التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,842
عدد  مرات الظهور : 162,295,417

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14 / 11 / 2010, 48 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

الوجه الآخر للانتحار

تفيق كل يوم على صوت الجارات اللائي ما إن ينهضن حتى يأجدن أماكنهن قرب النوافذ و تبدأ قصصهن المعتادة التي لا تنتهي إلا بقدوم الليل، جعلن من مشاكل الناس و أحوال الحي متنفس لهن، فيجلسن لساعات و ساعات يتناقشن في أمور شتى فيغلب على حديثهن سيرة الخلق، بات شغلهن الشاغل أعراض الناس، ولعل ذلك أمر معهود و عادي في مثل هذه الأحياء الشعبية التي غزاها الفقر فأصبح الشرف رأس مال الكل فإن ضاع الشرف لم يبقى شيء فيذهب الاعتبار و تغرس الكرامة في الوحل، مهنة الكل في غياب العمل و كثرة البطالة هي التجسس فليس بالغريب أن تصل الأخبار إلى مسامع أهل الحي كله قبل وصولها إلى أفراد البيت المعني .
تفيق سائمة، كارهة للروتين الذي تعيشه، فتصب استيائها بعد ليلة مجهدة، ليلة سوداء غلبت الكوابيس عليها على هؤلاء النسوة، ووكل يوم تغادر مقر سكناها متوجهة إلى عملها كصحفية في جريدة الحياة و التي يقع مقرها في الحي المجاور، و قد اعتادت يوميا أن تصطدم بشخص ما وهي تدخل أو تخرج منه المصعد من كثرة النزلاء في تلك البناية غير أن ذاك لم يعد يزعجها أو يهمها كثيرا لكونها قد اعتادت عليه، هي تلك الفتاة المتعكرة المزاج، قليلة التبسم، العابسة الوجه، نادرة الكلام وقد ألفها أهل الحي فصار الكل يتحاشى ملاقاتها أو الاقتراب منها و إن ألراد أحد مضايقتها أو التحرش نال حظه الوافر من الكلام القاسي و النظرات الساخطة وأخد قسطه من التجريح فيرحل دون محاولة أخرى للافتراب منها .

و لعل أمرها لم يخفى عن هؤلاء النسوة فيتغامزن و يشرن إليها و هي خارجة أو داخلة للحي، غير أن أمرهن لا يعنيها و لا يهمها، فهن بالنسبة لها مجرد جاهلات مكوثهن بالمنزل قد علمهن التجسس و الكلام عن الناس بسوء . و لعل أمرها حقا يثير التساؤل و الجدال فهي الساكنة أو النزيلة الوحيدة التي دخلت و هي تحمل معها ظلها منذ 3 سنوات الحي، لو تستقبل شخص قد يمت بصلة لها و لم تزر أحد تغادر صباحا و تعود مساءا، لتدخل الحي مظئظئة الرأس و العيون تترقبها في خبث ربما أو تساؤل و هي ليست بالساذجة التي لا تعلم ما يحيط بها تحس بالأنظار و هي تتبعها حتى تختفي وراء باب البناية فتتنفس الصعداء و تصعد السلالم بسرعة حين يكون المصعد معطل، هي تهرب من شيء أو ربما تهرب من الماضي، هي الآن تحاول إخفاء الوجه الكمظلم من حياتها بتكتمها و ابتعادها عن الناس، و ما إن تصل إلى شقتها المتواجدة في الطابق الرابع حتى تفتح الباب و تتوارى وراءه فلا يرى منها غير وجهها شديد البياض من كثرة العتمة المحيطة بالمكان .
تعود بعد يوم كله متاعب لتعيش رعبا حقيقيا رفقة كوابسيها التي لا تنتهي و إن صادف و لم تنم فهي إما جالسة تائهة اللب، مشغولة البال و لعلها تفكر بحاها أو بماضيها و إما تقرأ رواية بوليسية لكاتبتها المفضلة " أجاتا كريستي " .
و من فرط التعب أحيانا تنام و هي بين الكتب و يا ليتها تهنأ بنومها، فمنذ قدومها إلى ذلك الحي لم تنعم براحة البال و لم تنم بهدوء، ذلك الكابوس المعتاد ينغص عليها حياتها، يحرمها لذة النوم، لتفيق مفزوعة و هي تصرخ، زائغة العينين، خائفة الملامح، تجول ببصرها يمينا و شمالا .
تخفي أناملها الصغيرة دموعها المنهمرة و هي التي لا تبدو منها إلى القوة، غير أنها في بكائها مثال الفتاة الحنونة الهادئة الطباع المفتقدة لطفولتها، فتقضي الليل صاحية مترقبة لخطر ما بعدما يصاحبها الأرق، فما يكاد ينقضي اللليل و تبرز علامات يوم جديد حتى تفقد جزءا من اتزانها و علامات التعب و الارهاق بادية على وجهها، فيمحى ما بقي أو ما أبقاه الزمن على ملامحها من جمال، فتزداد شحوبة وجهها . تنهض و فكرها مثقل و رأسها مليء بالأفكار التي لم تجد طريق إليها إلا في وقت راحتها، فتصارع الأرق راجية النوم لكن للأسف لا تستطيع إلحاق الهزيمة به و ينتصر السهاد فتقضي ليلتها بين صور الماضي فتتزاحم الأفكار و الخواطر، وما إن يلوح الفجر في الأفق و تأتي ساعات الصباح الأول حتى ينبأها الزمن بيوم جديد فتخاف مما قد يحدث لها أو مما سيفاجأها به القدر في ذلك اليوم، فتتسرب إلى مسامعها و كالمعتاد أصوات النسوة التي لا تنتهي، و بالتالي تعرف أخبار الحارة و كأنها حقا تعيش الأحداث أولا بأول، فهذه طلقها زوجها لأنه اكتشف أنها تعاشر غيره في الخفاء و هذه فرت من بيت والديها بعد أن حملت من مجهول وهذه توفيت و تلك ولدت و المشاغل لا تنتهي و المشاكل لا خلاص منها تنهض و ما تكاد ترى غير عينيها المتورمتان، ما ترى من الغرفة غير تلك الخيوط من الضوء التي استطاعت بعد جهد جهيد أن تخترق الشقوق الموجودة بالنافدة لتجد طريقها إلى السرير الذي هو عبارة عن حصيرة و ماهو الآثاث غير فراش قديم و صندوق كبير تستعمله كمكتبة قد رتبت عليها صفين من الكتب و الروايات البوليسية وخزانة صغيرة فبيتها بالكاد يتسع لها، مكون من غرفة و مطبخ .
تنهض مدعية النوم تحاول خداع نفسها، فقد جاء النهار و معناه يوم جديد و الواقع أنه لا جديد في حياتها . وقد لعب الزمن و الأيام دورا فجعلاها تبدو أكبر بكثير من سنها الذي فاق العقد الثاني من العمر بخمس سنوات فهي الفتاة التي من المفروض أنها تنعم بشبابها، كيف لا وهي بنت الخمس و العشرين سنة لكن للأسف لم تنل قسطها الوافر و حظها من السعادة، لم يهنأ لها بال منذ ذلك اليوم الذي ملأ خبر دخولها لذلك الحي كساكنة جديدة و هي بعد في الثانية و العشرين من العمر . يبدو من هيأتها و مشيتها على أنها على قدر من العلم و إن لم تكن ترتدي غير الأسود، و إن كانت نحيفة فهي فاتنة رغم ما انمحى من جمالها عبر الزمن، تمشي مفتخرة واثقة من نفسها و إن كانت تدعي ذلك، فإن لم تظهر بذلك المظهر لأكلتها الوحوش الآدمية أجساد تمشي على قدمين في صورة إنسان و واقعها حيوان في زمن غاب فيه الضمير و ساد فيه الأقوى .
تصل كل مساء تخلد إلى الراحة و أي راحة ينشدها الخاطر،و تنهض في الصباح و دون جديد، وككل صباح تدير المفتاح في قفل الباب و تخرج غير أن ذلك اليوم قد لاحت على وجهها علامات إرهاق شديد و قد شحب وجهها أكثر من المعتاد، تمشي و قدماها لا تقويان على حملها و ما إن وصلت للمصعد و انفتح الباب و همت بالدخول فاجأها شخص و لم تدري غير ذلك لأنها وقعت مغمى عليها و لم تفق إلا وهي بين ذراعي ذلك الشخص الذي حاول إيقاظها و قد التف الجيران حولها، فتحت عيناها على شخصان شاب كان يبدو أنه في العقد الثالث أو تجاوزه ليس بكثير من العمر من ؟ و ما يكون ؟
..... يتبع .....

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 12 / 2010, 47 : 06 PM   رقم المشاركة : [2]
محمد حليمة
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية محمد حليمة
 





محمد حليمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: الوجه الآخر للانتحار

مرحبا أستاذة حياة ...
قرأت لك غير ذي نص قبل هذا النص ( الوجه الآخر للانتحار )
وقد بدا لي واضحا أنك تملكين موهبة للكتابة لا تقل موهبة عن غيرك ، أو تزيدين ..
وأقول هذا الكلام بعد ما قرأت نصوصا ليست بالكثيرة هنا في هذا المنتدى ، أنت تمتلكين حقا موهبة سردية جميلة، والمهم في هذه الموهبة أن
نتطورها لتبزّ غيرها من المواهب ، إضافة إلى الأفكار الجديدة نوعا ما ، والجريئة أحيانا ، وهذا ما يلزم الكتابة اليوم ، أن تتجاوز الممنوع في حدود .. وتعبر عما لا نستطيع التكلم عنه إلا سرا .. وخاصة الأنثى الكاتبة ، التي يحرمون عليها كتابة أشياء يبيحونها لأنفسهم ، وكلامي الأخير مجرد رأي ، فتقبلي إعجابي بموهبتك النثرية ، وفي هذا المقام دعيني أبدي احترامي وإعجابي الشديدين ، بسيدة الكتابة من النساء ( أحلام مستغانمي ) وأتمنى لك مستقبلا تتمنين أن تصنعيه ....

فتى سوريا ..
توقيع محمد حليمة
 إنّ الـحـياة لا تقـف عـند مرض ٍ، أو نـائـبَةٍ ، أو حـِقـبة تـاريــخ ٍمـَريــر ..
فـمــا هـي إلا حـواجـز ، خـُلـقـتْ فـي طـريـقـنـا الـطـّويـل ..
ولا بـدّ لـنـا إلا وأن نـمُـرّ عـلـيـهـا ...
فـتجـلـدْ إنّ الـطـّريـقَ مـا يـزالُ طـويــلا .
محمد حليمة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 12 / 2010, 44 : 09 PM   رقم المشاركة : [3]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الوجه الآخر للانتحار

أخي الكريم محمد حليمة وصلني ردك في وقت لم أتوقع أي رد في هذا الموضوع
باعتبار أن هذه الرواية حبيسة الأدراج منذ تقريبا 10 سنوات
بعد مراجعتها استطعت فقط وضع جزأين
و لم أقتنع كثيرا بباقي الأجزاء من حيث الأحداث ....
لذلك مستقبلا سأحاول إكمال الرواية
شكرا لأنك ذكرتني بل شجعتني على خوض غمار الكتابة في هذا المجال من جديد
تحياتي أخي الكريم و احترامي الكبيرين
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 12 / 2010, 03 : 10 PM   رقم المشاركة : [4]
محمد حليمة
شاعر نور أدبي

 الصورة الرمزية محمد حليمة
 





محمد حليمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: الوجه الآخر للانتحار

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حياة شهد
أخي الكريم محمد حليمة وصلني ردك في وقت لم أتوقع أي رد في هذا الموضوع
باعتبار أن هذه الرواية حبيسة الأدراج منذ تقريبا 10 سنوات
بعد مراجعتها استطعت فقط وضع جزأين
و لم أقتنع كثيرا بباقي الأجزاء من حيث الأحداث ....
لذلك مستقبلا سأحاول إكمال الرواية
شكرا لأنك ذكرتني بل شجعتني على خوض غمار الكتابة في هذا المجال من جديد
تحياتي أخي الكريم و احترامي الكبيرين

أحيانا أقرأ روايات متميزة ، لكتاب قد يكونوا عالميين ثم أعلم من بعض المصادر أن هذه الروايات نفسها كانت حبيسة أدراج أصحابها ،
وما ذلك إلا لأن بعضا من مثبطي الهمم أعطوها حبة منوّم جعلتها ترخي أعصابها وتنام في الأدراج ... واصلي كتابتها ، و لن تجدي الفرق إلا حينما تنهيها ..
أما الأحداث فكثيرا ما نغير من مسارها ، أو حتى نلغيها كليا لنبدأ بحدث جديد ، وأزعم أن هذا يعتمد على حدس الكاتب الماهر ..
وخذيها من أخ لك ...
لكي تصبح كاتبا عظيما ، جدْ أولا عنوانا مناسبا لكتابك ...
أتمنى لك كل التوفيق ..

فتى سوريا ..
توقيع محمد حليمة
 إنّ الـحـياة لا تقـف عـند مرض ٍ، أو نـائـبَةٍ ، أو حـِقـبة تـاريــخ ٍمـَريــر ..
فـمــا هـي إلا حـواجـز ، خـُلـقـتْ فـي طـريـقـنـا الـطـّويـل ..
ولا بـدّ لـنـا إلا وأن نـمُـرّ عـلـيـهـا ...
فـتجـلـدْ إنّ الـطـّريـقَ مـا يـزالُ طـويــلا .
محمد حليمة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوحم ليلى مرجان الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 5 25 / 09 / 2021 24 : 07 PM
الوجه الآخر !!! محمد الصالح الجزائري الشعر 30 03 / 09 / 2020 12 : 12 AM
جدلية الوجه الآخر للشاعر الجزائري بين مرارة الرؤيا وجرأة التشكيل حسن ابراهيم سمعون نقد ودراسات 12 11 / 02 / 2013 45 : 08 PM
الوجه الآخر للانتحار ( 2 ) حياة شهد الرواية 0 15 / 11 / 2010 05 : 11 PM


الساعة الآن 57 : 08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|