التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,822
عدد  مرات الظهور : 162,208,051

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 07 / 2010, 57 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
زياد صيدم
مهندس / أديب وقاص

 الصورة الرمزية زياد صيدم
 




زياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to beholdزياد صيدم is a splendid one to behold

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين / غزة

رحلة العمر 3،4


حلقة 3
هي: بعد انهيار الأمل الذي تجدد برسالة زوجها.. عبر مبعوث تبخر مختفيا بمجرد تسليمها الرسالة! ورضيت بالأمر الواقع.. بقيت تعد الأيام والشهور لانقضاء فترة الخمسة أعوام ليجتمع شمل الأسرة من جديد بعد طول انتظار وترقب.. لم تدم فرحتها طويلا، لتدور بها الأرض وتموج، وتغيب عن الوعي، فقد صعقها الخبر الذي قرأته في تلك الصحيفة، فوقعت مغشيا عليها من هول الصدمة.
استفاقت في اليوم التالي على أصوات بكاء أبنائها الصغار، وقد التفوا من حولها شاخصة أبصارهم نحوها ، وقد تواجد إلى جانبهم بعض الجارات من أصدقاء أمهم، اللواتي تناوبن على القيام بواجبات البيت واحتياجات الأسرة..إنها عادات أهل القرية الطيبين.. كانت ما تزال صحيفة الأمس المشئومة، موضوعة على الكمدينو بجانب سريرها.
لكن أمرا مفرحا وقع لاحقا غير حالها فجأة ؟ عندما دخلت إحدى جاراتها، وبيدها صحيفة فيها خبر ينفى صحة ما جاء في مقال علمي نشرته الصحيفة بالأمس واعتذار عن خطأ مطبعي كان قد سقط سهوا.. حيث يؤكد الخبر الجديد صحة المعلومات فيما يتعلق باختلافات الزمن في الفضاء الخارجي.. وأما بخصوص باطن الأرض فلا احد يعلم شيئا عن اختلاف الزمن.. معتذرة للقراء عن خطا غير مقصود..وما أن انتهت جارتها من قراءة ما أوردته الصحيفة من أخبار مفرحة للأسرة، حتى بدأت الزوجة في استعادة نشاطها،وحيويتها، وعاد لها الأمل قويا بعودة زوجها، وقد استبشرت خيرا بالمستقبل وهى تنظر إلى أطفالها، وابتسامة مشرقة غمرت محياها، و بدلت أحوالها، وشعرت كأن جارتها قد مدت لها حبل النجاة، فخرجت من بئر سحيق، كادت أن تلفظ فيه أنفاسها اختناقا.
هو: عندما أنهى رسالته المقتضبة إلى زوجته، وأعطاها لصديقه الجديد الذي تكفل بإيصالها بكل سهولة إلى زوجته !؟ جلس يستذكر الشهور الأخيرة التي مرت عليه، حتى وصل إلى حيث يكون الآن !!...
كان يتقدم شاقا طبقات الأرض المختلفة بإصرار غريب.. وقرار حاسم لا رجعة فيه بالاستمرار في رحلته مهما كلفه الأمر.. تدفعه قناعاته الراسخة بأهدافها السامية، فيما لو تحققت نظرياته ودراساته... كان يشق طبقات الصخور.. يرى وميض الشرر يتطاير من جوانب مقدمة الحفار ..يبطئ تارة ويسرع أخرى.. ما بال هذه الطبقة مستعصية ؟ تكاد أن تحطم شفرات الحفار المصنوع من سبائك معدنية من الفولاذ المقوى.. كان يسأل نفسه في كل مرة يبطئ فيها سير الحفار...
ينتبه إلى مؤشر الحرارة الذي وصل إلى الخط الأحمر.. يرتبك ، يرتعب،يشعر بوحدة تخنقه، يبدأ الخوف في التسلل إلى قلبه، يشعر بضعف وضياع حلمه، تبدأ الهواجس في عقلة، وتتزاحم التساؤلات في رأسه: ماذا لو انصهرت مقدمة الحفار؟ وعلق محجوزا بين الصخور ؟ وفشلت رحلة العمر ؟ حيث الموت والمجهول.. و فناء أجله في أعماق سحيقة.. وحيدا، معزولا عن أسرته وأهله و قريته.. فلن يقام له بيت عزاء، ولن يدفن في مقابر أهل القرية.. هواجس مرعبة دارت في رأسه، تعلن عن إحباط شديد، وتراجع في عزيمته في تلك اللحظات.. لكنه يقاوم بشدة، ويتغلب على مخاوفه وهواجسه.
فجأة، تغمر الحفار المياه .. تندفع من جوانب الشفرات المهولة للحفار..يدخل في بحيرة مياه باردة، حيث انخفضت درجات الحرارة في مؤشرها سريعا.. يهلل، يفرح، يرقص في داخل كبينته.. كان يتوقع تبريدا طبيعيا، حسب خططه الموضوعة لتبريد الآلة العجيبة، بواسطة انهار المياه والبحيرات المتواجدة في باطن الأرض.. يتجدد أمله، فيستمر في التقدم بخطى حثيثة، وبإصرار الواثق من علمه وإحكام خططه، و من رعاية الخالق أولا وأخيرا..كان يؤمن بالقدر، وبخالق السماء والأرض وما فيهما من كائنات وموارد ومفاجئات لم تكتشف بعد؟ كان يؤمن بالعلم وتحطيم المستحيل.. واكتشاف طريق الكنوز! ليغير بها واقعا مريرا، قد استشرى فيه الفقر والتخلف، واخذ أبعادا مدمرة للأجيال المتعاقبة.
قام بالتزود بالماء، من فتحات خاصة صممت لهذا الأمر المحسوب بدقة..استمر الحفار في التقدم وسط بحيرة المياه، بواسطة استخدم خاصية الدفع المروحي الخلفي، فقد تحول الحفار في وظيفته إلى ما يشبه الغواصة، تمخر أعماق البحار.. لقد فكر واحتاط لكل التفاصيل والاحتمالات مسبقا.. وفقا للمخططات والدراسة التفصيلية لسير الرحلة.. استمر في التقدم بعد عودة الحرارة إلى معدلاتها.. فجأة يغوص في سائل اسود كثيف.. لاشك بأنه زيت البترول الخام، حدث نفسه.. ساعد هذا على تزيت جسم الحفار، وترطيب الآلات والتروس والشفرات الرهيبة في مقدمته.. والتزود بالوقود ومليء الخزانات الاحتياطية.. كانت الأمور تسير حسب الخطط الموضوعة مسبقا، وحسب التنبؤات التي رصدها، وتوقعها قبل بدء رحلته، وتدخل في الحسابات والحيثيات الفنية الدقيقة لرحلة العمر. بينما يغوص الحفار في الأعماق السحيقة لباطن الأرض .. كان يقوم بتسجيل مذكراته.. يكتب كل شيء يمر به.. اليوم يصادف مرور عاما كاملا! وهو ما يزال يخترق جوف الأرض السحيقة .. ينظر إلى عداد المسافة ليوثقه في مذكراته.. ينبهر ويذهل حقا، فقد تجاوز ثلاثة آلاف كيلومتر!..
بينما كان يسجل هذا الحدث ..وإذ به ينفذ من طبقة صخرية سميكة.. ليجد مقدمة الحفار وقد تدلت في فضاء غريب عجيب، لم يتصوره احد من البشر؟ كانت هذه الطبقة الصخرية بمثابة سقف مهول لفضاء يشبه الكهف بلا حدود أو نهايات له!! .
يوقف الحفار العملاق بسرعة، يطفئ موتوره، يشغل الكوابح الخلفية القوية، لتثبيته قبل أن يسقط في ذاك الفراغ المهول! الذي يراه من فتحات الكبينة الأمامية بزجاجها السميك .. يفتح باب كبينته.. يجد نفسه معلقا في سقف صخري.. وأسفله فراغ رهيب، شاسع على امتداد بصره ! ينبعث من هذا الفضاء نور باهت، يشبه نور الصباح على الأرض قبل شروق الشمس مباشرة.. يمسك بمنظاره.. يبدأ في البحث على نهاية لهذا الفضاء الغريب العجيب في الأعماق؟! وسط ذهول ووجوم كاملين.. يُقرب المنظار إلى أقصى حدوده ..فجأة، تنفرج أساريره.. تعلوه ابتسامة ارتياح وفرح.. لقد تلمس أخيرا نهاية له، ففي الأسفل توجد ارض وبها أشجار وخضراء.. يرى بحيرة من المياه فيخالجه إحساس وشعور بالظفر والنصر .. وبينما هو في حالة من النشوة والانتصار.. تصعد إليه أجسام طائرة ، غريبة في تصميمها .. صغيرة في أحجامها، سريعة في حركاتها ..تقترب منه،تصبح على مسافة أمتار فقط.. يلمح فيها مخلوقات تشبه البشر، وما هي ببشر؟ ..
- يتبع –
ح4
هو: اعتلته حالة خوف شديد، وذهول ألجمه، وارتعاش في كامل جسده، مما يرى من أشكال لمخلوقات عجيبة قد التفت من حوله. فتح باب كبينته، واطل منها واقفا.. وقد اظهر نصف جسمه العلوي..مستسلما لقدره، يحاول أن يتمالك نفسه من هول الموقف.. ملقيا عليهم بتحيته: السلام عليكم..
المخلوق الغريب: دنا منه بمركبته، مشيرا إليه بالصعود معه..لم يبد عليه التوتر أو العصبية، بل كان هادئا مبتسما.. ما طمأنه وهدأ من روعه.. فجأة فُتح باب من جانب مركبته، وخرج منها ذراعا معدنيا يشبه السلم، وعلى جانبيه قواطع ارتكاز، حتى لامس سطح الحفار، ملتصقا بسطحه بواسطة كماشة لاقطة.. و كرر إشارته بكف يده، بالتقدم دون أن ينبس بأي كلمة حتى الآن.
هو: فهم المقصود، فلبى الدعوة دون تفكير أو اعتراض.. طار معه في مركبته باتجاه الأسفل ..هبطا معا بسلام، وإذ به يخاطبه بلغة أهل سطح الأرض: سنتوجه الآن إلى زعيم الرهط ! تفاجئ بفهمه للغته ..وقبل أن يسأل أو يستفسر عن شيء ، باغته قائلا:أنا قائد الحرس .. انتظرني حتى أقوم بالتمهيد لزعيمنا، ليأذن لك بالدخول.. تاركا معه احد الحراس.
قائد الحرس: خرج بعد ساعة من الزمن.. قام باصطحابه إلى داخل قصر منيف.. يختلف في إنشاءه كليا عما اعتاد على رؤيته هناك في الأرض العليا.. فالأثاث والتصميم والألوان والمساحات وحتى تحف الزينة والأشجار والورود في حديقة القصر كلها مختلفة تماما ..قبل أن يصلا بوابة الزعيم، قام بشد وثاقه جيدا، دخلا حيث كان الزعيم جالسا..كان مخلوقا قصير القامة كالآخرين، ذراعاه قصيرتان ومنتفختان، رأسه كبير نسبيا و مستدير الشكل، غير متناسق مع باقي جسده، كانت عيناه كبيرتين دائريتين، يميل لونهما إلى الأحمر المصفر تشبهان لون النار، له أذنين مستديرتين مدببتين في نهايتهما.. يكسو رأسه شعر اسود كثيف..فمه عريض وانفه طويل معكوف .. كان يجلس على كرسي من رخام رصع بالجواهر والماس والأحجار الكريمة، يجلس بوقار وهدوء، كانت تجلس ثلة منهم قبالته مباشرة، بمستوى ينخفض بدرجتين، على شكل نصف دائرة.. وعلى حجر كل منهم كتاب مفتوح ؟ أدرك بأنهم بمثابة مستشارين للزعيم.. ظهر تقدمهم بالسن من تجاعيد وجوههم، ولحاهم الطويلة البيضاء..
هو: السلام عليكم..
زعيم الرهط : هز برأسه، وأشار إليه بالجلوس، ثم طالبه بقص حكايته...
عندما انتهى من سرد قصته..أمر الزعيم حراسه بان يفكوا قيده، ثم أشار إلى مستشاريه أن يقدموا نصحهم المكتوب .. لاحقا، قام الزعيم بنطق الحكم: قررنا تزويجك على منتصف الشهر هذا ..من إحدى الحور التي سيفاجأ لاحقا من نسبها!.. وحكمنا عليك بالبقاء خمسة أعوام في ضيافتنا .. انه شرطنا لبقائك حرا مكرما، وبعدها لك حرية الاختيار في العودة من حيث أتيت، أو أن تعيش بيننا .. وإلا ستكون مخالفا لقوانيننا، وسنضطر عندها لسجنك مدى الحياة .
هو: وافق فورا على قرارات الزعيم.. راجيا بان يحققوا له طلبا ملحا، بان يوصلوا رسالة إلى أسرته .. فأمر الزعيم بإيصالها إلى زوجته في الحال.. فكان له ما أراد.. وهى الرسالة الوحيدة التي وصلت لزوجته، وتبخر حاملها في حينه.
انتصف الشهر وعُرضت عليه الحورية التي ستصبح زوجته ..كانت فائقة الجمال.. ازداد حسنها مع انتصاف الشهر؟ تقدمت منه، وأفصحت له بأصولها الأرضية! وقصت عليه الحكاية، بان والدها من هذا الرهط في سنوات خلت، كان في رحلة استكشافيه على سطح الأرض .. فوقع في غرام والدتها.. التي كانت فائقة الحسن والجمال فاستقطبها، وتلبسها .. فتبعته إلى حيث يسكن هنا.. وهى وحيدة أمها التي ماتت فور ولادتها.. لهذا فالزعيم يريد تحسين نوعية النسل لرهطهم، بعد أن شاهدوا جمالي وحسنى كما تراني الآن ..أومأ برأسه.. فأخيرا أدرك بما فكروا به..وفهم سر شرطهم بتزويجه، وإبقائه خمس سنوات في ضيافتهم .
في صباح اليوم التالي..قام زعيم الرهط بإصدار مرسوم جاء فيه: يعين رئيس الحرس مرافقا متميزا بصلاحيات كبيرة للضيف.. لا يفارقه في جولاته وتحركاته، للحفاظ عليه ورعايته، وتعليمه كثيرا من الأمور، التي يتوجب أن يتعلمها فترة الخمس سنوات القادمة.
هو: أحس بنوع من الرضي والأمان، فقد اطمأن على نفسه وسط هذا المجهول، وهذه المخلوقات الغريبة في طباعها وسلوك حياتها ..و على كيفية التعامل معها..فرئيس الحرس مخلوق طيب، كما خبره من اللحظات الأولى.. ففرح لهذا القرار الصائب والحكيم .. وتأكد بان الزعيم صاحب حكمة وقرار صائب.. رحب بمرافقه الجديد، الذي نقل إليه أمر وقرار الزعيم، وقبل مغادرته طلب منه الاستعداد لرحلة في أرجاء المملكة بعد يومين .. التي ستكون حتما مثيرة للغاية.. وسيسجل فيها اغرب المشاهدات التي قد تمر على بشر؟! في مذكرات ستكون الأكثر بيعا وقراءة، فيما لو قدر له العودة حيا إلى سطح الأرض!!
- يتبع –
إلى اللقاء.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع زياد صيدم
 أقدارنا لنا مكتوبة.. ومنها ما نصنعه بأيدينا.
http://zsaidam.maktoobblog.com/
زياد صيدم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رحلة العمر (1) رشيد الميموني الخاطـرة 11 30 / 06 / 2020 54 : 11 AM
رحلة العمر 2 (قصة قصيرة) زياد صيدم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 25 / 05 / 2010 42 : 12 AM
رحلة العمر 1 ( قصة قصيرة ) زياد صيدم الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 21 / 05 / 2010 10 : 01 AM
فربيع العمر بعد الأربعين..الى امرأه في الأربعين//مجموعتي ربيع العمر علاء حسين الأديب شعر التفعيلة 6 04 / 04 / 2010 09 : 10 PM
رحلة العمر -2 - رشيد الميموني الخاطـرة 10 09 / 04 / 2009 18 : 01 AM


الساعة الآن 08 : 03 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|