التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,844
عدد  مرات الظهور : 162,301,047

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15 / 11 / 2010, 05 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

الوجه الآخر للانتحار ( 2 )

؟ ربما كانت أسئلة كثيرة راودتها ذلك الحين لكن لم تهتم و نهضت محاولة الوقوف فلم تستطع و في نفس الوقت رفضت أي مساعدة قامت و العيون ترمقها في ذهول شديد و في حيرة قاتلة مشت و هي تترنح من فرط السهاد و التعب الذي عانته طويلا سارت بخطوات متثاقلة تجرف معها آلاف المعاني لسنين طويلة من العذاب النفسي و مرت من بين عينيه لتتوارى خلف جذران شقتها كأنها حورية .... أو جنية تتخفى بين ثانية و أخرى .
اختفت في الظلام الحالك الذي يلف شقتها و يا ليتها اختفت من فكره ظل لفترة يرمق بابها الموصد قبل أن يستفيق من ذعره على وقع خطوات لأحد الجيران ودلف في سرعة خيالية لشقته و هو غارق في بحر من الأفكار و قد قابلته والدته بابتسامة وكلمات الترحيب غير أنه لم يترك لها الفرصة لتكمل حديثها معه اندفع في صمت قاتل صوب غرفته و بحركة لا إرادية دفع الباب فجعلها تصدر صوتا عبر عن قلق من أراد غلقها ... احتارت الأم في حال ابنها فلم تجد لنفسها سبيلا للراحة أو النوم في تلك الليلة .
- ما به ؟ لعل شيء خطير قد حل بابنها .. أ تراه مريض ؟
هذا ما تبادر بذهنها في تلك الأثناء، لكن هيهات ليس من مجيب و ليس من شافي و لا مذهب لهمها و بعد أخذ و رد أقفلت جفنيها مستسلمة للنوم و أملها أن يعود سفيان .. ذلك الفتى البشوش و تنجلي هذه الغيمة السوداء عنه .
اما هو فلم يهنأ و لم يدق طعم النوم من ذلك اليوم المشؤوم الذي التقى فيه بتلك الفتاة ، صاحبه الأرق طيلة تلك الأيام و لم تمنعه لهفته عند السؤال عنها من كشف سره فهو العاشق المتيم الذي أصابه سهم الهوى دون إذن ليجد نفسه يطارد أشباح الليل و ما كانت تلك الأشباح إلا هي إلا صورها، إلا نظراتها، يقضي الليل يصارع ذلك الشعور يصارع ما أسماه الزمن بالحب و يا له من حب ؟
و لم تكن هي بأقل لهفة منه أو أقل حالا منه فقد زادتها الأيام مصيبة أخرى تضاف لقوائم متاعبها غير أن الآني أصعب و أقوى مما تعانيه، هي و إن تكن حزينة كارهة لواقعها فهي كانت خالية المشاعر هاجسها الوحيد ذلك الكابوس الذي ألفت وجوده و ألفها فصارا مثالا للصداقة الحقيقية بل كان توأم روحها ، كانت كلما أطبقت جفنيها تراءت أمامها صور لجسد ملقى على الأرض و الدماء متناثرة فتفزع و تنهض صارخة خائفة .
لكن الآن لا فهي إن أغمضت عينيها يفاجئها شبح لشخص آخر ، شبحه هو .
قد شغلها حقا هذا الشاب و صار هاجسا و كابوسا آخر بدأت تألفه، كانت تلتقيه كل صباح و لعله كان يتعمد ملاقاتها فيخرج في وقت خروجها تلتقي عيونهما المشتاقة لكن واقعها يغلب على الموقف فتدير وجهها عنه و تغادر المكان في خفة و هي تحس بنظراته تكاد تخترق جسدها النحيل ، و ما إن تختفي حتى تتغير ملامحها و تكشف ابتسامتها عن أسنان شديدة البياض و عن جمال اندثر مع الزمن و تخفى خلف جذار الاحزان و هي التي لم تعهد الابتسام .
عجيب امر الحب يجعل منا نبتسم دون سبب يجعل منا نتشبث بالحياة حتى و إن كنا سنموت غرقا يجعل منا نعشق الدنيا نعشق الليل لأنه يذكرنا بالحبيب رغم ما في الليل من ظلام، من كوابيس، من أرق و سهاد
لكن سرعان ما تختفي تلك الابتسامة فقد غادرت البناية ولابد من أن يطغى الجد على ملامحها فتبدو حازمة لتخفي معالم الضعف فيها، لتخفي حزنها و ربما لتخفي مشاعرها و ما انتابها من فرح لا لشيء إلا لإنها تقرأ في عيونه كلمات و كلمات ....
تفكر في حالها، إلى أين سيأخذها هذا الحب؟ هل هو طوق النجاة؟ أحقا هي تحب ؟ ثم تتنبه لواقعها تمسح دموعها المنهمرة و هي تحاور نفسها ألم يكفها ما حدث لها ؟ حتى تعزف لها الأيام سيمفونية عشق مدمر تجعلها ضعيفة بل أكثر ضعفا مما هي عليه أكان ينقص جسدها المنهك سببا آخر ليزيد نحولا و تزداد عيناها المتعبتين سوادا و يزاحم سهادها و كوابيسها كابوسا آخر أشد وقعا و ألما ..... استطردت تحادث نفسها في خفية و كأنها تحاول التخفي حتى من روحها .. من يكون ؟ و من أين جاء ؟ و متى ؟ .
كلها أسئلة تبادرت بذهنها للحظات ليست بالطويلة لأنها سرعان ما تعاتب تفكيرها فهي امرأة و إن قهرها الدهر ففيها من القوة ما تجعلها تقاوم أكثر سرعان ما يحل الواقع ضيفا ثقيلا على مشاعر الدفء التي تعانقها للحظات .
كانت تحب عملها بل تفر إليه لتفرغ فيه كل معاناتها متجاهلة ما ينتابها من مشاعر اليأس و دون أن تترك العنان للذكريات حتى تتسرب لأغوارها فتترك جسدا منهكا تغادره الروح أحيانا ليظل بل حراك.
كانت تلك الأيام متعبة أكثر مما مضى و لعل ذلك يرجع لعملها المتواصل فما كانت تغادره حتى يحل المساء و يلوح الليل معبرا عن قدومه و تهاجم خيوط الظلام ما بقي من ضياء الشمس، تدلف إلى الحي منهكة القوى ضعيفة .
عادت يوما من أيام الشتاء متأخرة أكثر من المعتاد كان الليل قد سكن الحي و بدأت الحركة تقل و بخطوات متسارعة دخلت العمارة غير أنها اصطدمت بشيء ما لم تتبينه ، صدر صوت في جنح الظلام
- آسف
لم تجب و بالمقابل ظل سفيان ساهما ينظر إليها مستعينا ببعض النقاط من الضوء المنبعثة من المقهى المجاور تسمرت في مكانها و دون أن تنطق ببنت شفى ثم مرت كالنسيم بعدما أفسح لها الطريق ، صعدت الدرج بخفة و اختفت في سكون ....
سار بخطوات كسيرة صوب إحدى المقاهي المتواجدة بالحي و جلس بعدما شعر بضيق منعه من ملازمة البيت ليلتها كان البرد قارصا غير أن أنفاسه الملتهبة حالت دون شعوره به ... جلس و في صورته تمثالا قد أبدع الخالق في تصويره ساكنا صامتا تجعله بعض القهقهات لشباب الحي يفيق مفزوعا مذعورا من شروده الدائم
تسربت من ذلك المقهى موسيقى هادئة للشاب حسني تزامنت مع لحظات شوقه العذب فزادته تيهانا .... قد أبحر و دون قارب إلى عالم آخر إلى حيث لا يصاحبه أحد غير طيفها هي و لم يفق إلا و صاحب المقهى يستأذنه بالمغادرة لأن الوقت قد تأخر و حان و قت إقفالها فنهض و الإعياء باد على محياه و الشرود قد نال مأربه منه .
مرت تلك الليلة كغيرها من الليالي التي رسمت عبر حلكة الليل لوحات فنية سادتها تماثيل لأجساد شلتها الذكريات بل و جمدتها نسمات الليل الحانية و كأن الحنان قد صنع من الجليد ؟ مرت كغيرها من الليالي المثقلة بالصور الخاطفة و التي نقشتها أصابع الاشتياق تهالك على فراشه و قد شرب من خمر الهوى حتى الثمالة و هو الآن يدفع ثمن الإدمان هو يعاني لأن لسانه لم يستطع مخاطبتها خاصة بعدما عرفه من أصحاب الحي عنها و الموحى من إبداعات النسوة الثرثارات و هو ما زاده خوفا و رهبة من التقرب إليها .
نهض و الصداع لا يبرحه متثاقل الخطوات منهك القوى و كان عليه أن ينهض حتى يراها و هي تغادر لوجهتها المعتادة دون أن يعلم المزيد و لعله تساءل عن المكان الذي ترتاده كل يوم غير ان الذي طغى على تفكيره تلك الأحيان هو أنه سيمتع نظره برأيتها و ستقر العين بملاقاتها لعل الألم يخف قليلا .... يتبع ....

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الوحم ليلى مرجان الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 5 25 / 09 / 2021 24 : 07 PM
الوجه الآخر !!! محمد الصالح الجزائري الشعر 30 03 / 09 / 2020 12 : 12 AM
جدلية الوجه الآخر للشاعر الجزائري بين مرارة الرؤيا وجرأة التشكيل حسن ابراهيم سمعون نقد ودراسات 12 11 / 02 / 2013 45 : 08 PM
الوجه الآخر للانتحار حياة شهد الرواية 3 13 / 12 / 2010 03 : 10 PM


الساعة الآن 20 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|