((( عَاصِفَاتُ الْجَنَاح )))
نُفَمْبَرُ ذَكَّرْتَنَا الْمُعْجِزَاتِ
نَسَجْتَ الْفَخَارَ وَفَتْحًا مُبِينَا
أَلَسْتَ الَّذِي لَقَّنَ الْكُفْرَ دَرْسًا
فَرَسَّخْتَ فِي الْعُمْقِ ذَاكَ الْيَقِينَا
شَرِبْنَا انْتِصَارَاتِ شَعْبِي قُرُونًا
شَرِبْنَا الشَّهَادَةَ حَتَّى حَيِينَا
وَجَدَّدْتَ فِينَا الْجِهَادَ وَعَزْمًا
وَجَدَّدْتَ فِي الأَرْضِ دُنْيَا وَدِينَا
وَأَهْدَيْتَنَا مِنْ شُمُوخٍ جِبَالاً
وَأَرْسَيْتَ فِينَا الثَّبَاتَ الْمُبِينَا
وَذَكَّرْتَنَا عَزَمَاتِ الْجُدُودِ
زُنُودًا أَشَعَّتْ تَشُقُّ الْقُرُونَا
فَأَلْهَبْتَ فِي سُبُحَاتِ الْيَقِينِ
نِضَالاً تَنَزَّى عَلَى الدَّهْرِ حِينَا
تَحَدَّى خَيَالَ الْعَدُوِّ شُوَاظًا
فَأَرْسَلْتَهُ مُسْتَطِيرًا حَنِينَا
قَبَضْنَا عَلَى الصَّبْرِ سَبْعًا شِدَادًا
كَتَمْنَا الصُّرَاخَ احْتَبَسْنَا الأَنِينَا
فبَرْعَمَ فِي قَلْبِ شِعْبِ الشِّدَادِ
لِيَنْفَجِرَ الْعُمْقُ صِبْغًا وَتِينَا
وَأَوْرَاسُنَا الْحُرُّ يَقْذِفُ نُورًا
تَحَدَّى مَدَى الْكُفْرِ حُرًّا أَمِينَا
رَسَوْنَا عَلَى الْفَخْرِ أَحْفَادَ دِينٍ
قَوِيمٍ لِيُشْرِقَ مِنْ بَعْدُ فِينَا
صَبَرْنَا عَلَى الْجُوعِ وَالْقَهْرِ شُمًّا
أُبَاةً وَلَمْ يَكُ مِنَّا مَهِينَا
بَذَلْنَا لِتَمْتَدَّ أَرْوَاحُنَا
وَفِي الرَّوْعِ أَرْخَصَ شَعْبِي الْبَنِينَا
عَلَى لُجَّةٍ مِنْ دَمِ الشَّعْبِ نَبْنِي
وَنَرْفَعُ لِلَّهِ صَرْحًا مَتِينَا
فَيَارَحِمَ الطُّهْرِ أَخْرَجْتِ نَسْلاً
نَقِيًّا فَكُنْتِ الْقَرَارَ الْمَكِينَا
هُمُ فِتْيَةٌ غَادَرُوا كَهْفَ صَبْرٍ
وَهَبُّوا إِلَى رَبِّهِمْ مُؤْمِنِينَا
أَعَادُوا إِلَى الدِّينِ نَبْضَ الْحَيَاةِ
وَعَضُّوا عَلَى الْجَمْرِ سَبْعًا سِنِينَا
وَهَا انْفَجَرَ الشَّهْرُ جِيلاً تَحَدَّى
أَسَاطِيرَهُمْ وَالصَّدَى بَعْدُ فِينَا
وَهَاثَوْرَةُ الْحِبْرِ أَجْلَتْ سَوَادًا
مِنَ الْجَهْلِ حَتَّى شَهِدْنَا اليَقِينَا
***
فَقَامَتْ تُقَوِّضُ لِلْكُفْرِ صَرْحًا
وَتَحْفَظُ لِلْأَرْضِ طُهْرَ اللِّسَانِ
وَهَا الصَّفْوَةُ الْمُجْتَبَاةُ امْتَطَتْهَا
فَأَنْعِمْ بِهَا أُمَّةً لِلْبَيَانِ
ضَرَبْنَا بِهَا مَوْعِدًا لِلتَّحَدِّي
لِتُطْلِقَ مِنْ سِحْرِهَا كُلَّ دَانِ
تَدَلَّتْ عَنَاقِيدُ وَعْيٍ أَصِيلٍ
لِيَقْطِفَهَا الْقَلْبُ فِي كُلِّ آنِ
لَكَمْ حَرَّرُوا الْعَقْلَ مِنْ كُلِّ وَهْمٍ
سَخِيفٍ فَكَانُوا رِجَالَ الزَّمَانِ
وَشَادُوا لِفَخْرِ الْجَزَائِرِ مَجْدًا
عَلِيَّ الزَّمَانِ رَفِيعَ الْمَكَانِ
وَثَارَتْ بِهِمْ عِزَّةُ الثَّائِرِينَ
فَقَادُوا الْعُقُولَ إِلَى الْمَعْمَعَانِ
وَرَدُّوا اعْتِبَارًا لِتَهْمِيشِ شَعْبِي
وَضَخُّوا الْحَيَاةَ بِعُمْقِ الْكَيَانِ
فَلاَ شَيْءَ يُثْنِي إِرَادَةَشَعْبِي
لَهُمْ عِزَّةُ الْمُلْكِ وَالصَّوْلَجَانِ
أَضَاءُوا قَنَادِيلَ لَيْلِ الْحَيَاةِ
يَبُثُّونَ لِلْجِيلِ أَسْمَى الْمَعَانِي
فَلاَغَرْوَ أُمَّاهُ مِنْكِ اسْتَمَدُّوا
ضِيَاءً شَفِيفَ الهُدَى وَالْأَمَانِي
أَلَسْتِ الَّتِي أَرْضَعَتْهُمْ صُمُودًا
فَفَاضَ عَلَى ضِفَّتَيْكِ امْتِنَانِي
وَأَطْعَمْتِهِمْ ثَمْرَ نُورٍ شَهِيٍّ
لِيُشْرِقَ فِي ظُلُمَاتِ لِسَانِي
فَيَا رَحِمَ النُّورِ فَجَّرْتِ فِينَا
يَنَابِيعَ مِنْ سَائِغَاتِ الْحَنَانِ
عَلَى مَسْرَحِ الرُّوحِ أَسْدَلْتِ صَدْرًا
أُجَدِّدُ فِيهِ مَعَانِي احْتِضَانِي
أُعَانِقُهُمْ مِلْءَ صَدْرِي مَلِيًّا
وَنَبْضُكِ أُمَّاهُ لَمَّا احْتَوَانِي
أَضَأْتِ عَلَى الشَّهْرِ فَلْقَةَ طُهْرٍ
أَشَارَ إِلَيْهَا امْتِدَادُ الْبَنَانِ
رَشَفْنَا الْهَوِيَّةَ مِنْ ثَدْيِ أُمِّي
زُلاَلاً وَهَدْهَدَةٌ فِي كَيَانِي
تُهَزْهِزُ مَهْدَ الْأَصَالَةِ تَسْرِي
فَتَعْزِفُهَا فِي حَنَانٍ يَدَانِ
أُعَانِقُ فِي لُغَةِ الْوَحْيِ أُمِّي
وَيَنْثُرُهَا مِنْ شَغَافٍ جَنَانِي
***
وَهَلْ لُغَةُ الضَّادِ فِي عُمْقِ شَعْبِي
سِوَى بَذْرَةٍ مِنْ بُذُورِ الأَصَالَهْ
دَرَأْنَا عَنِ الضَّادِ شَرَّ الْبُغَاةِ
فَأَنْعِمْ بِهَا مُرْتَقًى لِلنَّبَالَهْ
فَضَاعَتْ جُهُودُ الْعِدَاةِ هَبَاءً
فَخَابَ الدَّعِيُّ وَأَهْلُ الْعَمَالَهْ
فَمَرْحَى لِمَنْ حَفِظُوا عَهْدَ رَبِّي
فَأَكْرَمَهُمْ خَالِقِي ذُو الْجَلاَلَهْ
وَأَسْبَغَ نِعْمَتَهُ خَيْرَنَصْرٍ
بِفَتْحٍ مُبِينٍ شَرِبْنَا زُلاَلَهْ
شَرِبْنَا عَلَى الضَّادِ نَخْبَ انْتِصَارٍ
شَهِيٍّ رَشَفْنَاهُ حَتَّى الثُّمَالَهْ
وَفِي صَبْرِ سَبْعٍ طَوَيْنَا الظَّلاَمَ
وَفِي قِمَّةِ الْعَزْمِ صُغْنَا زَوَالَهْ
قَهَرْنَا مَعَ الضَّادِ أَعْتَى الْغُزَاةِ
وَشَعْبِي مَعَ الضَّادِ شَقَّ نِضَالَهْ
أَمَا اسْتَدْمَرَتْنَا فَرَنْسَا طَوِيلاً
فَكَمْ مِنْ عَدُوٍّ بَزَغْنَا خِلاَلَهْ
فَرَنْسَا الْغَبِيَّةُ كَمْ جَرَّبَتْنَا
فَكَمْ غَاشِمٍ قَدْ شَهَدْنَا مَآلَهْ
ضَرَبْنَا مَعَ الضَّادِمَوْعِدَ حُبٍّ
فَمَا فَعَلَ الْغَاصِبُونَ حِيَالَهْ
لَكَمْ حَفِظَ الشَّعْبُ لِلضَّادِ عَهْدًا
وَقَرَّرَ حَتَّى يُتِمَّ اكْتِمَالَهْ
زَرَعْنَا لِسَانَ الْعَقِيدَةِ صِرْفًا
سَقَيْنَاهُ حَتَّى قَطَفْنَا غِلاَلَهْ
مَشَيْنَا عَلَى الْجَمْرِ دَهْرًا وَدَهْرًا
لِيَجْنِي الْعَدُوُّ اللَّعِينُ اخْتِلاَلَهْ
فَمَعْرَكَةُ الضَّادِ فَخْرٌ وَفَتْحٌ
وَنَصْرٌ مُبِينٌ يَجُبُّ احْتِلاَلَهْ
هَزِئْنَا بِجَلاَّدِهَا الأَطْلَسِيِّ
بِتِرْسَانَةٍ حَرَّكَتْهَا الضَّلاَلَهْ
لَكَمْ ذَبَّ شَعْبِي عَنِ الضَّادِ عُمْرًا
أَيَتْرُكُ شَعْبِي مَعِينَ الأَصَالَهْ ؟
قَهَرْنَا بِهَا قُوَّةَ الأَطْلَسِيِّ
قَهَرْنَاهُ حَتَّى اسْتَلَذَّ انْحِلاَلَهْ
نَشَرْنَا اللِّسَانَ مَعَ كُلِّ فَتْحٍ
أَيَتْرُكُ شَعْبِي الْكَرِيمُ خِلاَلَهْ؟
تُزَغْرِدُلِلضَّادِ أُمُّ الشَّهِيدِ
وَتُرْعِدُ بِالضَّادِ حُبًّا جِبَالَهْ
***
فَرَنْسَا وَجَلاَّدُهَا الأَطْلَسِيُّ
وَإِرْهَابُهَا الْمُرُّ مَنْ مَنْ أَبَادَهْ؟
تَصَدَّى لَهَا الشَّعْبُ وَالصَّدْرُ عَارٍ
تَصَدَّى لَهَا فِي طُقُوسِ الإِبَادَهْ
وَجَرَّدَ مِنْ غِمْدِ وَعْيٍ صَقِيلاً
يُزَمْجِرُفِي مَعْمَعَانِ الإِرَادَهْ
وَتَصْهَلُ فِينَا جِيَادُالنِّضَالِ
وَيَرْكَبُ شَعْبِي الأَبِيُّ عِنَادَهْ
وَتُشْرِقُ فِي صَوْتِنَا الْوِحْدَوِيِّ
عَزِيَمةُ صِدْقٍ تَبُثُّ امْتِدَادَهْ
فَمَعْرَكَةُ الْوَعْيِ خُضْنَا لَظَاهَا
لِنَصْهَرَ فِيهَا مَعَانِي السِّيَادَهْ
بَذَلْنَا دَمَ الرُّوحِ فِي كُلِّ شِبْرٍ
لِنُشْرِقَ مِنْ شَاهِقَاتِ السَّعَادَهْ
فَفِي كُلِّ سِجْنٍ لَنَا آيَةٌ
وَمِنْ كُلِّ رُكْنٍ تَفُوحُ الشَّهَادَهْ
مَلَأْنَا صَحَائِفَ مَجْدٍتَلِيدٍ
وَشَعْبِي الْعَظِيمُ أَرَاقَ مِدَادَهْ
وَرَسَّخَ فِي شَامِخَاتِ الإِبَاءِ
يَقِينَ الصُّمُودِ وَأَرْسَى جِهَادَهْ
تَفَيَّأَ ظِلَّ الشَّهَادَةِ فَذًّا
وَخَلَّدَ فِي دَمِهِ خَيْرَ عَادَهْ
وَعَلَّمَنَا كَيْفَ نَخْضَرُّ رُوحًا
لِتُثْمِرَ فِينَا مَعَانِي الْعِبَادَهْ
طَلَبْنَا الشَّهَادَةَ أَسْمَى الْأَمَانِي
عِطَاشًا وَلَمَّا اسْتَسَغْنَا الزِّيَادَهْ
قَهَرْنَا أَحَاسِيسَ خَوْفٍ بَلِيد
قَهَرْنَاهُ حَتَّى افْتَكَكْنَا الرِّيَادَهْ
إِلَى قُبَّةِ النَّصْرِ يَمَّمَ شَعْبِي
وَأَسْرَجَهَا صَافِنَاتٍ جِيَادَهْ
وَأَرْسَلَهَا مُورِيَاتٍ يَقِينًا
وَأَقْسَمَ لاَ يَرْكَبَنَّ حِيَادَهْ
وَأَظْمَأَ لَيْلَ الْحَيَاةِ شَهِيدًا
لِيُرْوِيَ فِي النَّائِبَاتِ شِدَادَهْ
لَقَدْ كَفَرَ الشَّعْبُ بِاللَّيْلِ حَتَّى
يَجُرَّ النَّهَارَ وَيُجْلِي سَوَادَهْ
لَكَمْ أَوْرَدَتْ لِلْمَحَارِقِ شَعْبِي
وَفِينِيقُهُ كَمْ أَثَارَتْ رَمَادَهْ
وَهَا امْتَدَّ مِنْ عَاصِفَاتِ الْجَنَاحِ
إِلَى قُبَّةِ النَّصْرِ مَنْ مَنْ أَعَادَهْ
عادل سلطاني ، بئر العاتر ، 19 سبتمبر 2011