رد: "محرقة كاتب" قصة قصيرة /تأليف فاطمة يوسف عبد الرحيم
القاصة الجميلة فاطمة
هناك مثل انجليزى يقول " شكسبير لا يساوى رغيف عيش" وهذا ليس معناه الحط من قيمة شكسبير الادبية بل معناه اذا توقف عند الامر عند الطعام او القراءة فالطعام اولى , ولقد ذكرتنى قصتك هذه بالمثل الانجليزى هذا من خلال رؤيتى لبطلك المأزوم ازمة وجودية هذا البطل الذى رغب فى ان يحقق شهرة على حساب حياته وحياة الاخرين المتعلقين به ورغم اصراره اتسعت رؤيته ليكون رغيف العيش اولى من الادب والفكر وليس معنى هذا ان الفكر او الادب او الثقافة نوع من الترف لان الفكر والثقافة والادب هم المدخل الحقيقى للتطوير والتقدم لكن معناه ان يقيم الانسان توازنا بين حياته وما يحقق من تقدم فكرى وثقافى هذه هى الازمة التراجيدية التى حاصرت بطل القصة
كما ان مهارة القاصة لا تكمن فى انها استعرضت الحياة الادبية العربية كعين الكاميرا وترصد مثالبها وترفع عن عيوننا نحن غشاوة منعتان من الرؤية الحقيقية لها الواقع المملوء بالهرطقات والمغالطات الفكرية والادبية الى حد " النصب" احيانا فى العملية الادبية مهارى القاصة لا تكمن هنا فقط بل مهارتها ايضا تفوقت فى التكنيك الفنى لبناء القصة الذى تناص مع الشعر والقرآن ففى قولها :"ماذا لو وسعوا كتاب الله تفسيرا وبيانا تناص مع قول حافظ براهيم فى اللغة العربية
وسعت كتاب الله تفسيرا وعلما *** وما ضقت عن أى به وعظات
وتناصت مع القرآن فى قصة اهل الهكف وقوله تعالى " اقرا باسم ربك الذى خلق"
وهذا التناص صنع ما يسمى بالتوالد النصى الذى يدعم المعنى الكلى للقصة ويدفع الخطاب السردى الى التوهج وكانت نهاية القصة بمثابة الصحوة والافاقة للتخلص من اوضاع قاتلة تحتاج الى توافيق وتباديل كى نسترد الحياة الحقة التى تصنع ادبا وفكرا وفق منهج يدفع بنا الى المثاقفة والفكر الى يبلور هويتنا الحقيقية ويجعلنا نتنفس برئتنا العربية ادبا عربيا خالصا لا نتنفس برئات غيرنا هواء فاسدا لابد ان يصيبنا بالسرطان
تحية جليلة اليك ايتها القاصة الرائعة الجميلة وفى انتظار المزيد
|