التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,861
عدد  مرات الظهور : 162,366,457

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > إسرائيليات > اعرف عدوك
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 04 / 04 / 2011, 23 : 02 PM   رقم المشاركة : [11]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين

2
نظرة على وضع التسوية السلمية
قبيل المعركة الانتخابية 1999م
اهتمت مختلف الأوساط السياسية والدبلوماسية الإقليمية والدولية في منطقة الشرق الأوسط، ولعل موضوع الانتخابات الإسرائيلية، من أهم الأمور التي تحتل حيزاً هاماً في تفاعل الأحداث السياسية في المنطقة رغم أن الاعتداءات الأميركية على العراق بدون سقف دولي واختلاف مجلس الأمن الدولي على الدور الأمريكي الجديد وانقسامه على بعضه البعض شكل انطباعاً هو أن المنطقة تتسارع فيها الأحداث بشكل مثير لصالح قوى التطرف وبالأخص القوى الإسرائيلية المتطرفة في اليمين الصهيوني وأحزابها التي مزقت العملية السلمية بين (العرب- وإسرائيل)، وبما شهدته من أزمات متلاحقة منذ استلام رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للسلطة في إسرائيل[154]، وهي مجموعة أزمات مفتعلة انتهت إلى أزمة خطيرة أدت إلى انهيار عملية السلام رغم الجهود المتواصلة من الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والدول العربية لدعم عملية السلام وفق منظور مؤتمر مدريد، وإذا وجدنا عقلية نتنياهو المتخبطة في وحل التطرف فإن تلك العقلية تدفع باتجاه دعم القوى اليمينية المتطرفة في إسرائيل لنسف عملية السلام برمتها.
لقد دعت أولبرايت إلى "ضمان أمن إسرائيل" كما دعا جيمس بيكر ووارن كروستوفر أيضاً إلى ضمان ذلك الأمن ومساعدته ضمن المرحلة الجديدة من أجل استيعاب مليون مهاجر يهودي جديد من روسيا وما كان يعلبه بسميرتينخ وزير الخارجية الروسية في جولته في الشرق الأوسط بداية التسعينات[155].
أولاً- نتنياهو نموذج إسرائيلي للتطرف والخداع:
استخدم نتنياهو مختلف أساليب الكذب والمداورة للتملص من نصوص اتفاقية "واي بلانتيشن" والخاص بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في 13% من الأراضي الفلسطينية المحتلة على أن يكون هنالك 3% محمية طبيعية (أمنية المحتوى والأساس) وعلى أن تطبق سلطات الاحتلال- والطرف الفلسطيني ما جاء بالاتفاقيات في خلال (12) أسبوعاً وإطلاق سراح معظم السجناء السياسيين وبخطوة استعراضية أطلق فقط (700) معتقل معظم جرائمهم جنائية وليست "سياسية".
حاولت سلطات الاحتلال التدخل بالشؤون الداخلية للسلطة الفلسطينية إلى الحد الذي طلبت فيه تسليمها قائد الشرطة الفلسطينية (غازي الجبالي) وعلى تذكير السلطة بأنه يتوجب عليها تطبيق اتفاق واي بلانتتيش من طرفها فقط[156].
إضافة إلى إلغاء بنود من الميثاق الوطني الفلسطيني ومصادرة الأسلحة غير المرخصة وتحديد حجم جهاز الشرطة بـ 12 ألف شرطي وعلى أن يكون نشاط الشرطة الفلسطينية ضمن الأراضي الفلسطينية فقط، بينما تخترق الشرطة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية الحواجز والمناطق الفلسطينية لاعتقال من تشاء، أو ملاحقة من تسميهم "بالإرهابيين" وهم مناضلون ضد الاحتلال الصهيوني.
لهذا السبب أو لغيره تتساءل الشخصيات الفلسطينية وقوى وفصائل المعارضة ماذا سيحقق اتفاق واي –ريفر للشعب الفلسطيني؟، وماذا ستجني السلطة من إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني؟، سوى ضرب وحدة الشعب الفلسطيني وشق صفوفه[157]، وإذ جاء ردها على كل ذلك بأنها عقدت مؤتمراً وطنياً تأسيسياً في دمشق غير فّعال وبخاصة بانسحاب الأستاذ خالد الفاهوم منه لأسباب معينة وشكلت "لجنة متابعة عليا" لمعارضة السلطة واتفاق واي-ريفر، ويلاحظ التعارض الكبير في الساحة الفلسطينية بين السلطة وفصائل المعارضة التي تجد أن السلطة صارت أداة طيعة بيد نتنياهو وحكومته مع الأخذ بالاعتبار اللوحة الحزبية الداخلية في "إسرائيل" المضطربة بسبب سياسة نتنياهو الذي يقترب أكثر فأكثر من عقلية التطرف اليميني البغيض، ذلك أن "إبراهام شافيرا" أصدر "فتوى" تهدد كل من يؤيد اتفاق واي-بلانتيش الذي اعتبره كارثة على "إسرائيل" واليهود، حيث يتبلور تحالفاً متطرفاً قوياً بين ميخائيل كلانير وحزبه الجديد "وجبهة أرض إسرائيل" بالإضافة إلى هدف المتطرفين اليهود بالاستعداد لتطبيق السيادة الإسرائيلية الجديدة على مناطق يهودا- والسامرة (الضفة والقطاع) حتى على تلك الأراضي التي أخذتها السلطة بالشكل السلمي وضمن اتفاقيات دولية وبشهادة أمريكية.
وهم يعتبرون أن تلك الأراضي أرض "إسرائيل"، ويساند هذه الحركات (مجلس الحاخامات الصهاينة) ويسعون مع (إسحق شامير) و(بيني بيغن) إلى إخراج نتنياهو من السلطة لأنه خان المعسكر القومي بتنازله عن أجزاء من اليهودا والسامرة وقام حزب المفدال المتعصب (9 مقاعد في الكنيست) رفع شعارات قبل أيام إلى أن تكون أرض إسرائيل خالية من العرب وكان زعيمه إسحق ليفي، وحنان بورات، دعو إلى منافسة نتنياهو في الانتخابات المقبلة، مقابل دعوة جبهة أرض "إسرائيل" (17عضواً في الكنيست) للدعوى نفسها ومنافسة رئيس الحكومة، وكذلك سعى تكتل (يهوديت هتواره) (4 مقاعد) وتضم حزبي موليديت واغوادات يسرائيل بقيادة (غاندي) رحبعام زئيفي، وهدف هؤلاء جميعاً العودة إلى الوراء للحصول على أراضي السلطة الفلسطينية في الضفة والقطاع وترحيل الفلسطينيون وفرض السيطرة الصهيونية عليها.
أما رفائيل ايتان دعا إلى "إيجاد أرض إسرائيل" الشاملة التي هي هدف جوهري لسياساته مع بيني بيغن واهود ألمرت.
أما الأحزاب التي تسمى يسارية في اللوحة الانتخابية الإسرائيلية المؤيدة لاتفاقيات (واي- ريفر) وتأييد السلطة الفلسطينية وإقامة سلام دائم معها، دعت إلى خوض الانتخابات في أيار القادم، ودعا حزب (ميرتس) إلى تأجيل الانتخابات إلى حزيران لإحراج نتنياهو أكثر وتعريته أمام الجمهور الناخب، وتزداد الضغوط عليه أكثر من أجل تطبيق اتفاقيات واي-ريفر مع الفلسطينيين من قبل هذا التيار بما فيها جبهة (حداش).
ثانياً-أزمة داخلية في الحكومة الإسرائيلية:
انسحب إسحق مردخاي وزير الدفاع الإسرائيلي من الحكومة لأسباب عديدة، وإثر ذلك اتهم مردخاي رئيس الحكومة بأنه شخص كاذب ومراوغ ويضلل الوزراء والناس معاً، بعدها مباشرة عصفت بتكتل الليكود أزمة حادة وحالة تشرذم أدت بالنتيجة إلى خروج وزير الدفاع الإسرائيلي من الحكومة وتشكيله لحزب جديد بعيداً عن الليكود وسياسته والذي انقسم الأخير على نفسه إلى عدد من الأحزاب مما فسح المجال أمام (حزب العمل) لتكون له فرصة مواتية لنجاح مرشحه في الانتخابات القادمة.
والصراع والتنافس يجري الآن على أشده في اللوحة السياسية والحزبية الإسرائيلية، وحاول موشي أريتر سرقة الأضواء من نتنياهو فلم يستطع الأمر الذي دفع بالأخير إلى وضعه وزيراً للدفاع بدلاً عن (إسحق مردخاي) وواعداً إياه في حكومته الجديدة أن يكون وزيراً للحرب الإسرائيلية، وقد قبل موشي أريتر بما قدمه له رئيس الحكومة الإسرائيلية وبدأ مهامه بشيء من الإثارة وفرض الذات وقيامه بتفقد الجيش الإسرائيلي وقوات أنطوان لحد في الحزام الحدودي، وطمأنة ميليشيات القوات اللبنانية في جنوب لبنان بأن هناك (خططاً جديدة)، سيتم تنفيذها لتدعم موقعهم ونشاطهم بدلاً من أنطوان لحد لأسباب تمس نزاهته ودوره في تهريب المخدرات والبضائع مع بعض الضباط الإسرائيليين من وإلي إسرائيل عن طريق لبنان والعكس.
ويريد موشي أريتر تحقيق مكاسب سريعة لنتنياهو قبيل الانتخابات بعد تصريحه الذي أكد فيه:
"أنه لا يمكن الانسحاب من الشريط الحدودي لأن العملية تنطوي على مغامرة كبيرة "وطالبت جمهرة من الناس بما فيهم النسوة من قيادة الجيش الإسرائيلي الانسحاب من الشريط الحدودي والجنوب اللبناني فوراً حينما قام (حزب الله) وقواته في جنوب لبنان برشق المستوطنات الصهيونية قبيل عيد الفطر 1999م بمجموعة صواريخ الكاتيوشا التي أصابت بعض المستوطنات رداً على مقتل أسرة لبنانية كاملة مشكّلة من أم وخمسة أولاد صغار نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي لمناطق البقاع اللبناني، وتزداد التوترات على الحدود في جنوب لبنان بسبب اعتماد رئيس الحكومة الإسرائيلية على سياسة ضرب العملية السلمية وعدم الالتزام مطلقاً بقرارات الشرعية الدولية وبالأخص قرار مجلس الأمن رقم (425) للانسحاب غير المشروط من جنوب لبنان وبشكل فوري.
وتصر حكومة نتنياهو إصراراً واضحاً على التمادي بالمواقف المتطرفة إزاء عملية السلام برمتها ليس في جنوب لبنان فحسب بل وفي الجولان، حيث تم استصدار قرار في الكنيست الإسرائيلي يفرض ضم الجولان وجنوب لبنان نهائياً ويتهرب من استحقاقاته في الأراضي الفلسطينية وعدم الالتزام بملفات التسوية فيها، وبخاصة بعد أن ألغى (المجلس التشريعي الفلسطيني) أي (المجلس الوطني للسلطة) النقاط المتعلقة بتدمير دولة إسرائيل وعدم الاعتراف بها باعتبارها كياناً استعمارياً مصطنعاً.
ومن الملاحظ أن العملية الانتخابية الإسرائيلية، أخذت أهمية كبيرة في الأوساط الإقليمية والعالمية نظراً لأهميتها في المرحلة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط لأنه على أساسها تجري عملية التركيب والترتيب في العمل السياسي الإقليمي بمختلف اتجاهاته وعلى ما يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لإحراج رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي بالتشديد على إجراء انتخابات لا يكون فيها نتنياهو حاصلاً على فرص كبيرة للنجاح، ونتيجة منطقية للخسارة الكبيرة التي تواجهها "إسرائيل" في أوروبا والولايات المتحدة كنتيجة للتعنت والكذب والخداع الذي يمارسه في سبيل ضرب العملية السلمية برمتها وجر المنطقة إلى أتون صراع وحرب لا تعرف نتائجها. وبخاصة أن هنالك استياءً عاماً في "إسرائيل" نفسها تدعم قيادة الجيش نفسه حيث تبنت تلك القيادة وجهة نظر إسحق مردخاي في ضرورة الانسحاب من جنوب لبنان وعدم التورط في معارك تخسر فيها القوات الإسرائيلية أكثر مما تربح، وبخاصة أن سماحة السيد (حسن نصر الله) زعيم حزب الله أشار في الصحف وفي التلفزة اللبنانية قبيل عيد الفطر 1999م وبعده أن على الحكومة الإسرائيلية أن تدرك جيداً أن جنوب لبنان لا يمكن أن يدخل كسلعة في الحملة الانتخابية الإسرائيلية وأن حزب الله سيرد على الهجمات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ كاتيوشا على المستوطنات الإسرائيلية.
من الواضح أن خسائر إسرائيل في جنوب لبنان عام 1998م هي خسائر كبيرة وعلى مدار السنوات الماضية حاول نتنياهو الضغط على الجيش الإسرائيلي كي يمارس شتى السبل من الحصار والقتل والقصف المدفعي والجوي الأمر الذي أحدث شرخاً كبيراً في الجيش الإسرائيلي نفسه وعلى إثره انسحب إسحق مردخاي من وزارة الدفاع يتحدى فيه بالوقت نفسه الأسلوب الهمجي المتطرف الذي يمارسه نتنياهو ومجموعة من المتعصبين ويمكننا التطرق إلى النقاط التالية:
أ-نتيجة سياسة رئيس الحكومة الإسرائيلي تمت محاصرة إسرائيل إقليمياً ودولياً وبالأخص بعد إطفاء النار تحت رماد تسخين الحرب بين (تركيا- وسوريا) فأدى ذلك إلى عزلة إسرائيل إقليمياً ودولياً، وكانت الولايات المتحدة وفرنسا لا ترغبان بزيارة أريئيل شارون وزير الخارجية إلى بلديهما وتم إغلاق الأبواب في وجهه، ولعل موقف مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية منه شخصياً ومن نتنياهو أثار العديد من التساؤلات عن الفشل الذريع للدبلوماسية الإسرائيلية تجاه قضايا المنطقة عموماً[158].
ب-عدم تطبيق نتنياهو لاتفاقية (واي-ريفر) والتهرب من مستحقات التطبيق بإطلاق الحملة الانتخابية المبكرة بهدف جر إسرائيل إلى مزيد من التطرف والتعصب ودفع الإرهابي (أريئيل شارون) وغيره للتصريح بأهمية احتلال مناطق السلطة الفلسطينية وعدم احترام الاتفاقيات الدولية الموقعة بين السلطة الفلسطينية- وحكومة إسحق رابين السابقة بهدف تعطيل عملية السلام برمتها[159].
ج-إصرار رئيس الحكومة الإسرائيلي على زيادة المستوطنات وإعادة الاستيلاء على الأراضي والمنازل العربية بالقوة في القدس والخليل وزيادة حدة التوتر الناشئ عن تصرفات المستوطنين ودعم الجيش لهم.
ثالثاً-عقلية نتنياهو ومشكلته (الكذب والخداع) أساسها:
يعبر رئيس الحكومة الإسرائيلية عن عقليته في كتابين أصدرهما سابقاً، هما: "مكان تحت الشمس" وكتاب "محاربة الإرهاب"، وهي مجموعة أفكار تؤكد على دعوته للارتباط بالجذور والدعوة الصهيونية وهي دعوة نموذجية للوفاق بين التيار الديني العلماني، والتيار الديني المتعصب المتطرف في داخل "إسرائيل"، وبسبب أن التيارين يعملان على فرض الوجود اليهودي كمشروعية على يهودا والسامرة (الضفة والقطاع) واليمين المتدين يجد تقرير مصير اليهود التي وردت في التوراة على أساس من قتل الغوييم "الأميين –البسطاء"، والسعي إلى بسط الحكم اليهودي بأي شكل كان وإخراج الفلسطينيين من تلك الأراضي، وأن ما وافق عليه نتنياهو على واي –ريفر والخروج من 13% من الضفة يعني أنه خان عهد الرب والتوراة، ودرجات التطرف بين اليمين المتدين واليمين العلماني لا تختلف كثيراً عن بعضهم البعض في تحديد "الناحية القومية" المستحدثة يمنحونها القداسة تحت حجج بائدة ولذلك رفع نتنياهو شعاراً خطيراً يضرب فيه عملية السلام برمتها الذي طرح فيه بديلاً عن الأرض مقابل السلام شعاراً مغايراً "الأمن مقابل السلام"
تعتبر مسألة معضلة الأمن عميقة الأثر ضمن المعارضة الداخلية في إسرائيل في لوحة الانتخابات أو بعملية التسوية ودعم الاستيطان في الضفة والجولان، وأن اتفاق أوسلو، يبعث الخوف لدى الإسرائيليين، وبالأخص فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وجعل القدس الشرقية عاصمة تلك الدولة، الأمر الذي لا يعوض خسارة الشعار اليميني المتطرف في جعل "القدس العاصمة الأبدية لإسرائيل"[160].
لذلك فإن التيارين المعارضين لاتفاقيات واي-ريفر فرضا على نتنياهو تجميد تنفيذ الاتفاق رغم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية سعى مراراً للوصول إلى صناديق الاقتراع في موعدها بحلول عام 2000م بينما الانتخابات في أيار أو في حزيران تعني التصويت على مسألتين:
1-الأداء المراوغ والمضلل الذي اتبعه نتنياهو تجاه الولايات المتحدة وتجاه السلطة الفلسطينية وتجاه التسوية.
2-الاستفتاء على اتفاقيات واي-بلانتيشن، وخاب تفاؤل نتنياهو بعد زيادة بل كلينتون لغزة وزيارة السلطة الفلسطينية وتلميحه على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وإخراج الشعب الفلسطيني من أزمته[161].
ورغم مواقف رئيس الحكومة المضللة للشارع الإسرائيلي، فإن رئيس الوكالة اليهودية (أبراهام بورج) وأحد المرشحين لانتخابات الرئاسة عن حزب العمل الإسرائيلي أيد إقامة دولة فلسطينية كاملة الاستقلال، وغير مستبعد أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، وقد التقى أبراهام نشطاء حزب العمل الإسرائيلي العرب واليهود في الناصرة والجليل مؤكداً على أهمية الحوار القومي والديني بين الإسرائيليين والعرب بما فيهم حركة حماس والجهاد الإسلامي والقيادات الدينية الأخرى، إضافة إلى تأييده الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جنوب لبنان بدون قيد أو شرط، ومشيراً إلى أن سياسة حزب العمل بما فيهما سياسة باراك تتركز على إقامة مشروع سلام مع سوريا حتى وإن كان سيؤدي إلى الانسحاب من هضبة الجولان نفسها[162].
رابعاً-اتفاقية دولية هل تؤكد حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني؟.
أما كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات فقد أكد على أن الفلسطينيين انتزعوا في –واي بلانتيشن(21) تعديلاً لصالحهم على المبادرة الأمريكية، وأن السلطة الفلسطينية انتزعت عام 1998م اعترافات دولية غير مسبوقة بالشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير في الوقت الذي نجحت فيه السلطة الفلسطينية في اجتثاث إنكار الوجود الفلسطينيين من الذهنية الإسرائيلية وعملت على حصار إسرائيل في داخل تجمعاتها وبالتالي إقليمياً ودولياً[163]؟!.
ورغم انه حددت عشرة أسابيع في مذكرة واي ريفر لتنفيذ التزامات الجانب الإسرائيلي فيها بشكل واضح وصريح على أساس من التبادلية المتوازية في العملية وليس التبادلية الاشتراطية التي أعلنها نتيناهو فور عودته من توقيع المذكرة، على أساس أنه إذا نفذ الجانب الفلسطيني التزاماته فإنه سينفذها بدوره، وهذا الأسلوب أسلوب اشتراطي ليس موجوداً في مذكرة واي ريفر كما يؤكد ذلك صائب عريقات وأسلوب نتنياهو مخالف للمذكرة بشكل كبير وصريح، والتبادلية تعني التطبيق العملي المتبادل لكلا الطرفين وليس من طرف واحد الأمر الذي يؤكد تنصل رئيس الحكومة من التزاماته في واي ريفر حيث أكدت مادلين أولبرايت –وقبل توقيع مذكرة واي ريفر- أن الولايات المتحدة هي الحكم لما يجري وهي التي تحدد من يتنصل من التزاماته أو أشكال التهرب المتعمد أو المماطلة، ولذلك فإن الأمريكيين يؤكدون أن رئيس الحكومة يتنصل من تطبيق الاتفاقية في مذكرة واي-ريفر، ولذلك لم تستقبل مادلين أولبرايت وزير خارجية "إسرائيل" لهذا السبب ولغيره، وبخاصة أنه ليس من المعقول أن يكون نتنياهو (حكماً) لما يجري بل هو طرف من العملية ويترتب عليه ما يترتب على الجانب الفلسطيني تماماً.
بينما نتنياهو يشن هجوماً واسعاً على إسحق مردخاي وعلى أيهود باراك لأنهما وافقا على المبادرة الأمريكية، وأنه حاول تزوير نص اتفاق (واي-بلانتيشن) في النص "العبري" بعد أن اطلع الوزراء على النص "الإنجليزي" من المذكرة (وادي-بلانتيشن) فوجدوا أن هنالك تزويراً وفارقاً كبيراً بين الترجمتين، الأمر الذي خلق أزمة حادة بين الوزراء وبين رئيس الحكومة وبالتالي مع إسحاق فايتسمان رئيس الكيان الصهيوني نفسه، إلا أن نتنياهو بهذه الصورة المراوغة والميكافيلية عمل على إفشال الاتفاق ودعا بنفسه لانتخابات مبكرة ليحصل هو وغيره على فترة أطول في الخداع والكذب ولكي يقوم في الحملة الانتخابية على خداع الجمهور الناخب وخداع دول وشعوب المنطقة، بحجج مواجهة تحديات واستحقاقات المستقبل الذي يراه هو والمتطرفون:
1-أماط نتنياهو اللثام عن وجهه المتطرف والإرهابي بضرب عملية السلام من جذورها باتباعه أسلوب المماطلة والكذب والخداع للوصول إلى مآرب خاصة بعقليته المتطرفة، فغاص في نفقه المظلم[164].
2-ازدادت عمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي وعمليات القتل والقنص وهدم البيوت ومحاولات تهويد الأراضي في القدس الشريف بشكل مؤثر وخطير جداً. إضافة إلى شق الطرق وإقامة المستوطنات الثابتة والمتحركة لضرب عملية السلام وخرق كل الاتفاقيات مع السلطة الفلسطينية المتخبطة في وحل التسوية.
3-جميع الجهود التي بذلتها الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية بإرسال المبعوثين إلى المنطقة لإطلاق عملية السلام بين السلطة الفلسطينية –وحكومة نتنياهو باءت بالفشل الذريع حتى في آخر زيارة قام بها (دينس روس).
4-أضرت حكومة نتنياهو بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية وسياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تجاه ليس واشنطن فحسب بل وتجاه الرئيس الفرنسي، وطوني بلير وزير خارجية بريطانيا، وأخيراً تجاه الزيارة التاريخية للرئيس كلنتون لأراضي السلطة الفلسطينية، وكان خطابه يؤكد على حق الشعب الفلسطيني على أرضه، ولعل الزيارة بحد ذاتها شكلت الذروة في العزلة الإسرائيلية على المستوى الدولي بشكل لم يسبق له مثيل حيث احتجت على زيارته تلك الحكومة الإسرائيلية.
5-اعتبار السلطة الفلسطينية ورئيسها (ياسر عرفات) خصماً لدوداً لإسرائيل ولنتنياهو، وهو يكرس جهوده في الحملة الانتخابية للهجوم على السلطة ورئيسها بعد أن فقد العديد من أصدقائه وحلفائه بسبب فشله الذريع في التعامل مع ما وقعه هو بنفسه في واي بلانتيشن، وحاول خداع وتزوير مذكرة الاتفاقية بشكل جعل أقرب الناس إليه يميطون اللثام عن وجهه الحقيقي المعادي للسلام.
6-توجيهه اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة تجاه فضائح يستتر وراءها رموز يدعمهم نتنياهو في داخل الولايات المتحدة نفسها للإطاحة بالرئيس كلنتون وضرب مرتكزاته الرئاسية، وبدعم ملحوظ من جماعات الدعم الصهيونية الهادفة إلى زعزعة ثقة الشعب الأمريكي برئيسه بل كلنتون[165]، لذلك فإن العملية الانتخابية في "إسرائيل" تحظى باهتمام كبير دولي، وإقليمي بسبب أن نتائجها لها منعكسات كبيرة على التطور السلمي والاستقرار الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط[166]، وبالتالي قد تؤدي إلى توتير أجواء المنطقة، وإبقاء سياسة العدوان والاستيطان والقتل والتدمير بعيداً عن تسوية أوضاع الجنوب والجولان والضفة والقطاع، حيث عمل رئيس الحكومة الإسرائيلية على زيادة تفاقم التوتر السياسي- والعسكري في المنطقة معيداً الانتباه أن أسلوبه لا يختلف مطلقاً عن أسلوب (هتلر) أيام النازية الألمانية وبخاصة تصريحات ديفيد ليفي بحرق أرض لبنان وأطفاله، التي حطمت فيها الهتلرية جسور التسوية والتعاون مع جيرانها وأصدقائها بسبب أحلام التفوق والسيطرة الغابرة مع الفارق الكبير بين الدولة الألمانية والكيان الصهيوني.
خامساً-موقف حزب العمل الإسرائيلي:
ومن خلال تتبع الأحداث السياسية في اللوحة الانتخابية الإسرائيلية، فإن الطرف المعارض لنتنياهو يأخذ دوراً كبيراً في الدفاع عن مواقف حزبه تجاه العديد من القضايا متهماً حكومة ب.ب بأنها فشلت بتأمين السلام والأمن وغير قادرة على تحديد الهدف الرئيسي لإسرائيل في مسارات السياسية الشرق أوسطية.
ويلعب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق (باراك) رئيس حزب العمل الإسرائيلي ا لحالي دوراً مهماً في إفشال الحملة الانتخابية لنتنياهو وأنصاره ومؤكداً على أنه سيسقطه في الانتخابات المقبلة، وأنه سيسعى إلى حل جدي مع الفلسطينيين-والسوريين، وجاء ذلك في خطاب أقامه حزب العمل أطلقت فيه شعارات تدعو نتنياهو إلى العودة إلى بيته خائباً، لأنه قسّم المجتمع الإسرائيلي إلى قسمين، واعتبر باراك بقوة أنه لا يمكن لنتنياهو أن يهزمه قائلاً:
"لن يعلمني أحد ما هو الأمن ولا ما هو الكفاح ضد الإرهاب حتى ولا ضابط الاحتياط نتنياهو"؟.
وتعهد باراك توفير فرص أفضل للسلام والأمن بعد فشل نتنياهو في هذه المهمة مؤكداً على أن "إسرائيل" بحاجة إلى قيادة تقول الحق، وليس الأكاذيب وقيادة فعالة لا قيادة تعتمد على الأقوال المراوغة والمخادعة، وأن حزب العمل وحده الذي يوفر هذه الأجواء والقيادة الجدية وليس نتنياهو[167].
ولماذا يقوم باراك بالإعداد لبرنامج عمل انتخابي معتدل أكثر من برنامج نتنياهو والتأكيد على وضع أولويات؟‍‍!. فيما إذا استلم رئاسة الحكومة وتنفيذ خططه، ويوضع المال في التربية والتعليم بدلاً من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية داعياً إلى معادلة سلمية بين "إسرائيل" والفلسطينيين على أساس الفصل بين "دولة إسرائيل" ودولة فلسطين وهو برنامج انتخابي دعائي، وهل مبادرة الرئيس جورج بوش ذات النقاط الأربع باتت بالنسبة إلى حزب العمل قابلة للتطبيق[168].
وانتقد باراك بشدة تصريحات نتنياهو ضد حكومة إسحق رابين، على أساس أنه غير قادر فعلياً على تحديد ما يريده ويخطط له بالمستقبل لأنه المسؤول عن الشرخ والمزيد من التطرف اليميني في المجتمع الصهيوني، أما (آل جور) نائب الرئيس الأمريكي فقد أكد أنه من الضروري عودة روح (وادي-بلانتيشن) واستئناف عملية السلام، وأن السلام الحقيقي يجب أن يتضمن بالتأكيد المصالح المشروعة للفلسطينيين معيداً للأفكار والرأي العام أن الفلسطينيين قاموا بإلغاء مواد هامة من ميثاقهم الوطني التي تدعو إلى تدمير إسرائيل؟!.
ومن المعروف أن المتحدث باسم البيت الأبيض أكد أن مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية لن تزور إسرائيل أو مناطق السلطة الفلسطينية في خلال وجودها في المنطقة لأن الاتفاق (وادي –ريفر) لم ينفذ بالكامل لأن حل أزمة الخليج والعراق بحل أزمة الفلسطينيين- وخصومهم، على أن الإدارة الأميركية وغيرها من الدول في المنطقة التي ترحب برئيس وزراء جديد يحقق الأمن والسلام فيها.
3
علاقات أهود باراك مع منظمات اللوبي الصهيوني
في واشنطن:
في بداية بحث هذه المسألة لابد من التذكير بأن إنشاء الكيان اليهودي ساهم في عملية تسييس الجالية اليهودية الأمريكية إلى حد كبير، عدا عن ذلك فقيام الدولة اليهودية حوّلت اليهود الأمريكيين إلى قوة منظمة ذات تأثير كبير على الساحتين الأمريكية والعالمية، حيث يوجد الآن في الولايات المتحدة أكثر من /200/ تنظيم وحركة يهودية غالبيتها تمارس تحركاتها لصالح إسرائيل وفي خدمة أهداف الصهيونية العالمية، ويترأس هذه التنظيمات (اللجنة الخاصة بالعلاقات الاجتماعية الأمريكية- الإسرائيلية) (إيباك) المشهورة ليس فقط داخل أمريكا، بل وعلى الساحة العالمية، فمنظمة إيباك مسجلة رسمياً في الولايات المتحدة كمنظمة لوبي موالي لإسرائيل، ويعترف غالبية السياسيين والباحثين والمختصين بشؤون الشرق الأوسط في الولايات المتحدة بأن منظمة إيباك حوّلت الاحتكار الموالي لإسرائيل إلى (حركة جماهيرية يهودية كسبت المعركة من أجل واشنطن)، هذا الاستنتاج أثبت عام 1997م عندما عيّن الرئيس كلينتون الشخصيات اليهودية علناً في المناصب الحساسة لإدارته: (أولبرايت- الخارجية) (كوهين- الدفاع)، (بيرغر- مستشار الأمن القومي)، كما هو معلوم فإن منظمة إيباك وعلى مدى سنوات طويلة مستمرة بدعم الأوساط الصهيونية اليمينية في إسرائيل واعتمدت بصورة أساسية على زعماء الليكود: (بيغن- شامير- نتن ياهو) وعلى حلفائهم في الكونغرس والحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، بيد أنه في خلال أعوام (1997م-1999م) تمكنت قيادة حزب العمل الإسرائيلي بما فيهم أيهود باراك من إقناع قيادة منظمة إيباك بأن تسوية العلاقات الإسرائيلية –العربية بالشروط الإسرائيلية يخدم مصالح إسرائيل والجالية اليهودية الأمريكية على المدى البعيد، وبمحصلة ذلك باتت إيباك في خلال السنوات الأخيرة تتبنى موقفاً أكثر اعتدالاً إزاء العملية السلمية الشرق أوسطية وبدأت تنأى عن الأوساط الصهيونية اليمينية الإسرائيلية بقيادة نتنياهو في حينه، الملاحظ أن الذي مهّد لتقارب باراك من قيادة إيباك أنه في أثناء زيارته إلى واشنطن بعد تسلمه السلطة في الكيان اليهودي في وخلال مباحثاته مع قيادة اليهود الأمريكيين طرح فكرة حول الدور القيادي للدولة اليهودية في التحالف الاستراتيجي-السياسي- العسكري، القائم بين الولايات المتحدة وإسرائيل أي بعبارة أخرى العمل بموجب مقولة (مركز دولة إسرائيل ليهود أميركا) وقد ساهم في تحقيق هذا المبدأ منذ سنوات طويلة لذا اتخذت قيادة الإيباك قراراً بالاعتماد على باراك الذي يؤيد المبدأ ويعمل من أجل إقامة السلام مع العرب لكن بشروط قاسية جداً ومجحفة بحق العرب وهذا بحد ذاته يرضي توجهات إيباك[169].
الجدير ذكره أن باراك اتفق مع قادة الجالية اليهودية الأمريكية بأن إيباك سيتحرك مستقبلاً في الكونغرس الأمريكي وفي أوساط الرئيس كلينتون بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث ستتخذ إجراءات من أجل إقناع أعضاء الكونغرس بضرورة منح رئيس الوزراء أيهود باراك الحرية التامة في تحركاته من أجل استئناف عملية السلام ودفعها إلى الأمام. وفيما يخص قضايا محددة تم إعداد برنامج مشترك على الصعيد الرسمي وخلف الكواليس لتنفيذ بعض التدابير الملقاة على عاتق إيباك حيث ستقوم الأخيرة بمحاولات لإقناع أصدقائها في الكونغرس والحزب الجمهوري بأفضلية (تجميد) نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس بشكل مؤقت، كما عبّر باراك عن اهتمامه بضرورة قيام المشرعين الأمريكيين وقف اتخاذ القوانين التي تربط المساعدة الاقتصادية والمالية الأمريكية للسلطة الفلسطينية بممارساتها وتحركاتها للعمل من أجل البحث عن المفقودين العسكريين الإسرائيليين وتسليم إسرائيل والولايات المتحدة ما يسمى بالإرهابيين الفلسطينيين، ويفضّل باراك حل هذه المسائل بصورة منعزلة عن هذه التدخلات، لكن عندما يرى ضرورة التدخل سيتم التوجه إلى الإيباك والكونغرس للمساعدة في هذا الشأن.
تلفت المصادر المطلعة الانتباه إلى أنه في خلال تطبيق التفاهمات التي تم التوصل إليها مع باراك يمكن أن تصطدم قيادة إيباك بصعوبات حقيقية، فالمعلوم أن هناك تنظيماً يهودياً منافساً لإيباك في الولايات المتحدة هو (الكونغرس الصهيوني الأمريكي) الذي لا يزال يتبنى مواقف متصلبة معادية للعرب وبدعم الأوساط الصهيونية اليمينية في إسرائيل بما فيها سياسة رئيس الوزراء السابق نتنياهو، والمعروف أن زعيم هذا التنظيم (مورتون كلاين) شخصياً لا يوافق على خطط باراك ومنظمة إيباك بخصوص تجميد مناقشة موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، عدا عن ذلك فهو ينوي العمل على تحقيق نقل المشبوهين الفلسطينيين بقتل مواطنين أمريكيين إلى السلطات الأمريكية لمحاكمتهم هناك، كما يخطط لنسف أية محاولات لطاقم كلينتون الحصول على مصادقة الكونغرس لتخصيص السلطة الفلسطينية وسورية بمساعدات مالية كبيرة إذا وافقوا على الشروط الأمريكية والإسرائيلية الخاصة بتسوية العلاقات مع إسرائيل.
الملاحظ أن الكونغرس الصهيوني الأمريكي منذ زمن بعيد يعارض قيام الولايات المتحدة (بمكافأة العرب على قبولهم بالسلام مع إسرائيل). والجدير ذكره أن الكونغرس الصهيوني المذكور استطاع في السنوات الأخيرة تعزيز مواقعه في داخل الكونغرس الأمريكي.

يتبع
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2011, 25 : 02 PM   رقم المشاركة : [12]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين

الباب الثامن
علاقات إسرائيل مع تركيا
((وحرب المياه))
1
الحلف العسكري الأمني التركي –الإسرائيلي:
أعلن السفير التركي في عمان (سوها أومار) أنه سيتم توقيع اتفاق عسكري وأمي بين الأردن وتركيا وأنه يجري اتصالات جادة لوضع التفاصيل وتنفيذ الاتفاق وهي دلالات جديدة على الدور التركي الإقليمي.
ويعتقد أنه سيتم تبادل الخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية وتدريب الوحدات العسكرية بين البلدين وأن الأردن سيتلقى مجموعة من طائرات (إف 16) الأمريكية التي يتواجد فيها تطور ملحوظ في أجهزتها التكنولوجية، وأن هذا التعاون على ما يبدو سيشكل نواة (التعاون إقليمي-أمني واسع) فضلاً عن أن التعاون سيشمل المياه والكهرباء وتطوير التعاون أكثر مع "إسرائيل" بهذا المجال.
من جهة ثانية ضغط المجلس العسكري التركي على نجم الدين أربكان رئيس الوزراء التركي لتوقيع اتفاقية عسكرية مع إسرائيل بقيمة 600 مليون دولار تتضمن تحديث طائرة (f4) (إف 4) التابعة لسلاح الجو التركي بمساندة المساعدات التكنولوجية الإسرائيلية حيث لم يوافق عليها سابقاً أربكان لولا الضغوطات التي تعرض لها ولم يوافق عليها (سليمان ديمريل) أساساً، وعلى أن تقوم المؤسسة الإسرائيلية العامة (إسرائيلي إيركرافت أندراستريز) بموجب هذا الاتفاق الذي ينص على برنامج موزع على خمس سنوات بتجهيز (54) طائرة تركية بمعدات إسرائيلية متطورة تتضمن رادارات وأنظمة ملاحية وتشويشاً إلكترونياً وعلى أن يتم تجهيز (26) من هذه المقاتلات في إسرائيل والطائرات الأخرى في منشآت عسكرية بتركيا بإقليم (ايسكي شهير).
لا تتوقف عملية التعاون والنشاط المشترك بين إسرائيل وتركيا في هذا المجال فحسب بل تتعداها لنشاطات مشتركة غير معلنة بعد، وجاءت تلك الاتفاقيات في نهاية عام 1996م وهي تدخل جميعها في إطار اتفاقية أمنية مشتركة موقعة سابقاً، لذلك توظف الولايات المتحدة الأمريكية جهودها من خلال استنباط أشكال عملها في السياسة الخارجية بالاعتماد على آراء خبراء سابقين في الأمن القومي الأمريكي الذين يحسبون الحساب لإسرائيل ومطامعها ومصالحها قبل أي طرف عربي آخر وهنا تكمن الصورة الأساسية لانعكاس السياسة الأمريكية في المنطقة.
يتبين من خلال المنظور الأمني الاستراتيجي لسياسات واشنطن ومن خلال استعراض آراء البعض ممن لهم معرفة دقيقة بالأمن القومي الأمريكي وبخاصة في صياغته في المناطق الاستراتيجية مثل الخليج العربي والشرق الأوسط وتطوير الولايات المتحدة للمقدرة على الاستجابة السريعة والمنظمة للأزمات أو الظروف الطارئة بهذه المناطق، مع تباين وجهات النظر للمحللين الأمريكيين فإنها تأتي ضمن إطار تحليلات شاملة متفقاً عليها، والوضوح فيها، إنها تطالب إدارة الرئيس بل كلنتون بتجديد سياسته في الشرق الأوسط والخليج على أساس المصلحة الأمريكية أولاً وليس على أساس مصلحة اللوبي الصهيوني الذي يمارس ضغوطاته الشديدة على الإدارة الأمريكية ثانياً والوقوف عند التلاعب بمصير المنطقة التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتن ياهو وضربه لأسس عملية السلام ثالثاً والوقوف بجدية أمام الخطر الذي تحتله إيران وبعض الدول العربية المتعاونة معها لزيادة التطرف الأصولي[170] ضد الولايات المتحدة رابعاً وبالتالي التعامل مع العراق بحنكة ودراية بعد إخراجه من الحصار الاقتصادي الدولي المفروض عليه خامساً إضافة إلى الضغط على ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية لكي يقدم تنازلات أكثر مما سبق على أن ينال الصفة الشرعية التي تريدها (واشنطن- وتل أبيب) سادساً.
من الواضح أن شبكة اهتمامات الولايات المتحدة وإسرائيل ومصالحهما المشتركة كبيرة، وهي جوهر اهتمام السياسة الأمريكية العالمية، فتدخّل الدول- الكبرى لصالح إسرائيل في الصراع العربي- الإسرائيلي يضمن الأمن والسلام لليهودي العالمي القادم من أصقاع الأرض ودعم مستوطناته الجديدة كل هذه الأمور تملي على الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية معاً تطوير عملهما في جميع أنحاء العالم، وبخاصة في (أفريقيا وآسيا) حيث منابع المياه ومنابع النفط، والوقوف عند الدور الجديد الذي تلعبه فرنسا والاتحاد الأوروبي الذي بدأ ينتقل إلى حد ما من معسكر الخصم إلى معسكر المتفهم لقضايا الأمة العربية.
هنا يكمن تقدير الاستخبارات القومية العربية التي تقع على عاتق دولها والاستخبارات الوطنية فيها أيضاً في تحليل المعطيات الأساسية للمتغيرات والمواقف القديمة والجديدة وإجراء عمليات اختبارات وتعاون مع الدول الحليفة والمنتقلة إلى فهم مصير ودور دول وشعوب المنطقة ضد "إسرائيل" وممارساتها التعسفية وعقلية نتن ياهو النازية التي لم توافق عليها بريطانيا ووزير خارجيتها أيضاً. من هنا بالذات تجري عملية دراسة شاملة للتطورات الحديثة للموقف الأوروبي نواياها ودوافعها الحقيقية ومقدار ترجمتها على الأرض والإسناد لقضايا العرب المصيرية في القضايا السياسية والاقتصادية، وبالتالي دراسة المواقف الأمريكية في عهد حكومة بل كلنتون صاحب فضيحة (مونيكا غيت) واستقراء ما يمكن استنتاجه من أفكار وخطط يمكن على أساسها تحديد جوهر السياسات المتوجهة نحونا بشكل أدق، والمطلوب القيام بتوجهات تعتمد على الرؤى المشتركة من أجل السلام العادل والشامل والتنمية الحقيقية واسترجاع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والجولان وجنوب لبنان.
في هذا السياق عبرت التصورات والتحليلات السابقة عن رؤية لما يشهده عالم الشرق الأوسط، ومقدار الاهتمام التي تحرزه الدول الكبرى فيه وبخاصة أوروبا- والولايات المتحدة إلا أنه يسود انطباع عن استمرار السياسة الأمريكية على ما كانت عليه مع تحسن طفيف في استدراك بعض القضايا في المنطقة وإذا كانت (مادلين أولبرايت) المرشح الجديد في وزارة الخارجية إذا ما أرادت النجاح في قيادة الدبلوماسية الأمريكية لمرحلة جديدة فإنه ينتظرها تحركات ونشاطات دبلوماسية هامة جداً، وخلافاً (لكريستوفر) الدبلوماسي المحنك المعروف بمماطلته وطول صبره، فإن سياسة الشرق الأوسط لعلها ستلقى اهتماماً كبيراً من قبل مادلين أولبرايت المعروف عنها أنها حازمة، وتهتم بالأمور بشكلٍ جدي، وتنتظر فريقاً لمجلس الأمن القومي يقوم بمهام كبيرة في مختلف أنحاء العالم، في روسيا، وأوروبا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، وتعزيز الديمقراطية، وانفتاح الأسواق في أمريكا اللاتينية، إضافة إلى علاقاتها مع الصين، وكوريا الشمالية، وملفات سياسية ودبلوماسية عديدة أخطرها أزمة الشرق الأوسط وقضية الأراضي العربية المحتلة أساساً فهل نجحت أولبرايت في سياستها الدوغمائية الروتاوية: التي تصيغها من خلال دورها في اللوبي الصهيوني ودعمها لحكام "إسرائيل" وأنشطتهم العدوانية والاستيطانية في نجاح دورها.
عند الحديث عن مجال التعاون المشترك بين إسرائيل وتركيا في التصنيع العسكري ومشروعاتها وهو الجانب الأهم، فإنه تم عقد (14) اتفاقاً في هذا المجال حتى حزيران عام 1997م بعضها يجري تنفيذه حتى الآن وبعضها الآخر قيد البحث والدراسة، أضف إلى أن هنالك اتفاقيات سرية تطورت منذ اعترافات تركيا بإسرائيل منذ عام 1949م، لكن زيارة (أمنون شاحاك) لتركيا تم التوقيع على أهم اتفاقيات سرية[171] بينهما وهو الاتفاق على إنتاج الصواريخ الباليستية التي يصل مداها أكثر من (500 كم) وتتميز بقدرات عالية، وتحديث شبكة الأسلحة الصاروخية التي تعتمد على تحريض دعائي مرده أن مصر وسوريا تطوران هذا النوع من السلاح بالتعاون مع الصين وإيران وكوريا الشمالية مما يزيد عملية التعاون التركي الإسرائيلي مع الولايات المتحدة بشكل لا مثيل له عما سبق تحت حجج مكافحة الإرهاب.
وتتمثل عمليات التعاون بين القوات الجوية والبحرية والبرية بموجب اتفاقيات عقدت قبيل المناورات المشتركة دعيت بـ (ذئب البحر) 1997م في خلال فترة وجود القوات التركية في الشمال العراقي، وبالوقت نفسه جرت هذه المناورات قبالة السواحل السورية، وفي خلال انعقاد مؤتمر وزراء خارجية دول إعلان دمشق (باللاذقية) واخترقت في حينها الطائرات التركية- والإسرائيلية المجال الجوي اللبناني والعراقي مستخدمة المناورات وسيلة ابتزاز وضغط مدعومة من واشنطن، لذلك فإن التعاون في مجالات الأمن والمعلومات (الاستخبارات) ووضع أجهزة تنصت عالية الدقة وتزويد إسرائيل بمعلومات متعددة فنية وعسكرية عن نشاطات المقاتلات ميغ (29) أو غيرها لها دلالات خاصة تقوم بها تركيا والولايات المتحدة بهدف دعم الموقف الصهيوني بشكل عام في المنطقة.
أضف إلى أن تشكيل قوة ردع تركية- صهيونية ووضعها على الحدود مع العراق وسوريا بمباركة واضحة من البنتاغون الأمريكي وحلف الشمال الأطلسي كشف مضمونها تصريح وزير الدفاع الصهيوني إسحق موردخاي في 26/4/1997م، تؤكد أن الضغوطات التركية على سوريا والعراق ليست فقط في قضية المياه فحسب بل تتعداها إلى الأمور العسكرية والأمنية!؟.
ولا يمكن فهم هذه العلاقات المتطورة بين تركيا- وإسرائيل- والولايات المتحدة إلا لتوتير العلاقات بين سوريا- وتركيا والعراق بسبب أزمة المياه التي تفتعلها تركيا وليس ذلك بل ولاحتلال حكومة أنقرة لبعض الأراضي العربية، وبالأخص دخولها لمسافة 30 كم في الأراضي العراقية واحتلالها للواء إسكندرون قبيل استقلال سوريا، بهدف توحيد أهداف الطورانية التركية- مع الأهداف الصهيونية بعيدة المدى، وتحاول الحكومات التركية تصدير أزماتها الداخلية، وبالأخص أزمة الحريات العامة، والديمقراطية، حرية التعبير والتظاهر، وحقوق الإنسان، إلى الدول المجاورة فتجد ضالتها ضد العراق وسوريا ولا يمكن تفسير التعاون التركي الإسرائيلي بالمدى القريب والمدى البعيد إلا تنفيذاً للطموحات العدوانية الإقليمية بدعم وتخطيط مسبق من قبل دوائر الاستعمار والصهيونية منذ زمن بعيد إلى الآن، ولتحقيق المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
ويعمل تلميذ هنري كيسنجر (نتنياهو) وغيره لتنفيذ تصورات جاهزة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، وتنفيذ مخطط (إسرائيل الكبرى) بتوتير الأجواء السياسية والعسكرية في المنطقة برفض سياسة السلام مقابل الأرض، ورفض حتى الاتفاقيات التي وقعتها حكومة إسحاق رابين مع منظمة التحرير في أوسلو، والمأزق الخطير الذي تتعرض له عملية السلام برمتها وزيادة الصلف والتعنت الإسرائيلي وازدياد أعمال القتل والإرهاب الصهيوني ضد شعوبنا العربية بدعم أمريكي صريح.
يحتم على العرب إعادة ترتيب مشهد العلاقات العربية والنظام العربي على أسس استراتيجية قوية متماسكة إذ لا سلام دون الأرض كاملة ودون أمن المواطن العربي[172].
2
نظرة على المشروع المائي التركي:
علق الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون[173]، على الدور التركي الذي اعتبره هاماً في البيئة الإقليمية والدولية، قائلاً:
(علينا أن نشجع تركيا لاستغلال مميزاتها التاريخية والحضارية في الشرق، لكي تلعب دوراً كبيراً سياسياً واقتصادياً، وإذا أمكن حل مشكلة النزاع العربي- الصهيوني، لأن مشكلة المياه سوف تكون أهم مشكلة في منطقة الشرق الأوسط ونظراً لأن تركيا دولة لديها مصادر غنية بالمياه فإنه يمكنها الإسهام إلى حد كبير في موضوع المياه وذلك ليس إمداد سوريا والعراق بالمياه فحسب بل وإمداد إسرائيل أيضاً بها ودول أخرى عن طريق أنابيب ضخمة تساعدها واشنطن في ذلك بشكل إيجابي)[174].
كما ورد بشكل أساسي في حديث لشمعون بيريز رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق عام 1991م ما ذكره:
(إن المعادلة التي تتحكم بالشرق الأوسط ومشروعه الجديد سوف تمثل عناصر المياه والنفط والأيدي العاملة العربية والعقول اليهودية الدور الأبرز فيها)؟!.
على أن الدور الأمريكي –الإسرائيلي المشجع للدور التركي له صدى في العديد من الكتابات العربية التي بدأت تهتم بالمياه ومشكلتها، والمشروعات الاقتصادية الطموحة والمكلفة مثل مشروع أنابيب السلام التركية وتحلية المياه عن طريق التحلية النووية خلال احتياجات متنامية لدول المنطقة، ومن المعروف أن المشروع التركي يتشكل من ثلاث نقاط، وهي:
*الأولى: مشروع سد أتاتورك المشروع الكبير جنوب شرق الأناضول.
*الثانية: مشروع ري الأراضي الشرقية والجنوبية، وإقامة المشاريع عليها.
*الثالثة: مشروع أنابيب السلام، المحدد أساساً في مشروع الشرق أوسطية[175] حتى تنطلق هذه المشاريع عبر مشروع الشرق أوسطية الذي طرحه شمعون بيريز فإنه لابد أن يكون مجمل التحويل من المؤسسات والشركات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الإسلامي والمؤسسات والشركات فوق القومية، التي تساهم بشكل أكيد في تكلفة الإنشاء وأن تتحمل الدول المستفيدة من المشروعات تكاليف صيانة العمل وحدودها الإقليمية، الأمر الذي يثير مخاوف دول عربية، على أساس أن تأخذ تركيا وإسرائيل كل منهما الدور الاستراتيجي في العملية في مواجهة الدول العربية وبخاصة سوريا- والعراق وذلك من خلال الموقف الأمريكي الذي يقدم فرصة تاريخية لإسرائيل بالاستفادة من مشاريع المياه والقيام بدور مركزي في مجمل العملية مع تبديد الدور التركي الذي سيقدم تنازلات أكيدة لإسرائيل في مواجهة سوريا والعراق على حد سواء حيث يستهدف المشروع الضغط عليهما للقبول بمشروع الشرق أوسطية وترتيباته على أن يتم تشكيل لجنة عربية إسرائيلية تركية لإدارة الخطين (الغربي- والخليجي) على أساس من تحقيق القدرة الإقليمية لعملية السلام وتوفير المياه والكهرباء والمواصلات المطلوبة[176].
يبلغ إجمالي الموارد المائية في تركيا (195) مليار م3 منها (134) مليار م3 موارد داخلية مستمرة لا تتجاوز استخداماتها من هذه المياه 15.6 مليار م3 سنوياً أي نسبة 8% وتخصص الكمية 2% لتلبية الاحتياجات الصناعية والمنزلية والزراعية 58%.
بلغ عدد سكان تركيا عام 1988م حوالي 55 مليون نسمة، تعد الزيادة السكانية السنوية حتى يصل عدد السكان عام (2000) إلى 68 مليون نسمة، وتقدر احتياجات السكان في هذا العام (أي عام 2000) 19.50 مليار م3، وتحاول تركيا بيع إسرائيل ما نسبته 500 مليون م3 سنوياً.
إن مشكلة البحث والإدراك العميق لقضية المياه وأزمة الشرق الأوسط، بالنسبة للإمكانيات الدراسية والبحثية عند الباحثين العرب كون هنالك غياب واضح للقواعد المعلوماتية والبيانات الكافية لأداء المهام الأساسية التي تقع على عاتقهم في سبيل توضيح صورة الموقف التركي أو الموقف الإسرائيلي فضلاً عن المواقف العربية، وهذا يشكل جذراً أساسياً للهيئات والمؤسسات البحثية الحكومية وغير الحكومية المتعمقة التي من الممنوع أحياناً نشرها ووضعها في أرشيف من الصعب الوصول إليه والاستفادة منه من قبل الدراسات الجادة، وأتاحت الفرص لتعميق الفهم العربي لمشكلة حجم المسألة المائية والكهربائية التي يطرحها الطرف الآخر ومقدار فائدتها أو عدم فائدتها، وأن الجوهر الأساسي في كل ما تقدم وجود مركز أبحاث ودراسات عربي قادر فعلاً على إيجاد التصورات الجديدة للقدرات والسبل التي تطرح من قبل المؤسسات الدولية ومقدار فائدتها الإقليمية والدولية.
إن غياب قاعدة بيانات ومعلومات مائية في مختلف النهر العربية، وغير العربية والدولية بخاصة في مختلف الأقطار العربية قاعدة بيانات وتحليلات موضوعية، يبعد القدرات العربية عن تصوير المستقبل وتوفير السبل لاستخدامها في دراسات رسمية أو أكاديمية، ووضع نظم للتعامل مع القضايا المائية تعتمد على قدرات سياسية واقتصادية واستراتيجية لها أبعاد اجتماعية وقانونية، وبالأخص رؤية القانون الدولي لما يجري ويخطط له وعدم تغييب الجانب التكنولوجي الذي يوفر الإمكانية لاستشفاف معالم المستقبل بشكل أفضل وبتناسب دقيق مع المعطيات الإقليمية.
3
إسرائيل وحرب المياه جزء من "الحرب السرية" ضد مستقبل المنطقة ودورها:
اختلف الجانبان العربي- والإسرائيلي في المباحثات المتعددة الأطراف حول قضية المياه، حيث تمثل قضية المياه لدول المنطقة والمخططات الإسرائيلية أهمية كبرى لاستغلال المياه العربية في الصراع الناشب في المنطقة، وباعتبار أن مسألة الأمن المائي تأخذ حيزاً هاماً في السنوات الأخيرة وصارت تفوق أي اهتمام آخر، وتعتبر مصادر الأمن القومي العربي مفقودة في ظل استخدام منابع المياه والطاقة الكهربائية المعتمدة عليها في الحرب القادمة، باعتبار أن منابع المياه الأساسية للأنهار الكبرى تتوضع خارج الحدود العربية وضمن أراضي دول منافسة أو معادية للتطلع القومي العربي المستقل، الأمر الذي يشكل توتراً ملحوظاً وتفاقماً حقيقياً من الممكن أن يشكل جوهر الصراع المستقبلي للضغط والابتزاز وفرض الإرادات حيث شكلت مجموعات عمل خاصة تدرس وتهتم بموضوع المياه المنبثقة عن مؤتمر مدريد، ونقاط اجتماع وتداول آراء واتفاق بين سوريا والعراق وتركيا، أو بين الأردن وإسرائيل، أو بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل أو بين السودان وإثيوبيا.
وقد اهتم "مشروع شمعون بيريز" في الشرق أوسطية بجانبيه الأمني والاقتصادي بموضوع المياه والكهرباء على أساس أن يكون له دور هام بدفع "إسرائيل" كقوة مركزية في المشروع ويتحدد الخلاف في تناقض الرؤيا العربية مع الرؤيا الإسرائيلية التي طرحها بيريز على أساس أنها قضية تهم "إسرائيل" والمنطقة لتطوير المشاريع الاستثمارية والبنى التحتية للمشاريع الصناعية فوق القومية، وأنها قضية فنية تحتاج إلى لمسات سحرية في حين أن الرؤية العربية تضع المشكلة في وضعها الجوهري كإطار لحرب قادمة انتزعت منها أراضي ومناطق مليئة بالمياه ولابد من استردادها، أو اللجوء إلى القانون الدولي وهيئة الأمم باعتبارها حقوق مغتصبة[177].
لقد طرحت عمليات الربط الإقليمي بين الاقتصاديات العربية –والاقتصاد الإسرائيلي على مشاريع جوهرية عديدة في مجالات المياه والطاقة والزراعة والبيئة والبنى التحتية وقنوات الربط المائي والسياحة وتوليد الطاقة الكهربائية في مشاريع صناعية بين سوريا وإسرائيل أو بين الأردن "وإسرائيل" وإقامة البنك الاستثماري –الإقليمي للشرق الأوسط..[178]
وترتبط هذه المشاريع بمشروع السلام الإسرائيلي الذي طرحه شمعون بيريز- وإسحق رابين التي تفترض رؤيا خاصة معتمدة على نقطتين:
أ-تقليص دور الدولة في مجال الاقتصاد وخصخصة الجوانب الاقتصادية بما يسمح للقطاع الخاص، والاستثمارات الانطلاق نحو الاقتصاد الرأسمالي الحر، وهي رؤيا البنك الدولي لتشجيع مؤثرات الليبرالية والمجتمع المدني الحر؟!.
ب-الاعتماد على نظام إقليمي لنشاط حركة السلع ورؤوس الأموال على أساس (دعه يعمل دعه يمر) وتقسيم العمل الإقليمي لصالح تصورات تكاملية هدفها خلق نظام إقليمي اقتصادي وتجاري حر دون مراقبة من خلال مشاريع الخصخصة الهادف إلى دعم كامل للقطاع الخاص ونشاطه.
هنالك اتجاهات عربية تتعامل مع هذا الأمر على أساس أنه أمر واقع في متغيرات عالمية جديدة وضمن نظام العولمة لابد من أخذها بعين الاعتبار واتجاهات عربية أخرى ترفض التعامل مع هذه المشاريع على أساس أنها تحاول تعويم إسرائيل وجعلها "دولة وشعب" من نسيج المنطقة وجعلها دولة مركزية هامة في النشاطات والتصورات المطروحة وهدفها البعيد تقسيم الوطن إلى أقاليم وتأسيس الجامعة الشرق أوسطية المستمدة تصوراتها من المشاريع الأوروبية الموحدة، علماً أن الاتجاه القومي والإسلامي السياسي في المنطقة يرفض هذه المقولات جملة وتفصيلاً ويسعى لقيام الدولة العربية والإسلامية في المنطقة العربية وإفشال المشاريع الصهيونية برمتها وتتركز مجمل المواقف السياسية حول ذلك[179]:
أولاً- طبيعة الأزمة المائية:
باعتبار أن المنطقة العربية من المناطق الصحراوية والجافة فإن التقديرات المحلية والعالمية تفترض قطعاً أهمية المياه فيها وهي محاولة لاستبعاد شعوب ودول المنطقة ومنظماتها السياسية المختلفة عن موضوع (النفط) ونسيان هذا الموضوع الحيوي في صراع الإرادات والتقديرات التي تضعها مراكز الأبحاث والمخططات الأوروبية- الأمريكية حينما بدأت تهتم بهذه القضية بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث صدرت العديد من التقارير العربية والأجنبية تسمى مضامينها بـ (حرب المياه المقبلة) وهي دراسات وتقارير تدرس آفاق الحرب السرية القادمة على أجواء المنطقة، حيث حذر بعض الخبراء:
(من أن أزمة المياه ستزداد توتراً، وتتحول إلى مرحلة جديدة إذا ما فشلت الحلول السياسية السلمية فإن المياه عنصر هام لمحاصرة الأطراف المتصلبة لجرها لأتون حرب جديدة تكون المياه والكهرباء فيها سلاحاً هاماً بيد إسرائيل وإثيوبيا في مواجهة الأطراف العربية)[180]، وذكرت إحدى الدراسات المنشورة لمركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن:
(الشرق الأوسط بدأ يقف على حافة أزمة خطيرة من أزمات الموارد الطبيعية، حيث سيتحول الصراع حول الموارد المائية إلى الواجهة ويهدد باضطرابات واسعة لم يسبق لها مثيل)[181].
من الواضح أن المخططات الأمريكية على وجه التحديد تحاول إبراز أهمية المياه على أنها جوهر الصراع في المنطقة، بينما يعتبر جوهر الصراع اغتصاب أراضي ومناطق تعتبر تاريخياً حقاً من حقوق العرب والمسلمين التاريخية واختزال الصراع وتوجيهه نحو (المياه) بالتحديد يحدد المسألة على أن الصراع على الحدود والمياه، بينما الصراع هو صراع وجود أو عدم وجود والذي يتجسد في خلق البؤر والاضطرابات لإشغال العمق العربي بقضايا تخل بالهدف الرئيسي لحقيقة الصراع السياسي في المنطقة وهي مفاهيم وخطط جديدة إسرائيلية أمريكية متكاملة تدرس مقدار تأثير الموارد المائية والطاقة على الصراع العربية- الإسرائيلي وإذا كانت المياه هي مشكلة من المشاكل التي تخلقها إسرائيل في مفردات استراتيجيتها الجديدة فإن أطماعها تخرج عن نطاق مشكلة المياه إلى السيطرة الكاملة.
ثانيا-المياه في جبل الشيخ والجولان وسوريا:
حتى أن قضية (جبل الشيخ) والجولان تؤثر بشكل شديد على المباحثات الإسرائيلية –السورية على اعتبار أن هذه المنطقة المرتفعة جغرافياً عن سطح البحر والتي تشكل على سفوحها الثلوج تؤمن المياه العذبة لمناطق الجليل الأعلى ومدنها بنسبة 45% على أقل تقدير وهذا لا يعني مطلقاً أن سوريا ليست متضررة من احتلال مرتفعات الجولان الغنية بالمياه بل تؤثر بشدة حتى على مدينة دمشق ومياهها بشكل لم يسبق له مثيل عدا عن مدن وقرى الجولان من الطرف العربي السوري.
رغم أن إسرائيل تستفيد أيضاً من المناخ الطبيعي للمنطقة فهنالك مئات الوحدات الهوائية التي تولد الطاقة الكهربائية في الطرف الإسرائيلي التي تغدي شبكات الكهرباء الإسرائيلية في المناطق الشمالية لفلسطين المحتلة عدا عن المشاريع الزراعية.
كذلك فإن سيطرة "إسرائيل" العسكرية على مرتفعات الجولان تؤهلها من الناحية العسكرية (اللوجيستيه) من السيطرة على مناطق عجوز كبيرة في مرافق المياه في إسرائيل تقدر يومياً بـ 2 مليار م3، وهي تقدر استهلاك "إسرائيل (السنوي من المياه وفي تقرير تابع للدولة الإسرائيلية أنه في يناير من عام 1993م (وقدر الإسراف واللامبالاة منذ عقدين من الزمن أدى إلى جفاف الاحتياطي الإسرائيلي من المياه وأن إسرائيل لا تمتلك الآن أية مياه احتياطية في استراتيجيتها السنوية)[182].
لكن إذا أردنا تحليل ما جاء في تقرير الدولة الإسرائيلية فإن أكاذيب من هذا النوع لا تنطلي على أحد رغم أن إسرائيل تسيطر على المياه العربية ومنابعها الأساسية في جبل الشيخ والتي يستفيد منها لبنان وسوريا والأردن وتؤمن لها احتياطياً –مائياً- واسعاً وكثيفاً- لا يستهان به سنوياً فإن مثل تلك التقارير تأتي لتبرير سياسة الاحتلال في دوام السيطرة على منابع المياه وأحواضها وأنهارها والمطالبة بالمياه الجديدة للحفاظ على التوازن في المنطقة وهي بكل تأكيد أضاليل دحضها الواقع تماماً، حيث تتركز أسس التسوية الإسرائيلية وبخاصة في عهد (نتنياهو) حول الاحتفاظ للأبد بهضبة الجولان ومرتفعات (جبل الشيخ) ومياه نهر الليطاني ومياه نهر اليرموك لأنها تؤمن في الواقع مصادر المياه الرئيسة بمقدار 68% من المصادر المياه الإسرائيلية من خارج حدود فلسطين بينما تسرق إسرائيل المياه من داخل الأراضي المحتلة (الضفة والقطاع) بهدف المحافظة على مصادرها الداخلية- والخارجية، وإذا ما فكر العرب باستخدام استراتيجية جديدة بإعادة السيطرة على مصادر المياه التابعة لأراضيهم فإن عملية التوازن ستنعكس على حرب تعطيش ضد إسرائيل وبالتالي الحفاظ على توازن عربي لمياههم التي تستخدمها إسرائيل للحيلولة دون الإخلال بميزان القوى لصالح العرب أنفسهم لكن حرب المياه تستخدم حتى ضد العرب الآن[183].
لعل التعاون التركي –الإسرائيلي الجديد الأمني والعسكري سيؤثر لاحقاً على طبيعة التوازن في المنطقة الشرق أوسطية برمتها لصالح إسرائيل فيما إذا استخدمت منابع دجلة –والفرات في حرب الإرادات، ورغم أن تركيا دولة إسلامية ولها علاقات طيبة مع بعض الدول العربية إلا أن (الجيش- والميت) المسيطرون على تركيا إضافة إلى اعتراف تركيا بإسرائيل منذ عام 1949م فإن الأتراك قادرون على التأثير على سوريا والعراق من خلال السدود الضخمة التي تم إنشاؤها على نهر الفرات أو دجلة وآخرها سد (كمال أتاتورك) الضخم والذي باركه شمعون بيريز وقام بزيارة السد في عام 1996م تأكيداً على التعاون الأمني والسياسي الإسرائيلي- التركي لحماية المصالح المشتركة ضد سوريا- والعراق على السواء.
يذكر أن دجلة والفرات ينبعان من تركيا ويعبران سوريا والعراق حيث يلتقيان في شط العرب على الخليج، ونتيجة لتفاقم مشكلة المياه اجتمعت اللجنة السورية- العراقية في دمشق بـ 22/10/1997م في إطار التنسيق بين البلدين حول المياه الدولية المشتركة، وأعرب مدير دائرة المياه الدولية في وزارة الري السورية عبد العزيز المصري أن الاجتماع بحث مشكلة المياه السنوية حيث دعت الدولتان تركيا عقب مؤتمر المياه الدولي المنعقد في اسطنبول إلى المباشرة في التباحث حول تقسيم المياه.
إن عدم قدرة سوريا- والعراق على تأمين المياه المستفاد منها في مجالات الزراعة والطاقة الكهربائية والحفاظ على البيئة، فإن عجزاً مائياً عربياً سيؤثر على آلاف الهكتارات المزروعة في البلدين ليس ذلك فحسب، بل وستضرب مشاريع الكهرباء الضخمة المقامة على السدود العربية التي ستؤثر على الأوضاع الاقتصادية –والمعيشية للمدن الكبيرة في الشرق العربي أو في السودان ومصر لذلك حددت عمليات استيراد الدول العربية من الأغذية نتيجة هبوط معدلات الإنتاج الزراعي بـ مبلغ (50) مليار دولار سنوياً في وقت يبلغ فيه عدد سكان الوطن العربي /225/ مليون نسمة؟...
ورغم أن سوريا تحاول الآن بناء بعض السدود الداخلية مثل سد 17 نيسان في مدينة حلب فإن المشروع يهدف إلى إرواء 30 هكتار من الأراضي الزراعية من خلال تخزين المياه التي تمر في مياه نهر عفرين أحد فروع الفرات والتي تقدر بـ 20 مليون متر سنوياً ويقع نهر عفرين بالقرب من قرية (ميدانكي) على بعد 70 كم من مدينة حلب.
أما سد الفرات الذي قام الرئيس الأسد بتدشينه عام 1978م من أضخم المشاريع الإنمائية –المائية في المنطقة العربية حيث تم توقيع بروتوكول البدء في المشروع عام 1966م إلا أن العمل لم يبدأ إلا في عام 1968م.
حيث تحول السد إلى مصدر للزراعة ومصدر اقتصادي لسكان المناطق الشمالية والشرقية وتم العمل به عام 1973م وأطلق اسم الأسد على البحيرة الكبيرة التي توجد أمام السد المذكور.
من هنا فإن الإنتاج (الكهرمائي) المحطة –الكهربائية- في سد الفرات منذ بدء التشغيل وحتى الآن 45 مليار كيلووات و 2.5 مليار كيلو واط/ ساعي من محطة سد البعث[184].
من المعروف أيضاً أن هناك في هضبة الجولان السورية أكثر من (100) نبع لمياه كبريتية وصافية تماماً تنتج منه 60 مليون م3 سنوياً وأعلنت إسرائيل سيطرتها الكاملة على بحيرات (بحيرة السخنة- أو عين السخنة- وبحيرة طبريا).
لقد علق أحد الخبراء الإسرائيليين أن تحقيق السلام في المنطقة يتطلب وضع مصادر المياه في الجولان وجنوب لبنان والضفة والقطاع تحت السيطرة الإسرائيلية نهائياً لأن برأيه من يسيطر على المياه يتملك مفاتيح الضغط على المنطقة، على أن تسليم المصادر الأساسية للمياه من قبل دولة عربية أو أجنبية سيؤدي إلى خلق بؤرة توتر متصاعدة قد يؤدي إلى نشوب حرب جديدة لن يكون فيها السلام مستقراً فيها.
أما السياسة المائية الإسرائيلية في الضفة القطاع فتعتمد على سياسة عدوانية هدفها إبقاء الشعب الفلسطيني تحت رحمة الاستيطان اليهودي الزراعي والمهاجرين اليهود حيث تسحب إسرائيل من المناطق ما قرابته 40% من مياه الأراضي المحتلة[185].
تعمل الشركات الإسرائيلية على حفر الآبار ولم تحدد لها الكمية المطلوبة سنوياً من سحبها وأعقبت تلك السياسة على تخريب الأشجار والمحاصيل العربية عوضاً عن جفاف الآبار العربية وتصحر لبعض الأراضي فيها.
ثالثاً- مشاريع مشتركة في الشرق أوسطية:
كذلك فإن السياسة الإسرائيلية المائية تستخدم ضد مصر التي ستكون بحاجة إلى 64.5 مليار م3 أو إلى 79 مليار م3، حيث تحاول إسرائيل زيادة نسب المياه الواصلة إليها من ترعة الإسماعيلية وتريد تنشيط عملها الزراعي في سيناء.

الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2011, 26 : 02 PM   رقم المشاركة : [13]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين

أنا بالنسبة للأردن فإن نهر اليرموك يؤثر بعمق على مجرى الحياة الزراعية فيه حث يقام سد الوحدة والذي تبلغ طاقته التخزينية 220 مليون م3 ولم ينفذ عام 1953م وحاولت سوريا- والأردن تنفيذ المشروع عام 1987م لإقامة سد على نهر اليرموك لم يلق قبولا من "إسرائيل" بل اعتبرته بمثابة حرب عليها وقد امتنع البنك الدولي عن تمويل المشروع الذي قدر له 350 مليون دولار مشرطاً موافقة "إسرائيل" قبل موافقة الأردن وسوريا.
على أن إسرائيل تحتاج سنوياً إلى 25- 40 مليون م3 من مياه اليرموك حسب خطة جونستون وهي [186] خطة تستهدف التحكم بمياه اليرموك والأردن على أساس من استغلال البحر الميت كهربائياً واستمطار الغيوم ونقل المياه من البحر الأبيض المتوسط عبر قناة أولى للبحر الميت لتوليد الكهرباء على أن يكو ن 40% لصالح خطة جونستون والباقي للأردن وسوريا.
كذلك تحظى المشاريع التنموية المتعددة بما فيها برامج التعاون المائي بدعم الولايات المتحدة المستهدفة تطوير العمل الإقليمي في مجالات الزراعة والنقل والكهرباء والسياحة إضافة إلى مشاريع المياه وتشمل في البداية عملية إصلاح البنية الأساسية المشتركة بينها والمشاركة في استخدام الموارد الطبيعية.
من المعروف أن المشروع برمته يحظى باهتمام وبأولوية من "إسرائيل" حيث سيتشكل (66) مشروعاً، وجميعها يتركز حول المياه والزراعة وعلى أساس استغلال المياه من خلال المشاريع المشتركة و من خلال مشروع شمعون بيريز لمنطقة الشرق الأوسط حيث يتبنى المشروع إقامة مركز إقليمي برعاية دولية من خلال تحليل وتحلية المياه، وانجاز مشاريع مدعومة من الاتحاد الأوربي- والولايات المتحدة واليابان وإعطاء "إسرائيل" الدور الأكبر في العملية برمتها وبزعامة حزب العمل نفسه، إضافة إلى مشروع الساحل الجنوبي لفلسطين [187] من شمال سيناء حتى غزة ورفح في مساحة تقدر بـ 250كم2 على أساس تغطية نواحٍ عديدة من البنى التحتية وعلى أساس مشاركة مصر- والسلطة الفلسطينية "وإسرائيل" إلا أن ممارسات وتصرفات نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية ضربت جميع الأفكار والتصورات السلمية البناءة التي تبناها شمعون بيريز، وضربت أيضاً عمل اللجنة الإنمائية التي أنشأتها دول المجموعة الاقتصادية الأوروبية وبالأخص في مجالات تحلية المياه والزراعة والتدريب المهني والفني ومعالجة التصحر.
يبدو أن المشروع بمجمله يحتوي على اهتمامات خاصة بمجال المياه وبالأخص المشروع "الإسرائيلي"- الأردني" حيث تعهدت "إسرائيل" بنقل 50 مليو ن م3 من المياه سنوياً إلى الأردن وبناء السدود و مد أنابيب المياه بتكاليف تقدر بـ 400 مليون دولار يشارك بدفعها أوربا والولايات المتحدة [188] .
رابعاً- مشكلة المياه والحدود مع تركيا:
تبلغ طول الحدود التركية- السورية (1347) كم مع وجود أقليات أثينية على طول الحدود منها تركمانية وكردية وآشورية وأرمنية، و من المعروف أن تعقّد تضاريس المنطقة بجبالها ووديانها أعطى للمنطقة طبيعة خاصة حيث تضع مزارع المزارعين في الجانب التركي بينما القرى التي يسكن فيها الفلاحون في الجانب السوري أو العكس وأعطيت التصاريح للاعتناء بمزارعهم؟!.
تعتبر المشكلة الحدودية والمياه بين الدولتين كبيرة وبخاصة أن عائلات مقسمة قسراً إلى قسمين في الطرف التركي والطرف السوري وبسبب الوضع الناشئ ألفت لجان فنية- وأمنية لدراسة الأوضاع الحدودية وآخرها اتفاق عام 1992م عندما زار وزير الداخلية التركي دمشق وبالتالي زيادة الرئيس ديمريل إلى دمشق عام 1992م، وأن تركيا عملت على حماية حدودها من خلال دوريات عسكرية بعد أن أكدت سوريا أن المشكلة في تركيا داخلية وليس هنالك أية علاقة بما يجري (حول دور حزب p.k.k) وعليها أن تحل أمورها الداخلية بأساليب ديمقراطية متحضرة، رغم أن ديميريل صرح عام 1991م تصريحاً أكد فيه بأن للعرب نفطهم ولتركيا مياهها وهي حرة بالتصرف فيها.
رغم أن وزير الخارجية التركي برر تصريحات ديميريل بتبريرات غير مقنعة، بعد أن ساد التوتر في العلاقات التركية السورية عام 1991م وأعلن عن نية الأتراك مواصلة أعمال اللجنة الثلاثية بشأن المياه (تركيا- سوريا- العراق) إلا أن أعمال اللجنة توقفت عام 1993م وبسسبب الخلافات القانوينة التي تؤكدها سوريا- العراق بأن هنالك أعرافاً دولية وقوانين تؤكد حقهما الاستفادة من الأنهار الدولية (الفرات- دجلة) التي تمر بأرضيهما وبحقهما بمنسوب مياه قانوني ومحدد يقدر بـ 0600-700م3 /ثا) بينما تؤكد تركيا بغير وجه حق بأن نهر الفرات ودجلة نهران تركيان لا يحق لسوريا والعراق بهما أو المطالبة بمنسوب مياه محدد، وربطت المشكلة برمتها بالمشكلة الحدودية والمعارضة التركية وحزب (p.k.k) حزب العمال الكردستاني رغم أن وزير الدولة التركي لشؤون الموارد المائية ألمح غير مرة أن تركيا لن تستخدم المياه كورقة ابتزاز وضغط على سوريا والعراق [189].
ويبدو أن التعاون الأمني التركي- الإسرائيلي المتصاعد في شمال العراق وخلق منطقة الحزام الأمني بدأت تشكل ورقة ضغط فعلية على العراق، والتلميح بإقامة منطقة أخرى مشابهة في شمال سوريا، وهي سياسة تشجعها إسرائيل وحكوماتها لخلق بؤرة توتر على شاكلة الجيب في جنوب لبنان وجيش انطوان لحد الذي يستهدف الضغط والابتزاز اليومي وعدم الاستقرار في المنطقة.
وتدعي تركيا أن الأحزاب التركية والكردية المعارضة تنطلق من داخل سوريا بينما تتجاهل الحكومة التركية حقيقة أن هناك شعباً كردياً يقدر عدده بالملايين، وبأن هنالك معارضة يسارية أو قومية أو إسلامية تركية ضمن المدن الكبرى تطالب بنظام ديمقراطي وبانتخابات حرة ومراعاة وضع الإسلام والمسلمين في البلاد حيث تسن القوانين ضد الإسلام والنشاط الديني الإسلامي تحت ضغط اللوبي الصهيوني- واليهودي في تركيا [190] والجيش، ويتعرض آلاف الأطفال والنساء والأبرياء لأساليب التعذيب القتل الوحشي على يد رجال ( الجيش،والشرطة، والميت) حيث من المفترض أن تحل مشاكل الأقليات داخل البرلمان التركي بشكل سلمي ومن أجل التعايش السلمي باستخدام الجيش والسلاح والإرهاب الداخلي لطمس المعالم الثقافية والحضارية الإسلامية ليس للشعب الكردي فحسب بل وللشعب التركي نفسه.
خامساً- القانون الدولي والموارد المائية المشتركة:
هنالك مبادئ عامة ومعاهدات وأعراف دولية ثنائية القومية- بين الدول واقليمية التي تحتوي على قضايا هامة من: حسن النوايا- عدم الانجرار وراء التصعيد العسكري- عدم الإضرار بمصالح الدول والشعوب- التزام الدول الأعضاء بهيئة الأمم المتحدة وباحترام ميثاقها، حل المنازعات بشكل سلمي والمياه بمنسوب مائي منصف عدم استخدام العمل المسلح تحت أي ذرائع كانت وحل الخلافات بطرق سلمية والالتزام بالمعاهدات الدولية.
ومن خلال توصيات مؤسسة القانون الدولي المنبثقة عن اجتماع سالزبورغ عام 1961م إلى قواعد هلسنكي عام 1966م إلى خطة (ماردل بلاتا) المعتمدة أساساً من قبل هيئة الأمم بشأن المياه عام 1977م إضافة إلى مقررات قمة الأرض عام 1992م التي ركزت جميعاً على حق الدولة أو الدول المشتركة في أنهار مائية مشتركة في الحصول على قسمة عادلة ومعقولة من المياه.
كذلك وضعت لجنة القانون الدولي بمشروع قانون استخدام الأنهار الدولية في عام 1991م وعلى الجانبين السوري- والعراقي نص على ما يلي:
أ‌- التشريعات المائية التي تتعلق بالمياه هي اتفاقيات رسمية لها طابع دولي لتخطيط الحدود بين سوريا- وتركيا موقعة في أنقرة بتاريخ 20/10/1921م وجاء في مادتها الثانية عشر:
(إن مياه نهر قويق توزع بين مدينة حلب والمنطقة الشمالية الباقية لتركيا بصورة عادلة يبقى معها الطرفان راضيين عنها).
ب‌- وثيقة موجهة من يوسف كمال وزير الخارجية في تركيا إلى السيد (فرانكلان بويون) المفوض المطلق الصلاحية لحكومة فرنسا بتاريخ 20/10/1921م.
ج- وثيقة أخرى موجهة من السيد بويون إلى يوسف كمال لتقاسم المياه مع مدينة حلب.
د- إضافة إلى بنود معاهدة الصداقة وحسن الجوار بين العراق وتركيا بتاريخ 29/3/1946م وموادها المتعددة التي تؤكد على تقاسيم المياه بين الدولتين بشكل منصف وبخاصة بروتوكول عام 1980م:
(اتفق الطرفان على تشكيل لجنة فنية مشتركة لدراسة القضايا المتعلقة بالمياه الاقليمية وخصوصاً مياه حوضي نهري الفرات ودجلة لتقديم تقاريرها إلى البلدان الثلاثة "العراق- سوريا- تركيا" إقرار الطرق والإجراءات التي ستحدد كمية المياه المناسبة لكل بلد على مستوى وزاري)، وفي عام 1993م صدر بيان مشترك بين وزيري خارجية سوريا وتركيا حول المياه:
(أكد الجانبان تمسكهما بـ بروتوكول التعاون الاقتصادي والفني الموقع في دمشق 17 تموز 1987م وبالاخص البند المتعلق بالمياه والتزام والجانب التركي بتحويل 500م3/ ثا لسوريا [191].
لقد أكد محمد طاهر الجبالي (العراق) [192] أن استعمال المياه بشكل عقلاني في منسوب مياه عادل والحفاظ على الموارد المائية القادمة من مياه نهري دجلة والفرات ضرورية جداً وأن الجانب التركي يحاول دائماً جرنا إلى اتفاق نهائي حول قسمة المياه المشتركة وتأجيل ذلك حتى يستكمل مشاريعه التخزينية والاروائية حول النهرين وبخاصة نهر الفرات ويحاول الاستحواذ على أكبر كمية ممكنة، أما الجانبان العراقي والسوري فيريدان قسمة عادلة للمياه لكي يتسنى لكل جانب التصرف بمشاريعه التخطيط ضمن الحصص التي حددت أوستحدد لهما من خلال اتفاق دون التأثير على حقوق ومصالح الآخرين.
تتدخل "إسرائيل" بالتعاون مع تركيا حتى على صعيد فرض تقنين الموارد المائية تجاه سوريا والعراق وذلك بسبب غياب الوضوح في الاستراتيجية وضعف التنسيق العربي تجاه الممارسات الخارجية الإسرائيلية التي ترفع شعار عدواني:
(حدودك إسرائيل من النيل إلى الفرات).؟!.[193]
وبخاصة أن المؤسسات والمنظمات العربية لا بد لها من الوقوف صفاً واحداً ضد المواقف المترددة وغياب التنسيق العربي الاستراتيجي الذي لا يأخذ بعين الاعتبار تشكيل (مجلس عربي استراتيجي) لدراسة القضايا الاستراتيجية الطارئة على حدوده المهددة لأمنه القومي والسعي لحلها أو معالجتها بشكل سريع ودقيق وبخاصة تلك القضايا التي تهدد الأمن القومي العربي وعدم الموافقة على التعاون الإقليمي مع إسرائيل والمواقف من التطبيع وقضية المياه التي نحن بصددها قبل التوصل إلى حلول سلمية سياسة لأزمة الشرق الأوسط.
لقد أورد البيان الختامي للندوة البرلمانية العربية الخامسة في دمشق شباط 1997م التي نظمها الاتحاد البرلماني العربي بالتعاون مع الشعبة البرلمانية السورية حول المياه ودورها الاستراتيجي في الوطن العربي، وأبعاد الأزمة المائية في البلدان العربية، وإنشاء مركز رئيسي للبحوث الاستراتيجية المائية ومقره دمشق، والتي توفر الإمكانية لدارسة أهمية (موضوع حرب المياه) والأيدي الخفية فيه، وتأثيرها ليس على الأمن الغذائي العربي فحسب بل وعلى مختلف جوانب التطور الاقتصادي والاجتماعي إضافة إلى تأثيرها العميق على الأمن القومي العربي، فإذا لم ينتبه العرب جميعاً إلى مدى خطورة هذا الموضوع ومواجهته بشكل موحد، فإن التحديات والأحداث ستتكاثر وستفرض نفسها ضد الدول العربية وخيراتها الطبيعية والبشرية [194]، وبخاصة أن العرب يفتقدون إلى صياغة الخطط والسياسات البناءة العربية الأصلية ضد الخطط والسياسات المعادية [195]، وبالأخص في مجال التطبيق العملي الفعال التي هدفها تقسيم الوطن العربي وشرذمة كل الأقاليم العربية باتجاه المستقبل الغامض، إذ لا بد من تطبيق مفاهيم وأسس الأمن القومي العربي بقوى لا أن تكون عبئاً علينا ولا بد أن نكون القوة العربية- الاسلامية القادرة على صنع المستقبل لا أن يصنع لنا مستقبلنا؟!.
المشهد الدولي وتأثيره على أزمة المياه في الشرق الأوسط:
شجعت الدول الاستعمارية وبالأخص الولايات المتحدة منذ العقود الماضية بتحقيق شعارات الصهيونية، ودعم عدوانية العصابات الإرهابية الصهيونية، واستغلت الوضع الاجتماعي المزري والمضطرب في المنطقة بعد الاحتلال العثماني للمنطقة؛ وبعد الانتداب البريطاني، والفرنسي إلى قيام (إسرائيل) عام 1948م، بفعل توافق المصالح الاحتكارية للإمبريالية العالمية مع المصالح الصهيونية المخطط لها مسبقاً في المؤثرات الصهيونية.
وإذا دققنا في العلاقات المتعددة بين الكيان الصهيوني وبين الدول الاستعمارية نجد أن الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني في جميع المجالات مستمر إلى هذه اللحظة، وبالأخص مشروع شمعون بيريز في (الشرق الأوسط الجديد) والدعم اللامحدود الذي لقيه في الولايات المتحدة واليابان وأوروبا على أساس أن تكون (إسرائيل) المركز الهام لنشاطات الاحتكارات فوق القومية الداعمة لتفاصيل المشاريع الصهيونية- الأمريكية في المنطقة [196].
(كمشاريع الكهرباء والسياحة والتحولات الصناعية والمواصلات السريعة) !.
وجعل المنطقة برمتها سوقاً حيوية لنشاطات الاحتكارات الأجنبية وكل ذلك أثر فيه، ودفعه إلى حيز العلن مسألتان:
أ‌- المسألة الأولى: ضعف الدول العربية، بعد سلسلة عمليات التطبيع مع الكيان الصهيوني وهشاشة تعاملها ونظامها الاقتصادي مع السوق العربية المشتركة، ودلالة على ذلك أن البعض طرح هذا الموضوع كردة فعل على مشروع الشرق أوسطية، علماً بأن المجلس الاقتصادي العربي في جامعة الدول العربية وضع خططاً وقرارات هامة للإقلاع بالسوق العربي المشتركة منذ عام 1975م، فلماذا جرى التأخير بهذه القرارات حتى هذه اللحظة.
ب‌- المسألة الثانية: ضعف مستويات التحدي العربي المعتمد على رؤيا استراتيجية منهجية متكاملة، وتفاوتها من إقليم عربي إلى إقليم آخر ومن دولة إلى أخرى، وعدم استطاعة جامعة الدول العربية الارتقاء بمشاريع المواجهة المحتملة مع الاحتمالات المستقبلة، لطالما أننا نتطلع ونحلل ونعرف مخطط الأعداء، وعدم وضع مصلحة الأمن القومي العربي فوق كل المصالح من الناحيتين العسكرية والأمنية على أقل تقدير.
لقد أثرت عملية التفاعلات السياسة الدولية، وتراجع الاتحاد السوفيتي عن الساحة الدولية انحسار الاشتراكية إلى وجود نظام عالمي تتزعمه الولايات المتحدة، التي فرضت نفسها بالقوة بالتعاون مع الصهيونية العالمية لجعل العالم قرية صغيرة تابعة للمدينة الفاضلة (الولايات المتحدة) رغم وجود مراكز قوى عالمية تتحكم أيضاً بمصير العالم، وتتصارع وتتنافس مع الولايات المتحدة من أجل مصالحها الخارجية:
1- عملية فرض العقوبات على العراق بأسلوب ازدواجية المعايير المختلة، والتباين لتنفيذ القرارات الدولية لمصلحة إسرائيل، والأيام القليلة الماضية أظهرت الدور الأمريكي المؤيد للإرهاب الصهيوني وبخاصة تصريح مادلين أولبريت: (أنه لطالما أشرقت وأغربت الشمس فإن أمريكا ستدعم إسرائيل)؟!.
2- قانون (داماتو) الذي فرض على (فرنسا- وروسيا- وماليزيا) وهو القانون الأمريكي لمعاقبة شركة (توتال) الفرنسية التي لم تأخذ الإذن المسبق بعملها في إيران من البيت الأبيض.
3- تدخل الولايات المتحدة السافر وغير المشروع في عمل أمين عام هيئة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التي تحاول تطويع القرارات الدولية لمصالحها الدبلوماسية والسياسة الخارجية.
من الواضح أن التعاون الأمريكي- الصهيوني في إثارة قضية المياه ضد العرب تأخذ حيزاً هاماً في الاستراتيجية الأمريكية؛ الهادفة إلى عرقلة جهود عملية السلام، وجهود الدول العربية المستقلة في الاعتماد على منسوب مياه معقول لحياتها الاقتصادية والاجتماعية، ويكمن الدور الأمريكي هنا في تسهيل التعاون وتأكيد الدعم بين تركيا وإسرائيل أو بين أثيوبيا وارتيريا وإسرائيل في المنطقة إلافريقية.
أما المفكر الأمريكي (نعوم تشومسكي) قدم فكرة أساسية حول ذلك، حينما يؤكد أن النظام العالمي الجديد يحكمه تطورات استراتيجية مستقبلية:
اقتصادية، وتكنولوجية، واستراتيجية خاصة ذات شقين:
*أولاً: اقتصاد الحرب
*ثانياً: التطورات العسكرية اللوجيستية.
وقد برهنت الأشهر الماضية كيف أسرعت واشنطن للتدخل عسكرياً بأسلوب الاستعمار القديم في منطقة الخليج بهدف حماية مصالحها الاقتصادية من خلال رؤية حربية وتدخل عسكري مباشر، ومع اضمحلال دور الاتحاد السوفيتي- وانقسام روسيا ووضعها المتردي وانفصال أوكرانيا وانحسار وضع النظام الشرقي المواجه للنظام الغربي الاستعماري شجعت الولايات المتحدة عملية الاستقطابات العالمية بما فيها استقطاب إقليمي حول مشروع الشرق الأوسط الجديد، ورغم أن هنالك اختلافات حادة بين أقطاب النظام العالمي الجديد بين الدور الأوروبي والدور الآسيوي والدور الروسي.. إلخ.
فإن المشهد الدولي الذي يظهر الآن يؤكد على أنه في الوقت نفسه، الذي تتقاطع فيه مصالح الدول الاستعمارية في التوجه إلى المنطقة، واستغلال خيراتها، واسترجاع استعمارها اقتصادياً نجد هنالك تنافساً وصراعاً واضحي الملامح، من سيضع أقدامه قبل، في التأثير على اللوحة العامة لعملية الصراع السياسي في المنطقة [197].
عملية الاستقطاب الإقليمي التي قادتها أوروبا مع مشروع شمعون بيريز بالتعاون مع اليابان عملت الإدارة الأمريكية بشكل أو بآخر على إفشاله لصالح دعم (سياسة نتن ياهو) بوجه ما يسمونه (السلاح الواقعي الكيميائي) بينما تضع أمريكا رأسها في الرمال لا تتحدث عن السلاح النووي الإسرائيلي.
هذا جزء يسير من المشهد الدولي- والإقليمي الذي يطرح بشكله المتطور في الشرق أوسطية، بالإضافة إلى النظرة الأمريكية الجديدة في محاولات تقويض العالم الإسلامي ووصمه بالهمجية والإرهاب، وما إلى هنالك من أساليب المؤامرات والفتن الداخلية والخارجية ضد العالم العربي وانعكاسات المؤامرات الداخلية على التوجه السياسي العام للدول العربية (مصر- الجزائر-السودان).
وجاءت في الفترة الأخيرة (سياسة الاحتواء المزدوج) التي طرحتها الإدارة الأمريكية بهدف محاصرة أو احتواء كل من (العراق- وإيران) وإعادة تفجير الصراع بينهما وبالتالي احتواء اذربيجان وطاجيكستان في آسيا الوسطى، الأمر الذي يقف فيه الرئيس محمد خاتمي موقفاً واضحاً من علاقاته، والهدف تحسين العلاقات لتفويت الفرصة على تلك السياسة الأمريكية.
وجاءت اجتماعات القمم العربية الأخيرة في القاهرة- وعمان لتثبيت أهمية الدور العربي الموحد تجاه سياسة العولمة الغطرسة الأميركية المؤيدة بشكل مثير لسياسات إسرائيلية عدوانية وفاشية، أما الدور القومي الريادي الذي يقوم به الرئيس بشار الأسد وبعض الزعماء العرب لوقف العدوان الصهيوني، وتأييد الشعب الفلسطيني في حقوقه الوطنية الشرعية والثابتة، ودعم انتفاضته الوطنية ضد سياسة الليكود الاستيطانية والعدوانية في مدينة القدس والضفة والقطاع، ومحاولات احتلال مناطق السلطة الفلسطينية عسكرياً [198]، فإنها مواقف تكتسب الاحترام والتأييد العربي والإسلامي والعالمي.
***
الباب التاسع
الستار النووي الإسرائيلي
((وخطورته على المنطقة العربية والإسلامية))
الستار النووي الإسرائيلي وخطورته على المنطقة العربية:
تظهر المعطيات العسكرية منذ زمن بعيد، أن الكيان العنصري الصهيوني أصبح لديه القدرة الكافية لامتلاك ترسانة من الأسلحة الذرية، وهنالك مصادر متعددة تظهر أن هنالك أكثر من 200 قنبلة نووية على شاكلة قنبلتي هيروشيما وناغازاكي يمكن لإسرائيل أن تستخدمها في حالة ما يسمى بـ "الردع النووي"، وحقيقية امتلاكها للسلاح النووي إذا تتبعناها في خلال عام 1945م تبدأ عند الإعلان عن تشكيل الوحدة العلمية التابعة لفرع البحث والتخطيط في وزارة الدفاع الإسرائيلية التي اكتشفت فيما بعد في صحراء النقب رواسب من الفوسفات، التي تحتوي على اليورانيوم الطبيعي هنالك، وفي العام نفسه قامت مجموعة من الدول بدعم المشروع آنذاك مثل فرنسا وألمانيا الغربية والولايات المتحدة، ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وأرسلت العلماء للتخصص في الكيمياء الإشعاعية والتفاعلات الذرية والتحليل النيتروني وتطبيقات النظائر المشعة، وبسرعة تامة مدت إسرائيل كل متطلبات الدعم المادي والمعنوي لتعزيز قدراتها النووية [199].
ومنذ اكتشافات (دافيد بيرغمان) الصديق الحميم لوايزمن وحتى "مردخاي فاعنونو" وما بينهما من أحداث، ومعلومات عن دور الترسانة النووية الإسرائيلية تؤكد امتلاك هذا الكيان للسلاح النووي، ويبرز دور (يسرائيل دوستروفسكي) في تطوير عملية إنتاج الماء الثقيل من اليورانيوم الطبيعي (أكسيد الدوتريوم) الذي لا يعتمد على القوة الكهربائية كما في السابق، بل على طريق كيميائية أحدث ضجة كبيرة في فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، وبدأت المساومات بينهما وبين الكيان الصهيوني من أجل امتلاك أسرار الطريقة الكيميائية تلك التي سميت بـ (معادلة دوستروفسكي)!.
1-تاريخ وحقائق وأكاذيب:
يؤكد تاريخ الاستعمار البريطاني الأسود وانتدابه لفلسطين العربية أن الفيلق اليهودي الصهيوني الذي اشترك مع الجيش البريطاني في غزواته وحروبه في المستعمرات البريطانية، ساند ضباطه وخبراءه العسكريين قيام إسرائيل بشكل عام، وركزوا على أهمية الاستفادة من القنبلة النووية بشكل خاص حيث تمثل هذه العملية لوحة خاصة بعقلية العلماء الصهاينة لحيازة كل متطلبات بناء المفاعلات الذرية بعد إعلان ايزنهاور عن برنامج "الذرة من أجل السلام" في 15 تشرين الثاني عام 1954م، وفي كانون الأول من عام 1954م أعلنت هيئة الأمم المتحدة عن إنشاء "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، واستفادت "إسرائيل" فيما بعد من المساعدات العلمية والمالية والفنية، وما حظيت به من النظائر المشعة واليورانيوم الطبيعي، وتشكلت لجنة الطاقة النووية الإسرائيلية رسمياً عام 1952م في شهر حزيران وبيوم 13 منه تحديداً علماً أنه كانت هنالك جهود حثيثة منذ عام 1945م لتشكيل هذه اللجنة، وتمحور الهدف الأساسي لها حول:
الحصول بأسرع ما يمكن وبشتى الطرائق والأساليب على الموارد ذات الفاعلية الإشعاعية الذرية اللازمة لصنع القنابل النووية (يورانيوم + بلوتونيوم + الماء الخفيف يورانيوم مخصب + الماء الثقيل يورانيوم طبيعي)، ومن النظرة الأولية على أهم المصادر التي بحثت في الترسانة النووية الإسرائيلية، تبين أن ما كتب حولها، وبالأخص ما كتبه (بيتر براي)، من الولايات المتحدة لم تكن لتدرك مسبقاً بأن إسرائيل ستستخدم اليورانيوم لصناعة السلاح النووي عارية عن الصحة والواقع، وأن المخابرات المركزية وبإشارات واضحة (سرية وشبه سرية) قدمت للكيان الصهيوني خدمات عالية الدقة تخص الترسانة النووية ونشاطها من مفاعل رحبوت إلى معهد وايزمن للعلوم، مروراً بـ تخنيون حيفا تصميم ديناميكس الأمريكية، ومجلس البحوث الإسرائيلي، ومديرية العلوم في وزارة الدفاع حتى مفاعل (ديمونا) (ليتسيون) على طريق مفاعل النبي روبين).؟
والدور الأمريكي لا يستهان به مطلقاً في دعم (إسرائيل) لامتلاك القاعدة التقنية المادية للسلاح النووي، بعكس ما تشيعه الدعاية وسائل الإعلام الأمريكية، أو في التعاون الملحوظ مع فرنسا وألمانيا فقد عقد اتفاق في 12 تموز عام 1995م، - أي بعد إعلان ايزنهاور بعام إثر اتصالات قام بها السفير الصهيوني أبا إيبان مع (مورهيدباترشن) كبير المفاوضين الأميركيين في الطاقة النووية نص على:
1-تبادل واسع وغير محدد للمعومات المتعلقة بمفاعلات البحث النووي، واستخداماتها المختلفة بما فيها الاستخدامات العسكرية وعلى دعم إسرائيل بعدد من الكيلو غرامات من اليورانيوم (235) المخصب بنسبة 20% وأكثر.
2-بناء مفاعل البحث العلمي في ريشون ليتسيون.
3-بناء مفاعل ناحال سوريك في تل أبيب.
4-كما بنت الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل 1966م مفاعلاً نووياً يحمل اسم النبي روبين.
5-تسريب كل ما يتعلق بمعلومات عن المفاعلات الذرية الغربية، وتسريب المواد الضرورية منها.
6-التعاون سراً وعلناً لمنع الدول العربية من بناء مفاعلات ذرية، وضرب وقتل علمائها في العالم.
7-ركز الباحث (فواز جابر) على الأسلحة النووية واستراتيجية إسرائيل في آب 1955م حيث قدمت الولايات المتحدة (مكتبة) تحتوي على 6500 تقرير ودراسة وكتب عن البحث والتطوير الذري، ونحو 45 مجلداً عن النظرية النووية، وخلاصات التقارير والمقالات بعد إعداد العلماء الصهاينة في الولايات المتحدة لهذا العرض، تحت شعار كاذب ومخادع "التعاون الذري من أجل السلام" وللتذكير، فإن الرئيس الاميركي ليندون جونسون أمر في عام 1968م ريتشارد هيلمز مدير وكالة المخابرات الأميركية، حينما عرض عليه ملف "شابيرو" وفيه معلومات ووثائق كافية لتجريمه، أمر فوراً بطي الملف وعدم متابعة الموضوع مطلقاً لأنه يمس الأمن القومي الأمريكي؟.
من المعروف أن شابيرو لديه مؤسسة شابيرو، التي حصلت إسرائيل منها على اليورانيوم في منتصف الستينات، والتي تخضع أساساً للرقابة الحكومية، ولكن اللوبي الصهيوني زوده بكل ما يحتاجه لخدمة الاستراتيجية الكونية الأميركية أساساً في المنطقة العربية، يقول ستيفنج روزين في كتابه الخاص بالموضوع نفسه "إن حصول العرب على القنبلة النووية أو المفاعلات لا يعني بالضرورة أن يصبح الوضع العسكري الإسرائيلي على درجة من السوء "فإسرائيل" لن تسمح للعرب بكسر ميزان الرعب النووي"، مما سيدفع الطرفيين للحفاظ على السلام والاستقرار وميزان القوة لصالح من يمتلك الردع النووي.
كذلك وجه الرئيس الألماني الشرقي "والترا ولبرخت" اتهامه الصريح إلى كل من ألمانيا الغربية وإسرائيل، بأنهما أتمتا الاستعدادات الكاملة المشتركة لإنتاج الأسلحة الذرية عام 1963م حيث تم تأسيس جمعية مينيرفا كفرع لجمعية (planck) الألمانية الغربية، بهدف الإشراف على التعاون العلمي مع إسرائيل واتفقتا على خطف سفينة /شيرز بيرغ أ/ عام 1968م المحملة باليورانيوم وقتها.
كذلك جرى في النصف الأول من عام 1953م التوقيع على معاهدة تعاون في حقل الذرة بين فرنسا وإسرائيل، وأعلن ذلك الدكتور أرنست ديفيد بيرغمان رئيس لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية يوم 16/10/1954م، بعد شراء براءة اختراع دوستروفسكي، مما أدى إلى تدريب العلماء الإسرائيليين في المنشآت النووية الفرنسية الأكثر تطوراً وتعقيداً، وتم الوقوف عند تجارب العلماء الفرنسيين وتمت تهيئة الأجواء لمفاعل ديمونا في صحراء النقب، وكل ذلك كان سراً حتى نهاية عام 1960م، حين أكدت الاستخبارات الفرنسية وجود اتفاق فرنسي إسرائيلي لبناء مفاعل ديمونا[200]، واعترف بن غوريون في 21 كانون الأول من العام نفسه أمام الكنيست، بأن مفاعلاً قدرته 24 ميغا واط يجري بناؤه في صحراء النقب، وسيدخل في التشغيل عام 1964م وبقيت التفاصيل الأساسية سراً من الأسرار حتى هروب مردخاي فاعنونو منه وكشفه لبعض أسراره، وتوقعت بعض المصادر أن مفاعل (EL-3) ينتج سنوياً أكثر من ثلاث قنابل، وهو يتمتع بأكبر عناية علمية وتقنية في الكيان الصهيوني وتحدد فيه أشد أنواع الحراسة إحكاماً من الجو والبر في الكيان الصهيوني نفسه، كذلك تحصل "إسرائيل" على كميات من اليورانيوم لمفاعل ديمونا بعد القطيعة مع فرنسا، من خلال عمليات سرية خاصة، ذكرها كاتب "كتاب فضيحة بلومبات" حيث حصلت بطرق غير شرعية على وقود تشغيل لمفاعلها من بلجيكا بعد عملية خاصة، تم فيها سرقة مواد مشعة من سفينة تابعة للاتحاد الأوروبي، والهدف كما ورد الحصول على (الكعك الأصفر- اكسيد اليورانيوم) المخزن في مدينة أنتويورب) والذي تملكه بلجيكة وهي الشركة المهتمة بشؤون الطاقة الذرية في السوق الأوربية المشتركة وجنوب إقريقيا والأرجنتين.
ويعتقد هنا أنه يوجد مخزون ذري في (وادي زيفا) في صحراء النقب والمناطق المحيطة بها، يساوي ضعف ما يحتاج إليه مفاعل ديمونا سنوياً، وبات من المعروف أن (أرنست بيرغمان) منح جائزة خاصة سميت بـ "جائزة أمن الدولة الصهيونية"، وتمنح عادة إسهاماً في الدفاع عما يسمى بدعم المشروع الذري- والعلمي الإسرائيلي، باعتباره كان رئيساً لقسم الأبحاث العسكرية والتخطيط في وزارة الحرب، وهذا ما يوحي فعلاً أن الكيان الصهيوني بفضل (آرنست بيرغمان) استطاع مع أشخاص آخرين من صناعة قنابل نووية يمكن استحضارها، وتركيبها بالسرعة الممكنة في أية عملية عسكرية ضد شعوب ودول المنطقة؟!.
2-محاولات لطرد اسرائيل من وكالة الطاقة الذرية الدولية:
عند استمرار تهديدات ارئييل شارون واريتر بأن المفاعلات العربية ستتعرض للقصف الإسرائيلي الجوي، وقف مؤتمر الطاقة الذرية والوكالة الدولية عام 1982م أمام هذه التهديدات، وأصدر قرارات بطرد اسرائيل من الوكالة الدولية، لكن الولايات المتحدة وجدت بذلك ضالتها بأنه يمكن للعديد من الدول أن تنسحب من الوكالة، وتتعمم ظاهرة انتشار السلاح النووي.
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2011, 28 : 02 PM   رقم المشاركة : [14]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين

وذكر ديفيد فيشر- كبير ممثلي واشنطن حينها- أنه سينسحب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا تم المساس بحقوق اسرائيل كعضو في الوكالة الدولية، ولكن تم تكليف المدير العام للوكالة الدولية، ولكن تم تكليف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (هانزبليكس) في مؤتمر الوكالة المنعقد عام 1984م لإجراء حوار مع سلطات الاحتلال الصهيوني، وأخذ تعهداً رسمياً من إسرائيل بعدم المساس بالمفاعلات الخاضعة لرقابة الوكالة الدولية، وجرت اتصالات تمسكت إسرائيل في خلالها بصياغات غامضة، وكان لمؤتمر الوكالة الدولية عام 1985م ضمن جدول أعماله المطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل والذي قدمته دول عربية وصديقة، بسبب الاعتداء على مفاعل تموز العراقي.
إن الوثيقة (259-or- الفقرة 133) والوثيقة (277-or-33) تظهر مقدار المراوغة والخداع الصهيوني مدعومة من الولايات المتحدة، حينذاك أدلى مدير عام لجنة الطاقة الذرية في إسرائيل عوزي عيلم بتصريح، جاء فيه تأكيد الحكومة الصهيونية بعدم مهاجمة أو تهديد أية منشأة مدنية في البلاد العربية، أو الشرق الأوسط، أو في أي مكان، وعدم مهاجمة المنشآت النووية المخصصة للأغراض السلمية.
وقدمت (فنلندا) مشروع قرار يفسر الموقف الإسرائيلي بأنه تأكيد على أن جهاز الرقابة في الوكالة الدولية، هو الجهاز المأذون له فقط بتحديد أغراض المفاعلات، وامتنعت إسرائيل عن التصويت على اقترااح (فنلندا) وبخاصة بسبب طلب فنلندا وضع جميع المنشآت النووية تحت إشراف مباشر من الوكالة الدولية.
3-اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع واشنطن:
إن محاولة استشفاف الخيار النووي الإسرائيلي على ضوء توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي (1981م-1983م)، وتوقيع مذكرة التفاهم الاستراتيجي عام 1987م مع الولايات المتحدة ووزارة الدفاع (البنتاغون)، ودور إسرائيل القادم في منطقة الشرق الأوسط وتنفيذ أكثر من 77 بحثاً، عسكرياً حربياًَ في إطار برنامج حرب النجوم، وما تبعه في صناعة الأقمار الصناعية الحربية والهجومية منها وبخاصة (أوفيك-1) و(أوفيك-2) البحث الأول عن استراتيجية نووية متطورة تتدخل فيها أبحاث الفضاء الخارجي بالتعاون مع وكالة (ناسا) و s.s.0، والأمن القومي الأمريكي معطيات استراتيجية عسكرية وأمنية، تدلل على أنه ما سيتوفر للكيان الصهيوني لا يتوفر لدول حلف الناتو أساساً، وأن الولايات المتحدة ستدفع ما مقداره 50% من تكلفة الخطة النووية لصالح إسرائيل على أن تسيطر ليس على أوروبا والشرق الأوسط، بل وعلى حوض البحر الأبيض المتوسط ودوله برمتها، من خلال الأقمار الصناعية التي تدخل في نطاق برنامج (SDI)، وإن احتكار إسرائيل للسلاح النووي والدعم الأمريكي للتفوق الصهيوني، جعل دول حوض البحر الأبيض المتوسط في أوروباـ وإفريقياـ، والشرق الأوسط العربي تحث المجتمع الدولي للضغط على الكيان الصهيوني لجعل هذه المنطقة خالية نهائياً من السلاح النووي وسباق التسلح العسكري، لصالح مشاريع اقتصادية وإنمائية سلمية وذلك لعدة أسباب منها:
أ-عدم توقيع إسرائيل- حتى الآن- على معاهدة عدم نشر واستخدام الأسلحة النووية.
ب-معارضتها لقيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بمراقبة وتفتيش منشأتها النووية الأمر الذي لا يزال يشكل خطراً على المنطقة والعالم، بعكس ما فعلته الولايات المتحدة وبريطانيا تجاه العراق.
ج-قيامها بضرب المفاعل الذري السلمي العراقي بالتعاون مع طائرات الأواكس الأمريكية الموجودة في المنطقة.
د-اعتداءاتها المتكررة على جنوب لبنان وشعبه.
كل ذلك إلى أن إسرائيل تستخدم الهجوم العسكري المباغت [201]، كأساس لردع الجانب العربي والعدوان عليه، وتلميح قادة العدو الصهيوني مراراً إلى إمكانية استخدام السلاح غير التقليدي (النووي- الهيدروجين) في مواجهة مع الدول العربية للتخويف والاستفزاز.
الباب العاشر
إيباك وتأثيرها على الرئيس الأمريكي كلنتون
((قضية مونيكا- غيت))
1 مَنْ يحكم مَنْ في الولايات المتحدة الأمريكية
إيباك أم الدستور [202]؟‍!
منذ سبع وثمانين وسبعمائة وألف، قام بعض الأمريكيين الذين أسماهم الدستور الأمريكي بالرجال الشجعان الأحياء منهم، والأموات ممن ناضلوا لإحاطة الولايات المتحدة الأمريكية بهالة من القداسة، كرسوا أنفسهم لمهمة عظيمة، وأن هذه الأمة بعون الله ستجعل الحرية تولد من جديد وأن حكومة الشعب من قبل الشعب، ومن أجل الشعب لن تختفي من العالم.
والدستور الأمريكي الذي وضعه حفنة من القادة الأمريكيين على أرض استوطنوها واستغلوا شعبها (الهنود الحمر) استطاع الشعب الأمريكي فيما بعد من بناء دولة قوية سياسياً واقتصادياً، وتمكنت الولايات المتحدة أن تكون دولة لها سطوتها العالمية، لكن مع تنامي المجتمع العسكري والمالي والإداري الضخم وسيطرته فيما بعد على أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، تمادت السياسة الخارجية لهذا البلد في الهيمنة، والسيطرة في أصقاع الأرض، رغم أن منطق الدستور وروحه متناقضة تماماً عن الأفكار المحددة فيه عن السياسة الخارجية التي اتبعتها حكومات هذه الدولة، التي صارت مهددة لحقوق الإنسان في العالم، فالمساواة والحرية كلمات لها مدلولاتها العظيمة في الثورة الفرنسية، والحرية هي أحد المثل العليا التي ذكرت في ديباجة وثيقة الدستور، ويحق لجميع البشر التمتع بها وبمواقع متساوية وإنسانية. والواضح عند قراءة نصوصه وديباجته يلاحظ التناقض بين الأفكار المدونة فيه وبين التطبيق العملي الذي يشهد في عقود متتالية مقدار الهمجية، التي انطوى عليها أسلوب الممارسة الداخلية، ضد الفقراء من البيض والزنوج والتفرقة العنصرية والدينية التي أثرت بعمق طبيعة النظام السياسي في الولايات المتحدة نفسها فيما بعد، (وأهمها تفجير أو كلاهوما الذي قامت به مجموعة يهودية متطرفة)..؟
أولاً-دستور مبهم وإيباك خارج القانون:
وجدت الجمهوريات في العالم القديم وفي روما كما في اليونان وبلاد الرافدين، وتشريعات حمورابي دليل واضح لشرعة الإنسان القديم، أما في العالم الحديث لم يبدأ الحكم الدستوري بإقامته في الولايات المتحدة عام 1787م، بل بدأ في إنجلترا عام 1215م بالبراءة من أولئك الذين يصوتون لأعضاء البرلمان مواطنين يحكمون أنفسهم بأنفسهم ورعايا للملوك في نفس الوقت، هذا التناقض الواضح في أن يحكم الإنسان نفسه بنفسه، ثم يكون من رعايا الملوك منطق غريب وعجيب، ذلك أن الدستور الإنجليزي كان مكتوباً بشكل رسمي، بينما الدستور الأمريكي لم يكن مكتوباً بل وضعت مسودته من رجال المؤتمر الدستوري Constitutional convention.
وحاولت الولايات المتحدة الأمريكية بُعيد الحرب العالمية الثانية من وضع نفسها في حراسة بوابة العالم عام 1948م حينما تمت كتابة مستودة ميثاق الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو، وما أسموه حين ذاك ب Rehearsal The Great "التجربة العظيمة" كيف صارت تلك التجربة العظيمة بعد نصف قرن من الزمان؟ على أساس أن حكومة الولايات المتحدة مقيمة في صميم الشعب الأمريكي، أما الذي يقيم في واشنطن فهو إدارة حكومتنا، والموظفون والإداريون من رئيس جمهورية ووزير خارجية فما دون هم الأدوات التي يحكم بها الشعب الأمريكي نفسه، تنقلب المسألة إلى أن الشعب الأمريكي هو نفسه من رعايا الملوك وإدارتهم الإقطاعية، لتصبح المسألة شعوب ودول في العالم من رعايا الحكومة تلك، وكما دوّن في الدستور على سبيل المثال حقيقة معلنة على أنها واضحة بنفسها في وثيقة إعلان الاستقلال، جميع البشر متساوون بحكم الطبيعة، فهل هذا القول صحيح؟ على صعيد التطبيق العملي ولأول وهلة، يحتوي على معنى ومعزى إنساني عميق لكنه يتضمن تناقضات مثيرة أولها في السياسة الخارجية، وثانيها في ليّ عنق مجلس الأمن وهيئة الأمم وضرب مواثيقهما وقراراتهما، والكيل بمكيالين تجاه قضايا الشعوب العربية والإسلامية الحيوية ثالثاً، ونقل العالم إلى نفق جديد من العبودية الأمريكية الجديدة (نظام العولمة الأمريكي) رابعاً.
الأحداث التاريخية التي مرت على حكومات الولايات المتحدة، أحداث داخلية وخارجية تدلل كلها على أنها: إما أن تدور في فلك جميع البشر المتساوين بحكم الطبيعة، أو أن الحكومات نفسها لم تكن لتدرك في برامجها أن ذلك ممكن في السياسة الخارجية، كما هي في السياسة الداخلية.
لا يمكننا أن نتحدث عن سياسة داخلية فيها الكثير من المواضيع التي يمكن تدوينها، التي تخترق الدستور الأمريكي نفسه من ألفه إلى يائه، إنما سنتحدث عن الخرق العظيم للدستور الأمريكي في مختلف القارات، ولعل جوهرها الصارخ إلقاء القنابل النووية على هوروشيما ونغازاكي عند انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانتصار دول الحلفاء ضد دول المحور وألمانيا الهتلرية وقبيل ذلك،بدون أي مبرر يذكر، وأين هي النظرة الإنسانية في وجميع البشر متساوون، حينما ألقيت القنابل النووية على مدنيين سالمين آمنين، ولماذا لا تعتذر واشنطن من الشعب الياباني إزاء هذه الجريمة الرهيبة الكونية، وأين دلالات الدستور الأمريكي المؤسس عليها، جميع البشر متساوون بحكم الطبيعة..؟ في ما يجري الآن في المنطقة العربية وضد الشعب العراقي..؟! أو الشعب الفلسطيني..؟! واستخدام اليورانيوم المشع والناضب في حرب أمريكا ضد العراق وشعبه.
لا يمكننا الحديث عن تعويضات مالية ومعنوية للشعب الياباني في هذه المدن وغيرها، إنما يمكننا الحديث عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفيتنامي مثلاً، وما هي مصلحة الشعب الأمريكي في ذبح وقتل مئات الآلاف من النساء والأطفال في ذلك البلد، وكيف ينظر الشعب الأمريكي حامل لواء الحرية والعلم والتقدم التكنولوجيا الآن، بعد نصف قرن من الزمن على الأسلوب (جنون العظمة) الذي مارسته حكومات واشنطن، إذا أردنا حصر نسبة التعويضات والاعتذارات المالية والمعنوية والأخلاقية إلى شعوب ودول العالم، فإن الولايات المتحدة عليها أن تدفع ثمن تدخلاتها العسكرية والسياسية تصرفاتها خارج حدودها إلى أصدقائها أكثر من أعدائها، وإلى الشعوب والدول الآسيوية والإفريقية والأمريكية أكثر بكثير مما هو موجود في خزائن البنوك الفيدرالية والمركزية لمدة كبيرة، كي يتم تنظيف خروقات لم يلتزم بها بالدستور الأمريكي وبالأفكار الأساسية التي فيه، ودفع ثمن واضح وصريح "جميع البشر متساوون بحكم الطبيعة"؟!. ولعل أبرز وأضخم جريمة في القرن العشرين الجريمة الدولية- احتلال فلسطين وتشريد أهلها، والمنصوص عليه في الدستور الأمريكي واضح وصريح، بينما حكومات الولايات المتحدة تجعل من نصوصه الواضحة دستوراً مبهماً، وحكومات بحكم الدستور نفسه خارجة عن القانون كما يدلل على ذلك الوضع المكشوف لممارسات بعض الرؤساء أنفسهم، ودور اللوبي الصهيوني ومنظمة إيباك والمنظمات الاخرى جعلوا من الدستور الأمريكي حبراً عل ورق وليس إلا؟! بحيث لا نجد رئيس الولايات المتحدة الذي هو حارس أمين على تطبيق الدستور بعد القسم المقدس، إلا وهو متورطٌ إما بقضايا سياسية أو اجتماعية أو مالية، وأخيراً قضايا أخلاقية يقف وراءها ولا يزال اللوبي الصهيوني الذي يتمتع بنفوذ مالي وسياسي خيالي، وحكومة مهيمنة وسرية على حكومات الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بحيث صارت الولايات المتحدة ألعوبة بيد الصهيونية الأمريكية كما تحدث عنها بنيامين فرانكلين، وأفضل من كتب عن ذلك هنري فورد صاحب كتاب "اليهودي العالمي"، ودوره في الولايات المتحدة ولعله أهم الشخصيات الأمريكية (مع نعوم تشومسكي) ومن كبار الأغنياء فيها ممن حاولوا حماية الدستور والشعب الأمريكي من براثن طغمة مالية وعسكرية تمتهن الفضائح، وتخطط لها وتورط رؤساءها وزعماءها بها، دون محاربة المسبب الحقيقي لها واقتلاعه من الجذور، وعلى ما يبدو أن الشعب والحكومات الأمريكية لا كرامة لها أمام ما حصل ويحصل، لذلك فإن أساطين اليهودي العالمي، تكرس الفضيحة (والمال والجنس والإعلام)، وكل شيء تقريباً في سبيل هدفها في (الحكومة السرية العالمية) التي تؤدي دورها من خلال الحرب السرية، وهي لا تلتزم لا بقانون ولا بسلطة ولا بأي شيء عن المساواة والحرية والحق والعدالة، فكل ما دوّن عن الحق الطبيعي للإنسان في الدستور الأمريكي أو غيره، تقف عند حدود مصالح آنية وربما بعيدة عن الزعامات، والحكومات المرتبطة سراً بالحكومة السرية العالمية، بزعامة قادة اللوبي الصهيوني ودستوره، وبروتوكولاته الصريحة.
وبخاصة أن فضيحة (مونيكا لوينسكي اليهودية مسؤولة العلاقات الدولية في حزب المبام وسكرتيرة مكتبه)، أعطت البعد ليس الاجتماعي والنفسي للقضية ضد الرئيس بل كلينتون (الكاثوليكي)، بين أطراف شمالها وجنوبها فقرائها وأغنيائها، وليس من باب المصادفة أن يخطط للرئيس الأمريكي، تدفعه حالة اجتماعية وسياسية صهيونية- أمريكية إلى دفة الرئاسة، وليس من باب المصادفة أيضاً أن يصرح (إيغور) نائب الرئيس أيضاً أنه في حالة إقالة كلنتون فإنه سيعمل على دعم "إسرائيل" بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الولايات المتحدة، وحسب الدستور الأمريكي يتسلم نائب الرئيس الرئاسة في حالة الإقالة أو الوفاة أو أي ظرف قاهر لا تجعله يستمر في الرئاسة، ولماذا لم يكن تصريح نائب الرئيس قبل أي اعتبار آخر، إنه سيعمل على تطبيق الدستور الأمريكي أولاً وليس دستور اللوبي الصهيوني وبروتوكولات حكماء اليهودية العالمية؟!
والخوف من منظمة إيباك وإسرائيل إلى الدرجة التي يضعهما فوق أي اعتبار آخر، وإذا كان القانون بشكل عام في الولايات المتحدة هو قانون الأقوياء أصحاب الدسائس، والمؤامرات، والميكافيلية المعاصرة تتوجه نحو الضعفاء فقط، فإن الدستور الأمريكي يوحي إلى محاسبة الرئيس الأمريكي نفسه في حال اختراقه للدستور ربما، وربما تكون هذه الظاهرة في الدستور نفسه تعبر عن الديمقراطية الليبرالية في مجتمع أمريكي من المفترض أن يكون حضارياً ودولة أمريكية لا يمكن فيها إهمال المثل العليا للدستور، وللأفكار والمبادئ الإنسانية المستمدة من إعلان الاستقلال، وجميع الناس متساوون أمام القانون، رغم أن السياسة ومؤسساتها ترغم السياسيين بحرفية القانون، وبالتالي تتجاهل روحه ومعانيه، إن العبرة التي يجب أن نستخلصها من هذا كله أن الولايات المتحدة والمجمع العسكري والمالي والصناعي، والنفوذ اليهودي فيها يظهر مقدار السيطرة ظلماً على الإنسان في داخل الولايات المتحدة نفسها، حيث مجلس الشيوخ فيها هو أقرب إلى مجلس اللوردات في بريطانيا ومقدار السيطرة على شعوب العالم لأجل تحقيق أهداف هي ليست من روحٍ الدستور الأمريكي بقدر ما هي تحقيق السياسة بوسائل أخرى أكثر تعصباً وهمجية وشراسة لأجل مصلحة الاحتكارات وعجلتها ومصلحة اللوبي نفسه [203].
ثانياً- إيباك "منظمة" الدور المهدد والمسيطر والفاضح:
إنه أخطبوط عالمي يسيطر على وقائع وأمور واسعة، معروفة وغير معروفة أصابعه في كل مكان بطريق مباشر أو عن طريق وكلاء، لهم دورهم الخاص في العديد من القضايا ضمن أوروبا وروسيا وآسيا والبلدان النامية كلها.
لن أتحدث هنا عن النفوذ الصهيوني في روسيا أو تركيا أو اليونان أو في ألمانيا أو اليابان أو في إندونيسيا، أو في بعض الدول الأخرى، إنما نتحدث عن الدور اليهودي ذي الطابع الفعّال الرافد للصهيونية العالمية ومنظمة إيباك، وحسب بعض المصادر العربية أن "إيباك" عملت على توقيع اتفاقيات اقتصادية بين "إسرائيل" و22 ولاية أميركية ودافعت عن 30 مبادرة تشريعية خلال الأربعين عاماً السابقة، للاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وإيباك كمنظمة لها أدوار متعددة علنية وخفية تلعب درواً مهدداً ومسيطراً ضمن المجتمع الأمريكي نفسه، ومنها العلاقات الاستراتيجية والشراكة مع إسرائيل ودعم أعضاء في الكونغرس الأمريكي الذين يضعون نصب أعينهم الدعم الشامل لإسرائيل والعمل على تغيير السياسة الأمريكية الرسمية تجاه أية قضية تمس مصلحة الكيان الصهيوني من قريب أو من بعيد، حتى وإن جاء ذلك من الرئيس الأمريكي نفسه، إضافة إلى الدور الكبير في دعم كل تصورات إسرائيل وحكوماتها ودعمها دون أية ترددات أو مناقشة من قبل الجانب الأمريكي [204].
ولعل أخطر ما هدد موقع ودور الرئيس الأمريكي موقفه من(بولارد)، الذي سرب معلومات خاصة بالأمن القومي الأمريكي لإسرائيل، وهي معلومات تمس الأمن القومي العربي بالصميم، ولم نجد الدول العربية تحتج لدى الولايات المتحدة رسمياً على هذه التصرفات من شريك استراتيجي لواشنطن نفسها، ولم يقفل ملفه بعد.
وكانت (مونيكا غيت) قد وضعت نفسها ضحية لإخراج صديقها الحميم (بولارد) من وضعه وليس إنقاذ الدستور الأمريكي، أو الرئيس الأمريكي بل إنقاذ "إسرائيل" نفسها من فضيحة العصر، فضيحة (بولارد) والموقف الأخلاقي للرئيس الأمريكي من القضية كان محرجاله، رغم الضغوطات الكبيرة التي تلقاها، وسيتلقاها فيما بعد باعتباره كاثوليكياً أمريكياً وستمنحه الصهيونية رعايتها الكبيرة.
ويسيطر الصهاينة في الولايات المتحدة على المؤسسات المالية والاقتصادية والإعلامية و محطات التلفزة والمؤسسات الإعلامية، للتأثير على القرار السياسي الأمريكي، إضافة إلى وجود دولة صهيونية لها دستورها الخاص، وبروتو كولاتها ضمن دولة كبيرة ومهمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا الشيء موجود في روسيا وألمانيا وتركيا وفرنسا ودول لها دورها العالمي والإقليمي.
ولعل موضوع مصنع عائلة (سونيا بولوس) في اليونان الذي مكن الصهيونية من تهديم ملكية العائلة في إنتاج الفولاذ والنسيج ونواحي أخرى، لصالح الملكية اليهودية، شجع على تهديد الصناعة الوطنية لـ اليونان بدعم صريح من اللوبي اليهودي الأمريكي، ولعل وجود مادلين أولبرايت ودنيس روس وروبرت روبين ووليام كوهين ومارتن أنديك ودان جليكمان في الإدارة الأمريكية، يظهر مقدار الدور الصهيوني ومنظمة إيباك في إحاطة الرئيس الأمريكي نفسه بسياج من اليهود الذين ينظمون مواعيده وعلاقاته، ودوره في داخل الولايات المتحدة وخارجها، ولا يمكنه الإفلات بأي شكل من الأشكال من قبضة "إيباك" وبنايبريث والمجلس القومي الأميركي- اليهودي لا يهمهم الدستور الأمريكي ولا الشعوب الأمريكية نفسها، بل يهمهم دوماً أن تكون (إيباك) فوق الدستور بأساليب لا تخرج عن المألوف بل تدخل في نطاق تحقيق مآرب قريبة و بعيدة المدى وإن أمكن تعريض الرئيس نفسه للفضائح، أو لما شابه كي ينصاع للإرادة الصهيونية وإن كان ماسونياً من (الغوييم).
الدستور الأمريكي يساند مونيكا غيت بدعم من الكونغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ، كي تكون ذات أهمية أكثر من رئيس الدولة، وهي مواطنة أمريكية من أصول يهودية، باعتبار أن هنالك سوء تصرف اجتماعي وأخلاقي قام به الرئيس، وهو لا يمثل نفسه بل يمثل الشعب والدولة الأمريكية، وهذا الحساب،له أبعاد قانونية وتشريعية وأخلاقية هامة في داخل الدستور الديمقراطي الأمريكي وفي الحكومة الأمريكية والمؤسسات نفسها التي تستمد قوتها منه.
الهدف سياسي بالدرجة الأولى من هذه المشكلة، ومن جهة ثانية فإن هجوم اليهود الروس اليوم على (بوتين) و(يفجني بريماكوف)، وإظهار روسيا بأنها بلد منهار ورئيسه كذلك، فإن التركيز على رئيس الحكومة الروسية الجديد الذي بدأ يلعب دوراً مميزاً محاصرة خيوط الهجوم الصهيوني في روسيا ووأده وإخراج روسيا من وضعها المريض والمضطرب، تمكن هؤلاء من استبعاده نهائياً يظهر أن التاريخ لا يمكن أن يلوي عنقه أبداً بل على حين غرة دون ثمن، لكن الشعوب وزعمائها الوطنيين قادرون على السير بخطى حثيثة، وتأثير بعض الرأسمال اليهودي وأصحابه على (الرئيس يلتسين) من خلال إيجور جيدار، وياستر جيمسكي، وتشوبايس، وياسنين، وكوميسار، وب. بيرزوفيسكي، وعوينسيكي وجورج سورس، وإذا استطاع بريماكوف وبوتين من إيقاف التيار الصهيوني المالي التجاري والدعائي، ومحاولات السيطرة على موقع القرار السياسي، فإن حنكة الجيورجي هي قادرة على إزاحة الاضطرابات والفساد والفوضى التي قام بها الاصلاحيون بمن فيهم غورباتشوف المجسد للعقلية الصهيونية التي حطمت أركان دولة عملاقة، والوضع بين روسياـ والولايات المتحدة ليس من السهل مقارنته، بل إن بريماكوف بكل تأكيد هو ليس بيل كلنتون، والحرب التي تشنها الصهيونية العالمية في مختلف البلدان لا تستمد قوتها إلا في الاضطرابات والمياه الآسنة، والدستور الأمريكي والمجتمع الأمريكي بؤرة واضحة لنشاط أمريكي بعقلية الكوبوي وراعي البقر المتطلع إلى السيطرة على العالم، وجمع الذهب والمال والنفط، وبين الصهيونية العالمية التي تستغل هذه النقاط الأساسية في العقلية الأمريكية، وإذا استطاعت النفاذ إلى عقلية الروس وغيرهم، فإن الفضائح المنظمة التي يرسمها ويخطط لها زعماء الصهيونية العالمية يمارسها البعض في البلدان النامية لأجل التخريب والفساد والوصول إلى مآرب هي نفسها مآرب منظمة "إيباك"، ولكن بأساليب أخرى أكثر خسة ودناءة وتقليداً أعمى.
والدستور الأمريكي بكل ما حفل من بنود وتعليلاتهم المواطن الأمريكي، وحقه في ممارسة حياته في داخل الولايات المتحدة نفسها، وهو الدور الذي يتمتع به أي مواطن يتمتع بالمواطنة الكندية والألمانية أو الفرنسية، إنما هل يخول الدستور الأمريكي الحكومة الأمريكية أو الحكومة الروسية، الاعتداء على الشعوب واقتلاعها من أراضيها وبلادها طمعاً بخيراتها وموقعها الاستراتيجي، وقصف المدن والأحياء بآلاف القنابل والصواريخ ضد الأطفال والنساء والكبير والصغير، بينما يطمئن بيل كلنتون أهل إفريقيا أن (عصر العبودية) قد ولى في الولايات المتحدة وإفريقيا والعالم، فهل ذلك صحيح؟ كيف يمكن الحفاظ على كرامة الإنسان والشعوب في عالم القوي يحطم فيه الضعيف؟؟ ...
الباب الحادي عشر
هنري كيسنجر ينتقد السياسة التضليلية
((لأهودا باراك في العملية السلمية))
هنري كيسنجر ينتقد السياسة التضليلية لأهودا باراك في العملية السلمية؟!
اعتبر مهندس اتفاقيات كامب ديفيد في عهد بيغن- السادات, كارتر, هنري كيسنجر بأن المساومات التي لم يفلح بها باراك وتصرفاته إزاء عملية السلام, كانت مضللة وغير مفهومة لأنها محكومة بسياسية "التدمير الذاتي" والتي نهجها أساسا بعد أن اطمأن الرأي العام الإسرائيلي وشريحة كاملة فيه على التكيف مع عملية السلام, ويلاحظ هنا أن كيسنجر الذي له دوره المميز في رسم السياسة الخارجية الامريكية لفترة طويلة والتي لا تزال مؤثرة في المنطقة لجأ مؤخراً إلى شئ من صحوة العارف ببواطن الأمور, فهو يؤكد على التوالي أن إدارة بل كلنتون و إدارة باراك فاشلتان في إدارة عملية السلام لأنهما مارستا التضليل والخداع, وهذا الاعتراف الجديد من كيسنجر لا بد أن يضع متخذي وصانعي القرارات في المنطقة العربية التصورات الفعلية للتعامل مع إدارة أمريكية جديدة لا تأخذ بالاعتبار مصلحتها ومصلحة شعوبها في عملية السلام,وبخاصة أن وزير الخارجية الامريكية الأسبق كيسنجر"طلب من إدارة جورج بوش (الابن) دراسة هدف السلام في المنطقة العربية ووجهات المقاربة الجديدة للتعايش السلمي قبل إطلاق دبلوماسيتها , ووجب أن لا تخضع للضغوط الدولية[205] مؤكداً بأن الولايات المتحدة الامريكية بعهد كلنتون تورطت في تفصيلات غير عادية للمفاوضات ولم تعد اهتماماتها كافية للأهداف الكبيرة لأنها استنفذت مصداقيتها لصالح فرض نتائج خاطئة لتأثير السياسة الإسرائيلية عليها.[206]
من الواضح أن حكومات الكيان الصهيوني أكان في عهد نتن ياهو أو عهد باراك أو فيما بعد(شارون) ابتزت الدول الأوربية والويلايات المتحدة, إضافة إلى ابتزازها الواضح لهيئة الأمم المتحدة وأمينها العام, من أجل تمرير السياسات الإسرائيلية المغرقة بالعدوانية والإرهاب الرسمي.
وكما هو ملاحظ فإن السيطرة الصهيونية المبكرة على مراكز القرار السياسي في الدول الكبرى, والهيئات الدولية شكل المحطات الانتقالية المروعة لتنفيذ المصالح والتصورات الصهيونية, التي تظهر الآن على أنها هي التصورات الحقيقية للسلام بعرف الحلف الصهيوني_ الأمريكي المقدس,ذلك الانتقال أثر بعمق على مجريات العملية السلمية بمنطقة حيوية مثل الشرق الأوسط, وضربت بعمق على مجريات العملية المصالح القومية العليا للشعوب العربية والإسلامية, في وخلال عشر سنوات مرت من مؤتمر مدريد 1991م حتى الآن,لم تظهر قدرات خارقة لراعيي مؤتمر السلام للإقلاع بسياسة التعايش السلمي التي سعى لها العقلاء وأصحاب الواقعية السياسية, رغم أن الراعي الرئيسي للمؤتمر السلمي(1991م-2000م) الولايات المتحدة لعب دورا هشاً من خلال ضرب أسس العملية حتى كامب ديفيد رقم(2), ويبدو أن ما لمح إليه هنري كيسنجر غير ما مارسته مادلين أولبرايت – ودينس روس بتأيد السلام الإسرائيلي, وليس السلام الشامل والعادل,إلى ذلك فمنذ اتفاقيات أوسلو حتى كامب ديفيد (2) كرست الغطرسة الصهيونية أعمالها ومارست الخداع والتضليل حتى انتفاضة الأقصى المباركة, وما أعلن عنه أهودا باراك قبل أيام من الانتخابات 2001م وخطابة الخاص باجتماع سري ضمن ما يسمى ب " اللجنة الأمنية المصغرة" وقوله: " يجب تحطيم الانتفاضة وطرد شبابها إلى الدول العربية, فلم يعد لهم عمل لدينا, وعليهم العمل في مصر ودول أخرى كي يعرفوا طبيعة الأجور والعمل فيها"..[207] .
إذاً لم تستطيع جماعة أوسلو (أبو مازن_ عبد ربه_ أحمد قريع) وبأطرافها المتعددة من معرفة نوايا باراك وخططه المسبقة الذي لم يوافق أساساً على وضع المنطقة في تجاه قطار التسوية على أسس ومبادئ مؤتمر مدريد للسلام القائم على القرارات الدولية (242-338) إضافة إلى الحق الدولي لقضية اللاجئين (191), فإن سياسة الجماعة تلعب بآفاقها سياسة التبريرات " الواقعية" لبحث إمكانيات الانسحاب الإسرائيلية المتدرجة من الضفة والقطاع, كسياسة متماهية بالمتسلط الصهيوني, ومارست هي الأخرى التضليل والخداع على الشعب الفلسطيني ولم تقدم له الحلول الصحيحة.
لنر أية مكاسب حققتها طاولة مفاوضاتهم, وبالمقابل أية مكسب تحققه القيادة الميدانية لانتفاضة الأقصى, وكانت محاولتها كست رضى الراعي الأمريكي الأوحد " الرئيس بيل كلنتون" بإحضاره إلى المجلس التشريعي وإجراء تصويت على إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني أمامه, وفقاً لسياسة حسن النوايا, ولكسب ود تعاطف رئيس الولايات المتحدة, والذي لم يأبه أساساً لذلك التطور الذي اتخذته جماعة أوسلو, لنجد أن كلنتون رحل ورحلت معه سياساته المضللة, ولكن ماذا كسبنا من إلغاء الميثاق الوطني؟! ألم تشق اتفاقات أوسلو وواشنطن وواي ريفر وشرم الشيخ وكامب ديفيد رقم (2) الشعب الفلسطيني بين الداخل والخارج, ولم يستوعب هؤلاء ماذا يعني أيضاً مشاركة شعب منطقة غالية علينا 48 في انتفاضة الأقصى التي زلزت الشارع العربي والإسلامي من الأطلسي حتى أندونيسيا, كيف لا يدرك هؤللاء أصحاب الرؤية الواقعية بأن قضية فلسطين و القدس و الاجئين لا تتجزأ ابدً, أصر كلنتون على حماية مصالح وأمن إسرائيل وتحدى المشاعر العربية والإسلامية بتهديداته للانتفاضة وللشعب الفلسطيني بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس تشجيعا ًمن الكونغرس الأمريكي وبقرار منه.
لقد رجعت قيادة أوسلو الواهمة والحالمة إلى نقطة ما قبل البداية, أي ما قبل عام 1991م وعاشت في دوامة خطيرة وضعت نفسها وشعبها بها. لا بل وضربت الموقف القومي العربي الداعي لوحدة المسارات السلمية,
وأدت مراوغاتها ومداورتها إلى تقديم تنازلات مشينة و مهلكة حتى كادت تضيع من بين أيديها ملفات لا تمس الشعب الفلسطيني وحده, بل تمس كل الشعوب العربية والإسلامية وهي ملفات القدس, واللاجئين والسيادة, وتطبيق قرارات الشرعية الدولية, وتساهلت بشكل مقيت مع حكومة باراك و نسقت معه في مجالات أمنية واقتصادية أثرت بعمق على مستقبل الشعب الفلسطيني برمته,بسبب اعتمادها على الراعي الأميركيى مبعوثه المدلل "دينس روس" المنحاز بشدة للمصلحة الإسرائيلية[208]
لقد تراجعت حكومة الليكود في عهد نتن ياهو كما في عهد حكومة باراك عن تطبيق العهود والمواثيق والاتفاقيات مع السلطة الفلسطينية, لأن مواقفها كانت ضعيفة لم تكرس جهوداً إضافية لتحسين أدائها ومواقفها,[209]أكان على صعيد تحسين الوحدة الوطنية أم على صعيد تأمين العمق العربي والإسلامي, وحاولت مادلين أولبرايت ابتزاز القيادة الفلسطينية لاستمرار المزيد من التنازلات منها لمصلحة سلام باراك وخططه الإرهابية , والذي قدم قرية(أبو ديس) كبديل عن بيت الشرق في قلب القدس الشرقية كي تكون عاصمة الكيان الفلسطيني بينما يطالب الجانب الفلسطيني بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين, مدعوماً من الادارة الأمريكية وظهر ذلك جلياً باتفاقيات (بيلين- محمود عباس).
وأظهرت تبعات المفاوضات السلمية بين حكومة باراك والسلطة الفلسطينية بعد اتفاقية كامب ديفيد (2), أن الإدارة والشروط الصهيونية هي المهيمنة على مجمل الرحلة التفاوضية بمحاولات إغفال ملفات حيوية,
وعدم الالتزام بالشرعية الدولية, وتلكؤ باراك وحكومته في تطبيق الانسحابات على مراحل كما كان متفقاً عليها,إضافة إلى التضليل والمراوغة التي مارسها دينس روس " كساعي بريد" للتضييق على طلبات السلطة الفلسطينية بتحقيق الاتفاقيات الموقعة, وأريد منها أن تكون الشرطي لاسرائيل ضد المنظمات الفلسطينية المكافحة "حركة حماس, والجهاد الإسلامي" وضد التحالف الديمقراطي " الشعبية, والديمقراطية", حيث طالبت تلك الفصائل قيادة م.ت.ف, والتي هي قيادة السلطة أساساً بالعودة إلى الالتزام ببرامج الوحدة الوطنية وتفعيل دور م.ت.ف التي أجهضت فاعليتها الولايات المتحدة واتفاقيات أوسلو من خلال دور كيسي وتنت ووكالة السي آي إيه, ولم يستطع الموقف الفلسطيني المعارض لاتفاقيات السلطة مع حكومة باراك من إيقاف الاندفاع غير الواقعي والمتسرع لجماعة أوسلو بسبب من تشابك المصالح الشخصية وتغليبها على المصلحة الوطنية العليا, وربطت تلك الجماعة في حقيقة الأمر تصوراتها ومصالحها مع المصلحة والمشيئة الأمريكية – الصهيونية بتقديم تنازلات إثر التنازلات تحت تأثير عوامل عديدة لعبت فيها مصر دور العراب و الحاضية لتحركات ومواقف جماعة أوسلو حتى ما قبل انتفاضة الأقصى.
لم يدرك أحباب الولايات المتحدة الأمريكية – وأحباب اتفاقيات أوسلو وأخواتها بأن منطق القوة هو الذي تستخدمه حكومة باراك (على خليفة دور باراك كجنرال في الجيش الإسرائيلي) وبامتلاك الجيش الإسرائيلي ترسانة أسلحة متطورة يهدد فيها الدول العربية. ومناطق السلطة مع صديقه الحميم اريئيل شارون, بينما ركائز القوة لا تتمتع بها السلطة كما يجب, لقد أفشلت قضايا المسارات السلمية واستمرت إسرائيل بصلفها وتعنتها بصراعها المكشوف مع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية, بدون تحقيق أدنى المطالب المتقدمة, إلى أن جاء اندحار الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان الذي شكل بداية اندحار إسرائيل, وكان حزب الله والمقاومة اللبنانية بزعامة السيد حسن نصر الله الدور المهم في تحرير جنوب لبنان مع اختراق إسرائيل لاتفاقيات نيسان وقرا ر425 باحتلال (مزارع شبعا), وعدم الانسحاب منها, وسجل حزب الله ضربات قاضية بفعل الجهاد والمقاومة, إضافة للدور الهام الذي لعبه. ولأول مرة في المنطقة العربية. في دحر فلول الجيش الصهيوني بهزيمة نكراء واصل فيها جهاده الوطني لتحرير الجنوب كاملاً, هذا الأسلوب الذي أكده السيد حسن نصر الله والمقاومة في جنوب لبنان صار رمزاً لدحر الصهاينة وجيشهم, ومعادلة يحسب حسابها.
إضافة إلى التفاعل الشعبي العربي والإسلامي مع حزب الله, جاءت الانتفاضة الشعبية في ( المسجد الأقصى) لتلهب حماسة التفاعل الشعبي في مختلف العواصم العربية تأييداً للفعل الوطني والجماهيري اللبناني –الفلسطيني والذي أدى إلى:
إسراع الويلات المتحدة ومصر وجامعة الدول العربية للتأكيد على عملية السلام كحل لا بديل عنه بالشكل والمضمون.
إقدام واشنطن – والقاهرة على امتصاص نقمة الشارع العربي والتحرك الشعبي على طول الوطن العربي والإسلامي بعقد قمة شرم الشيخ بين واشنطن و أحبابها في خلال الأسابيع الأولى من إنتفاضة الأقصى.
اشتداد المجابهة والمعاناة للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية ذاتها, التي وجدت نفسها ولأول مرة وجهاً لوجه مع طائرات ودبابات وزوارق الاحتلال في إعلان حرب غير مسبوقة على أراضي السلطة الفلسطينية, مما حدا بالرئيس المصري حسني مبارك وياسر عرفات للإسراع بعقد القمة العربية لتأمين الدعم العربي الرسمي للانتفاضة الفلسطينية, حضرها الملوك والرؤساء والأمراء العرب, أظهرت فيها المملكة العربية السعودية على لسان الأمير ولي العهد عبد الله لأول مرة حزماً واضحاُ تجاه الولايات المتحدة محملاً إياها انتهاك إسرائيل لعملية السلام والقتل و التدمير وتأمين الدعم الأمريكي الرسمي لحكومة باراك الإرهابية مركزاً على دور باراك- و شارون في تأجيج أحداث المسجد الأقصى, بهدف تدنيس الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس ومنع قيام الدولة الفلسطينية.[210]
- المؤتمر الإسلامي في الدوحة 2000م وما تمخض عنه من قطع دولة قطر لعلاقاتها التطبيعية مع إسرائيل على إثر انسحاب المملكة العربية السعودية- وإيران – وسوريا من المؤتمر في حال ظلت العلاقات بين قطر ودولة الصهاينة الغاصبة قائمة.[211]
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2011, 29 : 02 PM   رقم المشاركة : [15]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين

- دور القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة في تحديد أهداف ومطالب الشعب الفلسطيني, وعدم إيقاف الانتفاضة حتى تفكيك المستوطنات, وانسحاب جيش الاحتلال من الضفة والقطاع وإيقاف الإرهاب والبطش والاغتيالات الصهيونية, وحتى يتم الاستقلال الفلسطيني وتكريس السيادة الوطنية الفلسطينية على أراضي الضفة والقطاع, وإعلان القدس الشرقية كاملة عاصمة للدولة الفلسطينية. مع تهديدات كلنتون – وباراك إلى السلطة بعدم إعلان الدولة إلا من خلال طاولة المفاوضات وليس بالعمل الجماهيري السلمي (الانتفاضة) أو بالعمل الجماهيري المسلح أو بالعصيان المدني الشامل, ومن جراء ذلك قتلت سلطات الاحتلال بأساليب وحشية أكثر من 500 مواطن فلسطيني, معظمهم أطفال وشباب وتلاميذ وطلاب مدارس وجرحت أكثر من 14000 ألف مواطن فلسطيني في الشهر الأول والثاني والثالث لانتفاضة الأقصى, أي أكثر مما سقط من شهداء وجرحى في انتفاضة عام 1987م.
- عدم قبول الولايات المتحدة بما أعلن عنه في القمة العربية أو في شرم السيخ بتعيين لجنة دولية للتحقيق بالمجازر والمسبب الحقيقي لها, باختصارها إلى لجنة دولية (لتقصي) الحقائق, المشكلة من دون نيلسون مانديلا, وبوجود خافيير سولانا وسليمان ديميريل والسيناتور الأمريكي (جورج ميتشل) وما تمخض عن تقريره من مغالطات كبيرة.
تلك اللجنة التي عملت على استلام تقارير من الطرفين دون أن تدرس على الأراض ما ترتكبه سلطات الاحتلال من مجازر هي بالقوانين و الاعراف الدولية خرق فاضح لها, فماذا يعني لجنة دولية بدون تنفيذ قرارات دولية, ووضع الكيان الصهيوني وجيشه عند حدود إيقاف أنشطته وإخراجه من الأراضي المحتلة بالقوة و تسعير عمليات الاستيطان التي تؤدي إلى إجهاض نشاط اللجنة الدولية من مضمونها وفعاليتها.؟
- مفارقات العملية السلمية, إن كامب ديفيد فشل لأن صانعي السياسة الأمريكيين والإسرائيليين ضللوا الرأي العام الأمريكي والعالمي بشأن طبيعة عملية السلام, بينما افتتح باراك و كلنتون وعرفات كامب ديفيد رقم (2) وعرض باراك على عرفات92% من أراضي الضفة الغربية والقطاع, على أساس التخلي الكامل للسلطة عن مواضيع الاجئين, والقدس عاصمة لدولتها المستقلة, هذا ما عبر عنه كيسنجر نفسه منتقداً العملية السلمية وموقف كلنتون وباراك منها.
- أخيراً المفارقة التي تستوجب هنا التأكيد عليها بأن كيسنجر اعتبر قيام دولة فلسطينية ورقة لم تعد المساومة عليها مطلوبة من باراك أو غيره في الكيان الصهيوني, لأنها باتت أمراً محتوماً لأنها قائمة بالأساس, وبخاصة أن بيغن في اتفاقيات كامب ديفيد الأولى عرض الاستقلال الفلسطيني 1978م
في مباحثاته مع أنور السادات وكارتر على أساس حكم ذاتي انتقالي تقام بعدها الدولة الفلسطينية المستقلة.[212]
كان هذا مفهوماً بشكله العام في اتفاقيات أوسلو, ويعامل عرفات ( حسب كيسجر) كرئيس دولة, وفي المستقبل المنظور ستحظى الدولة الفلسطينية باعتراف الدول كلها, بما فيها الدول الأوربية حتى وأن لم ترض الولايات المتحدة بذلك فإن معارضتها ستكون لبعض الوقت.
هناك إذاً دلالات واضحة على موقف المسؤول والسياسي الأمريكي هنري كيسنجر مما يحدث في فلسطين المحتلة, إلا أن نواياه تتركز أساساً على الكيفية التي يمكن فيها إخراج إسرائيل من مأزقها, وبتصوراته أن كامب ديفيد الأولى والثانية هي الخلاص وإن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.
2- هنري كيسنجر وتصورات جديدة للأمن القومي
نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالة بقلم (مايكل ستيرنر) السفير الأمريكي السابق في الخليج العربي والنائب السابق لوكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا، حيث قدم بعض الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والأمنية مجدداً تقاريرهم الهامة، لصوغ المبادئ العامة التي يجب أن تحكم السياسات الأمريكية الخارجية وبخاصة تجاه الشرق الأوسط، وكذلك تجاه مهام جديدة عالقة أساءت إلى السياسة الخارجية الأمريكية نفسها، وتجدر الإشارة هنا أن التقرير المطول (160) صفحة أصدره مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية بواشنطن الذي ساهم في إعداده وصياغته خمسون خبيراً على مستوى عالٍ تحت إشراف مستشار الأمن القومي الأسبق (زبينغنو بريجنسكي) (كاثوليكي) (والسيناتور لوجارد) (والسيناتور هاملتون)، إضافة إلى مقالة هامة لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق (هنري كيسنجر) الذي يتمتع بنفوذ أمريكي وعالمي كبيرين، نشرتها أيضاً الواشنطن بوست، هدفت تلك التقارير بمجملها خلق فرضيات وتحليل معطيات مختلفة تستهدف بالأساس خلق إجماع سياسي- وأمني جديد حول الأهداف التي يجب أن تسعى واشنطن إلى تحقيقها، وتحدد على أساسها الجذور والقضايا المهمة في المستقبل القريب وبخاصة اتجاه سنياريوهات الحرب والسلام في الشرق الأوسط.
على أساس ما قدمه السفير الأمريكي (مايكل ستيرنر) يبدو أن السياسات الخارجية السابقة تعرضت دائماً إلى ضغوطات من اللوبي الصهيوني مما جعلها على الأغلب سياسات غامضة غير متكاملة المعالم والأهداف أي أنها مضطربة، وفوضوية وغير جدية بالتعامل مع دول المنطقة، أو من خلال الضغوطات المستمرة من منظمة إيباك هذا الدور المضطرب أدى إلى وجود تحديات كبرى حسب التحليلات جميعها على الأمن القومي الأمريكي، بحيث التحركات العسكرية- والأمنية الأمريكية، بحيث ظهرت التحركات العسكرية- والأمنية الأمريكية مغرقة بالتأييد لسياسة إسرائيل، وهذا ما يؤيده مايكل ستيرنر وانتقده بشكل لاذع في تحليلاته، فالسياسة الأمريكية الموجهة ضد كل من:
- العراق: بسبب ادعاءات امتلاك السلاح الكيميائي بعد الحظر الدولي الشديد عليه والخوف من العودة إلى اجتياح الكويت.
- إيران: بسبب ما تدعيه واشنطن أنها تحمي الإرهاب الأصولي، وتحذير دول الخليج من تطلعها الأصولي العدواني تجاهها وفقاً للتصورات الأميركية.
ليبيا: وما يشاع عنها من قضايا حول طائرة لوكربي، أو امتلاك السلاح والمصانع الكيميائية [213].
- السودان: بسبب فقرها، وعدم انسجام قياداتها مع تصورات (البنك الدولي) وعدم تعاملها مع الشركات الأجنبية، وحمايتها للقيادات الأصولية في المنطقة.
مع تزايد المد الديني الإسلامي ضد واشنطن، رغم أن التفجير الذي حصل في (أوكلاهوما)، أكد عكس ما ذهبت إليه الإدارة الأمريكية وتبين أن منظمة يهودية متطرفة كانت وراءه، مما زاد الصعوبات أكثر صعود نتن ياهو بسياسته الهجومية ورفضه تطبيق اتفاقيات أوسلو أو الالتزام بمؤتمر مدريد، إلى تزايد المعارضة الأوروبية للممارسات الصهيونية المساندة من قبل واشنطن، وبالتالي اتخاذ أوروبا رسمياً لمواقف مستقلة نسبياً عن سياسة واشنطن تجاه عملية السلام، وجاءت العملية الجوية الإسرائيلية الوحشية في (قانا) في عهد شمعون بيريز خطوة خطيرة تجاه المنطقة فإذا كانت الحمائم تتصرف بهذه الصورة الوحشية فكيف سيتصرف الصقور إذا، وظهور موقف أوروبي، وبالأخص فرنسي متميز تجاه عملية السلام، مما دفع بالأمين العام لهيئة الأمم من نشر التقرير الخاص بالعملية العسكرية الإسرائيلية في (قانا) الذي قدمه قائد قوات الطوارئ الدولية في لبنان، مؤكداً أن العملية الجوية الإسرائيلية استهدفت مباني هيئة الأمم وقوات الطوارئ، فضلاً عن استهدافها للسكان قبل كل شيء تحت حجج ملاحقة أنصار ومقاتلي (حزب الله) في جنوب لبنان.
أتاح ذلك الموقف الأمريكي الداعم لسياسة إسرائيل، والمتساهل إزاء كل ممارساتها الإرهابية إلى وجود فراغ سياسي في المنطقة، قدر لفرنسا أن تلتقط حلقته الجوهرية وتلعبه بشكل منقطع النظير، أكان عبر وزير خارجيتها ومقارعته بكل معنى الكلمة لوزير خارجية الولايات المتحدة "كريستوفر، أو من خلال زيارة الرئيس "جاك شيراك" لسوريا والمنطقة وموقفه تجاه المحاصرة الأمنية التي مارستها قوات الشرطة الإسرائيلية ضده في زيارته إلى القدس القديمة والذي أظهر الموقف الفرنسي- والأوربي بشكل إيجابي وداعم للقضايا العربية، مما حدا بالاتحاد الأوروبي إلى تطوير سياسته للمنطقة بدفع المزيد من ثقله السياسي، معللاً ذلك أنه لا يمكن أن يبقى داعماً لتطلعات المنطقة اقتصادياً وموقفه السياسي غائباً تماماً عنها، وبالأخص في تحريك عملية السلام ومحاولة حل القضايا الساخنة فيها. لذلك يرى العديد من المسؤولين الأمريكيين ضرورة إعادة النظر في سياسات واشنطن تجاه مختلف قضايا المنطقة، وبخاصة تجاه عملية السلام، وتجاه العراق، ومحاولات عزله عن العالم في الوقت الذي سعت هيئة الأمم إليه لإرجاعه إلى الحظيرة الدولية، بحيث نجحت سياسة بطرس غالي في هذا المجال مع مواقف فرنسا وروسيا والصين ضد مواقف أمريكيا وحتى في محاولات عزل إيران، الأمر الذي زاد من نفوذها السياسي في المنطقة وبخاصة في لبنان إضافة إلى فشل كريستوفر في توفير المناخات السلمية في المنطقة.
أما هنري كيسنجر بأفكاره الجديدة التي قدمها بقالب أكثر تحديداً من العموميات، التي تحدث عنها ستيرنر مع غموض الأول ووضوح الثاني، فإنه اعتبر أن سياسة الخطوة خطوة باتت قديمة، وأنه على واشنطن حسب آرائه القيام بتقديم رؤية شاملة وواضحة وأن تسعى إلى تعبئة برنامجها الجديد وشعبها تجاه معالم جديدة مقبولة أكثر لدى الشعب الأمريكي أو الشعوب الأخرى.
يمكن تلخيص أفكاره بالشكل التالي:
1-تقديم رؤية شاملة لحل الصراع العربي- الإسرائيلي على أساس أن سياسة الخطوة خطوة لم تعد نافعة في ظروف المنطقة الجديدة، وأنه لا بد من إيجاد سياسة جديدة للقرن الواحد والعشرين.
2-أن تقوم واشنطن بإيجاد رؤية سياسة جيدة على أساس الموازنة بين شرعية الأطراف المفاوضة وبالأخص الطرف الفلسطيني مع حساب (أمن إسرائيل الخاص) على أساسها.
3-تحميل ياسر عرفات رئيس السلطة الفلسطينية المسؤولية الكبيرة في إيصال الأمور إلى ما هي عليه الآن، باعتباره دعا إلى إضراب عام بعد افتتاح النفق في القدس، أو دعوته للإضراب، قبل فتحه أثر على مشاعر المسلمين والمسيحيين وأدى إلى توتير الأجواء كلها بسبب التصرف الصهيوني.
4-كذلك يجد كيسنجر أن انتخاب بنيامين نتن ياهو رئيساً لوزراء إسرائيل جاء ليدلل على أهمية إعادة النظر في العلاقة بين ضرورات الأمن الإسرائيلي القصوى- وشرعية المفاوض الفلسطيني وبالطبع تقف هذه الآراء التبريرية إلى جانب تصرفات نتن ياهو الفاشية لتحميل الطرف الفلسطيني وبالتالي الأطراف العربية المسؤولية الكاملة.
5-رفض نتن ياهو لمقابلة ياسر عرفات في العملية التفاوضية مع "إسرائيل"، على أن رئيس السلطة الفلسطينية لم يعط الشرعية بعد لقبوله طرفاً أساسياً في المفاوضات، مما أدى إلى تفجير الأوضاع، والغريب في هذا المنطق أنه كيف كان اسحق رابين يلتقي مع ياسر عرفات أو مع شمعون بيريز للاتفاق على قضايا مصيرية تهم الشعب الفلسطيني، وتضع حداً لمأساته، وتجاوبت سياستهما مع هذا الطرح؟! رغم انزعاج أوساط فلسطينية عديدة وشخصيات فاعلة من الأسلوب الفلسطيني التفاوضي المخزي مع حكام إسرائيل.
الغريب في منطق هنري كسينجر الأعرج والمرواغ في اعتماده لرؤية مشوهة للوقائع والمعطيات السياسية، أكان تجاه الطرف الطرف الفلسطيني نفسه أو تجاه سوريا ولبنان، باعتبار أن تصرفات الجيش الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني، وقتل المئات وذبح الآلاف والرد الفلسطيني من قبل الشرطة الفلسطينية المعادي للتسلط والإرهاب الصهيوني، قد حدد بالضبط آفاق التعايش بين الطرفين، ونسف بالتالي الكرامة والشخصية الفلسطينية بالصميم، إضافة إلى التعنت والهجوم الشخصي المتكرر للقيادات الإسرائيلية على شخصية الرئيس حسني مبارك وشخصية الرئيس حافظ الأسد، مما يكشف مقدار الاضطراب والخلل في الخطاب السياسي لدى المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي.
يؤكد كيسنجر أيضاً وبشيء من الموضوعية أن خبرة رئيس الوزراء الإسرائيلي (ب.ب) ضئيلة ولا بد من إعطائه فرصة ودفعه إلى التصرف السلمي، لأن قدرته على المناورة السياسية ضعيفة ومهلهلة ويلاحظ أن ثمة فارقاً كبيراً بين رؤية كيسنجر للأمور، ورؤية خصمه زبيغنو بريجنسكي حيث شكك الأخير بصدق نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي ورغبته بالسلام، وحمله المسؤولية الكاملة في تعثر عملية السلام في المنطقة، وبالتالي فشل لقاء واشنطن الأخير بين الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية، وقال مستشار الأمن القومي الأسبق:
"إن لقاء واشنطن هو قبل كل شيء امتحان هام لدراسة مصداقية نتن ياهو ورغبته الحقيقية في السلام كما أنه كان اختباراً لمقدار نجاح السياسة الخارجية للرئيس كلنتون".
من هنا نجد أن الخطاب السياسي لبريجنسكي أدق وأهم من الخطاب السياسي لهنري كيسنجر، لأن بريجنسكي حدد بشكل دقيق ما يلي:
أ-رئيس الوزراء الإسرائيلي هو المسؤول عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأراضي المحتلة وليس ياسر عرفات أو أي طرف عربي آخر.
ب-إن نتن ياهو لا يقدم لعملية السلام سوى الكلام الفارغ والمراوغ، في حين يتصرف على الأرض بصورة تخرب عملية السلام برمتها وبخاصة سياسة توسيع المستوطنات ورفضه الانسحاب من الخليل وبالتالي شق النفق تحت جنح الظلام في القدس القديمة ، مما يؤكد أن هذا الرجل مذبذب ومخطئ في كل تصرفاته.
يتضح من كل ما تقدم أن ثمة اختلافات حادة ظهرت كانعكاس لما حصل في المنطقة بين الساسة الأمريكيين، ودفعهم إلى تحليل الظروف والأخطاء التي وقعت بها واشنطن في دعم نتن ياهو، كان من الممكن أن يحوّل المنطقة إلى منطقة استقرار وازدهار كبيرين، إلا أن واشنطن لا تضع ثقلها بالشكل المطلوب للضغط على حكومة (ب.ب) وتصوراتها الجديدة.
لذلك تعتبر استراتيجية واشنطن في المنطقة مستمدة من العداء المستمر للعرب وقضاياهم، وبالتالي اعتبار إسرائيل الضحية (كدولة ديمقراطية) تدعمها بكل السبل والإمكانيات، من منطلق أنها الحمل الوديع لكن الأحداث الأخيرة كشفت بما لا يدع مجالاً للشك، بأن إسرائيل في عهد (حزب العمل) أو (حزب الليكود) دولة إرهابية متسلطة تنهج الأسلوب الفاشي التوسعي ضد العرب ولا تقيم وزناً لحقوق الإنسان الفلسطيني أو العربي، أو للرأي العام العالمي أو حتى لملاحظات المسؤولين الأمريكيين.
أ-رؤية قديمة في أفكار كيسنجر:
بستند وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في تحليلاته السياسة والأمنية الاستراتيجية على رؤياه القديمة البالية، التي لم يأت بجديد فيها وهي معالم لرؤيا اللوبي الصهيوني [214] نفسه في الولايات المتحدة، فمن الواضح أن المنظور الأمني المباشر وغير المباشر بالذي اعتمدت عليه تحليلات غيره مثل ستيرنر، أو تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية الدولي انطلقت من نقطتين جوهريتين:
النقطة الأولى: إن واشنطن ترى المنطقة جزءاً لا يتجزأ من مصالحها القومية، وأن أي تدخل في شؤونها الداخلية والخارجية يمس الأمن القومي الأمريكي مباشرة، خوفاً على مصالحها الاستراتيجية النفطية والمالية والكونية الاتصالات فيها، إنما لحماية المصالح الأمريكية قبل أي شيء أخر.
النقطة الثانية: إشراف واشنطن على عملية السلام كراعٍ لها في الشرق الأوسط، يظهر تماماً أنها لا تجد مصلحة أخرى أهم من مصالح الأمن الإسرائيلي، وأن أي مشروع يهدد أمن إسرائيل يهدد بالتالي الأمن القومي الأمريكي، مما يؤكد أن أي مشروع أو رؤى أمريكية تنظر إلى المنطقة لا يمكنها أن تكون حيادية إزاء عملية السلام، وكما قال ستيرنر أن خطأ السياسة الخارجية الأمريكية إنها تقع تحت ضغوطات داخلية، والمقصود هنا ضغوطات منظمة إيباك الصهيوينة واللوبي الصهيوني.
من هنا فإن تحليلات وآفاق كيسنجر تتحدد سلفاً كتحليلات مناصرة لإسرائيل وليس للعرب أو للقضايا السلمية الحقيقية.
لقد علل هنري كيسنجر التقارب بين إسحق رابين- وياسر عرفات في شبكة المفاوضات السلمية، بأنها جاءت لاعتبارات آنية ومرحلية ودون الأخذ بعين الاعتبار القضايا البعيدة حيث وجد رابين في المفاوضات وسيلة لتحقيق قبول عربي بدولة إسرائيل وأمنها، أما ياسر عرفات دخل في تلك المفاوضات لضمان نفسه في الحياة السياسية أمام معارضيه، قبل أي شيء آخر، على أنه لم يتم تحديد هوية السلطة الفلسطينية بعد، وحدودها ومصير الخليل والقدس المستقبلي عوضاً عن مصير اللاجئين أيضاً.
بعكس ما كان يتوقعه أنصار السلام في إسرائيل ومعهم إسحق رابين و"شمعون بيريز" من أن مشكلة الحدود لن يكون لها أهمية تجاه قضايا أخرى بينما يرى نتن ياهو وجماعته العكس تماماً أن مصير السلطة وحدودها وأمن إسرائيل هو الذي يحدد القضايا الأخرى بالضبط.
كل هذه العوامل مجتمعة دفعت بهنري كيسنجر إلى تقديم رؤيته القديمة والجديدة، ومطالباً واشنطن (كلنتون) بصياغة رؤياه الجديدة والشاملة لحل مشاكل المنطقة، أما تقرير معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية /بواشنطن/ قدم بعنوان "تحديات القيادة الأمريكية للقرن القادم" حيث تنطلق التقرير من:
1-اعتماد الولايات المتحدة بشكل أساسي على نفط الخليج سيزيد من احتياجاتها بنسبة 70% بداية القرن الحالي.
2-أن تكون واشنطن طرفاً رئيساً في حماية أمن واستقرار الخليج على أساس أن لا تتدخل أية قوة أخرى بالسيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية.
3-تعتبر منطقة الخليج بالنسبة لواشنطن نقطة ارتكاز أساسية لحماية أمن واستقرار المنطقة، لكي تؤدي وظيفتها للمصالح الاستراتيجية الأمريكية، ومن الواضح أن المنظور الأمني غير المباشر الذي تعتمد عليه الشخصيات الأمريكية ومراكز الأبحاث فيها وفقاً للتقرير المقدم من معهد الدراسات الاستراتيجية، أو وفقاً لتصورات كيسنجر أو تصورات ستيرنر، تتركز على حث الرئيس الأمريكي كلنتون على اختيار رجالات جدد في مجلس الأمن القومي على معرفة ودراية في التعامل مع القضايا الخارجية، وبخاصة بعد استقالة وليام وبستر عام (1991م)، الذي كان يتولى إدارة الوكالة منذ عام (1987م) وعين روبيرت غيث مديراً للاستخبارات الخارجية الـ (سي آي إيه) لمدة 14 شهراً، وقبل أن يعين بيل كلنتون بعيد انتخابه رئيساً جيمس ولسي في مكانه، فَقَدَ (وولسي) منصبه بعد (33 شهراً) عبر فضيحة (الدريش أيمز) وعين جون وويتش مكانه، وكان وويتش عكف على اعتماد نظام صارم وأعفى اثنين من المسؤولين من مهامهما، لأنهما لم يحترما الإجراءات الجديدة، ورغم أنه سعى لأن يعمل جهاز الأمن الداخلي fbi والـ cia معاً مما أتاح اعتقال هارولود نيكسون المسؤول في الـcia بعد شهور من اعتقال (الدريش أيمز) ومن العام نفسه.
لا يزال اللوبي الصهيوني الأميركي يلعب دوراً في السياستين الخارجية والداخلية، وحتى ضمن الأجهزة نفسها في تحقيق المصالح الإسرائيلية على مدى أعوام عديدة، ولا يزال هنري كيسنجر اللاعب الأساسي المؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية، إضافة إلى مجموعة شخصيات يهودية تؤثر بوضوح على الإدارات الأمريكية، آراء وتحليلات صاحب جائزة نوبل للسلام هي الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني أولا وأخيراً وأمن شعوب المنطقة فهو غير معني بها.
***
الباب الثاني عشر
حمى الانتخابات الأمريكية (2000)
((ليبرمان مرشح للرئاسة الأمريكية))
حمى الانتخابات الأمريكية 2000م ليبرمان مرشح ونائباً للرئيس:
شهد العالم كله نهاية عام 2000م الانتخابات الأمريكية في نهاية عهد بل كلنتون، التي تعود إليه أساساً أكبر حملة دعم سياسة واقتصادية ومالية واستيطانية لحكومة الإرهابي ايهود باراك، وفاقت في دعمها للكيان الصهوني جميع الإدارات الأمريكية السابقة، فرغم سعي إدارته للسلام في منطقة الشرق الأوسط إلا أنها التزمت بالمعايير المزدوجة المكشوفة التي ترجح كفة إسرائيل على كفة المصالح والحقوق العربية كاملة، أما هموم واشنطن كانت ولا تزال، ضمان أمن ووجود إسرائيل وتمسكت إدارة صاحب "فضيحة مونيكا غيت" كبقية الإدارات السابقة لا بل وأكثر بقليل بساستها في مجلس الأمن وهيئة الأمم لصالح همجية الإرهاب الصهيوني في جنوب لبنان والضفة والقطاع، والسماح عملياً بالسياسات غير الشرعية وغير القانونية لمصادرة الأراضي اللبنانية (مزارع شبعا) بالضغط على أمين عام هيئة الأمم للدفاع عن هذا المو قف، واتهام حزب الله بالقيام بأعمال معاكسة لقرار 425 وما يسمونه الخط الأحمر والأزرق، ولم تلعب مادلين أولبرايت ولا حتى دينيس روس الصهيوني أي دور حيادي على المسار الفلسطيني أو اللبناني، وحتى بعد أن وافقت سوريا بعهد الرئيس الراحل الأسد في مطلع التسعينات على المطالب الدولية بتوفير ضمانات أمنية مع عدم تطبيع العلاقات، فيما إذا انسحبت إسرائيل إلى خطوط الرابع من حزيران 1967م.
ويدرك العديد من المطلعين أن الرئيس حافظ الأسد لم يوافق على الشروط الإسرائيلية الأخرى، كفتح "سفارة في دمشق" للكيان المستعمر والسبب العوائق التي وضعتها إسرائيل في عملية السلام واستمرارها بسياسة الاستيطان في الجولان والضفة القطاع ويعد ذلك خرقاً للقانون الدولي الذي يحرَّم بناء مستعمرات على أرضٍ تم الاستيلاء عليها بالقوة والحرب، فإن الرئيس كلنتون وعلى عكس سياسات الإدارات السابقة لم يعارض استمرار المستوطنات رسمياً، انما هدد بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس إذا لم تنجح عملية السلام على المسار الفلسطيني بعد كامب ديفيد (2).
وأكدت حكومة كلنتون أن القرارات التي وصفت إسرائيل بالعنصرية، الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة بأنها قرارات خاطئة، رغم أن معظم تلك القرارات الدولية لا تزال حبراً على الورق من قبل الطرف الإسرائيلي من بناء المستوطنات، وتهجير سكان القدس، انتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني والعربي، و تطوير ترسانة الأسلحة الشاملة، وإعادة احتلال القدس الشرقية والضفة والقطاع، وضرب اتفاقيات أوسلو بعرض الحائط ومواجهة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية "انتفاضة الأقصى" بكل روح فاشية، وبأسلوب نازي جديد، مما دفع كل من الرئيسين الفرنسي والتركي وآخرين [215] للاحتجاج الرسمي على سياسة باراك وحكومته ضد الفلسطينيين المفرطة في العنف، في أماكن العبادات وبالأخص في داخل الحرم القدسي الشريف.
إضافة إلى التعاون الاستراتيجي ويثق الصلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مختلف المجالات الحربية، والتقنيات الحديثة، والتقدم التكنولوجي، ودعم الجيش الصهيوني بكل متطلبات الدعم (المادي والمعنوي) الذي يجعل من إسرائيل أقوى من الدول العربية المجاورة لها بعدة أضعاف، وتستخدم في ميزانيتها العسكرية 45 مليار دولار وتتلقى 40% من إجمالي المساعدات الأمريكية الخارجية.
وعلى أساس ما تقدم يتبارى المرشحون للرئاسة الأمريكية لتقديم المساعدات، والدعم للكيان الصهيوني أمام التجمعات والمؤسسات اليهودية، بغرض كسب أصواتها واستمرار العلاقة الاستراتيجية، وتنطوي الحملة الانتخابية الجديدة على جاذبية خاصة للرئيس الأمريكي القادم، الذي يضمن الأمن القومي الأمريكي وتطوير الجيش ودعم الكيان الصهيوني، وأثرت تلك الانتخابات حسب مؤشر "ناسداك" على عمل وأنشطة شركات عالمية كبرى، كما تؤثر على حركة الدول الأوروبية ودول العالم الأخرى إضافة إلى الدوائر السياسية والاقتصادية العالمية ويبدو هنا أن هيمنة النموذج الأمريكي وجاذبيته الديمقراطية واقتصاده لعب دوراً مهماً في الحركة والتفكير الإنساني فيما يبدو، فقد حثت المسيرات في فيلادلفيا لمؤتمر الحزب الجمهوري باختيار المرشح بوش (الابن) وديك تشيني كمرشحين للرئيس ونائبه.
إضافة إلى تظاهرات لوس أنجلس في خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي ضد اختيار ألبريت آل غور لـ جوزيف ليبرمان لمنصب نائب رئيس، والسبب من تلك المسيرات والمظاهرات المعادية لكلا المؤتمرين تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية لطبيعة النظام العالمي الذي تقوده واشنطن فأحداث "سياتل" التي قادها الحزب اليسار الأمريكي، وبالأخص في خلال مؤتمر التجارة العالمية أواخر عام 1999م، وأكدت على طبيعة تهميش وعزل معظم أبناء الشعب الأمريكي عن الحياة السياسية كونها تهم مصالح العائلات الرأسمالية والاحتكارية الكبرى فقط.
إلا أن دخول رالف نادر من أصل لبنان، والذي ولد عام 1939م كمرشح لمنصب الرئيس عن حزب الخضر للحفاظ على البيئة والإنسان وهو أحد أهم منظمي مظاهرة سياتل، وبسبب انخفاض أجور العمال الأمريكيين بدلاً من رفعها، مما أدى إلى ظهور فقراء جدد على قارعة الطرقات والتي أضرت بوضع المرأة والطفل الأمريكي بشكل ملحوظ جداً، وأظهرت الانتخابات الأمريكية أن 50% من أفراد المجتمع الأمريكي هم من الأميين لا يقرؤون ولا يكتبون.
أما (بات بيوكانان) اليميني الأخضر يعادي الصهيونية ويصف الكونغرس الأمريكي بأنه: (أرض أمريكية تحتلها إسرائيل) وحينما اصطدم الرئيس جورج بوش الأب مع الكيان الصهيوني واللوبي، دعاه إلى تجميد قرضٍ بقيمة 10 مليار، بسبب الاستمرار ببناء المستوطنات في الضفة والقطاع والجولان، وألب الرأي العام الأمريكي على "إسرئيل"على أنه احتقر آل غور لأنه اختار ليبرمان اليهودي المتعصب نائباً له، ولا حظ الجميع كيف تربص كل حزب بالحزب الآخر، وكل زعيم بالزعيم الآخر في الانتخابات الأمريكية حتى أن المحاكم القضاء الأمريكي والمحاكم العليا الفيدرالية تدخلت لحسم الانتخابات بعد تجاوزها للفترة القانونية [216].
لعل اختيار نائب الرئيس الأمريكي آل غور لنائبه ليبرمان لحملة انتخابات الرئاسة الأمريكية 2000م، في حال فاز بالرئاسة الأمريكية لأهم الأسباب، وهي العلاقات الحميمية التي تجمع آل غور مع جماعة اللوبي الصهيوني المتنفذة في الإدارة الأمريكية، وبالأخص اختياره لـ (مارك غينسبيرغ) كرئيس للطاقم السياسي في الخارجية الأمريكية، والذي يحمل الجنسية الأمريكية- الإسرائيلية، فتربطهما علاقات وطيدة مع مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية، ووليام كوهين وزير الدفاع، ووزير المالية روبين، وكبير موظفي وكالة الاستخبارات المركزية (ج.تينت)، و(صموئيل بيرغر) رئيس مجلس الأمن القومي و(ساندي برغر) مستشار الأمن القومي، والمستشار السياسي (راهام عموائيل)، إضافة إلى مستشاري آل غور أنفسهم، وأولهم ليون فويرت مستشار للأمن القومي وجوزيف ليبرمان المستشار السياسي الخاص، إضافة إلى مارتن بيريز صاحب جريدة (نيو- ريبابليك).
ويلاحظ من خلال الحياة السياسية العامة في الولايات المتحدة عدا عن المناسبات الكبرى، كالانتخابات العامة الفيدرالية أو غيرها التأثير الكبير للوبي الصهيوني ومنظماته، على الإدارات الأمريكية والبيت الأبيض، حيث نسبة العاملين فيهما تتجاوز الـ 45%، ومن هنا يأتي اختيار الحزب الديمقراطي لمرشح يهودي في النظام الرئاسي الأمريكي لأول مرة بهدف تغطية آل غور سياسياً وأمنياً من الفضائح التي يمكن أن تصيبه من مؤامرات، ودسائس المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة كما حصل في قضية (مونيكا غيت)، إلا أن الحزب الديمقراطي وآل غور أخطأا خطأ فادحاً باختيارهما يهودياً متعصباً بهذه الصورة، وبخاصة أن قضية اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي لا تزال في الأذهان، وتستطيع منظمة إيباك أو بناي بريت بالتعاون مع ليبرمان أو بدون التعاون معه باجترار المبررات والأكاذيب لقتل آل غور في حال أنه فاز بالرئاسة، فكيف سيكون مصير الولايات المتحدة في قبضة "اليهودي العالمي" جوزيف ليبرمان [217]؟.
يبدو أن الشعب والقضاء والناس الفاعلين في الانتخابات الأمريكية، استشعروا هذا الخطر الداهم إليهم وبخاصة أن قضية (مونيكا) لم تجف حبرها وأوزارها بعد من ملفات القضاء الأمريكي، فالأفضل الركون إلى جورج بوش الذي وضع أمريكياً من أصول أمريكية نائباً له (ديك تشني) وإن كانت عناصر اللوبي الصهيوني لا تزال تهيمن بشكل أواخر على الحزب الجمهوري الأمريكي أيضاً [218].
***
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2011, 31 : 02 PM   رقم المشاركة : [16]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين

ملاحق الكتاب
ملحق رقم (1)
اليهود قادمون ودورهم في مصر:[219]
هذا الشعور نفسه تسلل إلى المواطن العادي بعد الحملة التي شنها التجار على سوبر ماركت "سينسبري", الذي افتتح عدة فروع منذ فبراير الماضي 2000م على اعتبار أنه ملك لليهود, ويهدف إلى السيطرة على السوق وتدمير الصناعة والتحكم في الإنتاج المحلي والمستورد, وباتت التحذيرات وجبة دسمة في الأيام الماضية على مائدة الاقتصاد المصري على اعتبار أن أي شركة عالمية ستدخل السوق في أي مجال, ستسعى للسيطرة على السوق ومن ثم تصبح النسبة المستهدفة حوالي50% للأجانب, وغالبيتهم يهود والبقية للمصريين, وهذا ما يتوقع حدوثه في مجال الصناعات الغذائية بعد دخول "كارفور" و "مترو" و " جاينتس" إلى جانب سينسبري في السوق المصرية خلال الشهرين القادمين. وعلى اعتبار أن " ملة" اليهودي هي التجارة وليست الجنسية, فإن هناك تأكيدات بأن أي تاجر يهودي دخل السوق المصرية تحت أي مسمى لن يخرج منها بسهولة, لأنهم بطبيعتهم لن يتخلوا عن الاستثمار في مصر بأي حال بعد فتح المجال أمام الاستثمارات ويؤكد اليهود أن مصر بالنسبة لهم تمثل معنى خاصاً, وكان لصلات اليهود ذات الأصل الأجنبي في مصر, بأقاربهم في أوربا, تأثير قوي على الاقتصاد القومي, ووصل التغلغل اليهودي في داخل المؤسسات المالية في البلاد في النصف الأول من القرن العشرين, لدرجة إغلاق البورصة والجمارك, ومعظم البنوك في الأعياد والمناسبات الدينية اليهودية, وكان لعائلات "عادا, ومنشه, و سوارس, و هراري, و قطاوي, ورلو, و سموحة, وجرين, و جاتينيو, وأجبون, وأصلان, ومصيري, وباتون" نفوذ ضخمة في البنوك والشركات.
وتحول (موسى سيرنوس) من مجرد عامل في مصنع إلى (أشهر ثري يهودي في مصر) حيث كان يمتلك عدة مصانع للقطن وذلك كان له نفوذ في شركة مصر لحلج الأقطان, والعودة للأصل لتصدير الأقطان وشركة الغل الأهلية والمصرية البريطانية, لتقسيم الأراضي وشركة حلج وكبس القطن, هذا إضافة إلى نفوذ اليهود عامة على (شركات التأمين والملح والصودا والمحاريث الهندسية ولجنة بورصة مينا البصل وأيضاً شركة إيموبيليا العقارية, وكروان بروبري).
لا يدري أحد, فقد يأتي اليوم الذي يحقق فيه اليهود حلمهم باستعادة بعض نفوذهم القديم, وهذا ما حدث فعلا في خلال الشهور الماضية بعد دخول بنوك عالمية عديدة لشراء حصص في بعض البنوك المشتركة في مصر, مما جعل الحكومة تؤجل بيع أي حصص في بنوك القطاع العام الأربعة "الأهلي-مصر-الإسكندرية- القاهرة", حتى الآن لخوفهم من دخول مستثمرين يهود لهم أغراض بعيدة عن المتعارف عليها.
ومثال بنك مصر الذي أسسه طلعت حرب، ما زال قائماً كحصن منيع أمام أي تعاون مصري– يهودي حالياً,ومستقبلاً حيث شارك في رأسمال البنك والذي بلغ 80000 جنيه مصري 125 مستثمراً بينهم يهوديان من عمالقة الرأسمالية هما يوسف أصلان قطاوى ويوسف شكوريل, وبلغت نسبتهما2.5%فيما ساهم طلعت حرب نفسه بالنسبة نفسها, وعلى الرغم من ضآلة نسبة اليهود إلا أن حرب خضع لتهديداتهما بسحب أموالهما من البنك عندما أراد فتح فرع للبنك في فلسطين مثل فروعه في البلدان الأخرى.وخشية (طلعت حرب) ترجع إلى صلات اليهود القوية بالبنوك والشركات الأوروبية الأمريكية, وبالتالي فإن ذلك سينعكس على تسويق وتنشيط اقتصاد بنك مصر بالسلب إذا سحب قطاوى و شكوريل أموالهم, وقد يتكرر هذا الأمر بالنسبة لرجال الأعمال حالياً, والمرتبطين بأنشطة مشتركة مع الشركات والبنوك اليهودية سواء في مصر أم في إسرائيل أم في أي مكان أخر.
والخوف يتكرر على اعتبار أن دخول المؤسسات اليهودية إلى مصر, يفرض واقعاَ جديداَ على البلاد, وهذا ما يؤكده رئيس شعبة المستوردين في اتحاد الغرف التجارية مصطفى زكي الذي لا يستبعد أم يجتهد اليهود للدخول إلى مصر بقوة, من زاوية شراء شركات حكومية مهمة.
لابد أن نعلم _ والكلام لزكي – أن أكبر استوديو ومعمل تصوير في القاهرة "عنتر فوتوهاوس" كان ملكاً ليهودي يدعى عنتر نفتال إبراهيم في الستينات, وباعه لآخرين, وتسعى (عائلة نفتال) بطريقة أو بأخرى حالياً لاسترداد المحل ظناً منهم أن القانون المصري يمكن أن يعطيهم هذا الحق, والأمر نفسه ينطبق على صالون "فري وجروبي و صيدناوي وشكوريل" وكلها كانت ملكا لعائلات يهودية شهيرة تسكن في جاردن سيتي والقصر العالي, والسراي الكبرى والشيخ الأربعيني وميدان إسماعيل باشا, وفي الحي اللاتيني في الإسكندرية وشوارع الفراعنة وكليوباترا والإبراهيمية.
محور أخر يطرحه الزميل محمد مصطفى محمد, وهو باحث حصل على أول ماجستير عن اقتصاد اليهود في مصر، وأن اليهود لهم شعور مزدوج تجاه مصر, فهم يحبونها كأرض, ويكرهونها كشعب, لذلك فلن يهدأ لهم بال إلا إذا حققوا ما يسعون إليه من تدمير الاقتصاد المصري, ويجعلون من أفراده عبيداً لهم, (راجع تحذيرات فرانكلين).
وحسب الدراسة فإن عودة البنوك والشركات الخاضعة لسيطرة اليهود ستحدث تغيراً شاملاً في نظام العمل في مصر, وإجراء بعض التنازلات من جانب الحكومة لإطلاق حرية أصحاب الشركات الجدد في تنظيم العمل ومن ثم التحكم في مصير العمال.
وسيمركز اليهود القادمون بقوة إلى الاقتصاد المصري في أيدي فئة معينة, حرصاً على التعايش السلمي مع (إسرائيل) بصفة خاصة, على اعتبار أن ازدهار إسرائيل هو الهدف الثاني لوجود الشركات اليهودية في مصر, علماً بأن الشركات والبنوك المتوقع قدومها تحمل صفة أوروبية أو أمريكية, لكنها في النهاية خاضعة للنفوذ اليهودي, ومعروف أن غالبية الشركات متعددة الجنسية أو عابرة القومية يهودية ومتخصصة في تصنيع المياه الغازية, والصناعة الإلكترونية , وشركات صناعة السيارات, وفي المجال الزراعي.
وتؤكد الدراسة أن أحد الأهداف الرئيسية لعمل هذه الشركات هو إخراج ثروة مصر القومية إلى الخارج عن طريق تصدير أرباحها للبلد الأم, الموجود فيها مركز الشركة بدلا من استثمار الارباح في مصر, بإنشاء مصانع وشركات جديدة وافتتاح مشروعات اقتصادية تمتص البطالة المتزايدة في البلاد.
مما يدل على نية اليهود السيئة أنه في سبتمبر عام 1998م وصل إلى القاهرة "15" من كبار صناع الغزل والنسيج اليهود في العالم, برئاسة (ثيوذورهانس) وهو أمريكي, للتسويق ولاقامة مشروعات مشتركة مع رجال الأعمال المصريين, ورفض وزير الصناعة في وقتها المهندس سليمان رضا مقابلة الوفد وهو ما أغضب رجل أعمال شهير, واعتبره تصرفاً غير لائقٍ من مسؤول يعرف تماماً العلاقة بين اليهود والمصريين حالياً.
بعد الزيادة بأيام فؤجئ الوسط الاقتصادي بقيام رجل أعمال مصري بشراء مصانع غزل ونسيج (15) مصنعاً من إسرائيل, بسعر منخفض فيما اعتبره البعض مؤامرة صريحة للسيطرة على صناعة الغزل في البلاد, ورغم ذلك أكد رجل الأعمال القائم عليهم بأنه لا مؤامرة وأن اليهود لو أرادوا الإضرار بالصناعة لفعلوا ذلك في أقل من 24 ساعة, كون90% من الذين تصدر إليهم مصانع الغزل والنسيج المصرية منتجوها يهود, أو يحتكرون السوق العالمية, ورأى أن ما يحدث هو عملية تحكمها مؤشرات اقتصادية لا هوى أفراد.
وعلى عكس ذلك هناك رجال أعمال لهم موقف واضح من مسألة التعاون مع اليهود, بعد أن شدد وزير التجارة الأمريكي " وليم ديلي" عند زيارته إلى مصر في أكتوبر الماضي على ضرورة التعاون مع الاستثمار الأجنبي, أياً كان نوعه, واليهود لا غبار عليهم وعرض فكرة إنشاء مشروع سياحي ضخم يضم مستثمرين يهوداً ومصريين وأردنيين, لكن مصر أجلت الفكرة لإشعار آخر,كما رفضت مصر فكرة أخرى بدعم أمريكي لإقامة جامعة للغزل والنسيج في مدينة السادس من أكتوبر على غرار جامعة "شنكار" الإسرائيلية, بقيمة مبدئية 80 مليون دولار على أن تكون شركة الدلتا الإسرائيلية, والتي تعمل في المنطقة الحرة في مدينة نصر شريكاً أساسياً في المشروع, وتعهد المسؤول الأمريكي بدعم الجامعة ب 30 مليون دولار للدراسات والأبحاث, وإنشاء مدينة للعمال واستقدام أساتذة متخصصين.
وسبب رفض مصر للمشروع هو أن القطاع الخاص انقسم على نفسه في المشاركة وطلب دعم الحكومة معنوياً لكن الحكومة لم تتحمس للمشروع واكتفت بأن هناك شركة في مجال الغزل والنسيج تعمل في مصر هي الدلتا وهذا كاف.
والغريب أن "اسرائيل" اشترطت أن تكون هي دولة المنشأ بالنسبة لمنتجات الغزل والنسيج المصرية المعدة للتصدير, باعتبار أن لها مناطق حرة مع جميع دول العالم وبخاصة أمريكا, فيما أن مصر تفتقر لذلك العمل, فاليهود خارج إسرائيل يشاركون في(4) مصانع غزل ونسيج في كفر الدوار والمحلة الكبرى ومدينة العاشر من رمضان, فيما يشارك اليهود الإسرائيلون في 8 مصانع وتعتمد خطتهم على تدعيم المصانع مقابل الإنتاج, ولا مانع من استيراد أقمشة من الخارج وللعمل أيضاً هناك قائمة ب 6 من كبار المنتجين المصريين في هذا المجال يتعاملون مع إسرائيل مباشرة.
في إطار نهضة مصر التكنولوجية تتحفز العديد من الشركات للدخول إلى السوق المصرية للمرة الأولى, ومنها شركاء علاء الدين المتخصصة في أنظمة الحماية الأمنية للكمبيوتر وهي شركة يمتلكها يهودي من أصل أمريكي "وانديفون" المتخصصة في إصدار كاتالوجات ونشرات صحيفة وهي أيضاً ملك يهودي يعيش في إسرائيل, وكذلك شركة أكسنت المعنية بتطوير برامج الناشر المكتبي وتسوق منتجاتها تحت غطاء صنع في أمريكا أو بريطانيا, حرصاً على دخولها السوق المصرية.
أيضاً هناك مجموعة (كورالتي) بدأت في الفترة الأخيرة تطور من إنتاجها, سعياً للدخول في مشروعات متقدمة للاتصالات وتطوير أحد مصانع الأسمنت, وقام رئيسها بنجامين جاون أخيراً بزيارة القاهرة, والتقى العديد من رجال الأعمال.
سعيد الطويل – رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين – يحذر من التعاون مع اليهود على أساس ديني, ولم يبد أي مخاوف من دخول اليهود إلى مصر لأن البقاء للأصلح , والمصري لن يسمح لأحد بالسيطرة عليه, والتحكم فيه في بلده, ورجل الأعمال دائما ما يسعى إلى المكان الذي يربح من خلاله, وتساءل ما أدراك أن هذه الشركة يهودية؟ الشركات العالمية دائماً ما تأتي إلى السوق العربية, وصاحبها ينتمي إلى أية جنسية إلا اليهودية ومن الممكن أن يكون رأس المال كله يهودياً.
وتساءل أيضاً هل تعلم أن أغلب الواردات من إسرائيل لا يتم الكشف عنها عند قدومها إلى مصر, حرصاً مشاعر المستهلك, مشيراً إلى أن السلعة تدخل عن طريقين: الأول وضع ماركة علمية أو أسماء أخرى وهمي, أو اسم دولة معينة بدلاً من إسرائيل, والثاني شطب البيانات على السلعة لعدم الكشف عن مصدرها, ويعتبر الطويل أن ما يثير الضجة بشأن التعاون مع اليهود بعض التجار الذين عفا عليهم الزمن, والذين تتملكهم عقدة من التطوير والتحديث ويفضلون البقاء كما هم.
يتفق رجل الأعمال "هاني رزق" مع ما قاله سعيد الطويل, ويرى أن التعاون قائم بين أي رجل أعمال وآخر, حتى لو كان في نهاية العالم, المهم أن هناك ربحاً وتقديراً للجهود التي تبذل ولا ينفي تعاونه, في هذا المجال مادام في إطار يخدم بلده, ولا يضرها,أما رئيس الغرفة التجارية محمود العربي فاعتبر أن من يتعامل مع ا ليهود مثل الخائن لأن اليهودي لا عهد له ولا أمان, وقال إن إجباره على هذا التعاون غير وارد إطلاقاً لأنه سيكون على جثته.
***
ملحق رقم (2)
تحركات الزعماء اليهود من آسيا الوسطى إلى واشنطن:
هنالك عدد كبير من اليهود في آسيا الوسطى وسيبيريا الغربية, ينشطون باتجاه التنسيق الكامل مع جماعات اللوبي والضغط الصهيوني في الولايات المتحدة, وبخاصة الوفد اليهودي من أذربيجان الذي زار الولايات المتحدة بهدف الاتصال مع الكونغرس الأمريكي لرفع الحظر المالي والاقتصادي الذي فرضته المساعدات الاقتصادية الأمريكية على أذربيجان عام 1992م بسبب طبيعة العلاقات السيئة بينها وبين أرمينيا, وقد وجهت اهتمامات الوفد اليهودي الأذربيجاني لدعم العلاقات الأمركية- الآذرية من جديد, مع قادة المنظمات اليهودية الأمريكية كان ذلك في خلال النصف الثاني من شهر تشرين الثاني 1998م, وتمت عدة لقاءات مع أعضاء في الكونغرس الأمريكي ووزارة الخارجية الأمريكية أيضاً.
حسب المعلومات والمعطيات فإن (الوفد اليهودي الآذري) انقسم إلى قسمين في إطار اللقاءات مع اللوبي الصهيوني الأميركي:
قسم أول: التقى مع منظمة (بناي بريث) و ( اللجنة اليهودية – الأمريكية).
قسم ثاني: التقى بلجنة الشؤون العامة الإسرائيلية – الأمريكية(إيباك). وعصبة مكافحة التشهير باليهود.
لكن بوريس إيخيلوفسكي أكد: " أن يهود أذربيجان وآسيا الوسطى يعتمدون على مصادر مالية و إقتصادية خاصة, وينسقون مع اللوبي اليهودي الروسي – و الاميركي" مؤكداً أنه لا يمكن التنسيق مع حيدر علييف, الذي كان مسؤولاً كبيراً في جهاز الأمن الروسي المسمى (كي.جي. في) , مع عدم ذكر صفقات الألماس المصدرة لإسرائيل وأرباحها التي تقدر ب 2مليار دولار.
الخلاف بين يهود أذربيجان وبين اللوبي الأرمني القوي في الويلات المتحدة على تسوية المناطق الحدودية بين (أرمينيا – وآذربيجان), فيلجأ أيخيلوفسكي لأبناء جلدته في (إيباك) (وبناي بريث) لحل المسألة سلمياً ودعم التجمع اليهودي في أذربيجان وآسيا الوسطى وسيبيريا الغريبة.
***
الملحق رقم (3)
اللجنة العربية –الأميركية لمكافحة العنصرية:
اعتمدت اللجنة العربية- الأمريكية في الولايات المتحدة على خطوات عملية أحياناً لمواجهة التشهير, والدعاية الصهيونية التي تقلب الحقائق وتضليل الرأي العام الأمريكي بما تجده من تأييد واسع النطاق لإسرائيل, الأخطر في مواجهة الدعاية الصهيونية, أن مكتبة الكونغرس الأمريكي قامت بإصدار كتيب بمناسبة ما يسمى العيد الخمسيني "للإسرائيل", أي خمسون عاماً على النكبة وتشريد الشعب الفلسطيني من وطنه, ويضم برنامج المكتبة الاحتفالية لإحياء المناسبة ويتضمن الأفلام السينمائية و التلفازية و الموسيقا و "أشعار صهيونية".
إلا أن اللجنة العربية قدمت شكوى عاجلة إلى إدارة المكتبة, تم بموجبها إعادة تقييم الكتيب من قبل (لجنة خاصة) وأكد مدير العلاقات العامة بأن الكتيب غير متوازن, وصيغ بكلمات غير مناسبة و عنصرية ضد العرب, واعتبرت لجنة مكافحة التمييز العربية- الأمريكية, بأن مكتبة الكونغرس تجاهلت في مناسبات عديدة مأساة الشعب الفلسطيني, وحقوقه التاريخية في وطنه, وكانت إدارة مكتبة الكونغرس وضعت الكتيب منشوراً على(شبكة الانترنت), بعد حذف أجزاء منه التي اعترض عليها العرب ولجنة مكافحة التمييز, أما "عصبة مكافحة التشهير" اليهودية أكدت بأن الشكوى العربية لا تعني شيئاً,رغم أن الإشارات التي قدمها العرب حول وضع الشعب الفلسطيني في بدايات القرن العشرين من حياة مأساوية, وتخلف وتراجع في مختلف مناحي الحياة صحيحة تماماً, أيدتها عصبة مكافحة التشهير.
الجدير بالذكر أن مكتبة الكونغرس الأميركي تجمع عبر أشخاص في مختلف أنحاء العالم الكتب المؤلفة لتضعها في المكتبة كمراجع أساسية مثل كتب حنان عشراوي, وبعض أعضاء اتحاد الكتاب العرب, وأشعار محمود درويش وسميح القاسم ونزار قباني.
***
ملحق رقم (4)
اليهود ودورهم في إيران:
من العصر الذهبي إلى المنفى الاختياري[220]
تحتل إيران مكاناً مميزاً في التاريخ اليهودي القديم, ففيها عرف العصر الذهبي لليهود الذي رعاه الإمبراطور كورش زمن مرحلة السبي البابلي, في هذا العصر ازدهرت أوضاع اليهود مما أظهر فرقاً وطوائف متعددة, وفي الوقت نفسه تعرضت فكرة (أرض إسرائيل) لعدة تحويرات وثارت عدة تساؤلات حول مسألة هل يمكن اعتبار أن التواجد اليهودي في بلاد فارس له طبيعة (المنفى القهري) (الجالوت), أم (المنفى الاختياري) (التفوسود), أم كان بداية مرحلة يهود الشتات (الدياسبورا)؟.
كتاب (اليهود في إيران) الذي أصدرته دار بيسان في بيروت الشهر الماضي من تأليف الكاتب مأمون كيوان, يتمحور حول الوجود اليهودي في إيران كاشفاً عن خلفيات الاهتمام الإسرائيلي حالياً بيهود إيران وعوامل الدفع و الجذب التي تشكل الوجود اليهودي هناك,
هذا بالاضافة إلى شرح تطور الأوضاع السياسية و الاجتماعية والاقتصادية في إيران , وعلاقتها بيهود العالم, بخاصة الذين يعتبرون إسرائيل دولتهم, مع الدور الذي مارسته المنظمات الصهيونية في داخل أوساط يهود إيران.
في عهد رضا شاه تحسنت أوضاع اليهود بعد العام 1925م حيث سن مجموعة من القوانين المدنية استغلها اليهود الإيرانيون, وبسبب الدعم الخارجي تحددت المكانة القانونية لهم وتمتعوا بالحقوق القانونية جميعها والتي كانت ممنوحة للمسلمين فقط, حتى ذلك الحين من تولي المناصب, ودخول الجيش والمشاركة في الانتخابات دون السماح لهم بأن يكون منهم رئيس وزراء أو قاض.
في عهد الجمهورية الإسلامية حدد الدستور رؤية متقدمة للأقليات:
(الإيرانيون الزرادشت واليهود والمسيحيون هم وحدهم الأقليات الدينية ,ولهم أن يعملوا وفق قواعدهم في الأحوال الشخصية) كل ذلك شرط التعامل بالأخلاق الحسنة, وعدم القيام بأي نوع من التآمر ضد الإسلام أو جمهورية إيران الإسلامي’.
اليهود المتخفون:
زادت أحوال اليهود سوءاً في خلال فترة حكم شاه عباس الأول وشاه عباس الثاني (القرن السابع عشر) حيث أرغم عدد كبير منهم على اعتناق الإسلام, وأضرمت النيران في كثير من الكنس اليهودية, وتحول بعضها إلى مساجد, لذلك اعتبر مؤرخو إسرائيل أن أهل السنة من المسلمين هم الأكثر تسامحاً من الشيعة تجاه اليهود.
ويوضح "صموئيل أتينغر" المؤرخ الإسرائيلي عاملاً أخر يحدد أوضاع اليهود في المكان الذي يعيشون فيه, حيث أثبت أنه كلما كانت السلطة مركزية أكثر, كان وضع اليهود مريحاً أكثر, ويذكر التاريخ أن أعداداً من يهود إيران واليمن فضلوا اعتناق الإسلام لأسباب اجتماعية واقتصادية وبخاصة فترة حكم الصفويين, وهنالك 300 قرية قرب مدينة فرسفولين اعتنق قيها اليهود الإسلام (المسلمون الجدد) ويمكن تفسير حرص يهود إيران على قطع صلاتهم بطوائفهم في الإحساس بعداء المجتمع الإسلامي,وعدم الارتياح إزاء مساواتهم في الحقوق, ويبدو أن هذا غير بعيد عن يهود أوربا وأميركا فقد حرصوا على تغيير أسمائهم.اقتصاديات اليهود:
من بداية القرن العشرين وتحت الظروف الداخلية الإيرانية والذاتية اليهودية, والظروف الخارجية التي تتمثل في التدخلات الأجنبية ونشاط الحركة الصهيونية, وتمركز اليهود بصورة أساسية في طهران نتيجة ازدهار الحالة الاقتصادية، والاحساس بالأمان هناك، كما جاءت أعداد كبيرة من يهود العراق إلى طهران لتمثل طبقة مميزة اجتماعياً, لكنهم لم يندمجوا في مجتمع يهود إيران بل حافظوا على لغتهم وتقاليدهم الدينية ومؤسساتهم و مدارسهم.
ارتبطت أوضاع اليهود بالأوضاع الاقتصادية لشعب إيران حتى الحرب العالمية الآولى, حيث أن الظروف الاقتصادية كانت متدهورة ولم يحدث تحسن في الأوضاع إلا أواسط الستينات, وهناك إحصائية العام 1975م تثبت وجود 12 مليونيراً يهودياً في طهران, وبلغ يهود إيران في السبعينات شأوا حيث كانوا يعيشون في رخاء وبينهم 15 من أصحاب المصانع الكبرى, من بين 1000 عائلة كانت تتحكم في اقتصاد إيران في ذاك الوقت.فبعد عام 1979م أمر الخميني بإعدام ما يزيد عن عشرة يهود كما ألقى بالعشرات في السجون, إلا أن رؤوس الأموال اليهودية في إيران ساعدت كثيراً في الحفاظ على أمن اليهود في داخل النظام حيث كان يستفيد بشكل أو بأخر من هذه الأموال.
بعد قيام الثورة ظهرت في إيران منظمة اسمها (منظمة المثقفين اليهود التقدميين) أدانت الحركة الصهيونية, وأيدت نضال الشعب الفلسطيني, وتم استبدالها بعد فترة بمنظمة أخرى هي (جمعية يهود طهران) التي أيدت الحكومة الإسلامية, وأصدرت أواخر 1986م على سبيل المثال "بياناً سياسياً أدانت فيه مذابح صبرا وشاتيلا", إلا أن النشاط السياسي ليهود إيران كان محدودا دائما إن لم يكن هامشياً, وفي مراحل لاحقة اتخذ النشاط السياسي شكل السمسرة السياسية بين تل أبيب وطهران وبخاصة في خلال فترة الشاه رضا بهلوي.صهينة يهود إيران:
ينقسم النشاط الصهيوني في البلدان الإسلامية ومنها إيران إلى ثلاث مراحل: الأنشطة الفردية, والأنشطة العلنية, والأنشطة السرية.
في المرحلة الاولى شهدت إيران نشاطاُ ملحوظاً لكنه لم يكن صهيونياً تماماً إذ اقتصر على تأسيس (رابطة تدريس العبرية) وصحيفة تدعى (شالوم).
وفي المرحلة الثانية بدأ اليهود علنية نشاطهم, ففي العام 1917م تأسست منظمة الحفاظ على لغة الماضي, وفي العام 1918م تأسس (الإتحاد الصهيوني ليهود إيران) الذي عقد 1919م في طهران المؤتمر الصهيوني الأول ليهود إيران, حيث قام بجمع التبرعات المالية لصالح المؤسسات القومية اليهودية, كان هدفها التبرع إلى المؤسسات القومية اليهودية, والتبرع للمؤسسات الصهيونية, وشراء الأراضي في فلسطين.
أما المرحلة الثالثة فكانت في عهد رضا خان العام 1921م حيث قامت السلطة بحظر النشاط الصهيوني بشكل غير واضح, ووضعت أمامه العراقيل, فأغلقت الصحيفة ومنعت اليهود من الهجرة إلى فلسطين.
سمحت السلطة الإيرانية العام 1941م بقدر كبير من الحرية لليهود بعد غزو قوات الحلفاء لإيران, فعاد اليهود لممارسة أنشطتهم الصهيونية وسمح للوكالة اليهودية بتأسيس مكتب لها في طهران, ومع تزايد ثراء اليهود في الستينات قل حماسهم للأيديولوجية الصهيونية والهجرة إلى إسرائيل, ومع تولي الخميني السلطة العام1979م تم وقف كل الأنشطة الصهيونية, وقطعت العلاقات مع إسرائيل.
الهجرة إلى فلسطين:مرت عملية هجرة يهود إيران إلى فلسطين بخمس مراحل هي: الهجرة الفردية (1812م –1880م), الهجرة بأعداد كبيرة(1881م -1914م).
الهجرة غير الشرعية (1915م –1948م), الهجرة الجماعية (1949م –1925م),الهجرات اللاحقة (1953م –1997م), وضمن هذه المراحل كانت إيران معبراً لهجرة القادمين من شرقي أوربا قبل وبعد الحرب العالمية الثانية.
وحالت الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهها المهاجرون في القدس, وإحساسهم بخيبة الأمل من واقعهم دون تزايد عدد المهاجرين. وفي العام 1917م حدثت هجرة واسعة عكسية لليهود من فلسطين حيث وصل عدة آلاف إلى مصر, قادمين من القدس وأغلبهم من أتباع روسيا وفرنسا, وشكلت الحكومة المصرية الإنجليزية وقتها لجنة لتقديم الدعم لهم, كان من بينهم 51 يهودياً إيرانياً.
ما البهائيون فكان لهم دور كبير في هجرة يهود إيران إلى فلسطين, ومساندة الحركة الصهيونية هناك, في تلك الفترة تشكلت الهجرة غير الشرعية ليهود إيران إلى فلسطين في إطار هجرة 40 ألف يهودي نصفهم من اليمن, والباقي من بخارى و كردستان وأفغانستان والعراق وإيران بالطبع, وساعد على ذلك تعيين هربرت صموئيل اليهودي في منصب المندوب السامي في فلسطين في فترة الانتداب البريطاني.
أما فترة الهجرة الجماعية فشهدت وصول 100 ألف يهودي من العراق و كردستان و55 ألفاً من اليمن و32 ألفاً من أفغانستان وإيران, ولم تكن هذه الهجرة نتيجة لحرب 1948م فقط بل بسبب تدهور أوضاع اليهود في الشرق سياسياً واقتصادياً.
وطبقاً لإحصاءات 1994م بلغ عدد اليهود الإيرانيين في إسرائيل 135 ألف يهودي يشكلون 3% من سكان إسرائيل, ومعظمهم يتواجد في القدس وفي حيفا وتل أبيب وبئر السبع والمستوطنات الزراعية, وهم يعانون بشكل عام من التمييز الطائفي بين يهود الغرب الأشكيناز ويهود الشرق من السفارديم. وفي خلال الفترة من 1949م إلى 1969م كان هناك عضو كنيست واحد هو زير مردخاي, بعدها جاء أخر من يهود إيران هو افرايم شالوم و الان يعتبر كتساف واحدا منهم.
أما أبرز منصب احتله يهودي إيراني فهو الذي تبوأه "موشيه كاتساف" حين تم اختياره رئيساً "للكيان الصهيوني", وهو من مواليد إيران 1945م وخريج الجامعة العبرية في القدس وشغل مناصب عالية فقد عمل وزيراً لثلاث مرات ونائباً لرئيس الوزراء وكاتباً في صحيفة يديعوت أحرنوت.
يبدو أن العامل الديني ظل هامشياً في دفع يهود إيران إلى لهجرة نحو إسرائيل, لكن نشاط المنظمات الصهيونية العلني قبل قيام الجمهورية الإسلامية والمستتر بعد قيامها, جعل كل يهودي إيراني صهيونياً ومهاجراً إلى إسرائيل حصراً عندما تسمح له الفرصة للخروج من إيران.
إيران وإسرائيل:
قبل العام 1948م كانت هناك اتصالات بين النظام في إيران وقادة الحركة الصهيونية في فلسطين, لكن إيران اعترفت بإسرائيل كدولة كما برر ذلك رئيس الوزراء الإيراني وقتذال بأنه ( اعتراف أمر واقع وليس اعترافاً رسمياً, لأن الدول العربية أساءت إلى كرامة إيران حين لم تبلغها بالمفاوضات التي دارت بين هذه الدول وإسرائيل حول اتفاقات الهدنة).
لكن في العام 1951م وأعقاب اغتيال رئيس الوزراء الايراني سحبت إيران اعترافها بدولة إسرائيل, أعاد الشاه علاقاته مع إسرائيل واعترف بها مرة أخرى, فنشط الرأسمال الصهيوني في غزو الأسواق اللإيرانية, وترسل إسرائيل سنوياَ مجموعة خبراء يعملون في تطوير الزراعة ومصادر المياه وفتح الطرق وأعمال البناء.
أما التعاون في مجال النفط فيعود إلى عام 1967م حيث تم الاتفاق على تصدير النفط الإيراني إلى إسرائيل, وتصديره كذلك عبر إسرائيل إلى دول أوروبا الغربية وأمريكا من البحر الأبيض المتوسط, وكانت إيران تؤمن نسبة 90% من حاجات إسرائيل النفطية من النفط الإيراني وفي العام 1978م وصلت قيمة الصادرات الإسرائيلية إلى إيران نحو 300 مليون دولار, كانت هناك زيارات عديدة لقادة الجيش الإسرائيلي إلى إيران ورؤساء حكومات: ليفي أشكول, جولدا مائير, اسحق رابين, مناجم بيغن.
بعد الثورة الإسلامية تأثرت "إسرائيل" بالتالي: وفقدت مصدر الغاز و أنبوب النفط العملاق المزود لنفط الخليج إلى أوربا, فقدت إسرائيل حليفاً ضد السيطرة على جنوب البحر الأحمر وضد التغلغل السوفييتي.
وفي نهاية 1986م تواترت أنباء عن موافقة إيران على السماع لهجرة نحو 30 ألف يهودي إيراني إلى إسرائيل عبر تركيا, ثم عقد خامنئي إجتماعاً مع بيريز وزير الخارجية ساعدتها للعمل على تحسين العلاقات مع إيران وتزويدها بصفقة أسلحة. كان ذلك في بداية الحرب العراقية الإيرانية, وعام 1981م تحدثت الصحافة عن صفقة أسلحة إسرائيلية إلى إيران, وادعت صحيفة بريطانية أن إيران سلمت إسرائيل 1000 صورة جوية للمفاعل النووي العراقي كانت طائرة فانتوم إيرانية قد التقطتها, مما مكن إسرائيل من تخطيط الغارة الجوية على المفاعل العراقي في 6/6/1981م و أكد هذه المعلومات أرئيل شارون وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك .
يبدو أن استحقاقات العولمة و أمركة العالم بالنسبة للشعوب والدول, ستمس بالضرورة الأسس الفكرية والحضارية لهذه الدول. بينما تظهر "إسرائيل" في المقابل وبحكم ارتباطها بالغرب على التطور والتكيف مع العالم, وهذه الاستحقاقات لا بد أن تؤدي إلى نوع من التغيير في الأسس اللإيدلوجية التي تقوم عليها.
لكن هذه التغيرات لا تنعكس سلباً على أوضاع اليهود حيث تسعى لجعل يهود هذه البلدان ذريعة, ومدخلا لإملاء شروطها على الدول التي تناصبها العداء, كنا تستثمر في هذا السبيل نجاحاتها في عقد اتفاقات تسوية مع بعض الدول التي تناصبها العداء, كما تستثمر في هذا السبيل نجاحاتها فيعقد اتفاقات تسوية مع بعض الدول العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية حتى الآن.
تظهر حالة التناقض بين السياسات الخارجية والداخلية, وصولاً إلى حالة من الاستقرار الداخلي مع أداء دور إقليمي مبنى على قاعدة التعاون لحل الصراع في الشرق الاوسط, رغم أن إسرائيل تسعى لإدامة حالة التوتر وتحاول فرض نظم إقليمية أمنية تلعب فيها الدور المركزي حتى يتم اعتبارها مكاناً آمناً يغري بالهجرة إليه.
ملحق رقم (5)
أهم 48 رجل أعمال يهودي في تركيا:
يعتبر الوجود اليهودي في تركيا قديماً إلى حد ما وشكل حيزاً مهماً على مختلف الصعد أبان الإمبراطورية العثمانية, وفي بلاط السلاطين العثمانين, وفيما بعد دورهم في المنظمات, وفيما بعد دورهم في المنظمات السرية الماسونية, وتركيا الفتاة, (والمحفل الماسوني) في فترة أنقرة و سالونيك, الذين دفعوا باتجاه إلغاء التعليم الإسلامي, واللغة العربية لصالح نظام علماني يقوده مصطفى كمال اتاتورك، ونمو أعمالهم الواسعة المالية والاقتصادية المسيطرة على الأوضاع العامة في البلاد وربطها بأوروبة والولايات المتحدة وإبعادها عن الدول العربية والإسلامية إلى حد بعيد, بعد دخول تركيا إلى حلف الناتو واعترافها بالكيان الصهيوني عام 1949م ولعبت تلك العائلات إلى الآن الدور الأبرز في دعم ذلك الكيان ومن تلك العائلات:
الاسم الشركة أو نوع العمل
جاك قمحي profilo
اسحاق ألاتون ALARKO
عزيز قارح ALARKO
برنار ناحوم مؤسسة (قوتش)
ياكو روسو مصرفي
جاك عمبرغر PERMA SHARP
فيتالي هاكو VAKKO
حياتي روزنتال SCRIKSS
موريس يحيى SCRIKSS
أفرام ميتراني SCRIKSS
البيربيلين الصناعات الكيمائية
روفائيل ميمى -
جيفي ميدينا MANAJANS- THOMSON
ايلي آجيمان MANAJANS- THOMSON
سادات سيالوم CRIFICA- LINTOS
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2011, 32 : 02 PM   رقم المشاركة : [17]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين

ايزيدور باروخ الشركة الإعلامية
أ.كوهين GISLAVED
رافائيل توريل DERBY
د. بيلمين PENTY
بيند كوهين خيوط
أ.بينييت خرضوات
ألبير ليفي BEYBI
جاكي ابراهيم زاده OR TEL
لوري فريد بورلا الأخوة بورلا
هنري بينازوس YO-PI
متين نفارو صناعة العلف
اسحاق حامي صناعة الدجاج
سلمون ر. غليو زيت غليو
موير ألبير أرمادا تجارة القطن
فيتال اسكينازي تجارة زيت القطن
جاك ناتوس تاجر
نيسم كاسادو صناعة أقمشة
داريو ليفي صناعة خيوط
ياشا تشكيفا شفيلي خيوط ISLON
عزت كهريبار مصور
موريس ليفي TOLSAN
سلمون حبيب خرضوات حديدية
روزا صرفاتي مواد تصدير
صامويل سامي سيسا وكالة استيراد
لازار ديميش علام وكالة استيراد
ليون غرونبرغ وكالة
يعقوب الملك شركة للدهانات
رافائيل دوفينياس KOROZAPLASTK
ايرول لودريلك EMBOY TEKSTIL
بنسيون ايلنيكافي خيوط EMATEKS
بنسيون بينتو ELESTROPORSELEN
جاك كوهين مطبعة SAMO
عائلة سنجر استيراد و تصدير السيارات الألمانية
والألات الألكترونية – وآلات التطريز والخياطة
كلمة أخيرة
سعت بعض الفعاليات السياسية والاقتصادية والحزبية العربية لتشكيل جمعيات, ولجان لمكافحة التمييز العنصري عبر الهيئات العربية – والأمريكية حتى مع تلك الهيئات – اليهودية غير الصهيونية المعادية للعنصرية والهمجية الصهيونية, أكان ذلك في فرنسا, أو في الولايات الأمريكية لأجل أهداف مشتركة, أهمها الحد من سباق التسلح والتسوية السلمية الشاملة والعادلة للصراع العربي _ الإسرائيلي, إلا أن اللوبي – العربي لم يرتق بعد إلى مصاف عمل اللوبي – الصهيوني بسبب الظروف والتشرذم و المناخات الصعبة والتمييز العنصري,وبخاصة أن التجمعات العربية جديدة العهد في التدخل بالشؤون السياسية, وليس لديها المال والخبرة للتأثير على المجتمع الأمريكي وبمختلف الأعراق و الاثنيات فيه, من غير المسموح عملياً أن يكون هنالك لوبي عربي مؤثراً في السلطات الثلاث " التشريعية والتنفيذية والقضائية", إلا أنه حسب المعرفة العملية يستفيد العرب من اللوبيات المؤيدة للقضايا العربية يحسب تقاطع المصالح (الجهشان+الطحان+المجموعات الإسلامية[221]- المجموعة السورية واللبنانية والفلسطينية)
باعتبارها من قيادات العمل العربي وتختلف قراءتها السياسية بالنسبة للتعاون مع الأمريكيين, أو التعامل مع بعضها البعض فاللوبي اللبناني أو اللوبي الأرمني أو اليوناني أو الصيني, أو الكوبي لا ينفقون على رؤية واحدة تجاه العديد من القضايا, فهي أقل فاعلية من اللوبي الصهيوني رغم أهميتها القصوى في التعاون المشترك على صعيد القارة الأمريكية, كذلك فإن منظمة البرلمانين العرب في الأمريكيين من أصل عربي ومركزها دمشق في سوريا,[222] لها دور مهم في محاولة صناعة استراتيجية عربية مشتركة لدعم التجمعات العربية في الأمريكتين تحت اسم منظمة (فيا آر اب), ويتمركز الدور العربي في الولايات المتحدة على إبقاء العلاقات طبيعية ومتطورة مع الحكومة الأمريكية والمجتمع الأمريكي, ودعم العلاقات العربية – الأمريكية بالأخص في مجالات التجارة والمال والعلم والتكنولوجيا وتدفق النفط السعودي والخليجي المدعومة أساساً من بلدان مجلس التعاون الخليجي, والتي لها دور المهم في العلاقات العربية الأمريكية, لكن حتى هؤلاء يسعون لإقامة التجمعات واللجان الإسلامية العربية الأمريكية لتكون مجموعات ضغط لأجل المصالح العربية وتأييد السلام العربي القائم على الشرعية الدولية, ولقد بلغت أدوار مهمة في المقاطعة العربية ومقاومة التطبيع إلى حد ما.[223]
لقد شكل الرأي العام الأمريكي والعالمي نظرة سريعة مترددة على حقيقة التفجير الخطير والإرهابي, الذي قامت به مجموعة أمريكية يمينية متطرفة ضد المجمع التجاري في أوكلاهوما وثبت بالملموس من يقف وراء شن حملة رهيبة على العرب, واتهامهم بالإرهاب, وقد أدان السياسيون والمسؤولون الأمريكيون وزعماء دينيون محاولات اتهام العرب بهذا العمل, وأكد نائب الرئيس الأمريكي "آل غور" إدانته لمحاولات التشهير والهجمة العنصرية ضد العرب وغيرهم ممن ليس لهم علاقة بما حدث.
وقد استغلت المجموعات الأميركية العنصرية هذا الحادث لضرب سمعة العرب والمسلمين والتشهير بهم, ودفع العرب الثمن غالباُ في مختلف نواحي الولايات المتحدة الأمريكية في المطارات والمدن والحدود,بسبب من الدعاية الصهيونية التي كرست لاتهام المنظمات الإسلامية بهذا الحادث, وتوضح بأن الدول العربية مع جالياتها في الولايات المتحدة كانت بموقع الدفاع عن النفس, وهذا إن دل على شيء فإنه يدلل على الانقسام و التشرذم الغريب, الذي تعيشه الجاليات العربية في المهاجر, ولم تستطع تشكيل جبهة عربية وإسلامية عريضة لمواجهة كل أشكال التشهير والتمييز ضدها, بخاصة ما دعت إليه مكتبة الكونغرس الأمريكي لاحتفالية[224]صهيونية على شبكة الإنترنت أو مطبوعاً, واستطاعته بتغير بعض جمله وبنوده لصالح قضايا عربية, وانتقادها لمكتبة الكونغرس وإدانتها التي لم تف الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية الحق الكامل المنصوص عليها في القرارات الشرعية الدولية منذ وقت طويل في تلك المطبوعات.
ففي السياق نفسه لا بد من التأكيد هنا, بأن دراسة التطورات التاريخية للمسألة اليهودية, في كتابي هذا, جاءت من خلال ما هو موجود فعلاً وليس من خلال رغبات, أو ما يعتقد أنه فكر سردي أو اختزالي إذ لم نزحزح الأسس التي تقوم عليها التصورات الموضوعية للتاريخ, لأن الجماعات اليهودية الأصولية المتعصبة والحركة الصهيونية العالمية بمختلف أطيافها رغم إمكانياتها غير المحدودة, لم تنشأ في سياق اكتساب التاريخ الاستعماري والتعاون معه, والنيل منه لمصلحتها بل هي (جمعيات سرية) وأيادي خفية تكرس التاريخ البشري لمصلحتها وحدها, ولا يمكننا أن ننظر إلى علم الاجتماع أو علم النفس أو علوم الفيزياء أو علوم العمران والهندسة, التي ساهم بها بعض علماء اليهود "صهيونية" بل هي مواجهة لها تماما, بل كان ولا يزال للعلماء اليهود الحياديون دور مهم في التاريخ البشري (ماركس, ونوبل, وآنشتين), لكن لا يمكننا إلا أن نؤكد بأن أهداف الحلف الاستعماري والأيدي الخفية بين الحركة الصهيونية العالمية والدول الاستعمارية خارجة عن أهداف التاريخ والمسار البشري وإلا كنا نعتبر كل ما فعله الاستعمار بالشعوب تقدما وحضارة ونتناسى أهدافه ومطامعه المتوحشة, لقد ضرب بالعمق تاريخ المنطقة العربية والمناطق الأخرى, وجذورها, بعد احتلال فلسطين (1948م), وما فعله الانتداب البريطاني في مصر وفلسطين والهند, حيث تم إعادة تشكيل (تاريخ جديد يهودي-صهيوني) هو غير تاريخ شعوب المنطقة العربية والإسلامية بهدف استعماري واستيطاني بربري ومتوحش, وهو بكل الأحوال ليس ما يسمى ب "الأمة اليهودية" سوى خدمة لمطامع ومصالح الاستعمار بكل أشكاله, بالنفط وبموقع الوطن العربي إذ لا وجود هنالك لما يسمى (بالأمة اليهودية) وبحسب هرتزل نفسه فإنه سعى لأن يكون مصير يهود أوروبا في (دولة يهودية) أسسها استعمارية, تجلب الاستثمارات والتجارة للطائفة اليهودية و الطوائف الأخرى بمعنى آخر جعل هذه الدولة أو تلك الأمة المصطنعة ربيبة للمصالح الاحتكارية الرأسمالية العالمية, إننا بصدد كشف الأيدي الخفية والأدوار التي لا يستهان بها للحلف المقدس الذي يكرس لأيامنا هذه إعادة تشكيل تاريخ, وأمة, ودولة بالعنف والإرهاب رغماً عن التاريخ, هي ليست من نسيج المنطقة وتراثها بل هي خارجة عن تاريخ المنطقة وتراثها وكما قال بن غوريون نفسه في مذكراته وهو الذي يعتبر القائد الأهم لإسرائيل: "إن إسرائيل ليست دولة من الشرق الأوسط بل هي جزء من الغرب"؟؟! يلاحظ هنا بأن اليهود منذ الزمن الغابر حتى الآن يتمتعون مع أقليات دينية أخرى المعترف بها, بالحرية في أداء مراسمها الدينية ضمن نطاق القانون, ولها أن تعمل وفقاً لقواعد تعاليمها الدينية والأحوال الشخصية في البلدان العربية كمصر وتونس, أو في جمهورية إيران الإسلامية ويعامل غير المسلمين بالأخلاق الحسنة والقسط والعدل الإسلامي وتراعى حقوقهم الإنسانية.[225]بالمقابل كيف يعامل الفلسطينيون والعرب من قبل الإسرائيلين في كيانهم الاستعماري الاستيطاني, حيث لا توجد إلا التفرقة العنصرية ومنع الإسلام والمسيحية في فلسطين المحتلة من القيام بشعائرهم الدينية, وبحرية شخصية, وتضرب حقوق الشعب المحتل بعرض الحائط, وتهدم البيوت وتحرق المساجد وتهان الكنائس بوضع الماشية والأبقار فيها بشكل يسئ جداً للديانات الأخرى, ولا يتمتعون بالحقوق الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مجتمع عنصري صهيوني, حتى ان بعض الطوائف اليهودية الشرقية والربانية مهانة بشدة هناك, ولعل المعاملة التي تلقاها (الفهود السود) واليهود الشرقيون, خير دليل على عنصرية الكيان الصهيوني.
حتى أن الإرهابي أرئييل شارون مخطط ومنفذ مجازر صبرا وشاتيلا و قبية ونحالين ومجزرة الآلاف من الجنود المصريين في سيناء, لا يتوانى عن توجيه اتهاماته وتطاولاته على الرسول العربي الأكرم محمد (صلعم) ويهدد المقدسات الإسلامية بالتهديم ويشكك برحلة الإسراء والمعراج, وجاء ذلك كله في صحيفة (نيويوركستر) اليهودية الصهيونية,[226] هذه الأعمال والتصريحات العنصرية تعبر عن آفاق مريضة وريثة عهود بهدف الانتقام بروح العنصرية الأوروبية من الإسلام والمسلمين, بينما لم يرتكب العرب والمسلمون ما ارتكبته أوروبا أساساً بحق هؤلاء الغرباء الغزاة اليهود الصهاينة القادمين من أوحال شوارع وأحداث أوروبا وخلافاتها التي اضطهدتهم, لأسباب تكمن في طبيعتهم المعادية لكل الشعوب والأمم والأديان وهم لا يزالون محرضين كذبا ًو رياءً على ما يسمونه معاداة السامية, بتضليل الرأي العام العالمي بينما يضطهدون الشعب الفلسطيني و مقدساته, باعتبارها مهد الأديان السماوية, وأحرقوا المسجد الآقصى والقرآن الكريم, وأهانوا أنبياء الله بمن فيهم نبيهم موسى عليه السلام نفسه, لعل – أخيراً شهادة بنامين فرانكلين فيهم في العصور الحديثة للتاريخ السياسي الحالي في أمريكا وأوروبا خير دليل على وحشيتهم وبربريتهم وخروجهم عن تاريخ البشر, وتكريس ما يسمونه مصالح "شعب الله المختار" فأي خرافات تلك التي تستند عليها التوراة المزيفة بخرافاتها الأسطورية.[227]
في الوقت الذي يعتبر العرب جميعاً ساميين, ولا تنفع دعاية الصهاينة عن العرب والمسلمين بما يسمى (معاداة السامية) لأن العرب وشعوب المنطقة من التاريخ البعيد هم الساميون أما الصهاينة ويهود أوروبا فهم الغزاة المعادون للسامية وللشعوب بتطرفهم وتعصبهم الفاشي.
***
محمد علي سرحان:
-باحث وكاتب في الشؤون الاستراتيجية, والصراع العربي – الصهيوني وقضايا حوار الأديان والحضارات.
-له دراسات وأبحاث ومقالات في الصحف السورية واللبنانية والعربية ومشاركات واسعة في المؤتمرات والندوات الفكرية والعلمية, شارك في مؤتمرات الحوار والسلام العالمي للأحزاب اليسارية والراديكالية والعمالية و الفلاحية, والليبرالية, والاشتراكية في أوروبا (1948-1985).
-درس العلوم السياسية والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والفلسفية والإسلام في آسيا الوسطى, وعلوم البيئة والفضاء وعلوم الحياة البشرية في الكلية العليا بإحدى المعاهد /الأكاديمية العليا بمدينة موسكو1980.
-عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
-عضو اتحاد الصحفيين السوريين.
-عضو اتحاد إتحاد الكتاب العرب جمعية البحوث والدراسات.
-يعمل الآن مسؤولاً عن مكتب اللجنة الفلسطينية للسلم والتضامن الآفري _ آسيوي.
بدائرة العلاقات القومية (م.ت.ف) بدمشق.
مؤلفاته -الاقتصاد الصهيوني وبوادر الانهيار, بيروت.
-خطر السياسة الأمريكية. بدمشق /دار الجليل.
-استراتيجية السلام العالمي؟ دمشق /طباعة خاصة.
-النظام العثماني والهجرة اليهودية إلى فلسطين (1625-1952م) دار دمشق.
-إيران إلى أين؟ طباعة عام1999-خاص.
-اللوبي الصهيوني العالمي والحلف الإستعماري 2002
-العرب والمصلحة القومية في آسيا الوسطى و(التحولات السياسية في العالم المعاصر)2002
-شارك في تأليف بعض الكتب مع مؤلفين آخرين.
تحت الطباعة:
-الستار النووي الإسرائيلي, "دار الزاوية"
-الثقافة العربية والشباب العربي المعاصر.
________________________________________
[1] راجع صحيفة تشرين 22/4/2001/ المؤلف.
[2] انظر، مقابلة هامة مع الكاتب نورمان فنكلستين في مجلة الآداب، 3/4/2001م.
[3] انظر بهذا الشأن تاريخ الولايات المتحدة الأميركية/ هنري كوماجور والن نيفينز- ت اميل بيدس/ الأهلية للطباعة بيروت /1956/ ص 127، كما تمخضت أميركا الثائرة عن زعيمين كبيرين هما جورج واشنطن وب فرانكلين.
[4] انظر بهذا الصدد /موسى الزعبي/ ما الذي تغير في الحضارة الغربية دار الشادي /لبنان/ 1995/ ص (24-25).
[5] عل همشمار 8/10/71 والموسوعة البريطانية الكبرى 1965.
[6] الصهيونية في روسيا القيصرية/ هاشم حمادي/ 1976/ وزارة الثقافة دمشق (ص 18-19).
[7] الجيش الإسرائيلي/ جاك بينودي/ مركز الدراسات العسكرية، دمشق 1987، اللواء ميشيل حداد، ص 38-39.
[8] د. صالح زهر الدين/ المنطقة العربية في ملف المخابرات الصهيونية/ المركز العربي للأبحاث/ 1985 ص 76-77.
راجع أيضاً Yahoo Daslo tesky (من النضال إلى الحرب) تاريخ الهاغاناه/ المجلد الثاني تل أبيب/ مؤسسة الأبحاث الفلسطينية- ص (119 و415).
[9] وثائق فلسطين /دائرة الإعلام/ م.ت.ف./ 1987/ حسين العودات /ص 10/ 1/12/13/22.
[10] نفس المصدر السابق ص (22) رسالة هرتزل إلى سيدني ويتمان 4/6/1897.
[11] انظر بهذا الصدد صحيفة "المجد" الأردنية 8/1/2001/ إسرائيل من الداخل/ الحلقة الخامسة خدمة القدس برس!. الهالاغاه تعني (الشريعة اليهودية).
[12] نفس المصدر السابق.
[13] من عقيدة ماسادا.
[14] انظر بهذا الصدد ا لدراسة الهامة جداً للدكتور حسن ظاظا/ مجلة الفيصل/ العدد 257/ آذار 1998 ص /35/36/37/.
[15] نفس المصدر السابق. للمزيد من الاطلاع راجع سلسلة دراسات د. حسن ظاظا بمجلة الفيصل.
[16] بيير باسكال، تمر البوكاتشوف، دار جولياء، باريس، 1971.
[17] يسرائيل شاحاك: Jewish History. Jewish Religion Tneweight of three thousand years, London, Plu to press 1994.
[18] باروخ كيمرلينغ: دراسة في الحركات اليهودية الهدامة والسرية/ القاهرة/ دار الشروق/ 1998، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة العبرية.
[19] انظر بهذا الصدد/ تهويد فلسطين/ إبراهيم أبو لغد- مركز الأبحاث الفلسطيني- شباط 1972 سلسلة رقم 37/ص 231- برزت الصهيونية الاستعمارية كاستجابة بين جماعات الغيتو القروسطية في أوروبا الشرقية بعد إخفاق مثلها العليا- وظهر أول بيان صهيوني حول المشكلة اليهودية وحلها حينما نشر ليوبنسكر كتابه (التحرر الذاتي) عام 1881 دفعت بنسكر وغيره للتأكيد على أهمية احتلال فلسطين (لإقامة كيان قومي ليهود العالم).
[20] انظر بهذا الصدد صناعة الهولوكوست "نورمان فنكلستين" مجلة الآداب 3/4/2001، ص 37 ذكر ادوارد سعيد بأن هذا الكتاب يظهر الحقائق كما هي حول دور المؤتمر اليهودي العالمي في ابتزاز ألمانيا ودول أوربية ويبيع ويتاجر باليهود أنفسهم.
[21] المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل/ محمد حسنين هيكل 1996/ ص 29-30 الكتاب الأول.
[22] المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل/ محمد حسنين هيكل 1996/ ص 29-30 الكتاب الأول.
[23] الانحياز- ستيفن غرين- دار حسان 1985- ص 268- دور اللوبي الإسرائيلي المركزي.
[24] مذكرات غولدامائير- الحقد- دار المسيرة- 1988/ ص 45/ ذكرت: أنه في السادسة عشر يستطيع المرء أن يكيف نفسه حسب ما تقتضيه الظروف من هنا لم أجد صعوبة بالنوم في (المحراب المزري).
[25] المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل/ محمد حسنين هيكل "الكتاب الأول" ص 61/65/98 عام 1996.
[26] راجع حقائق عن قضية فلسطين/ الهيئة العربية العليا لفلسطين/ القاهرة/ 1954.
[27] راجع النشاط الصهيوني في العالم 1973/ عدد (4) عام- 2- مركز الأهرام الدولي.
[28] راجع بهذا الصدد كتاب: وثائق فلسطين.
[29] انظر ادوارد سعيد/ الاستشراق/ مؤسسة الأبحاث العربية/ لبنان ص 63/ أنه في عام 1910م ألقى أرثر ج بلفور محاضرة في مجلس العموم البريطاني حول مشكلات يمكن معالجتها في مصر وفلسطين..؟!
[30] الانحياز/ ستيفن غرين/ دار حسان 1985 دمشق- ص 268.
[31] خطط اللوبي الصهيوني وتعاون مع جورج بوش الأب في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط قضية مستر (X) وتهريب الكوكائين إلى نيكاراغوا لضرب جبهة الساندينو وزعيمها دانييل أرتيغا.
[32] انظر نعوم تشومسكي/ صحيفة الشرق الأوسط/ 19/5/2000م. انظر أيضاً لي براون/ المنظمات اليهودية الأمريكية 1986 مؤسسة الأبحاث الفلسطينية.
[33] انظر بهذا الصدد إسرائيل الثانية "المشكلة السفاردية" ت. فؤاد حديد/ منشورات الدراسات الفلسطينية فتح ص/80/81/82/83. التقى ترامبدور جابونتسكي في مصر بعد الحرب العالمية الأولى وتشكيل وحدات /6400/ مسلح يهودي.
[34] راجع المشكلة السفاردية، د. فؤاد جديد، مصدر سابق.
[35] نفس المصدر السابق.
[36] نفس المصدر السابق.
[37] انظر بهذا الصدد إرهابيو الموساد، ف. ميخائيلوف/ دار التقدم/ موسكو 1987/ ص (37/38/39).
[38] نفس المصدر السابق.
[39] نفس المصدر السابق.
[40] نفس المصدر السابق.
[41] الوجه الحقيقي لأعداء الشعوب الإسلامية/ وكالة نوفوستي/ 1985/ ص 171/172 بونداريفسكي.
[42] انظر يوميات غولدامائير /الحقد/ دار المسيرة/ 1988/ ص 142:
منظمة شتيرن كالآراغون انشقت عن الثانية عام 1940م بزعامة (أبراها شتيرن) وضمت العناصر الفاشية المتشبعة بسلوك موسوليني.
[43] نفس المصدر السابق.
[44] إرهابيو الموساد مصدر سابق.
[45] مذكرات غولدا مائير، مصدر سابق، ص 119.
[46] كتب افري في كتابه/ انحدار الشرف لدى القيادة الإسرائيلية في شيكاغو عام 1976م وأكد فيه تورط بن غوريون وموشي دايان في عملية/ سوزان/ ونسف دور السينما والمؤسسات وهم الذين خططوا لعملية لافون وكانت السي. آي. إيه اعتمدت المعلومات الواردة فيه.
[47] الانحياز/ ستيفي غرين/ 1985، دار حسان/ ت. د. سهيل زكار ص (131-132).
[48] اللوموند الفرنسية العدد 15/ شهر 11/ 1977. عبر أمنون كابليوك في فلم نحن يهود عرب عن طبيعة العنصرية في إسرائيل بالاصطدام بمقولات صهيونية فاشية، حيث لا يمكن أن يكون اليهودي عربياً يهودياً، إما أن يكون عربياً أو يهودياً أما (شاكهور) فهي احتقار لليهودي الأسود، ومنهم الفهود السود.
[49] زكي شالوم/ كتابه عن بن غوريون/ 1995/ باحث في مركز بن غوريون للأبحاث. استخدم أرشيف واسع من الخطابات والمنشورات ومحاضر الجلسات في هيئات سياسية وصنع القرار وحدد فيها:
أ-نظرة بن غوريون للعالم العربي: "إن إسرائيل تمثل نقيضاً حضارياً ودينياً للعالم العربي من مختلف الجوانب".
ب-"الشعب الفلسطيني يمثل تهديداً دائماً لإسرائيل واليهود..". كما قال بن غوريون: (عشت أعواماً عديدة مصحوباً بكابوس احتمال إبادتنا من جديد في المنطقة العربية...).
[50] دافار 8/10/1971/ وهعولام هزيه 13/10/1971.
[51] إسرائيل الثانية/ المشكلة السفاردية/ ت: فؤاد جديد/ الدراسات الفلسطينية ص 80/81، يذكر هنا بأن السلطان عبد الحميد والباب العالي طردوا بين 1914م-1915م مجموعة من اليهود الروس استوطنوا فلسطين قدر عددهم بـ11227 للاسكندرية فعملت الطائفة اليهودية بمصر على استقبالهم وإكسائهم لأنهم طردوا عراة حفاة تماماً، وحاول القنصل الروسي استرجاعهم إلى روسيا لكن موييس قطاوي اتصل بالقنصل البريطاني ونسق معه لضمهم إلى الجيش البريطاني في سيناء ومصر ونجحا في ذلك فأعدت الحاخامية الاسكندرانية هنالك احتفالات لهم سميت "كيولاه".
[52] انظر بهذا الصدد: الجوهر الرجعي للصهيونية/ دار التقدم موسكو/ مجموعة مقالات ص 85/ 86/87/1975.
[53] انظر الكفاح العربي/ صحيفة لبنانية/ 12/13/1/2001م/ الحلف المقدس تحت النجمة الصهيونية/ للكاتب محمد علي سرحان.
[54] الكفاح العربي /19/1/2001/ ص 11/ اللوبي اليهودي "محمد أحمد نابلسي.
[55] الحياة/ 5/5/2000، ص 8/ ديفيد أرفينغ يخسر الدعوى في المحكمة العليا، ويؤكد أن اليهود يستحقون كره الناس وأنهم جلبوا الهولوكوست على أنفسهم، استقبل اليهود فشل الدعوى المؤرخ أرفينغ على المؤلفة اليهودية (دبوراه لبشتات) وناشر كتابها بنفوين، وهي التي تدرس تاريخ اليهود الحديث والهولوكوست في إحدى كليات الولايات المتحدة دعم لبشتات حشد واسع من اليهود وأثريائهم لإنجاحها في الدعوة، وقد أكدت مجرى المحكمة بأن اليهود بالغوا جداً في نسبة القتلى في الحرب العالمية الثانية وأن قتلاهم غير الملايين الأوربيين الذين ذبحوا على مذبحة بيريسا؟ أما باراك فكان أول المهنئين لدبوره لبشتات الذي قال لها: "إن الحكم نصر للعالم الحر ضد قوى الظلام التي تحاول إزالة ذكرى الهولوكوست"، أما وزير التربية فأكد أن قرار المحكمة البريطانية سيترجم للعبرية ويدرس في مدارس ومعاهد الكيان الصهيوني.
[56]
[57] انظر بهذا الصدد، سياستان إزاء العالم العربي "بوند- رايفسكي/ دار التقدم/ موسكو 75/ ت. خيري الضامن، ص 84، جاء فيها: "محاولات الصهيونية طرد العرب من فلسطين واستعدادها لبناء دولة يهودية أعرب العمال اليهود في روسيا الاتحادية الاشتراكية عن موقفهم بالدفاع عن الوطن الاشتراكي ضد الصهيونية والامبريالية ويدافعون عن حقوق العرب القومية في فلسطين وهي حقوق تاريخية بينما تتأسس الدولة الصهيونية الغاصبة تحت الحماية البريطانية..."؟! بوندرايفسكي من الكتاب اليهود الروس وضع الكثير من الحقائق في كتابه.
[58] الجوهر الرجعي للصهيونية/ دار التقدم، موسكو 1975/ ص 121-122.
[59] نفس المصدر السابق.
[60]- الوجه الحقيقي لأعداء الشعوب الإسلامية/ جريجوريبوندرايفسكي 1985/ص159 استطاع عبر برانديس/ عضو المحكمة العليا/ بالولايات المتحدة والصديق الشخصي للرئيس ولسون من ضمان النشاط الخارجي للبيت الأبيض بضمان التأييد لقيام وطن قومي ليهود العالم.
[61]- وكالة البريد اليهودية أكتورر /1982/ منظمة بناي برس الدولية (أي أبناء العهد الجديد)، التي تأسست عام 1843م، ويوجد لها مكاتب في القدس وباريس وروما ولندن.
[62]- راجع بهذا لي اوبرين / المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة/ سلسلة دراسات رقم /76/ مؤسسة الدراسات الفلسطينية /قبرص ـ 1986/ ص107/ سنة تأسيس العصبة الصهيونية المناهضة للافتراء التابعة لبني بريث ـ 1913 ـ وتعني أبناء العهد اليهودي التي تأسست عام 1843م ـ كمنظمة ماسونية تنتسب إليها منظمات في (42) بلداً تعمل ضد الافتراء الموجه لليهود في روسيا وأوربا والبلدان العربية أول رئيس لها (لينغ ستون).
[63]- بوندرايفسكي / الوجه الحقيقي لأعداء الشعوب الإسلامية / ص 159.
[64]- نصر شمالي - إفلاس النظرية الصهيونية ص 140-141 /دار المستقبل/ دمشق.
[65]- انظر/ المؤرخ بارنت ليتفينوف أنه كان بإمكان ترجمة المثل العليا للصهيونية إلى الواقع في كتابه (الطريق إلى القدس) لأن العقيدة الصهيونية لا تعرف الرحمة/ تهويد فلسطين/ ص231/ مركز الأبحاث الفلسطيني /بيروت/ 1972.
[66]- وليد الخالدي/ مجلة الدراسات الفلسطينية / 39/1999/ بناء الدولة اليهودية (1897-1948) ص 65-69 تأسس الصندوق الاستعماري الصهيوني في لندن (1899)، لشراء الأراضي فلسطين وأقام فروعاً له في بيروت واسطنبول والاسكندرية وترأس مكتب فلسطين آرثر روبين وهو الذي خطط للمستعمرات على شكل حرف (N).
[67]- يذكر هنا موشي أرينز لعب الدور الهام في مشروع طائرة اللافي التي تكلف أموال باهظة، إذ تم وضعها في طي الكتمان بعد موقف جورج شولتز منها؟!...
[68]- راجع متخذو القرارات في الكيان الصهيوني / دمشق 1980/ مؤسسة الأرض / ص135/.
[69]- انظر ما كتبه رئيس تحريرها حول "تعويضات الهولوكوست"، فضيحة متنامية / أيلول 2000، م/ دعماً لآراء الكاتب نورمان. ف.
[70]- Washington Post. 21,x,1971.
[71]- نفس المصدر السابق.
[72]- اتحاد شبيبة للعمل بالصناعات والحرف وله أهداف مزيفة لخدمة الصهيونية.
[73]- الصهيونية الدولية/ أكاديمية العلوم السوفييتية 97م/1980م.
[74]- انظر بهذا الصدد، الدولة العثمانية والهجرة اليهودية لفلسطين، دار دمشق 1993، ص، 40/41/42. محمد علي سرحان.
[75]- انظر بهذا الصدد وثائق فلسطين /1839/1987/ دائرة الثقافة م.ت.ف. حسين العودات 1987 ص 9-15-14-13-12-11-10 حتى ص 45.
[76]- المصدر السابق.
[77]- الكيان الصهيوني وحكم الليكود/ محمد سليمان/ 1986/ ص 130/133/ دمشق.
[78]- يوميات هرتزل، خطاب في فيننا 7/11/1896. وثائق فلسطين "مصدر سابق".
[79]- يوميات هرتزل ، رسائله مصدر سابق.
[80]- "الكيان الصهيوني" ـ محمد سليمان /1986، مصدر سابق.
[81]- يديعوت أحرونوت 3/12/1984.
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2011, 33 : 02 PM   رقم المشاركة : [18]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين

Raj. Christopher, Arab – Israeli conflicts Us Dilemera, strategic analyses New Delhi, june. 1981. p. 124.
[82]- كاراسيف، وليمة دسمة على حساب الغير/ صحيفة البرافدا 18/10/1984.
[83]- غرشوف شافير "علم الاجتماع النقدي/ وتصفية الواقع الاستعماري لإسرائيل"، هآرتس 5/1/1995 (غ. شافير) هو أستاذ علم الاجتماع في جامعة كاليفورنيا /سان دييغو.
[84]- انظر بهذا الخصوص: الجذور التوراتية لشريعة القتل والإجرام في المجتمع الصهيوني صحيفة تشرين 9/2/2001م.
[85]- محمد خليفة التونسي/ الخطر اليهودي / بيروت ـ المكتب العربي ـ 1952 / ص 57.
[86]- لم يكن المتهود بسمارك Busmark وبيكونسفيلد والجمهورية الفرنسية وغامبيتا، سوى قوى وهمية يقف وراءها اليهود، أسياد أوروبا (أسرة روتشيلد، وزاكس، وبوليكلوف) وغيرهم. اليهودي سيد أوروبا الحقيقي الذي بوسعه أن يطيح ليس بـ(بسمارك) فحسب بل وبزعماء آخرين في لحظة واحدة، على اعتبارات اليهود ومصارفهم وبنوكهم وسيطرتهم على حركة الاقتصاد والمال يسودون على كل شيء في أوروبا في التعليم والصحة، والتجارة، في الحضارة والاشتراكية التي يعتمدونها لضرب المسيحية، بل وتدين أوروبا كلها لهم وحدهم، وهكذا عندما تعم الفوضى يصبح اليهود متحدون، على رأس كل شيء الأحزاب، والبنوك وحركة الشارع، وعندما تتبدد الثروة في أوروبا وغيرها لن يكون في الساحة سوى المصارف والشركات اليهودية، هذا ما علق عليه الأديب الروسي المعروف (دستوفيسكي).
راجع بهذا الصدد (الصهيونية والشعوب الشهيدة)/ دار النضال/ 1990م/ بيير هاييس "ت.مفيد عرنوق"، ص 352.
[87]- بروتوكولات حكماء صهيون / مصدر سابق/ ص 85-87/ محمد خليفة التونسي.
[88]- الصهيونية في روسيا القيصرية، ي.س.يفسييف، ول، فوستوكوف، م. وزارة الثقافة، 1976م/ ص 75(ت.هاشم حمادي).
[89]- البلشفية واليهودية./ د.س. باسمانيك/ باريس 1923/ ص201/مصدر خاص/ موسكو. كاوتسكي زعيم يهودي اشتراكي مرتد (1854-1938)، وله دور مهم في روسيا وبولونيا؟!...
[90]- لي. فوستوكوف، نشاط صهيوني معادي لشعوب آسيا /مجلة/ مسائل التاريخ 1973/ العدد رقم3.
[91]- انظر أيضاً: ي، يفسييف، الفاشية، تحت النجم الأزرق/ موسكو 1971.
[92]- المصدر السابق (1).
[93]- الجوهر الرجعي الصهيوني/دار التقدم موسكو/ 1975/ ص 121-122.
[94]- يهود لا إسرائيليون/ سليم نعامة/ تشرين الأول 1972/ص75.
[95]- الموسوعة البريطانية الكبرى عام 1965.
[96]- انظر: النظام العثماني والهجرة اليهودية إلى فلسطين / محمد سرحان/ دار دمشق /1993/ من عام (1452-1952م)، من الحلم بالهجرة إلى فلسطين إلى صناعة القنبلة النووية.
انظر أيضاً: هيرالد تريبيون الدولية/ باريس/ 30/10/1967/ حول دور هيئة الأمم المتحدة المخالفة لقراراتها. دافار 11/9/1967/ حول الاستيطان اليهودي في القدس.
[97]- ف.دزيرجنسكي: من زعماء الثورة البلشفية يهودي ثوري صديق وفيللثورة ولقائد ثورة أ كتوبر، استطاع بفكره وعمله من تطوير القاعدة الاقتصادية والاجتماعية للثورة.
[98]- انظر بهذا الصدد دزيرجينسكي/ 1984/ دار التقدم موسكو /ص 182/183.
[99]- عبد الواحد داموك/ الحرب العالمية الأولى والثانية/ دمشق 1999. ص 233/234/235.
[100]- شؤون فلسطينة /39/999/ بناء الدولة اليهودية 1897-1948/ ص 65.
[101]- انظر صحيفة تشرين، 22/4/2001م. دور اللوبي الصهيوني في تخريب العلاقات الروسية ـ العربية/ المؤلف.
[102]- لاشك لعب بيريا دوراً خطيراً في حقن ستالين بأفكار معادية للعرب، وبخاصة بالموافقة على قرار التقسيم؟...
[103]- انظر مجلة المجلة /العدد 28/2/2001م، فج اسماعيل، دور الصهيونية في خلق تيارات إسلامية معادية للإسلام مثل (البهائية) أو ما يشيعه البعض أن الصهيونية عملت وكافحت لتحتل فلسطين فهي تستحقها، بينما كان الشعب الفلسطيني لا يعمل ولا يكافح للحفاظ عليها هذا ما تحدث عنه الشيخ البوطي من على محطة فضائية عربية في أواخر شهر نيسان 2001م.
[104]- الموسوعة البريطانية الكبرى 1965م اليهود السوفييت دراسة في الواقع الاجتماعي / سلافه حجاوي ـ مركز الدراسات الفلسطينية/ جامعة بغداد 1980م.
[105]- نفس المصدر السابق.
[106]- انظر بهذا الصدد صحيفة تشرين مقابلة هامة جداً وتعريب د. جوزيف حجار 9/12/2000م، ص 13.
[107]- النصارى: اليهود المرتدين الذين دخلوا المسيحية في بريطانيا وأوروبا لأهداف سياسية خدمة للحركة الصهيونية / السفير 31/12/2001 تحول اليهود إلى الأديان الأخرى/ تصريح يوسف ليبيد.
[108]- نفس المصدر السابق.
[109]- انظر التاريخ اليهودي العام / صابر حطيمة/ بيروت ـ دار الجليل 1983.
[110]- الصهيونية في روسيا القيصرية مصدر سابق.
[111]- انظر بهذا الصدد كتاب / المجازر الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني/ إدارة التوجيه المعنوي في جيش التحرير الفلسطيني/ ص 18-19/ 2001.
[112]- مجلة /الأوج العدد 8/9/1998.
[113]- صفحة الشرق الأوسط /14/4/1999.
[114]- إيران والخليج / جمال سند السويدي/ ص 258/264 انظر أيضاً صحيفة الحياة /12/6/1996 العلاقات الروسية؟!...
[115] جورجي كنعان /مملكة الصعاليك/ دار الطليعة بيروت /200/ ص (50-53/ جاء فيها لما كانت صفحات التوراة (العهد القديم) قد أصبحت مصدر معلومات تاريخية في المذهب البروتستاني وبالتالي صار أكثر الكتب شيوعياً بين عامة البروتستانت ومسؤوليهم، فقد اقتصر تاريخ فلسطين على النص التوراتي وأخذ الأوربيون تلك القصص كمادة تاريخية وهاجروا بها إلى القارة الجديدة (أميركا) مستخدمين أسماء يهودية (ديفيد + بينامين)/ (2) جويش كرونيل/ لندن – 6 آذار 1964 م من أجل طرد السكان العرب من الساحل السوري.
[116] انظر صحيفة الاتحاد 27 /فبراير/ 2000-ص20.
[117] انظر بهذا الشأن "إيران إلى أين؟ مصدر سابق.
[118] انظر صحيفة الاتحاد 29/2/2000، ص 21.
[119] انظر وثائق اللجنة العربية لمكافحة الصهيونية والعنصرية /دمشق 1995م – ص108-109. انظر صحيفة المجد الأردنية 23/10/2000م، آه يا وطني!.
[120] انظر بهذا الصدد، إيران إلى أين؟ محمد سرحان، فشل المقاطعة الأميركية لإيران ودور شركة توتال الفرنسي وقانون "داماتو" الأمريكي. ص 105/106.
[121] انظر بهذا الصدد، الكفاح العربي 13/2/2001 العولمة الأميركية تجتاح أسوار الصين، محمد علي سرحان/ ص 11.
[122] صحيفة السفير 5/11/1999م ص (2) كلمة وزير خارجية فرنسا في معهد (إيفري) باريس، معهد العلاقات الدولية الفرنسي.
[123] باري شيمش /سقوط إسرائيل/ دار الأهلية- عمان/ ص 59/.
[124] قصي عدنان عباسي/ إسرائيل خمسون عاماً من العدوان 1998/ ص 30/31/32.
[125] انظر روجيه غارودي، الأساطير المؤسسة للصهيونية، دار عطية 1996- ص88/ أكد غارودي/ بأن مباحثات موسوليني مع زعماء الحركة الصهيونية هدف تفريغ اليهود من أوروبا نهائياً على أساس الحل الجذري.
[126] موسى الزعبي/ ما الذي تغير في الحضارة الغربية/ دار الشادي/ سوريا 1995 ص26-27.
[127] تصريحات جوسبان- راجع الصحف تاريخ زيارته للمنطقة وردود أفعال أبناء جامعة بيرزيت!.
[128] انظر بهذا الصدد، كلمة السيد وزير التخطيط السوري في اللقاء التشاوري لوزراء الدول العربية المعنيين بالشراكة الأوروبية المتوسطية 11-12/4/2001م جاء فيها:
"نحن نطالب بالسلام العادل والشامل ولكن هذا السلام لا يتحقق بسبب التعنت الإسرائيلي وتوطين اليهود المهاجرين في الأراضي العربية بسياسة الضم والاقتلاع والاستيطان والاغتيالات..".
[129] ديفيد ارفينغ، صحيفة الحياة /5/5/2000م، ص8، حول أكذوبة الهولوكوست اليهودي والمبالغة الصهيونية في تضخيم قتل اليهود أيام الحرب العالمية الثانية!.
[130] أنيس الصايغ/ الوصايا العشر للحركة الصهيونية/ 1998/ مركز الإسراء لبنان/ ص40. جاء فيها: قبل أن يموت هرتزل كان قد وصل إلى قناعة أن بريطانيا هي أقرب تلك البلدان لدعم إصدار البراءة المنشودة وحينما ورث أستاذ الكيمياء حاييم وايزمن زعامة المنظمة الصهيونية العالمية عمل على حث بريطانيا لاستصدار وعد بلفور المشؤوم 1917.
[131] انظرا بهذا الصدد النظام العثماني والهجرة اليهودية إلى فلسطين 1452-1952م، الفصل الثاني والثالث. محمد علي سرحان/ دار دمشق 1993م.
[132] راجع نورمان فنكلستين/ مجلة الآداب 3/4/2001/ ص37 "حول صناعة الهولوكوست. تأملات استغلال معاناة اليهود "لقاؤهم الهام حول كتابه وتوضيحاته الهامة في مجلة الآداب مؤكداً أن كتاب بروتوكولات حكماء صهيون كتاب سيء السمعة ومعاد للسامية والشعوب فعلاً/ انظر ص 38-39/ انظر صحيفة تشرين 2/6/2001 مدارات.
[133] دور رجل الأعمال المغربي (أحمد رامي) ومحطته الفضائية في استوكهولم في فضح قضية المحرقة النازية والأكاذيب المبنية عليها.
[134] دور رجل الأعمال المغربي/ مصدر سابق.
[135] دبورة لبشتات: يهودية عنصرية متطرفة معادية للشعب الفلسطيني وتطلعه الإنساني وهي عضوة نشيطة في اللوبي الصهيوني الأميركي لها كتاب /عن المحرقة اليهودية/ أصدرته لمواجهة كتاب أرفينغ الذي ألفه عن (أيخمان)؟!.
[136] نفس المصدر السابق (صحيفة الحياة).
[137] مصدر خاص في م.ت.ف.
[138] هنري سيغمان: مدير سابق للمجلس اليهودي الأميركي، عضو في علاقات الخارجية الذي يعتقد بأنه لابد لحكومات إسرائيل الانسحاب من الضفة والقطاع والاهتداء بأفكار شلومو بن عامي بإنهاء احتلال المناطق المحتلة.
[139] انظر بهذا الصدد صحيفة المستقبل 22/2/2001 صفحة (17) شلومو بن عامي يؤكد في جلسة حكومية أن الإسرائيليين هم غزاة محتلون للضفة والقطاع.
[140] انظر بهذا الصدد "مجلة العالم" السعودية السنة الثالثة /العدد 13/ حزيران/ 2000م/ 14/15 دور الإعلام في النصر أو الهزيمة، راجع ملفات الشرق الأوسط في أعداد متتالية للمجلة لأهميتها الإغورا وحدة حساب نقدية إسرائيلية صغيرة.
[141] انظر بهذا الصدد تصريحات وزير خارجية باراك (ديفيد ليفي) الذي هدد بحرق لبنان وقتل أطفاله ونسائه حيث ايد أمنون شاحاك وزير السياحة وإسحق ليفي وزير الاستيطان تصريحات ديفيد مما يذكرنا بتصرفات هتلر والنازية ونظام الأبارتهيد في جنوب إفريقيا /المستقبل 13/5/2000م ص14.
[142] انظر بهذا الصدد السياسة الأمريكية في الخليج العربي (مبدأ كارتر) د.زهير شكر، ص180-181/ معهد الإنماء العربي.
[143] جمال سند السويدي/ إيران والخليج/ ص 2580. مصدر سابق.
[144] نفس المصدر السابق ص95/د. عبد الوهاب معلمي/ اندرجت الهجرة المكثفة لليهود السوفييت إلى إسرائيل في عهد كورباتشوف ويالتسين ضمن استراتيجية غورباتشوف في الشرق الأوسط والمفهوم الجديد لحقوق الإنسان حيث تبين فيما بعد أن كورباتشوف ويالتسين تباريا لإرضاء إسرائيل والولايات المتحدة في تدمير الاتحاد السوفيتي وأدخلت الصهيونية واستثماراتها بشكل واسع في استثمارات ضخمة أثرت على استقلال وحياة البلاد وانتشرت الفوضى والأساليب اللا أخلاقية/ الشرق الأوسط/ 12/12/2000 سامي عمارة ص 8. /انظر نضال الشعب/ 7/12/2000 الطغمة المالية فساد وعهر سياسي/ نوار خليل.
[145] انظر /مجلة الوحدة/ السنة الثامنة/ العدد 90/ آذار 1992/ العرب والنظام الدولي الجديد، ص75 حول إلغاء القرار 3379 الذي يوصم الصهيونية بالعنصرية، طالب الرئيس جورج بوش الأب بإلغاء القرار المذكور في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أصدر القرار بـ 10/11/1975م عملت إسرائيل والولايات المتحدة على تنظيم حملة دولية مركزة لإلغاء القرار وتحديد عام 19902م موعداً أقصى لتحقيق هذا الهدف.
[146] راجع: صحيفة الاتحاد/ 4 ربيع الأول/ يونيو 1998م، تدويل القدس أخطر من تهويدها الشيخ عكرمة صبري مفتي القدس.
[147] انظر لمستقبل العربي العدد (210) 8/1996/ ص 4/5/ المشروعات الأوسطية والمتوسطي؟ محمد الأطراش. قدم شمعون بيريز مشروعه في كتاب الشرق الأوسط الجديد الصادر عام 1993 /نيويورك أيست.
[148] محمد علي سرحان: هل تنهج الإدارة الأمريكية الجديدة سياسة متوازنة انظر صحيفة تشرين 7/2/2001م ص(10).
[149] انظر بهذا الصدد المؤتمر القومي العربي /نيسان/ 1998 ص 284/285/286/ د.هيثم كيلاني.
[150] نذير جزماتي: الامتداد العالمي للصهيونية وإسرائيل /1990/ ص 364/ 365/366.
[151] انظر بهذا الصدد محاضرة السفير السابق عيسى درويش "العالم العربي وآفاق المستقبل" ص9، جامعة الإسكندرية /مصر/ 1996.
[152] انظر تقرير المعهد الاستراتيجي الدولي بلندن، ارتفع الإنفاق العسكري في المنطقة إلى 56 مليار دولار عام 1997م و 54 ملياراً 1996م، وكانت واشنطن أكبر مصدر للسلاح بالعالم، وزادت تجارة السلاح بـ 12% في العالم.
تأييد جون سيبمان مدير المعهد المذكور للدبلوماسية الغربية المدعومة بسياسة البوارج الحربية، انظ ر أيضاً "الوسط 27/3/2000/ص 24. (هتر وآرو) في الخدمة الإسرائيلية مشروع كلف 15 مليار دولار.
[153] الجدير بالذكر أن دوري جولد مستشار لرئيس الوزراء الإسرائيلي، عمل مستشاراً للوفد الإسرائيلي في مؤتمر مدريد في ظل حكومة الليكود السابقة عام 1991م ثم تولى إدارة مشروع لدراسة سياسة الولايات المتحدة الخارجية والدفاعية في جامعة تل أبيب حتى تم تعيينه في مكتب رئيس الوزراء كمستشار عام 1996، وهو من المعتمد عليهم في التحليلات السياسية والأمنية ومقرب من الإدارة الأمريكية واستخباراتها.
[154] المستقبل العربي /238/12/1998 مركز دراسات الوحدة العربية / ينفين عبد الخالق مصطفى ص (34).
[155] النظر الكفاح العربي /رقم 667/13/5/1991/ ص 24-25/. حيث ورد فيها أن هنالك انقساماً حاداً بين المنظمات الصهيونية اليهودية في الولايات المتحدة إزاء سياسة حكومة شامير ورابين التي تسبب الارتباك الجسيم حيث ذكر أبرز معلق في الصحافة اليهودية الأميركية د.بلومفيد أن بيكر أساء العلاقات مع إسرائيل لأن إدارة بوش (الأب) هي أسوأ الإدارات ومناهضة لإسرائيل؟
[156] صحيفة البيان /29/1/1991/ العدد 6799/ ص(29).
[157] راجع وثائق المؤتمر التحالف الوطني الفلسطيني وبيانه الختامي، المعارضة الفلسطينية 1999 دمشق.
[158] انظر بهذا الصدد /مجلة النبأ/ نيسان 2001م لبنان –بيروت، ص15/ المؤلف حول دور مادلين أولبرايت ودينس روس في العملية السلمية بالمنطقة ص25/.
[159] صحيفة تشرين /29/10/1998. النص الكامل لاتفاق واي بلانتيشن والذي نص على إعادة الانتشار وقضايا اقتصادية مؤقتة، والجدول الزمني للتنفيذ وثانياً الأمن وما يتضمنه، أن قوى المعارضة الفلسطينية تدين اتفاقية واي ريفر وتدعو لنبذ الشروط والإملاءات الأمنية، بيان صادر عن قوى وجبهات المعارضة في غزة (حزب الخلاص الوطني الإسلامي، وحركة حماس، وحركة الجهاد الإسلامي والديمقراطية، والشعبية، والعربية).
[160] انظر المستقبل العربي /238/ تاريخ 12/1998/ (ص 34-42-43) نيفين عبد الخالق "فكر نتنياهو السياسي وأزمة السلام العربية الإسرائيلية".
[161] فلسطين المسلمة/ العدد الأول- السنة 17/ كانون الثاني 1999/ ص(20) مها عبد الله.
[162] انظر شؤون الأوسط /العدد 76 تشرين الأول 1998/ مأزق المواجهة العربية الإسرائيلية برهان غليون /ص64/ جاء فيها 3-"إن الهرب من مواجهة إسرائيل، والميل إلى التوظيف السياسي للعواطف المتعلقة باسترجاع فلسطين، والتعويض عن هذه السلبية بخطابية نارية معادية لإسرائيل والصهيونية قد عكست عجز المؤسسات العربية القائمة عن استيعاب صدمة قيام إسرائيل" (ص80) "فحلم إسرائيل الكبرى الذي يسعى إليه تكتل الليكود يصطدم بواقع استحالة تنفيذ شقه الأهم وهو ترحيل السكان الفلسطينيين لوضع اليد على الأرض الفلسطينية وإلحاقها".
[163] انظر بهذا الصدد مجلة الهدف العدد 31/1/2001م ص(58-59). رؤية مستقبلية عن الصراع العربي-الصهيوني/ عبد الغفار شكر نائب مركز البحوث العربية /القاهرة/.
[164] يذكر هنا أنه تحول للتحقيق بسبب فساده وازدياد الشكاوي عليه من أصحاب المطاعم والمحال التجارية، دون أن يدفع الأموال، حيث قام بتحويلها للمكتب المالي في رئاسة حكومته؟.
[165] قضية مونيكا لوينسكي، شكلت هذه القضية قمة الضغط والابتزاز اليهودي الصهيوني الأميركي على رئيس الولايات المتحدة كلنتون ودوره في عملية السلام في المنطقة وبالتالي إصراره على إبقاء (جوناثان بولارد) صديق مونيكا ليوينسكي في سجنه المؤبد الذي حاول تخريب العلاقات العربية- الأميركية وتسريب معلومات لإسرائيل عنها؟.
[166] انظر شؤون الأوسط /67/ تشرين الثاني 1997/ التطرف اليهودي وآفاق الحل السلمي/ محمد الأيوبي/ ص29/ "الرهان على أن الرؤساء الأمريكيين قادرون على إجبار إسرائيل على توقيع السلام مع العرب، رهان خاطئ وغير دقيق"!.
[167] نفس المصدر السابق ص(27).
[168] قامت مبادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش عقب حرب الخليج الثانية 1990م على أساس مبدأ "الأرض مقابل السلام"، انظر مقررات مؤتمر مدريد للسلام 1991م ودور جيمس بيكر فيها.
[169] صرخة الكاتب المغربي (أدمون المالح) 9 في صحيفة ليبراسيون الفرنسية واتهامه باراك لجرائمه ضد الشعب الفلسطيني.
انظر أيضاً رؤية حول مستقبل الصراع العربي الصهيوني/ عبد الغفار شكر/ نائب رئيس مركز البحوث العربية/ الهدف 31/1/2001، العدد 1314.
[170] راجع بهذا الشأن: إسحق مردخاي "الدفاع عن إسرائيل في القرن القادم/ نشر في مجلة هارفارد إنترناشيول ريفيو (Harvard Iutrenational) العدد ربيع 1998/ ص(55/59) ترجمة خاصة.
[171] انظر بهذا الصدد /مخلوف سليمان/ المؤسسة العسكرية التركية/ دار حوران 2001م.
[172] خطاب الرئيس بشار الأسد في كلمته بمؤتمر القمة العربية الدورية في عمان 27/3/2001م التفاؤل بالمد القومي العربي، والانتفاضة، وتأكيده بأن المجتمع الإسرائيلي متطرف وعنصري أكثر من النازية ذاتها، صحيفة البعث 28/3/2001م.
[173] ريتشارد نيكسون- الفرصة السانحة، ترجمة أحمد مراد، دار الهلال، القاهرة 1992-ص143.
[174] د.محمود عبد الفضيل، مشاريع الترتيبات الاقتصادية الشرق أوسطية، التصورات والمحاذير وأشكال التغيير، المستقبل العربي، العدد 179، يناير 1994، ص91.
[175] يوسف الشاروني، تحويل المياه المالحة إلى مياه عذبة، دار القلم، مصر، 1966م.
[176] د.رشدي سعيد، حوار مصباح قطب، صحيفة الأهالي 3/11/1993 القاهرة.
[177] مستقبل التسوية بين العرب وإسرائيل اتجاهات التطبيع والممانعة /شؤون الأوسط العدد 27/ آذار عام 994/ ص77.
[178] مشاريع الترتيبات الاقتصادية (الشرق أوسطي) مركز دراسات الوحدة العربية (ص131) محمود عبد الفضيل.
[179] انظر وثائق المؤتمر القومي- الإسلامي/ لبنان –بيروت 1999- 2000.
[180] قصة المياه في إسرائيل /السفير/ 27/7/1990/ محمد شريدة.
[181] نفس المصدر السابق. تركز مراكز الأبحاث والدراسات الغربية على قضية المياه لإشغال العرب بها بعيداً عن قضية "النفط" وأهميته للغرب؟!.
[182] صحيفة الشرف الأوسط/ لندن 6/1/1993.
[183] مثلث الخطر المائي في الشرق الأوسط /جان نكد/ مجلة الأسبوع العربي /4/11/1991م.
[184] مجلة الشبكات /مؤسسة السورية للشبكات/ العدد 25/1997/ أمل أدريس /ص30.
[185] جيروزاليم بوست /25/5/1990.
[186] ها آرتيس 15/3/1992م.
[187] انظر بهذا الصدد الوثائق الهامة الصادرة عن مؤتمر المشرفين على الشؤون الفلسطينية 3+7 /7/1999 دمشق/ منظمة التحرير الفلسطينية/ قضية المياة/ جريدة الأيام الفلسطينية 15/5/1999.
[188] وزارة الخارجية الإسرائيلية: وثيقة عن نافذة لفرص الأعمال في الشرق الأوسط/ تشرين الأول/ 1996، عن الإعلام العربي.
[189] محمد زهير دياب /العلاقات السورية- التركية/شؤون فلسطينية 28/1996/ص 32/تحسنت العلاقة فيما بينهما بعد انتهاء دور حزب (p.k.k).
[190] انظر بهذا الصدد لـ: أهم 48 رجل أعمال يهودي في تركيا ملحق رقم (5).
[191] الندوة البرلمانية العربية الخامسة/ دورها الاستراتيجي في الوطن العربي/ الاتحاد البرلمان العربي دمشق 17-18/2/1997/ص 125.
[192] نفس المصدر السابق.
[193] انظر محمد حرب شاهين/ السلام من منظور توراتي/ دمشق 2001م/ ص 615-616/ طبيعة الهجوم الصهيوني على سوريا!.
[194] نفس المصدر السابق.
[195] الصيادا، العدد /2761/ ص 32.
[196] مارتن انديك/ ما وراء توازن القوة/ خيار أميركا في الشرق الأوسط/ مركز الدراسات الاستراتيجية والبحوث والتسويق /رقم 2/1994/ ص 7+8+9/.
[197] موردخاي نيسان/ مركز الدراسات بالاستراتيجية/ لبنان/ النظام القديم يولد من جديد أميركا والشرق الأوسط /رقم 11 /ص 15-16/ علاقات الولايات بإسرائيل علاقات خاصة (حجبت واشنطن عن إسرائيل بيانات مخابراتها الخاصة عن منشآت العراق لإنتاج الغازات الكيميائية والتي عرفتها (إسرائيل) عن طريق عميلها في البنتاغون (جوناثان بولارد) صديق مونيكا ليونيسكي الحميم!.
[198] انظر بهذا الصدد صحيفة الشرق الأوسط 19/5/200م/ نعوم تشومسكي/ الرؤية الألفية والرؤية الانتقائية/ نشر في مجلة z 10/1 و 13/1/2001م.
[199] انظر بهذا الصدد صحيفة البعث، العدد /10680/3/ 8/1988/ ص8/ المؤلف.
[200] د. آدم دانييل روتفيلد/ رئيس معهد ستوكهولم الدولي للسلام /14/11/2001م: لن يتحقق السلام في المنطقة العربية طالما بحوزة إسرائيل أسلحة نووية وطالما هنالك مجرم حرب مثل أرئيل شارون في الحكومة الإسرائيلية
[201] فؤاد جابر: أسلحة النووية في الشرق الأوسط /لندن/1971/ ص 15-17/ المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لندن.
[202] انظر بهذا الصدد الأسبوع الأدبي: تاريخ 17/4/1999م، العدد (655).
[203] لي أوبرين /المنظمات اليهودية الأمريكية- مصدر سابق- ص 305: (إن تأثير مناصرة إسرائيل يسيطر على جميع ميادين الحياة في الولايات المتحدة كونها تشكل مركزاً مالياً وسياسياً (وروحياً) لتأمين استمرار الدعم الثقافي والمادي ورفاهية اليهود- علماً أن القسم الدعائي النسائي في النداء اليهودي هو أكبر العناصر التنظيمية والدعائية في عمل اللوبي الصهيوني- ص 139.
[204] الصهيونية ومستقبل إسرائيل /عبد الله عبد الدايم- دار الطليعة- بيروت 2000/ص. 72.
[205] صحيفة الكفاح العربي 6/12/2000 مقاربة السلام /هنري كيسنجر/.
[206] نفس المصدر السابق.
[207] تصريحات أهواد باراك في اجتماع اللجنة الامنية المصغرة في حكومته/ مصدر خاص من داخل منظمة التحرير الفلسطينية.
[208] اانظر: الاجئون وحق العودة "رمزي رباح" وعلي فيصل" شركة التقدم, ص(22-37).
[209] انظر: ظافر الخضراء/ الانتفاضة من مشروع للشعب الفلسطيني يؤيده القانون والقرارات /مجلة الهدف/ ص31068/1/2001مالعدد1314.
[210] البيان الختامي للمؤتمر الإسلامي "وثائق المؤتمر" 2000.
[211]نفس المصدرالسابق.
[212] انظر الفكر السياسي اتحاد الكتاب العرب " العددان /9/10/صمود وإنهيار " محمد قراينا" ص 299/300/.
[213] انظر صحيفة الشرق اللبنانية، تصريحات القذافي الزعيم الليبي في قضية لوكو ربي على أنها قضية سياسة بعد إطلاق الفحيمي وإبقاء المتهم الآخر 2/2/2001 العدد (15543)
[214] انظر بهذا الشأن: كيهان العربي العدد 3998/23/1/2001م، ص 10. حول الأصولية اليهودية
[215] وقف الرئيس التركي سيزار موقفاً شهماً وإيجابياً من أحداث انتفاضة الأقصى وأكد أن أسلوب الجيش الإسرائيلي في قتل الناس داخل الأماكن الإسلامية المقدسة تعتبر أسلوباً متوحشاً.
-انظر الاتحاد الظبيانية /10/ آب/ 2000م ص 10
[216] صحيفة الحياة /12/6/2000، بيوكانان قد اعتبر أعضاء الكونغرس الأمريكي مجموعة من العاهرات، غير قادرين على الوقوف مع المصلحة الوطنية العليا للولايات المتحدة بعيداً عن مصلحة اللوبي الصهيوني الذي يعتبر تأثيره قوياً.
[217] بيير هابيس، الصهيونية والشعوب الشهيدة /دار النضال/ 1990ت: مفيد عرنوق (ص40) الغرباء في فرنسا جاء فيها: "أوصى يهوه جميع اليهود بإبادة جميع الأمم (goims) الغوييم ولكن يسوع طرد التجار المنبوذيين من المعبد، يصبح اليهود متحدين على رأس كل شيء، وعندما تتبدد ثروة أوروبا والعالم لن يكون في الأسواق سوى المصارف اليهودية!..
[218] انظر الكفاح العربي /13/5/2000 وتقرير خاص من واشنطن مستقبل التعاون الاستراتيجي؟.
[219] تحقيق: جابر القرموطي, القاهرة /مجلة الأهرام العربي. العدد 163. 6/5/2000م’
ص38.
[220] انظر بهذا الصدد نجاح سفر /صحيفة الاتحاد/ 11/أب/2000م/ص 11.
ححقوق الإنسان والسياسية الدولية/دافيد فورسايز/1993/ص137/ القاهرة الجمعية المصرية للثقافة العالمية –محاولات الضغط والابتزاز.
[222] انظر مجلة الجذور الصادرة عن المنظمة رئيس تحريرها (سمير رفعت) مجلس الشعب السوري أعداد شهر –12و 13/2000/.
[223] تصريحات السيد عبد الله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث في سوريا بلقاء مع رفعت السعيد, ضرورة وجود موقف عربي للمقاطعة العربية صحيفة المستقبل 25/3/2001م.
[224] راجع الملحق رقم (3).
[225] الإسلام والفكر السياسي, رضوان زيادة /ص196/167/عام2000.
[226] صحيفة المجد الأردنية, 29/167/2001/العدد346/ الصفحة الأولى.
[227] انظر إلى العهد القديم قصة شمشون بحرق مزارع القمح الفلسطينية والأساطير التي تروي عنه؟!


الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 04 / 04 / 2011, 42 : 02 PM   رقم المشاركة : [19]
الدكتور خليل البدوي
دكتوراه آداب/دكتوراه طب/صحفي وفنان تشكيلي/مؤلف وكاتب ومحلل سياسي

 الصورة الرمزية الدكتور خليل البدوي
 





الدكتور خليل البدوي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: جمهورية العراق

رد: الحلف الاستعماري وقضية فلسطين


الأستاذة الفاضلة عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
أسعد الله أوقاتك
أن ماذكرتيه هو عين الصواب
أتمنى أن تقرأي الموضوع لآخره لطفاٌ

وتبقين أبداً عنواناً للإبداع والحكمة والمعرفة
الدكتور خليل البدوي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاستعماري, الحلف, فلسطين, وقضية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أبو تمام وقضية التأويل في شعره/ رشيد الفيلالي رشيد الفيلالي الدراسات 4 04 / 02 / 2020 29 : 04 PM
كن سعيدا دوما ولا تتطلع أبدا إلى الخلف حياة مسكين كلـمــــــــات 0 02 / 08 / 2018 43 : 01 PM
طعنة من الخلف - أقصوصة واقعية - نزار ب. الزين نزار ب. الزين قال الراوي 4 29 / 11 / 2011 51 : 06 AM
طعنة من الخلف - أقصوصة واقعية - نزار ب. الزين نزار ب. الزين الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 3 07 / 12 / 2010 35 : 06 AM
حلول لقضية الصحراء وقضية فلسطين و اعتراف بجرائم فرنسا في الجزائر شروط الجزائرللانضمام نصيرة تختوخ الشؤون المغاربية 0 23 / 05 / 2008 57 : 10 AM


الساعة الآن 33 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|