التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,863
عدد  مرات الظهور : 162,377,127

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 05 / 2009, 40 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
جمال سبع
مهندس يكتب القصة ، الرواية ، الخاطرة ،والأدب الساخر

 الصورة الرمزية جمال سبع
 





جمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond reputeجمال سبع has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

و للصحاري وجه المطر

قصة: و للصحاري وجه المطر

[align=justify]... زمن أول كان بأغاني المطر ولادة لذاكرته عندما تفنن الجرح في تعريته من كل الأكاذيب الباهتة ، و في لحظة نسيان جامحة تلذذ في ترك المعالم الموقوفة عن سرد التأسفات ، ثم توقف ليشطب إمرأة النبؤة التي لم تقبر بين أنسجته و ظلت شيئا من الحنين، و توضعت بين الوسادة و الوسادة تسألها البعاد و الرحيل ، و زمن ثاني في ذاكرته يصنع من أغاني الريح بيتا و مدينة ساجدة للموت لتغتال كل الرؤى الممكنة على قميصه المتسخ بعرق الذهاب و الرجوع ، و زمن لمراسي الضياع تغنى بانتهاء مواسم الجفاف و حلول ربيع الشاي و الحليب ، خوف بزمنه المنسي أرغمه على السفر إلى نقطة المستحيل ، تيه و شيء من سكرات الهروب خلف مواعيد الوجوه الجارحة ، ساعة يده كانت تأكل أطفال عقاربها التسعة و الصخور المتراصة في جنون تعوي و تغيب ، رحلة و سيارة و بعض من أواني الركام تغتال بعد الطريق ، المدينة كانت أولى القبلات التي تنفس بها بقايا التراب ، و عمامته المخضرة و العابثة بكل العيون و الصور أرادت في احتشام سجن وشاح عيون الخطيئة قبل المغيب.. و ترجت و تمنت و هي كافرة .. و تمنى لحظة أن شربت أقدامه لهيب الأرض و حرقة السماء لو عاد بهيئة رجل زنجي لم يعرف قلبه أن للحب صومعة و قبرا للحطام ..
تمنى أن يختصر كل الوجوه التي عرفها ليبعث بداخله موت الموانئ عندما تغيب و تنجلي.. تمنى أن تسكن تاء التأنيث و تولد بعمق المجامر ( نقوية ) ثانية ، و غنت ( النقوية ) عندما داهم المطر بعد المسافات و المدينة خائفة و منكسرة ، و في بداية الصفر من الزمن العابس فتحت أشرعة أشواكها ، تجمعت بكل غطرسة الصخور المنسية و الرمال المنتهية ، تمحورت كذيل قنبلة مدمرة لتقتل بروعة المكان كل السدائل التي تجملت لليلة العيد ، و كانت البيوت تسد منافذها بحطب الصحاري و الصحاري سيف بخارطة الطبيعة عندما سال لعابها المسموم ، و من بين ألف باب مشرعة كانت صبية بروعة جمال الأرض تنتظره كي يمر و يلقي بتحية ، ملحفتها المطرزة بلون الغبار جعلتها تبدو بهيئة أم القرى و الغضب تفنن في شجب ملامحها الباهتة ، فكرت ثم فكرت في أشيائه الجميلة التي كان يحملها بيده اليمنى و يده اليسرى مسافرة إلى خارطة امرأة ثانية مازالت لحد الساعة تعيد مضغ لبانها و تتأفف ، تسأل عنه بعض الأبنية التي كان يهندسها بأنامله و و يصنع من ظلمتها قصرا لحلم قد يكون ، هي ذي دروب الصحاري التي سكنت من فوق رموشه و سكبت بدل لعابها غبار الأرض و عرق الليالي ،
و السائق كان يحكي عن قصص الضياع عبر المسالك المتشعبة ، ثم توقف في نقطة منتصف الوصول ، هي ذي ( قارة النص ) قالها و إبريقه المعد لأكواب الشاي أراد الصلاة ، و لم يرد شرب الأول منه لكنها كانت العادة و إلا وجبت عليه فدية الترحال و المبيت ، اخرج سيجارته الأخيرة و أجتر ذكريات الصبا و كيات السفر المميت ، و وجه لامرأة توسدت رمل البيت المكتنز ، قالت لها أختها الصغرى إن ( الشناوي ) الذي تنتظرينه لن يعود إلى العمل هنا مرة أخرى و الحب الذي تنشدينه منه سطر من المستحيل ، تأففت و غيرت جنبها المتكئ ، كانت تحدق في السماء و تسألها أن تكتب له سلامة المسير ،
و على امتداد شجرة غطاها الشوك و التراب كانت عقرب غريبة تحكي للظل و للهيب عن قصصها مع الموت و العذاب ... تحكي و تتلذذ في طبخ الأحجيات بلغة السم و الأرجل مرتعدة و خائفة ، و في لحظة و عي منتهي ارتمى عليها بضربة واحدة ، و عندما باعته الأمسيات لعنة التحدي حملها بيده و غنى للجميع أغنية أن للصحاري وجه بشكل العقارب ، و كان النوم رائعا بعد أكلة من ( التقلة ) تحت ضوء القمر و الحشائش المصفرة من اثر الشمس تحرص المكان ، الماء عانق جوف ( القربة ) و ( القربة ) منحته حنان الجليد عندما تناسته حضارة المدن ، عيدان الحطب اختلط لونها بلون الرماد بعد أن أعطت للشاي نكهة العندليب ، الأفرشة الجلدية التصقت بوجه الأرض و طبعت فوق الوجنات قبلة و بعضا من ترانيم المجون ، الظلمة.. الظلمة .. الظلمة و مصباح كهربائي كان ينتظر سطوع شمس النهار ليستريح و ينام ، و شريط لأغنية ( التندي ) ظل في جهاز السيارة يلف و يدور ، و يده يا يده حملت رأسه و الجسم متكئ تسأله عن معنى أن ترحل و تهيم ... و سألته نقطة البداية عن كل المداشر التي ما منحته دفئها لحظة زارها الضياع و ارتحل ... سألته و سيجارة ( الإستون ) احترقت بين أنامله للمرة العشرة ، و سأله الذي توسد نصف صخرة عن اسمها و سنها و هل سترمي كل المطامع و تنتظره حتى يعود: و هل بصدها دفئ السماء عندما تشتاق العيون لحكاية الرموش – قالت له و ساعتها ترمق خصلتها في عجلة احبك لكني احلم أكثر من بساط الأرض عندما يسجنه الشتاء و يفر من بين يديه الربيع- و سقط أجندتها التي دون بها رقم الهاتف و العنوان في إناء الحليب ، ثانية واحدة و بعض المسافات تلتحق بصدر امرأة جديدة بجوفها سكن حلم بسيط و رجل بمثله هو و فقط ، أمها صرخت و هي تمسك بالدلو لكي تخرج الماء من البئر المنزلي – متى تحلبين العنزات يا طفلة- قامت و ارتجاجات الخوف ساكنة في عمق عمقها ، لباس ( التسغنس ) اتسخ ليبقى ما غطاه فاتن حد الدهشة ،
نظرت في قدها الممشوق و السدائل تشبكت بكل المساحات المكتنزة و سألت شيئا من أنفاسها الصاعدة و النازلة لتمسكه بكفيها ، غضت على شفتيه و بكت لأن كل هذا ما فتن رجلا كان بالأفق يمارس حرفة هندسة الأشياء الغريبة ، و سافرت و سافر بين الأوجه و ووجها واحدا أسرها كما تأسر أغصان الغابة القاتلة زهرة صغيرة على امتداد قشور كانت تبحث عن معنى الرحيق .

الأبنية الطينية المشرئبة الأسقف كانت تنتظر قطرة من ماء الصيف القادم من بعيد ، و النساء في أرحامهن طفل لغد قد يكون فيحمل بين اكفه موسما جديدا للغناء بعد سنين النواح ، و هو انتظر بكل جوارحه لحظة الخروج من عالم السفر إلى عالم السكون ليقتل وجها قديما لامرأة ما انفكت تزوره على مساحات اليقظة لتخبره انه لن ينساها ما نسيت الأرض شكل السماء ، الشارع الذي سكنت به كان أولى القبلات التي صلى بها و المغيب يغشاه بالسهاد، الباب الثالث اقترب منه صدر الحنين بدمه و صمت الريح أراد أن يقترب ، الخطوات انتقلت مرة أخرى إلى مدينة أخرى للروابي و رحيق الزهور و كلمات غابت عن الألسن ، الحليب سقط من يدها و صوته المبحوح و هو يتحدث إلى صديقه جعلها ترتعش كما ترتعش الأرض ساعة الزلزال المميت ، نظر إلى الباب ربما يفتح من قبل أناملها و انتظرت هي منه ابتسامة أخيرة ، العيون التصقت لأول مرة و لحظة الفرح سكنت وجنتيها و أشعلت ما بقي من العيدان المترامية ، انه ( الشناوي ( قرر أن يكون ببوح الصحاري معلما لامرأة ( التندي ) و الحطب ، لتنجلي مواسم الحيرة على امتداد الريح و الريح شكل ثاني للأوجه المبتسمة عندما تدركها ساعة الحقيقة ، و قالت له و قال لها و البداية قد تأتي عشية تمزيق كل الصور القديمة و الرحلة بلون الحليب.[/align]

جمال سبع
maktoob.com fata-abi@

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
جمال سبع غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أغنيات المطر العربي حاج صحراوي شعر التفعيلة 3 20 / 11 / 2020 02 : 04 PM
المطر سلمان الراجحي الخاطـرة 11 02 / 10 / 2020 01 : 04 AM
ليلة المطر .. شيماء البلوشي الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 22 27 / 04 / 2011 43 : 08 PM
قصة: و للصحاري وجه المطر جمال سبع الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 3 08 / 04 / 2010 05 : 01 AM
عباءة المطر طلعت سقيرق الشعر 0 18 / 04 / 2008 51 : 07 PM


الساعة الآن 09 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|