أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي
أستاذي الغالي ...........رشيد الميموني
كلام جميل ومعبر هو ما وصفته عند وقوفك على باب الحبيب
كلي شوق لأعرف المزيد عن عشك الدافئ وفي بعض الأوقات أقف عند بعض العبارات
أقول من جد من أين تأتي بهذا الكلام وهذا الإحساس حقاً أنت رائع أستاذي الكريم
صاحب خيال خصب
دمت أستاذي بالف خير
وحفظ الله تعالى
العزيزة رولا ..
حين يكون هذا التجاوب من القراء وهذا التشجيع المستمر ، لا يمكن للخيال إلا أن يكون خصبا ..
ممتن لمتابعتك رولا وشاكر ثناءك ..
أرجو أن تستمتعي دوما هنا بالعش الدافئ .
مرحبا بك في كل وقت وحين .
مودتي .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى الموسوي
كل شي كان يضج بالحب والعشق والوفاء لغادتك !!
ومن كانت حليمه حتى تكون ,, وان اثارت بشبهها غادتك
بكل شغف اتابع ..
دمت بخيراستاذي ..
الغالية بشرى .. يمكن للقلب أن ييأس و يتذمر ممن أحبه لغيابه و هجرانه .. لكن من الصعب أن يستبدله بآخر ، كما قال الشاعر :
انقل فؤادك حيث شئت من الهوى ////////// وما الحب الا الحبيب الاول
أرجو لك استمرار المتعة من ما أكتبه فهذا يسعدني كثيرا .
لك مني كل مودتي .
أستاذي الغالي .......رشيد الميموني
لا أحاول الضغط عليك في كتابة المزيد عن عشك الدافئ ولكن
كلي شوق لمعرفة المزيد وأصبحت دائماً أدخل وأقرأ وأتمعن بجمال كلماتك الأخاذة بجوهر وحُسنِ التعبير
الصادر منك أستاذي الكريم
ودمت بالف خير وحفظ الله تعالى
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا نظمي
أستاذي الغالي .......رشيد الميموني
لا أحاول الضغط عليك في كتابة المزيد عن عشك الدافئ ولكن
كلي شوق لمعرفة المزيد وأصبحت دائماً أدخل وأقرأ وأتمعن بجمال كلماتك الأخاذة بجوهر وحُسنِ التعبير
الصادر منك أستاذي الكريم
ودمت بالف خير وحفظ الله تعالى
العزيزة رولا حياك الله ..
كل محاولة ضغط أعتبرها تعبيرا عن الإعجاب بما أكتب .. ولهذا فإن مرورك البهي هنا و سؤالك عن متابعة البوح بالعش الدافئ دليل على أن كتاباتي قد نالت حظها من هذا الإعجاب ..
منذ مدة كدت أنتهي من الجزء الموالي .. لكني ولظروف خاصة توقفت .. وسوف أبادر بالكتابة في أقرب وقت مادام الطلب يزداد بإلحاح ..(ابتسامة)
رولا .. كوني دوما بالجوار .. وجودك يسعدني جدا ..
مودتي .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
معها حق رولى
طولت علينا رشيد
نحن بالانتظار رشيد
هيا بلا كسل
آسف لهذا التأخر وسعيد لهذا الإلحاح الذي يعبر عن إعجابك بما أكتب ..
سعيد جدا بهذا التجاوب وممتن لك على اهتمامك و تشجيعك ..غير أني لا أفاجأ بهذا .. لأنني تعودت أن تكوني في الموعد ..
شكرا لك من كل قلبي ..
ودامت لك مودتي .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عش رشيد الميموني الدافئ
29
[align=justify]
الأيام تمر رتيبة .. لكني لا أحس بأي ملل . فنهاري أقضيه في صعود الجبال أو السير عبر الوديان وفي بعض الأحيان ألتزم منطقة قريبة من البلدة وأجلس على حافة الغدير أتملى بمرأى المياه وزبدها عند الصخور وهي تجري في صخب .. لم يتغير أي شيء .. ولبثت على عادتي في زيارة الكوخ حيث تمتنت علاقتي بالراعي الجديد الذي وجد في مجيئي عنده فرصة للاستئناس .. ثم أعود لأمر على قبر صديقي المفضل .. لم يتغير شيء سوى أنني لم أعد أرى حليمة منذ ذاك المساء عندما عدنا من الكوخ .. كأنما انشقت الأرض و ابتلعتها .. خرجت مرارا ألف حول المنزل أو أنتظر بالقرب من الفرن ، ثم أذهب إلى المنبع و أظل أترقب ظهورها مع صويحباتها . لكنهن كن يمررن بدونها .. حتى خجلت من كثرة وقوفي على التلة القريبة من المنبع .. كنت أتخيل ابتسامة السخرية أو الشفقة على شفاههن فأعود حزينا .. وألج المنزل متعمدا أن أذهب إلى المطبخ تحت ذريعة الشرب أو غسل يدي .. دون جدوى .. أين تكون ذهبت ؟ وهل هناك سبب وراء اختفائها ؟ هل يكون لعودتنا الأخيرة وما تخللها من مواقف أثر في هذا الاختفاء ؟
حاولت أن استشف من الأب شيئا أو ألمح من تصرفاته تغيرا من ناحيتي ، لكني لم أجد إلا اللطف و العناية و الترحاب .. لم يحدثني عنها وعن غيابها بينما كنت أتأجج فضولا ولهفة لمعرفة أين تكون .
نحن الآن جالسان على سطح المنزل .. جو ربيعي ممتع .. الليل حالك لكن النجوم تتلألأ ببهاء في سماء بدت لي كقبة مطرزة .. و في الأفق بدت هالة فوق الجبل تعلن عن قرب بزوغ القمر .. تحدثنا طويلا و تعمدت أن أنطق باسم حليمة بعفوية وأنا أتحدث عن مشقة العمل في الحقل .. ودون أية مقدمات قال الرجل :
- إيه .. مسكينة حليمة .. لشد ما تعبت .. ولم تعد تطيق العمل فاختارت أن تذهب عند خالتها لتستريح قليلا .
خفق قلبي بعنف حتى خشيت أن يسمع الأب نبضاته ، وقلت بلا مبالاة :
- الله يكون في عونها و عون كل العاملين هنا .. يجب أن ترتاح ..
- هكذا قلت لها .. لكني أعرفها .. لن تستمر طويلا هناك .. وستعود سريعا .. المشكلة أنها في القرية التي تقع وراء هذا الجبل .. وسأضطر للذهاب لكي أعود بها .. لكن .. لم لا تذهب أنت ؟ ..
- أنا ؟
قلتها بلهجة اختلط فيها الفرح بالدهشة .. كنت تحت وقع المفاجأة ولم أدر بما أجيب ، فتابع الأب قائلا :
- أعرف أنني سأثقل عليك .. و لك الخيار .. لكني لن أجد أحسن منك بخصوص يصحبها إلى هنا ..
أطرقت صامت و أنا أتخيل ما سوف تقوله لي حليمة عن هذا الغياب المفاجئ .. طبعا لن أصدق أن التعب وحده كان من وراء ما أسميه أنا هروبا . هل تتوقع أن أذهب لأعود بها ؟ كيف سيكون موقفها ؟ هل هي مناسبة لكي أعتذر للأب و أغادر هذه البلدة دون رجعة ؟ ما الذي يشدني إليها ؟ وما الذي تبقى لي فيها بعد رحيل من كان الفضل له في التعرف على البلدة ؟
عادت فكرة الذهاب عند العجوز على الشاطئ .. فتنازعني إحساسان .. واحد بالسعادة لما سوف ألاقيه عنده من ترحاب و حكمة في القول و العمل ، وآخر بقلق لا أدري كنهه و أنا أرى نفسي مغادرا مكانا عشت فيه فترة من السعادة و الطمأنينة . لبثت أفكر في أي القرارين أتخذ لكني عجزت عن حسم موقفي .. وفضلت أن أؤجل ذلك إلى ما بعد عودة حليمة ..
ارتاح الأب لموافقتي الضمنية و هيأ لي بغلا لامتطائه .. رفضت في بادئ الأمر لأنني أعشق السير مشيا عبر الطبيعة .. لكنني فكرت في حليمة و مدى التعب الذي سوف تكابده وهي تصعد مرتفعا أو تنزل منحدرا .. فما كان مني إلا أن استلمت لجام البغل و انطلقت .. لحسن حظي أن أحد خدمه كان سيرافقني في ذهابي وعزمت على أن يمتطي هو البغل بدلا مني .. فكان هذا مثار دهشته .. لكني شرحت له الأمر ورجوته أن يقبل ففعل ..
الأماكن تكاد تتشابه .. لكني لم أر في حياتي قط مثل هذه المنطقة التي أتواجد فيها .. الجبال لها شكل موحش وهي تبدو على هيئة صخور منحوتة .. يغلفها لون أسود يزيدها وحشة و هيبة .. أما حين أسير محاذيا الوادي فإن صخور النهر الملساء تطل من الماء كرؤوس الشياطين .. ولم أكن ادري هل حقا كانت الجبال بذاك المنظر الموحش أم أنها حالتي النفسية التي بدأت توغل من جديد في متاهة قاتمة من اليأس . ورغم هذا المنظر الذي كان يبعث في النفس قشعريرة فإني كنت شارد الذهن مشتت الفكر لا أدري ما يجري من حولي ولا ما يقوله رفيقي عن المنطقة و عادتها ..
عند أحد الغدران توقفنا .. نزلت إلى حيث بعض الصخور الصغيرة وجعلت أنط عليها حتى صرت في وسط النهر .. و صرت أملأ الماء بكفي و أرش على وجهي الملتهب من شدة الحرارة التي ارتفعت مع توسط الشمس كبد السماء .. و أيضا لتضارب أحاسيسي و اضطراب أفكاري .. كان الماء يهدر من حولي و أنا أرش بدون انقطاع .. انتعشت كثيرا و التفت إلى رفيقي الذي ظل يراقبني على ضفة الغدير ، فوجدته يضحك .. وتناهى إلي صوته من خلال هدير الماء وهو يصيح :
- الأفضل لك أن تغطس بدل ذلك .. الماء وفير و الحمد لله ..
ضحكت أيضا .. لكن شيئا ما أوقف ضحكتي .. لا أدري لم تمثل لي وجه صديقي المفضل .. نفس الضحكة الرنانة التي كان يطلقها حين كنا بالكوخ .. وجم رفيقي لرؤيتي على تلك الحالة ونهض يحث البغل على المسير .. لم يشأ أن يركب بدوره .. وسرنا طويلا دون أن نتبادل كلمة .. أحسست أنني أخطأت حين وجمت أمامه .. ربما يحاسب نفسه الآن على ذنب لم يقترفه ، ووجدت نفسي اسأله دون وعي :
- هل كنت تعرف جيدا المفضل ؟
- رحمه الله .. كنا نلتقي أحيانا بالكوخ و نتقاسم الطعام .. لم يكن لي عمل قار .. أشتغل اليوم عند هذا و غدا عند ذاك .. حتى تدخل هو لدى السيد و توسط لي .. فقبلني عنده .
- مسكين .. لم يمهله المرض حتى يعيش حياته مثل الناس جميعا .. حتى حلمه ببناء منزله على الربوة لم يتحقق .. كنت أمني نفسي برؤيته عريسا ..
لا أدري لم فهت بمثل هذا الكلام ؟ هل كنت أريد استدراج الآخر لمعرفة مدى اطلاعه على أسرار زميله .. حمى الفضول تنتابني .. ما الذي أريد معرفته بالتحديد ؟ هل كانت أشياء بداخلي لا أجرؤ على البوح بها ؟ ومن جديد شعرت بجسمي يتقد حرارة حتى خشيت أن أقع فريسة الحمى كما حدث لي في الكوخ من قبل .. ولحسن الحظ بدت طلائع القرية التي نقصدها تبدو لنا عند سفح الجبل مما جعلني أنفض عني هواجسي و أحس بنوع من الحبور لا أدري كنهه ..
تركت الخادم يسير إلى حيث منزل خالة حليمة لإخبارها بالأمر .. وبقيت مستندا عند جذع شجرة .. أقبلت صبية تدعوني في حياء إلى حيث البيت الكبير .. نهضت في إعياء و ذهبت إلى هناك لأجد خالة حليمة قد أعدت لبنا و دقيقا مفتولا .. سألت عن صاحب البيت فأخبرتني أنه خرج للصيد و أن حليمة تستعد للعودة ..
- حسنا .. سوف أنتظرها عند الدوحة الكبيرة ..
عدت أدراجي بعد أن شربت اللبن بشهية .. كانت الشمس قد مالت إلى الزوال .. إذن فسوف نصل عند الغروب لأنني كنت اعرف أن حليمة لن تتحمل المشي الحثيث الذي مشيناه أنا و الخادم ، رغم أنها ستكون راكبة البغل ..
أخذتني سنة و أنا مستند إلى جذع الدوحة أرنو إلى أغصانها وقد بدأ حفيفها يزداد مع ارتفاع هبوب الريح .. انتبهت إلى أن الأفق بدأ يظلم .. ماذا ؟ .. هل ستمطر السماء من جديد ؟ .. لا شيء يدعو للعجب .. فأيام الربيع لا تستقر على حال و إن كانت أيام الصفاء أطول .. أغمضت عيني قليلا منتشيا بمداعبة الريح لشعر رأسي .. ولبثت هكذا حتى أيقظني صوت حليمة ضاحكا :
- إذا كنت تأمل في العودة باكرا بهذه الطريقة .. فلا تحلم بذلك ..
- أهلا بك .. لم أكن نائما و إنما كنت أنتظرك و أخذتني سنة ..
- يعني أنني لو لم آت في هذه اللحظة للبثت تنتظر إلى ما شاء الله ..
ضحكت بدوري و قلت و أنا أنهض وأمسك بلجام البغل :
- طبعا كنت سأذهب للمناداة عليك لو تأخرت قليلا .. هيا لنسرع .. فربما تمطر السماء عما قليل ..
- هل تخاف المطر ؟ أم أن الرعد يفزعك مثلي ؟
- لا ولكني أخاف عليك من البلل .. وقد تمرضين ..
- من قال لك إن المطر يؤثر في .. أنا أحبه .. وكثيرا ما كنت أسير تحته فيمتعني .
بدت لي أكثر إشراقا من ذي قبل ولاحظت أن مسحة الحزن التي لازمتها منذ رحيل صديقي ، قد انتفت عنها وحل محلها بشر و حبور .. شعوري نحوها كان متضاربا .. فمن ناحية كنت آخذا عليها نسيانها لذكرى من كان يحبها حتى العبادة .. ومن جهة كنت مفتونا بشبهها الكبير بغادتي .. هذا الشبه الذي صار يزداد مع مرور الوقت حتى صرت أخال نفسي أمام الأخرى ..
في هذه اللحظة و نحن نصعد الجبل ، بدأ الرعد يسمع جليا بين الوديان وصارت السماء ملبدة بالغيوم الداكنة .. ولم تلبث قطرات المطر أن بدأت تهطل .. شددت اللجام بقوة حتى لا يجمح البغل خوفا من قصف الرعد والتفت إلى حليمة لأجدها قد أغمضت عينيها منتشية بالمطر .. تذكرت ما كنت أفعله هناك قرب عشي وتذكرت الليلة الماطرة حين كنا نعيش أنا وغادتي أجمل لحظات العشق قبل أن ينتابها جنون الرحيل وترحل ..
مع اشتداد هطول المطر اضطررنا للجوء إلى أقرب كهف محاذي للطريق الذي كنا نسلكه .. وهناك انهالت الذكريات تغزو فكري وكأنما أعيشه في هذه اللحظة كان وليد الأمس فقط .. تذكرت حين كنت بباب الكهف هناك بالقرب من عشي الدافئ أنظر إلى ثورة الطبيعة برقا و رعدا و مطرا .. و إلى جانبي كانت العصفورة المبللة تقبع في طمأنينة .. الآن .. أنا بباب هذا الكهف الرهيب .. و بداخله كانت حليمة تعصر منديلها المبلل ، بينما بدت جدائل شعرها من تحت غطاء رأسها ، ملتصقة بجبينها ..
جلسنا ننتظر انتهاء العاصفة العابرة .. و في لحظة ظننا أنها قد ابتعدت ، هز المكان دوي هائل بعد أن أضاءت السماء بنور يخطف الأبصار .. خلت أن السماء ستقع على الأرض .. ارتج الكهف ارتجاجا ولم أنتبه إلا و حليمة تقبل نحوي لتمسك بذراعي وهي ترتجف .. أردت أن أخفف عنها مازحا فقلت ..
- ألا زلت مصرة على المسير تحت المطر ؟ .. هيا اخرجي ..
لكن قولي لم يجد الأثر المنتظر .. بل خيل إلي و أنا انظر إلى وجهها أن قطرات الماء المنسكبة من شعرها قد اختلطت بعبراتها .. هل تبكي ؟ .. أهي خائفة ؟
- أعتذر .. لم أكن أقصد السخرية ..
- أريد أن أعود إلى البيت .. أخاف أن أموت هنا ..
كانت تقول ذلك و جسمها ينتفض .. كنت أحس به يزداد التصاقا بي وكأنها تبحث عن الأمان .. فلم أملك إلا و أنا أحيطها بذراعي بوجل .. بينما كان ذهني شاردا .. أتأمل الأفق حيث تمثل لي وجه صديقي الراحل .. حاولت أن استشف من ملامحه شيئا فلم أنجح ..
[/align]