المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
رحيل الملائكة
[align=justify]
توفيت عن 85 عاما في القاهرة إثر هبوط حاد في الدورة الدموية ،مساء الأربعاء 20 حزيران 2007 ، الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة التي تعتبر رائدة الشعر الحر أو شعر التفعيلة من خلال كتابة ونشر قصيدتها " الكوليرا " في العام 1947 مع أنّ هناك من ينازعها هذه الريادة وقد تكثر الأسماء إن أردنا الذكر ، فهناك بلند الحيدري الذي يقول إنه نشر " خفقة الطين " في العام 1946 وهناك بدر شاكر السياب .. وكما قلت قد تكثر الأسماء .. وقد اخبرني الدكتور بديع حقي في حوار معه قبل رحيله أنه أول من كتب هذا الشكل في قصيدة " خريف غابة بولونيا " ونشرها في العام 1946 وقد ضمها ديوانه الوحيد " سحر "..
المهم أن الراحلة نازك الملائكة كانت من رواد شعر التفعيلة ومن المؤسسين له ويعتبر كتابها النقدي " قضايا الشعر المعاصر " المنشور عام 1962 مرجعا هاما في دراسة نشأة وتطور قصيدة النثر إلى جانب الإطلاع الواسع على كل قضايا وتفرعات هذه القصيدة ..
ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1922 على الأرجح لعائلة مثقفة حيث الوالدة شاعرة تكتب الشعر وتنشره والوالد أديب ومؤلف .. وقد درست الملائكة حتى تخرجت من كلية الآداب بجامعة بغداد عام 1944 وأكملت في أمريكا لتحصل على الماجستير في الأدب المقارن ..
صدر ديوانها الأول " عاشقة الليل " عام 1947 ، ثم ديوانها " شظايا ورماد " عام 1949 وبعدهما " قرار الموجة " 1957 لتصمت احد عشر عاما ثم تصدر في 1968 ديوانها " شجرة القمر " وبعده " يغير ألوانه البحر " عام 1970 وهو العام الذي غادرت فيه العراق إلى الكويت لتبقى هناك في مجال التدريس حتى العام 1990 حيث انتقلت إلى مصر لتقيم بقية حياتها .. وفي العام 1997 صدرت مجموعتها القصصية الوحيدة " الشمس التي وراء القمة " .. إذن يمكن القول إنها منذ العام 1970 تقريبا لم تنشر أي ديوان وكأنني بها إثر تركها العراق قد تركت ينابيع الشعر أيضا .. أو كأن العراق هو الذي كان يضخ الشعر في ذاتها الحساسة المرهفة .. يحضرني هنا قول السياب الذي يعتبر أن نازك الملائكة ولدت في العام 1926 وهو العام الذي ولد فيه هو وبلند الحيدري وعبد الوهاب الياتي " إن العبقرية ولدت في العراق عام 1926" .. لكن يرجح أن نازك الملائكة ولدت في العام 1922 .. مع أن بعض المصادر تقول إنها ولدت في العام 1923.. وكانت الملائكة في سنواتها الأخيرة فد أصيبت بعدة أمراض منها فقدان الذاكرة والاكتئاب وكانت تعالج في مشافي القاهرة ورأى كثير من الأدباء أن هذه الشاعرة الكبيرة لم تلق العناية الواجب توفرها لمثلها وكان عتب الأدباء منصبا على العراق أولا وعلى كل الدول العربية ثانيا ..
نالت نازك الملائكة عدة جوائز منها جائزة البابطين عام 1996.. وقامت دار الأوبرا المصرية بتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر وذلك في 26 أيار 1999 .. وهو التكريم الذي لم تحضره الملائكة بسبب مرضها..
[align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]رحلت نازك الملائكة وتركت الشعر يزهر بعدها بعد أن فتحت له أبوابا وشبابيك جديدة هي و من ذكرتهم من عمالقة الشعر العراقي والعربي.
تقديري لما تركت لنا من أوراق قيمة ورحمةالله عليك أستاذ طلعت.[/align][/cell][/table1][/align]