بلد المليون شهيد تستعد لاستقبال ملايين السياح
منير الفيشاوي

بلد كبير في المساحة، شامخ في إرادة شعبه، أرضه ارتوت بدماء أكثر من مليون من أبنائه ليتحرر وينال استقلاله، وهبه الله عز وجل من الخيرات وجمال الطبيعة الخلابة مالا عين رأت ولا أذن سمعت، قدر الله له أن يتوسط موقعه ما بين صرحين سياحيين عملاقين هما تونس والمغرب، وهو يسعى حالياً ليتبوأ موقعه بينهما مستهدفاً التربع على قمة الهرم السياحي لدول المغرب العربي.
المناخ والطبيعة الخلابة
تعتبر الجزائر ثاني أكبر دولة عربية أفريقية من حيث المساحة بعد السودان، حيث تبلغ مساحتها 2381741 كيلو متراً مربعاً، تطل شواطئها على البحر المتوسط بساحل طوله 1200كم.
وتتنوع تضاريس الجزائر ما بين السهول والمناطق الصحراوية والمرتفعات الجبلية والتي تبلغ أقصاها في قمة "طاهات" في الجنوب والبالغ ارتفاعها 3003 مترا فوق سطح البحر، ومن أشهر القمم الجبلية في الجزائر سلاسل جبال أطلس.
كما يتنوع المناخ في أنحاء الجزائر ويختلف من منطقة إلى أخرى، ففي الشرق يسود المناخ المتوسطي الرطب والذي يسمح بنمو غابات البلوط والفلين، وفي المنحدر الجنوبي يسود المناخ شبه المتوسطي والذي ينمو فيه البلوط الأخضر، أما المناخ المتوسطى شبه القاحل فهو يمتد من التل الوهراني بما فيها ضفاف السهول العليا إلى سلسلة جبال أطلس الوهراني، ويسود المناخ القاحل مناطق السهول العليا وحوض الحضنة والأطلس الصحراوي حيث ينمو هناك الصنوبر الحلبي، وأخيراً المناخ الصحراوي. ويجذب هذا التنوع التضاريسي والمناخي والتشكيلات النباتية النادرة والمميزة، نوعا معينا من السياح الباحثين عن سياحة غير تقليدية.
أما السياحة الثقافية في الجزائر فهي تعتبر من أهم الأنماط السياحية هناك لما يتمتع به العديد من المدن من آثار قديمة تعود إلى عصور سحيقة وعصور ما قبل التاريخ وبعده، علاوة على ما تزخر به المتاحف من مقتنيات فريدة.
عصر نهضة السياحة الجزائرية
وتعتبر المرحلة الحالية هي بداية عصر النهضة للسياحة الجزائرية، حيث أصبح الاهتمام بقطاع السياحة منذ سنوات خلت في مقدمة اهتمامات وأولويات الدولة ممثلة في وزارة السياحة ووزيرها ،كما يعتبر الديوان الوطني للسياحة الذراع الأيمن للوزارة والجهة التنفيذية لها، والتي لا تترك معرضاً سياحياً أو محفلاً دولياً للسياحة إلا وشاركت فيه، فقد شهدت أروقة معارض برلين ولندن وباريس وميلانو ومدريد وموسكو ودبي والقاهرة وغيرها من المعارض والأسواق السياحية العالمية مشاركة متميزة لأجنحة الجزائر.
من ناحية أخرى، فقد قامت الحكومة الجزائرية في العام 2003 بإصدار عدد من القوانين الهادفة إلى مضاعفة الجذب السياحي والاستثمار العربي والأجنبي في مجال السياحة الجزائرية، واتخذت العديد من الخطوات الإيجابية في هذا الشأن، حيث طورت الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وضاعفت من مشاركة ها بالمعارض والمؤتمرات الدولية، وقامت بتنشيط إجراءات حماية البيئة والشواطئ واستضافت العديد من المؤتمرات وأقامت المهرجانات وشجعت المستثمرين على تشييد الفنادق والمنتجعات السياحية عن طريق تحسين الخدمات المصرفية، وتسهيل الإجراءات والقوانين الجمركية وقوانين الاستثمار.
الجزائر و"السياحة الإسلامية"
هذا هو مقالي القادم بإذن الله . تحياتي . منير الفيشاوي