التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,822
عدد  مرات الظهور : 162,207,903

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21 / 05 / 2010, 10 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
زياد صيدم
مهندس / أديب وقاص

 الصورة الرمزية زياد صيدم
 




زياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين / غزة

رحلة العمر 1 ( قصة قصيرة )

حلقة 1
هو: فكر في صنع آلة لغرض ما في نفسه؟ مرت عليه سنوات وما يزال عاكفا على تنفيذ فكرته بصبر وأناة وإرادة.. عبقرية منقطعة النظير وان كانت غريبة الأطوار سيذكرها التاريخ على مر الأجيال.. انحدرت من دراسات معمقة وأبحاث افني جل شبابه على وضعها وبلورتها عمليا.. كان كلما مر عليه نفر سأله: لما هذا الشيء المهول الذي تصنع؟ لغرض ما في نفسي..كانت إجابته ويضيف: ستعلمون لاحقا عند انتهائي من بنائها!
هم: يتبادلون الحديث عنه ليلا ونهارا.. حتى أصبح شغلهم الشاغل ..لقد أصاب عقله هوس من جنون.. لم يستبينوا طبيعته بعد؟ لكنهم تأكدوا وبالغوا الثرثرة عنه في مجالسهم.. حتى غزا حديثه عقر قلاعهم الحصينة، داخل جدرانهم المغلقة وعلى أسرة نومهم!.
هي: كانت تضحك مرة، وتبكى عشرات المرات.. لكن ما باليد حيلة..جملتها التي تكررها على نفسها.. فقد صدقت كلامه من كثرة ما كان يقنعها بمنطق لا يحتمل الهزل ..حتى أنهم تهامسوا عليها بالجنون تماما كزوجها.. لولا اعتراض النسوة على اتهاماتهم لها.. لأصبحت مضغة يعلكونها بألسنتهم التي تشبه المنشار.. كانت زوجته تحتمل الغمز واللمز والسخرية صابرة.. فلا غير الصبر لها.. قبل أيام زف إليها بشرى سعيدة.. عندما عاد من مزرعته حيث نصب فيها ورشته: الحفار يوشك أن يجهز لرحلة العمر!.. وسيكون حديث الأجيال لعدة قرون..قالها مزهوا بما أنجزه.. متفائلا بتحقيق أمنياته؟ واثقا من قدراته وعلمه وأبحاثه التي أمضى سنين طويلة عاكفا عليها لا يكل ولا يمل .
نحن: لا يسعنا إلا الانتظار.. حتى يحين الميعاد المرتقب.. فنحكم على الأمور من حيث صدقها من عدمه.. وحتى نقيم مدى ما ذهب إليه عقله المجنون !أحقيقة أم خيال ما يفعله ؟ أوهى مجرد أوهام عصفت بعقله؟ فاردته في غياهب مظلمة من عبقرية العظمة المفقودة !.
هو: يستمر في آخر أيامه بالعمل ليل نهار..وقد ضاعف من جهده.. واستقدم صبية ورجالا من أصحاب الحرف المختلفة.. كان يدفع بسخاء أجورهم ليساعدونه في تركيب تلك القطع الثقيلة العجيبة.. لقد شارف على الانتهاء.. و حدد يوما معلوما لبدء رحلة المستحيل.
هم: يتجمعون .. يتنادون فيما بينهم.. يزحفون من كل الأعمار.. تزدحم الطرق المؤدية لمزرعته .. حيث يصادف اليوم ميعاد التجربة المنتظرة من سنين أمام عيون الجميع.. وستكون الحقيقة ماثلة أمام عيون الأشهاد من أهل بلدته والبلدات المجاورة، فقد ذاع صيته وانتشرت أخباره..
هو: انتهى من آخر استعداداته.. دخل إلى كبينة القيادة، بعد أن لبس ملابس خاصة، صممها بنفسه ،فكل شيء من تفكيره وعلمه ودراساته عبر سنوات مرت متباطئة..نظر إليها مستبشرا.. وسط ذهول من الجميع .. كان فرحا، منتشيا، واثقا من صنع يديه وابتكار عقله .
هي: بادلته نظرات حائرة ، وقد اغرورقت عيناها بدموع غزيرة..لم تتبين طبيعتها فى تلك اللحظات.. أهي دموع الفرح أم دموع الفراق.. عبرات تنهمر على صحن خدها الذي تيبس.. لقد نسيت أنوثتها منذ أن بدأ في انجاز تلك الآلة اللعينة..دموع حجبت تساؤلات كبيرة، كانت من حقها عليه.. لكنها استطاعت إخفاؤها طيلة تلك السنوات.. فقد كانت تحبه وما تزال على عهدها ووفائها له.. وسط تكذيب عقلها عن التصديق بان لحظات كهذه قد تكون يوما ما حقيقة واقعية!..وها قد جاء اليوم المحتوم ..
جففت دمعها وابتسمت له، ثم أشاحت بوجهها إلى حيث الجموع الغفيرة المحتشدة ونادت: اليوم تكون الحقيقة.. فانتظروا معي ما كنتم تكذبون زوجي.. أرادت أن تعطى أملا وثقة بقربها من زوجها حتى آخر اللحظات الحرجة..وإيصال رسالتها لزوجها المغادر إلى حيث المجهول؟ بأنها كانت وما تزال، مثال الزوجة المحبة والمخلصة والصابرة..
هم : هللوا.. تعالت أصواتهم.. تحول المكان إلى صخب وضجيج، وبدأت همهمات الرجال وتعالت زغاريد النساء ؟ همس احدهم متسائلا: على ماذا تزغرد نساءنا الحمقاوات ؟ ثم انفجرا يقهقهان بأصوات عالية..تاهت في غبار الرمال، وهدير الجموع، وزغاريد النسوة .
هو: أغلق كبينة القيادة بإحكام على نفسه، وأدار مفتاح التشغيل للحفار !!...
- يتبع -
إلى اللقاء في الحلقة القادمة.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع زياد صيدم
 أقدارنا لنا مكتوبة.. ومنها ما نصنعه بأيدينا.
http://zsaidam.maktoobblog.com/
زياد صيدم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة العمر (1) رشيد الميموني الخاطـرة 11 30 / 06 / 2020 54 : 11 AM
رحلة اسماعيل - رواية قصيرة - نزار ب. الزين نزار ب. الزين الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 2 08 / 07 / 2012 32 : 04 AM
رحلة العمر 3،4 زياد صيدم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 03 / 07 / 2010 57 : 08 PM
رحلة العمر 2 (قصة قصيرة) زياد صيدم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 25 / 05 / 2010 42 : 12 AM
رحلة العمر -2 - رشيد الميموني الخاطـرة 10 09 / 04 / 2009 18 : 01 AM


الساعة الآن 06 : 03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|