بارك الله فيك أختي الكريمة فاطمة البشر
وكم يسعدني والله التحدث مع أصحاب القلوب المؤمنة الطاهرة ، فلقد تحيّرت قلوب العارفين فى علم ذات الله ، وبرحمانيته توصّلَت علوم العالمين الى صفات الله وبرحمته أدركت عقول المؤمنين شواهد ما أشهدهُم الله من بيان الله وبه تفرَّدت قلوب عباد الله ، فأهل المعرفة نفوا عن قلوبهم كل شيء سوى الله اذ تجلّى الحق من جمال مشاهدته لأسرار المحبّين فغابوا في بحار حبّه ، فما أجلها وما أجملها وما أغلاها من معارف ترقى بالروح فنور التجليات موجود دوما من حولنا يغمرنا بدون تغيير وبكل كماله ونحن في بحره الآن سابحون لكن كل الأمر يتعلق بحجم الوعاء الروحي القابل للنور ، فكلما كبر وعائك زاد حجم
استقبال النور وكلما زادتا توسع الوعاء في روحك كان قبوله لنور التجليات الملائم أكبر ، وكلما عمل العبد على رفع همته ارتفعت رغبته ، فالرحمن رحمة على أوليائه بتعريف نفسه لهم حتّى عَرَفوا به أسماءه وصفاته وجلاله وجماله وبه خرجت جميع الكرامات للأبدال والصديقين وبه تهيّأت أسرار المقامات للأصفياء والمقربين وبه تجلت أنوار المعارف للأتقياء والعارفين لأن اسم الرحمٰن مخبرٌ عن خلق الخلق وكرمه على جميع الخلق وفى اسمه الرحمن ترويح أرواح الموحدين ومزيد أفراح العارفين وتربية الناس والعالمين وفيه نزهة المحبّين وبَهْجة الشائقين وفرحة العاشقين وأمان المذنبين ورجاء الخائفين وفي اسمه الرحمن حلاوة المنّة ومشاهدة القربة ومحافظة الحرمة و في اسمه الرحمن عونه ونصرته ومن عرفه سر به وتوهجت روحه بتأييده فما رضي به بدلا .