[د. منذر أبوشعر]

الماضي: ذلك الزمن الفائت، كثيراًً ما نسترجعُه ونستعيده. فنقف عند حدوده وخطوط سواحله، ونستشرف بأعيننا ساعات كثيرةً راحلة، أخذها الوقت وفوات الزمن؛ فنتساءلُ عن الصيغة الفائتة بشغف مميز. فنتذكر – ونحن مع الزمن الراحل – الحدث المنصرم بصور متعددة، تبتدئ بالحزن الصامت، وتكتمل بالابتسامة الرضية، وتنتهي بشعور اللامبالاة، أو الصمت الحيادي غير الأليف.
فتختلف الصور في كل مرة باختلاف حالة الحدث؛ لكنها في جميعها يغلفها شعور عميق بالراحة أو الأمان. ربما لأننا نتذكر ساعتها- حتى في لحظات تذكر ساعات الحزن- أن الحوادث انتهت بصورة ما، وبانتهائها اكتملت تجربتنا تجاه الحدث الماضي ومثيلهِ المستقبلي.
أو ربما لأننا نرى طفولتنا بكل معانيها المتجددة، و شعورنا أنها كانت خيراً خالصاً ذات يوم.
لكننا مع ذلك- ساعة التذكر- لا نسترجع سوى الحوادث المميزة، ذات البصمات الخاصة الملفتة للانتباه. وتبقى الأشياء العادية طيّ الزمن وأرقام التاريخ، فنكتسب- دونما قصد- دفعة قوة وحماساً غير منظور.
فالماضي مخزن كبير، وبواسطة القدرة على استرجاعه نربح حكمة السنين وذوب تجاربها.
هذا أمر. والأمر الآخر قيامنا باستعادة الحدث الخاطئ باستمرار، وبإصرار ملحوظ: فهل نكون لحظتها قد فقدنا القدرة على التصالح مع الخطأ؛ أم أننا لم نتكيّف معه بعد؟ أو أن عدم تخطيه دلالة على عدم نضوجه؟
مهما يكن، فالخطأ الماضي حدثٌ متجددٌ يهدّد ثقتنا بالنفس، بل هو نوعٌ من الأذى غير المنظور. وكي نلغيه يجب كسرَ روتينه ليصبح غير آلي. وهذا يتطلب، بالطبع، عدم الخوف من المستقبل، وعدم الهروب من التكيّف مع الحاضر بإلغاء عنصر الكسل من النفس.

[فاطمة البشر]

عندما يتكرر الخطأ نفسه فهذا دليل على أننا لم نتعلم من أخطائنا ،
وأنه لا يوجد ماضٍ بل الحاضر كما الماضي ...
وعلينا أخذ زمام المبادرة من جديد وتجديد العهد مع النفس للرقي بها ....
كلماتك أبتِ العزيز راقتني كثيرا
دامت لك السعادة والبسمات
ودي ووردي

[عادل سلطاني]

أجل أستاذنا الفاضل سعدت بمعانقة هذا البث الرائع الحكيم الفيلسوف المتأني العاقل القارئ أيهذا القلب الصديق ، وها حملتنا مراكبك الفكرية العميقة إلى مصطلحات خلَّصْتَهَا من رتابتها الفجة لتفسح لها روحك فضاءات إزاحية إسقاطية جديدة على الذات والواقع لنتذوقها بطعم جديد ذي نكهة مستساغة فما أجمل أن نسترجع الماضي ذلك "المخزن الكبير" بحدقة الحاضر الواعية المسائلة المحاسبة لندرك تجربة الماضي ولا نكتفي بإدراكها فقط وإنما يجب أن نفعلها للوقوف على عين يقينها لاستخلاص الدروس والعبر من شقها الإيجابي كما الاستفادة أيضا من شقها السلبي لنحاسب ونسائل أخطاءنا الماضية حتى لا نكررها وهذه هي الحكمة الخالدة المستخلصة من مساءلة الخطإ الماضي والتصالح مع الذات .

تحياتي مبدعنا الفاضل الأستاذ الدكتور منذر أبوشعر.

[د. منذر أبوشعر]

الأستاذ النبيل عادل سلطاني :
اليوم ، فوجئت بجرير بن عطية الخطفى ، فحل يربوع ، وعز تميم ،
و كبير شعراء بني أمية ، بل أبوعذرة شعر عفيف شعر الغزل ، يدق بابي ، فقلت باستغراب ودهشة ، وفرح غامر يعمر كياني : أعرف أنك كنت في سني زهرعمر التاريخ، ولدت عام 33 هجرية ، وبقيت حتى سنة 133 هجرية ! فما الذي أتى بك ؟! وكيف تحادثني وتكلمني وتترافق معي ؟
أحقا أنت هو هو بلبوس جديد ؟! وكيف ذلك وما سره وما حاق سببه ؟!
وفركت عيني ، وأنا أقول : بلى هو أنت ! بلى هو أنت ! شاعر الجزائر
ولسان العرب :الأستاذ عادل سلطاني ، فأهلا ومرحبا ويمنا قدومك .

[د. منذر أبوشعر]

ابنتي فاطمة البشر :
لحضورك لمسة حانية ، تورق أبدا زهر ربيع ، وعطر شوق غاف .
الشكر كله لك ، ومستمر بألق حضورك جميل اللقاء.