سيدي .. اسمح لي أن أموت
[align=center][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/10.gif');background-color:white;border:5px double black;"][cell="filter:;"][align=center]
هناك في بلاد الأفغان، كانت القوات الروسية تسيطر على جزءٍ كبيرٍ من الأراضي، وكان العلم السوفييتي هو الطاغي على الكثير من المناطق والقطاعات، وبقيادة جنرالات متمرّسين لا يعرفون الرحمة ومنظّمين حتى الألم. لكن الأفغان لا يحبّون الأجانب في صفة المستعمر مهما كانت مواصفاته، وكان السوفييت يسعون لتحويل بلاد الأفغان لصورة ماثلة عن الجمهوريات السوفيتية في تلك الآونة، ولهذا كان المراقب يشاهد بين صفوف السوفييت جنودًا من كافّة الأطياف، ومقاتلين تابعين لجمهوريات السوفييت هدفهم السيطرة المطلقة على تلك الأراضي الشاسعة والوعرة، وكأنّهم لم يتعلموا من أسلافهم، فحتى ألكسندر المقدوني لم يتمكن من السيطرة على تلك البلاد. بيد أن الايدولوجيا هي من تعمي الأبصار، ولم يكن أمام المقاتل السوفييتي خيارًا سوى التنفيذ، لأنّه كان على ثقة من أن الاشتراكية هي الخلاص الأوحد لمستقبل البشرية.
سيطروا على معبر خيبر، البوابة التي توصل الأفغان مع العالم الخارجي، وهو معبر ضيّق جيّدًا، ويمكن للكثيرين أن يشاهدوا القطع الحربية المجندلة والمدّمرة في السفوح والوهاد من على جانبي المعبر الأعجوبة. الايديولوجيا دائمًا وستبقى المحرّك لتشغيل مشاعر الانتقام والرغبة بالسيطرة على مقدّرات الآخرين. بعد أن تمكّن الأمريكان من طرد السوفييت بوساطة سلطة إيديولوجية أخرى مبنية على أسس إسلامية متمثلّة بالمجاهدين وقوات الطالبان، بدأ الأمريكان على عجل بفبركة إيديولوجية جديدة قائمة على مفهوم الإرهاب، وهو مفهوم هلاميّ يصعب حصره ضمن مفهوم واضح، حتى لا يدرك قوى ودول تستخدمه وتوظّفه بشكلٍ يوميّ ضدّ المستضعفين في الأرض، وأكبر مثال على ذلك ما قامت به القوات الإسرائيلية منذ عقود طويلة تجاه الشعب الفلسطيني الأعزل. وكانوا يهدفون من خلال ذلك، التخلّص من حلفاء الأمس، لتصبح البلاد ذات الموقع الاستراتيجي وطريق النفط الحريري لقمة سائغة في أفواههم.
وعودة على بدء، عندما اشتدّت المعارك ما بين السوفييت والأفغان والمجاهدين، أصيب جنديٌّ سوفييتي بجراحٍ خطيرة، لكنّه استمرّ بالقتال دون كلل. أطلق ما بحوزته من الرصاص والقنابل والقذائف، وبعد مضيّ ساعة من الزمن، تلقّى سلسلة من الأوامر العسكريّة الصارمة، نفّذ أولاها ثمّ رفع جهاز اللاسلكي واتّصل بقائده قائلاُ:
- سيدي .. لقد أطلقت على مواقع الأعداء عشرات القذائف، وأعتقد بأنّنا قادرون على السيطرة على هذا الموقع الاستراتيجي، ولكنّي سيدي أصبت خلال هذا القتال. نزفت سيدي الكثير من الدماء.
سيدي .. عفوًا أنا أموت،
سيدي .. اسمح لي أن أموت! [/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|