ترتيل كنعاني من اجل بيسان
أقول: لبيسان أسطورةٌ
أهوّم في عشقها المستحيلْ
وأرسل من جمرة الحب عُشتارةً
بقرنين يعلوهما قرصُ شمسٍ
وأفتح بابين في زرقة الماءِ
أسأل: ماذا يتعتع هذا الشقيُّ
الجميل الجميلْ؟!
لبيسان تحملني قبّرات من الحزنِ
والذكرياتْ
كأني على قامة العمر أحدو قوافلَ
بدَّدها في الشتاتْ
رحيلُك يا أيها الحبُّ... ها
جسدي واحتراق الحنينْ
لعينيك ما يُشتهى
أطوّفُ في سدرة من لغاتٍ
(عيون المها)
معلّقة فوق
كرسيّ كنعان
ربِّ الهوى
لعينيك بعض الأنينْ
فينفر دمع شفيف
يعانق سارية لا تؤوبُ
لبيسان تحضرني خضرة أو شحوبُ
تقول: علقت تفاصيل (يوسفَ)
قُدَّ القميصُ
وأرخى على مقلتيه الهجيرْ
فحطّ على الجبّ
ينثر من ياسمين غناءً
ويولم للروح أحزانه في سطورْ
أعشتارة القمح والسيفِ
بوحي بأسرار بيسانَ
كوني كصفصافة في جبين السماء
وكوني إذا مسّ صدرك كفي
صهيل الزمنْ
ولا ترجعي من فطام الحروبِ
بقيّةَ حلم وبعض كفنْ
لعينيك أهصر نهدينِ
ألقي إلى عروتين جنوني
فينسكب الفلّ والوردُ
يهفو الحريرْ
كأن رداءك يدفئني
يستبي دفتري والكلامْ
ويحرس صورتها في الظلامْ
فماذا تموَّجَ في ناهدين؟
استفاقا على الدفء
ناما على الجرحِ
غرغر في حلمتين البقاءْ
أيهطل من كتفيها المطرْ؟
أيهطل يملؤني بالبكاءِ
حنينُ الشجرْ
إلى ساعةٍ في عناق الوطنْ؟
لبيسان أنثى
تلملمُ زينتها والحياءْ!!
تعلِّقُ قنديلها فوق بابٍ عتيقْ
لعلَّ المروءةَ والأصدقاءْ
يطلُّون يوماً
لعلَّ.. لعلَّ..
يطلون يوماً
تعلّق قنديلها
تستحي مرة.. تستحمُّ
ببعض الحريقْ
أحبّاً تجيء الرياحُ
ويسكت خوف المَهاجرِ
تنبت فيها قصيدتها المُستعارةُ
من مقلتيك وخضرة قلبي
أحبّاً لبيسان تشدو مزامير كنعان
قولي لوردته والقصيدة:
كن أيها الطائر البكرُ
كنْ من عظامي
ولا تطفئِ النار في لغة تشتهى
عصيٌّ مواتك في جسد مستحيلْ
تزنّره النار والمقبرةْ
عصيُّ ولادتك الموتُ
موتُك زهرُ البقاء النبيلْ
وحلمك غرغر بالمغفرةْ
غريب على طرقاتك أمضي
ويغلق صدري انتحاب المحطة والمئذنةْ
لماذا تجرّدني سعفةٌ من جنوني؟
لماذا توسوسُ في جسدي:
أيها الميْتُ اُخرجْ
غريبُ أنا.. لا ألوم انتحاري
توسوس: أُخرجْ
توسوسُ..
كيف أعيد مساري؟
أشكّل أسطورةً من غدي
أم أجر المصبَّ إلى النبعِ
أزرع فيه نهاري؟
أهذي حدودك بيسان
أم طلقة في الجبينْ؟
أهذي يداك؟
تشدّان روحي
أهذي حدودك في جسدي تستحيلْ
رماداً يباباً وأضمر موتي؟
إلى أين يخرج هذا الغريب القتيلْ؟
لبيسان أروقة تستعيد حِمامهْ
تبلل ريش الأغاني هديلاً ودمعاً
وتنفذ من جسد بات يسقي رِمامهْ
بقاء الأماني
لبيسان أحمل رايته والعصيّ من الوقتِ
والأمكنةْ
أعاود دهشته المزمنةْ
لبيسان
إني على سدرة المنتهى
أحاول ما يُشتهى
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|