجئت تشيح عني بوجهها وتبتعد مع رفيقاتها وهي تهمهم بكلام لم أفهمه . غير أن قهقهة الفتيات وهن يتبعنها مهرولات أثارت حفيظتي وشككت ، بل أيقنت أني موضوع سخريتهن . هل كن يتندرن بي ؟ ماذا عساهن أن يقلن ؟ هل ذكرت لهن شيئا عني أثار كل هذا الضحك ؟
لم أشعر إلا و أنا أنادي بصوت مرتفع الطالب علي وهو يستريح على صخرة صغيرة :
- هيا بنا سريعا .. فالمكان وسخ و مليء بالحشرات .
ساد الصمت وتوقفت القهقهات ، بينما التفتت إلي لطيفة برهة . تبادلنا النظرات ، ثم ، فجأة ، رأيتها تولي وجهها شطر القرية و تهرول مجهشة بالبكاء .
هل أخطأت و تسرعت بالتعبير عن غضبي وظننت السوء بما همست به لرفيقاتها ؟ كان شعوري مزيجا بالارتياح لما قلته لها وبشيء من تأنيب الضمير . فأخذنا نصعد الجبل وأنا لا ألوي على شيء ، و الطالب علي يسير أمامي حين لا أميز الطريق وتتشعب أمامي عدة مسالك . كان يخطو بثبات وكأنه يحفظ الطريق عن ظهر قلب أو كأنه يراه . وكنت أنظر إلى قمة الجبل وأعيش لحظات الدراسة . نفس الشكل و نفس الجو الذي كنت أعيشه مع النصوص بتوالي الفصول الأربعة وأنا في حجرة الدرس .
وما زلنا نصعد حتى وصلنا إلى القمة حيث ألقيت ، كما فعلت سابقا ، آخر نظرة على المجرى وهي تودع آخر شعاع من الشمس المتوارية شيئا فشيئا وراء الجبل الكبير ، فزاد ذلك من انقباضي رغم جمال المنظر . وسرحت بذهني إلى ما حدث بيني و بين لطيفة فلم أعد أرى الطريق من شدة تأثري . وفي لحظة عثرت بحجر فتمزق حزام حذائي المطاطي . وانتبه الطالب علي إلى تلكئي في المشي فتوقف و قال :
- هل تعبت ؟
- لا ، ولكن حزام حذائي تمزق .
- حسنا ، لنسترح عند تلك الصخرة ، وسوف أصلح لك حذاءك .
التفت حيث أشار ، فوجدت الصخرة كما قال مما زادني تعجبا و اطمئنانا لصحبته وسط هذا المكان القفر . جلسنا و الظلام قد بدأ يغزو الأفق . رأيته يخرج من فتحة جلبابه خيطا و إبرة ثم طلب مني أن أناوله فردة الحذاء . ولم تمض دقائق معدودة حتى كان الحزام قد خيط بإحكام . وسألته :
- هل هذا الطريق يؤدي إلى "قنطرة ربي" ؟
- لا .. لقد تركنا الطريق إليها خلفنا .. ذاك الذي ينحدر إلى اليمين . هل زرت القنطرة يوما ؟
- نعم .. لكني نسيت الطريق إليها . متى سنصل إلى "تزخت" ؟
- بعد قليل .. لاشك أنك متعب .
- لا ، ولكن الليل قد أقبل .
- لا تخف .. أنا أعرف الطريق جيدا .
بالنسبة للبدوي ، فإنه حين يقول لك إنك ستصل بعد قليل فإن ذلك يعني أن عليك المسير أكثر من ساعة ، وحين يشير بيده إلى أن المكان قريب ، فمعناه أن المسافة قد تشمل جبلا أو على الأقل هضبة . هكذا كان شأني مع الطالب علي ونحن لا ننتهي صعود مرتفع أو نزول منحدر حتى تناهى غلى مسامعنا نباح كلب وتراءت لي بعض الأنوار الخافتة المنبعثة من قناديل غازية . وكأن الكلب عرف رائحة صاحبه فأقبل يتشمم قدمه و يتعلق بجلبابه ابتهاجا بمقدمه .
لم أكن أميز شيئا مما يحيط بي و انا أتقدم نحو أحد البيوت ملتصقا بالطالب علي وهو يلج الباب بثبات . ملأت انفي رائحة الماشية وهي تجتر وتخور و تثغو . واستقبلتنا ربة البيت بالترحاب بينما لزم أبناؤها الخمسة الآخرون الصمت وهو ينظرون إلى ابن القبطان بفضول . بل منهم من توارى خلف أمه بعين واحدة في حين اختفى نصف وجهه وراء ملاءتها .
كنت منهكا و أحس بانقباض . ربما بسبب مفارقة أهلي وحلول الظلام الذي زادني وحشة . وقد يكون للأثر الذي خلفه في نفسي ما حدث بيني و بين لطيفة عند الأصيل . لكني سرعان ما استسلمت للنوم فور استلقائي على الفراش غير عابئ بالطالب علي يناديني للعشاء ورائحة الدجاج تملأ خياشيمي .
[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 19 / 08 / 2010, 30 : 09 PM   رقم المشاركة : [19]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الدار اللي هناك -2-

(4)
[align=justify]
أفقت عدة مرات لأجد نفسي ممددا على مصطبة من الطين مفروشة بغطاء صوفي سميك . حاولت تمييز الأشياء من حولي والإطلالة من نافذة صغيرة بالحجرة ، فلم أر سوى الظلام .. ومع مرور الوقت بدأت المعالم تتضح أمامي مع بزوغ أولى خيوط النهار وهي تنير الأفق ، في الوقت الذي بدأ صياح الديكة يتعالى في استرسال ممتع .
توضأت و صليت الصبح وأنا أحس بالبرد ، وأخذت أبحث عن رداء أغطي به كتفي على الأقل ، ثم نهضت إلى الباب وفتحته لأجد نفسي أمام منظر عجيب .. فأمامي كان منحدر سحيق لا ينتهي إلا عند الوادي ، ومن ورائي جثم الجبل بكل جبروته وهيبته ، بحيث بدا لي المنزل وكأنه معلق على سفحه ، بينما امتدت على يميني حقول مائلة وقد تناثرت عبر أرجائها أشجار التين و البرقوق و المشمش و الكرز وبعض أشجار التفاح و الإجاص و الجوز .
ندت حركة من ورائي ، فالتفتت لأجد إحدى أخوات الطالب علي تقول مطرقة :
- "عزي" (أخي الأكبر) يدعوك "لتخرف" ..
و"تخرف" معناه تناول فاكهة الخريف . ومن عادة البدويين أن يتناولوها طازجة ، خصوصا التين ، بحيث تكون باردة ندية في هذا الصباح الجميل و الشمس لم تشرق بعد . فما كان مني إلا أن أسرعت متجنبا الانزلاق في المنحدر وذهبت إلى حيث أشارت الصبية فمررت في طريقي ببئر عريض على شكل بركة ، لكنه ضحل ، و الطالب علي جالس في وسطه يستحم وقد دهن رأسه الحليق وسائر جسده بمسحوق الصابون الخاص بالأواني . أخذتني رعشة و سألته :
- ألا تشعر بالبرد ؟ .. الماء مثلج في هذا الوقت .
- نعم هو بارد ، لكنه صحي و منعش ، وأنا تعودت على هذا .. هل تجرب ؟
ضحكت و أنا ابتعد كي لا يصيبني رذاذ الماء وقلت :
- لا .. لا .. شكرا ، وبالصحة و العافية .
ومع إطلالة أولى أشعة الشمس وأنا في أعلى شجر التين ، تبين لي كم هو ساحر منظر هذه البلدة التي لا يزيد عدد دورها على العشرة ، وكم هو بهي ما يحيط بها من غابات و قمم حقول مشرئبة نحو الوادي . أما الأشجار فكانت تغطي المنطقة وتلونها بخضرة يانعة تزيدها زرقة السماء الصافية جمالا وحسنا لا نظير لهما .
قضيت وقتا في تسلق أشجار الفاكهة وتأمل الأفق البعيد ونفسي تلهج بالشكر سرا لأبي على فكرته بإرسالي إلى هذا المكان البهيج . كنت أتسلى بتسلق أشجار الكرز وحين أرى عنقودا يتدلى أمد شفتي لألتهم حباته .. وسرعان ما انضم إلينا جميع إخوة الطالب علي وهم يتسلقون الأشجار في خفة و مهارة القردة . وكانت إحداهم ذات مزاج عصبي ولم تشبه الباقي في نظرتهم الخجولة المشوبة بالفضول والإعجاب إلى الوافد الجديد ولا في انبهارهن بمكانته كابن قبطان . ولست أنكر أني كثيرا ما كنت أحس ببعض التعالي إزاء من أرافق من زملائي البدويين وهم يحيطون بي متأملين حذائي اللامع أو بذلتي الجديدة وسروالي القصير إلى حد الركبة . لكن أمي وهي تلاحظ ذلك قضت وقتا طويلا في إفهامي أن كل الناس سواسية وبالتالي يجب أن أعامل زملائي كإخوة . غير أني و أمام عناد هذه الفتاة و غلظتها وخشونة طباعها ، عاد إلي شعوري بالتعالي من جديد ، فقلت لها بعد يومين من قدومي عندهم وهي ترفض تسليمي أحد الفخاخ لاصطياد الطيور بحجة أنني لا أعرف استعماله و أنني سوف أعطبه :
- أنت لا تصلحين لأن تكوني مع الآدميين .
أحست بقساوة كلامي و رمقتني بعينين حادتي النظرات . صمتت قليلا قبل أن تجيب بحزم :
- وأنت ؟ لا تصلح لأن تكون ضيفا .. لماذا أتيت ؟
كان الرد أشد وقعا على نفسي ولم أتحمله ، فتركت الشجرة وعدت إلى البيت لأجد الطالب علي جالسا وشفتاه تتمتمان بآيات قرآنية . ثم توقف و سألني :
- هل "خرفت" بما فيه الكفاية ؟
لم أجب ، إذ كنت أشعر بغصة ، فسأل من جديد :
- مالك ؟ هل آذاك أحد ؟ أين هي فاطمة ؟
لقد أدرك بحدسه أنها هي سبب وجومي ، وانبرت الفتاة في تلك اللحظة من ورائي وكأنها خمنت ما سوف يقال عنها . وانتبه أخوها لوجودها فصاح بها :
- أيتها الشيطانة .. ماذا فعلت اليوم أيضا ؟
- لا شيء عزي .. ماذا يحسب نفسه ؟ في وجهه نور ؟
- اخرسي ..أهكذا يعامل الضيوف ؟
لم ترد ، لكنها كانت تنظر إلى الطريق المنبعث من الغابة وكأنها تتابع حركة أحد القادمين . و بعد لحظات أقبل علينا الأب وقد تثاقلت خطواته تعبا ، فحرك قدومه في نفسي شجونها وكأنني شممت فيه رائحة المجرى ومن فيها فغلبني البكاء و أنا اسلم عليه .. وسألني :
- كيف حالك يا بني ؟ وهل طابت لك الإقامة بيننا ؟
لم أجب على التو ، وبعد جهد جهيد قلت و أنا أغالب دموعي :
- أريد العودة إلى منزلنا .
وأسرعت فاطمة تقبل يده كما فعل أخوها .
- لماذا ؟ هل مللت أم أن أحدا آذاك ؟
قال ذلك و نظر إلى فاطمة التي أسرعت إلى داخل البيت وهي تغمغم :
- سأعد لك الماء لتتوضأ يا أبي .
لمحت شبه ابتسامة على وجه الرجل وهو يهز رأسه ، أو ربما تخيلت ذلك وهو يتابع الفتاة بعينيه ، فأخذني من يدي قائلا :
- أسرتك تسلم عليك .. الكل بخير .. هيه .. هل أعجبتك "تزخت " ؟
هدأ روعي قليلا لكني كنت أود في قرارة نفسي لو يرافقني أحد في تلك اللحظة عند أهلي . كان ذلك مستحيلا طبعا .
- أعجبني الدوار كثيرا .. لكني اشتقت لأسرتي .
- بهذه السرعة ؟ لا بأس ، عمك الفاضل لم يمنحوه إلا يوما واحدا .. وسوف أعود غدا إن شاء الله وآخذك معي .
- حقا ؟
نطقت بالكلمة دون وعي مني . شعرت بالفرح وأنا أشد على يديه امتنانا . وتوالى الإخوة و أمهم يحيون الرجل بينما بقيت فاطمة بالخارج ، يطل رأسها بين الفينة و الأخرى متوجسة خيفة مما قد ينالها من عقاب .
- تعالي أيتها العفريتة . ماذا حدث حتى مل ضيفنا سريعا منا ؟
وقبل أن تجيب فاطمة ، بادرته قائلا و أنا لا زلت تحت وقع نشوة العودة الوشيكة إلى المجرى :
- لا شيء عمي .. أنا لم أحسن التصرف وهي كانت على حق . لقد جرحتها بكلامي الفظ .
- الحمد لله .. لم يعد هناك مشكل .. لقد أحسن أبواك تربيتك يا بني وأنا فخور بصحبته .
- أولادك طيبون مثلك يا عمي ومثل خالتي الصافية .. خصوصا فاطمة .
كانت الصبية تتابع الحديث مشدوهة أمام ما تسمعه ، غير مصدقة هذا الانقلاب المفاجئ في تصرفي ، فما لبثت أن أجهشت بالبكاء وتراجعت إلى الخلف وتختفي وراء الباب ، في حين وقفت أخواتها مطرقات في صمت ، ثم أقبلن يلثمن يد أبيهن الواحدة تلو الأخرى .
[/align]
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 08 / 2010, 59 : 02 AM   رقم المشاركة : [20]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

رد: الدار اللي هناك -2-

الأخ العزيز الأستاذ رشيد الميموني
قضيت السهرة هذه الليلة وأنا أقرا " الدار اللي هناك" من بداية
الجزء الأول وحتى نهاية ما كتبته , وقد استمتعت جداً جداً بهذه
القصة الرائعة وهذا السرد الشيّق . وعلى أحر من الجمر بانتظار
الفصول الأخرى من هذه القصة , التي أخذتني معها إلى كل مكان
في الجبل والوادي والدار , وإلى أسمى العلاقات الإنسانية .
مرة أخرى أسجل إعجابي وتقديري .
توقيع بوران شما
 بيننا حب أمامنا درب وفي قلوبنا أنت يارب
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شجرة الدار طلعت سقيرق كلـمــــــــات 2 31 / 03 / 2022 45 : 06 PM
أيا خصيم هاته الدار حسن الحاجبي فنجان قهوة ومساحة من البوح 7 07 / 06 / 2011 37 : 11 PM
نفديك يا شهداء الدار البيضاء(دكرى16ماي) محمد المسفيوي فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 0 20 / 05 / 2009 03 : 03 AM
الطفلة التي نسيت قدميها على سطح الدار.. مازن شما الخاطـرة 0 23 / 01 / 2009 31 : 06 AM
( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ) آنست نوراً مكارم الأخلاق 1 18 / 04 / 2008 42 : 08 PM


الساعة الآن 42 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|