أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
[align=justify]سبحت بي بعيدا بعيدا..سردك أخّاذ بديع ! حليمتك..كلّ امرأة ساحرة ..تأتي بعضنا في المنام..وأنتَ ، أخي رشيد جالستها..فكانت الحُلُم !! شكرا لك على هذه الرائعة !! سأحتفظ بهذا الدفء إلى شتاءات آتية !![/align]
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري
[align=justify]سبحت بي بعيدا بعيدا..سردك أخّاذ بديع ! حليمتك..كلّ امرأة ساحرة ..تأتي بعضنا في المنام..وأنتَ ، أخي رشيد جالستها..فكانت الحُلُم !! شكرا لك على هذه الرائعة !! سأحتفظ بهذا الدفء إلى شتاءات آتية !![/align]
وكأني أحس بأن دفء عشي لا يكتمل إلا بمرورك أخي وجاري الأحب ..
جميل أن أحس هذا الليل بمتعتين .. متعة الانتهاء من جزء أعيشه في عشي الدافئ ومتعة تعليقك الذي لا يحمل معه إلا البهاء .
فشكرا لك من كل قلبي على تجاوبك الذي يحفزني دوما للمزيد من العطاء .
ودام نبضك الأخوي وقودا لخاطرتي .
مع كل المحبة
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
[align=justify]لا أذكر إن كان هذا الحلم لا زال مستمرا إلى هذه اللحظة وأنا أرقب الوادي منتشيا بذكر تواجدي مع تلك الفتاة الغامضة والساحرة في آن واحد .. لكن الذي لا أذكره هو كيف ومتى غادرت المكان . ولا أدري إن كنا قد ضربنا موعدا للقاء آخر أم أنني ملزم بالانتظار مرة أخرى .. ربما أياما أو أسابيع أو أكثر . ما أطول الانتظار ، ولكن ما أحلاه حين يطبعه الأمل ، وما أقساه حين يشوبه اليأس المطلق . هل سيتطرق إلى نفسي الملل من كثرة الانتظار المتكرر أم أن تعودي على ذلك سيجعلني أعاند وأكابر ؟
عدت إلى عشي أتعهده من جديد بالعناية وألازم أشيائي متفقدا أحوالها ثم صرت أقضي أياما في التمشي على ضفة النهر الكبير قبل أن أعود صاعدا المرتفع وقد أخذ مني التعب مأخذه وأخلد إلى النوم منتشيا بأصوات الصراصير ونقيق الضفادع . ومن حولي غفت أشيائي دون أن تغفل عني وكأني بها أعينا نائمة وأعينا علي تحرسني .
ويطول الانتظار وتمر الأيام رتيبة لا يتخللها أي جديد . وأواظب بكل همة على الاعتناء بعشي وكأنني أريد ان أبعد عنه الإحساس بإمكانية مغادرته وهجره . وحين أنتهي من تشذيب الأغصان وقص بعض الأعشاب الطفيلية النامية بالممر المؤدي إلى العش أطلق العنان لخطواتي وأستسلم لها فأجد نفسي وقد ابتعدت كثيرا عن القرية .
اليوم ، غادرت العش مبكرا بعد الفطور ، وانتهى بي المسير إلى حافة الجرف المطل على الوادي وقد ترامت على ضفة النهر حقول وتناثرت دور ، بينما غذت الأشجار الضفة الأخرى . ومن فوقي تهادى نسر مفردا جناحيه في استعراض بهي للقوة ، فترك ذلك صدى في نفسي التواقة للانطلاق والتحرر من كل ما يحبسني أو يجثم على صدري من قنوط ويأس . هي لحظات تأمل تجعلني أراجع نفسي واسترجع كل ما مر بي مذ وضعت اللبنة الأولى لعشي زما تلا ذلك من ظهور الغادة واختفائها ، وبزوغ حليمة ثم فراقها ، وأخير مجيء دنيا وهروبها المفاجئ . لا أدري لم سكنتني فكرة الهروب هذه . الأن تجربتي مع الغادة وحليمة دعلتني أحس أنني مسؤول عن فراقهما ؟ وأن أية أنثى لن تتحمل أنانيتي ؟.. هل أقر الأن بهذا الأنانية أم سأظل متمسكا بعجرفتي وكبريائي ، بل وبغروري ؟
حين أنظر أشيائي أجدا تتأملني في صمت وكأنها تتفاعل مع أحاسيسي وكل ما يعتري بداخلي أو يبدو على قسمات وجهي . فالنهر لا يفتأ مبتسما ثغره حتى وأنا متجهم أقف على ضفته ، والغدير حالم النظرات رغم رميي للحصى بانفعال على مياهه الآسنة ، والصخر مشرعة أذرعها لاحتضاني في أية لحظة رغم ابتعادي اللا إرادي عنها . ومع كل هذا الحب الذي يتأجج في حنايا أشيائي فإني أحس أني وحيد ووخز الضمير لا يفتأ يعذبني حين تتمثل لي وجوه كل الإناث اللواتي ملأن علي حياتي . ربما هي أنثى واحدة كما أحس دوما في قرارة نفسي .
ينصب اهتمامي على دنيا وظهورها المفاجئ ، غموضها يحيرني بينما أعر بالحنين إلى عفويتها وتلميحاتها التي غذت يقيني من أنها نسخة من الغادة ومن حليمة وجزء لا يتجزأ منهما . آه لو تظهر لحظة فقط وأصارحها بشكوكي لأرى ردة فعلها . لكن أين هي الآن ؟ وأين من عيني تلك النظرة الثاقبة الحالمة في آن واحد ؟ أتكون أقرب مني من جبل الوريد في هذه اللحظة وتحوم حولي دون أن أدري ؟ .. لا أعتقد . لو كان الأمر كذلك لتنبهت أشيائي ولأخبرتني فورا .. كنت سأستشف حضورها في حركة أشيائي التي تعودت عليها كلما جد جديد . أتكون أبعد عني لا يطالها حتى الخيال ؟
دنيا هذه قصيدة شعر اختزلت ما همست به القوافي للغادة ، وما وما باحت به الأبيات لحليمة . بل هي الشعر نفسه . تتناثر أبياته في صمت لذيذ . في نظرتها شعر ، وفي بسمتها قوافي وفي سهومها كل بحور الشعر . كل شيء ينطق حولي شعرا حتى وهي غائبة . ربما كان هذا من بقايا عبقها . وحده الكهف بقي واجما إذ لم أعد ألجه أو أمر به إلا لماما ، وأكتفي بالوقوف على حافة الجرف المشرف عليه . أتراه يحفي عني شيئا أم انه مستاء فقط من إهمالي وهجري له ؟ .. أبتسم رغما عني وأنا احس بالغيرة لمجرد تخيلي أن دنيا لاذت به بعيدة عن عيني ، متتبعة لحركاتي . هل بلغت لهفتي لرؤيتها إلى درجة تخيلها هناك أم هي أمنية دفينة جعلت خيالي يسرح كعادته دون أي رادع يكبح جماحه ؟
وجدت نفسي أنحدر بلا وعي نحو الكهف موغلا بين عروش الدفلى المتشابكة وقد تناثرت زهراتها الوردية هنا وهناك ، ثم وقفت أتأمل فوهة الكهف وكأن ألتمس ترضيته عله يمسح الوجوم الذي علا سحنته وأنا مقبل عليه .
[/align]
يا إلهي ما أبدع الصور وألوانها البهية في هذه القصة الممتعة , لقد سحرتني وأنا أنظر إلى العش الذي يأويك , لك مني أطيب تحية وتشوقت لقراءة سردك أينما كان , تحياتي وأشواقي أخي الغالي رشيد .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
كان لا بد لعشي الدافئ أن يزيد ألقا بحضورك البهي أخي غالب .
مرحبا بك في أي وقت .. هنا أيضا يمكنني أن اكون دليلا لك لأريك المناطق المجازرة وما تحويه من كنوز طبيعية تجعلني دائم الاشتياق .
فقط وللعلم ، فإن هذا المناطق حقيقية مائة بالمائة .
مع خالص محبتي
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
أزيز الصرار لا ينتهي مع بداية يوم صيفي زاه . زرقة السماء الصافية تبهج النفس وهي تلتحم بخضرة الأشجار المصطفة في ودعة كأنها لا تزال تحلم .
شعرت بالجوع يقرص معدتي وتمثل لي عشي ينتظرني كعادته في مثل هذا الوقت لأجلس مسندا ظهري إلى شجرة "الدردارة" الوارفة ظلالها في حنو . فعدت وقد تملكني إحساس مفاجئ بأن هذا اليوم سيحمل لي أخبارا سارة .
فطوري هذا الصباح لا يختلف عن سابقيه في ما مضى من الأيام .. بيض مسلوق بالملح والكمون ، وخبز مع زيت الزيتون وجبن بلدي ثم قهوة بالحليب . وجبة زادت من فورة نشاطي ، فنهضت فور انتهائي من تناول فطوري وتسلقت الشجرة كعادتي لألقي نظرة شاملة على ما يحيط بعشي وبجزء صغير من القرية .
كل شيء هادئ رغم ما أحسه من حركة يعج بها المكان , كل شيء يهتز ويتفاعل مع هذا الجو البهيج . حب وعشق ولهو . ألمح هذا في كل حركة مما يحيط بي من أعشاب وحيوانات . بل أكاد أسمع ترنيمة رضا منبعثة مع كل هبة نسيم .
قد يكون الوقت ضحى أو قارب منتصف النهار بقليل حين لمحت بالقرب من الفرن كلبا باسطا ذراعيه بالوصيد ، منهمكا في تهشيم عظمة . من ألقاها إليه ؟ لا شك أن أحدا ما بالبيت المجاور لعشي . خفق قلبي بعنف وأخذت أشرئب بعنقي كي أنظر إلى ما وراء الأغصان .لكن أشعة الشمس كانت تحجب عني الرؤية . ورغم ذلك لمحت ما يشبه قامة العجوز وهي تدنو من الفرن .
نزلت بسرعة واتجهت نحو البيت ذي القرميد الأحمر ، ثم وقفت منتظرا . هناك ، في الجانب الآخر من المنبع لمحتها . كانت برفقة فتاة بنفس قامتها وهما تتنقلان بحذر بين الصخور الملساء وسط المياه خشية الانزلاق . وفي كل مرة تكادان تفقدان توازنهما فتند عنهما صرخة تتلوها ضحكة يتردد صداها في كل أنحاء العش وما جاوره .
في البداية لم تنتبها لوجودي . لكن دنيا ، وقد تمنطقت بإزار "منديل" من مناديل اهل القرية المخطط بالأحمر والأبيض لمحتني وأزاحت قبعتها الكبيرة "الشاشية" إلى الخلف وابتسمت ، فمادت بي الأرض ثم تمالكت نفسي وألقيت التحية مرحبا بهما . كنت ألمح في عيني دنيا ابتسامة ذات معنى وهي تستشف من نظراتي ألف سؤال وسؤال ، ثم قدمتني لرفيقتها :
- هذا شاعر أديب ، اختار هذه الأحراش ليبني عشا يكون له ملهما .. أقدم لك بنت خالتي حليمة .. تسكن في "تزخت" خلف الجبل .. تعرفها ولا شك ؟ (على من يعود الضمير؟ على حليمة أم على تزخت ؟)
- تشرفت .. العفو .. لم أبلغ بعد درجة شاعر ولا أديب .. طبعا أعرف تزخت ، فقد زرتها في صباي .
اسم حليمة رجني رجا وكأن حجرا ألقي في مياه نفسي الراكدة . ايكون اسمها حليمة حقا ، أم أن دنيا تعمدت أن تذكرني به بالاتفاق مع رفيقتها ؟
وقبل أن أسترسل في تساؤلاتي تابعت دينا حديثها قائلة دون أن تفارق البسمة شفتيها :
- هل تأذن لنا بزيارة عشك ؟ .. بنت خالتي متشوقة لذلك .. حدثتها كثيرا عنها وعنك .
شعرت أن كلماتها وبسمتها تحوي معان كثيرة ودقيقة ، فابتسمت بدوري قائلا :
- يسعدني أن ينال عشي كل هذا الاهتمام ، وأرجو أن يكون عند حسن ظنكما .. لو كنت أعلم برغبتكما لفرشته ورودا وياسمينا .
ابتسمت الفتاتان والتفتت دينا إلى "حليمة" ولسان حالها يقول "ألم أحدثك عن حسن انتقائه للكلمات ؟" ، ثم تابعت :
- طبعا سيروقها كما راقني .. ونفضل أن نراه كما هو ..
وعند مرورها بقربي همست :
- سأكون مساء عند الشط .. انتظرني هناك ..
التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 11 / 05 / 2020 الساعة 19 : 02 PM.
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
أزيز الصرار لا ينتهي
لكن دنيا ، وقد تمنطقت بإزار "منديل"
أم أن دنيا تعمدت
زعند مرورها بقربي همست :
ما أروع سردك أخي الحاج رشيد..جاري الأحب استمتعت كثيرا بهذا الجزء..أنتظر المساء عند الشط رفقة دينا (ابتسامة)..شكرا لك أخي الغالي..
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
أما اشتقت لي يا عشي الدافئ ؟
أما هزك الحنين للمساتي وهمسي ؟
ألست متلهفا مثلي للعناق من جديد ؟
اطمئن .. فأنا قادم ..
لنواصل ملحمة العشق الأبدي .
ونواصل سرد حكاياتك ا. رشيد
همس وتلهف، عناق ومودة
بانتظاركم على الدوام مع حليمة ودينا
تقديري