الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق في حوار خاص لمؤسسة القدس للثقافة والتراث
أجريت المقابلة بتاريخ 7-5-2011 في منزل الشاعر الراحل
أديب يجول في أروقة الثقافة والأدب، يكتب بجميع الأجناس الفنية والأدبية ، من الشعر إلى المسرح والأغنية والرواية، كما كتب للأطفال .
وبين مطرقة الإلهام وسندان الإيحاء تولد الفكرة التي تجعل منه أديباً متقدماً عن باقي الأدباء في زمن أصبحت فيه الكتابة الأدبية الأصيلة من النوادر إن لم تكن من المستحيلات.
وفي ظل كل هذا تبقى المظلة الوطنية حاضرة ، والمرجعية برأيه واحدة ، هي فلسطين فقط .
وعلى الجميع أن يعمل منها ولأجلها ، وفلسطين هي كل فلسطين ، لا نقبلها منقوصة.....
تنفرد مؤسسة القدس للثقافة والتراث في حديث خاص مع الشاعر – كما يحب أن نسميه – الفلسطيني الأستاذ طلعت سقيرق ، تزامناً مع ذكرى نكبة فلسطين عام 1948 .
بداية نرحب بالأستاذ طلعت سقيرق في مؤسسة القدس للثقافة والتراث ونشكره على إتاحة الوقت لنا بلقائه
# ازدحمت الساحة الأدبية بالكثير من الأسماء وبالتالي الكثير من النتاجات الأدبية ، كيف تقيم هذه الحركة ، وهل هي بحاجة إلى موجه لها؟
بالطبع إن كل مرحلة تستدعي أسماء جديدة ووجوهاً جديدة أيضاً، بحسب الظروف التي تستجد، نحن أبناء قضية متحركة دائماً ويجب أن تتقدم نحو الأمام ونحو بوصلة تحدد فلسطين بشكل كامل والتي يجب أن توجد من خلال الشعب المتطور الحي أسماء جديدة ، فهناك توجهات وأشكال فلسطينية جديدة وكذلك أساليب أدبية جديدة .
فلو قسمنا الأدب الفلسطيني إلى مراحل فسنجد أن هناك أدب قبل النكبة عام 1948، وأدب النكبة ، وأدب الداخل ، وأدب ما بعد النكبة ، كل ذلك شكل أشياء من الممكن أن نصنفها في العديد من المحاور وكلها يقبل التقييم .
وأقول إن التقانة المتطورة جرت الناس بعيداً عن القراءة والثقافة ، فالتلفزيون مثلاً وانتشار الفضائيات والانترنت الذي أخذ الناس نحو ثقافة جديدة أنتجت ( أدباء انترنت ) وبالتالي لا نستطيع إلغاء العديد من الأسماء التي صعدت عبر الانترنت ، وأصبحت أشهر من الذين صعدوا عبر المنشورات الورقية .
ضمن المتاح أنا راض عما يقدمه الشباب الفلسطيني اليوم ، لأن الكاتب الفلسطيني الشاب مظلوم ومتروك من دون موجه ،و دون مساعدة من أحد ، وبالتالي الجميع يتحمل مسؤولية ذلك من أدباء ومؤسسات ومنظمات أدبية وكل واحد من الشعب الفلسطيني يجب أن يتحمل المسؤولية تجاه رعاية واحتضان هؤلاء الشباب .
لأن الشاب الذي يكتب أفضل بكثير من الشاب الذي يتلهى هنا وهناك ، لماذا نترك الشباب يلهثون وراء من يطبع لهم كتبهم، لذلك علينا احتضانهم وعدم تركهم لأنهم إن تركوا سيذهبون للمجهول بعيداً عن الاتجاه الصحيح ، لأننا أخذنا فرصتنا كاملة واليوم يجب إعطاؤها لهم .
الصحفي عبدالله قنديل بحواره مع الشاعر طلعت سقيرق
# كتبت والمقاومة حاضرة في معظم ما تكتب ، كيف ترى العلاقة المتبادلة بين الأدب والمقاومة ؟
لا أعتقد أن هناك أدباً فلسطينياً من دون مقاومة ، حتى عندما نكتب عن الحب هناك مقاومة ، وليس هناك انفصال بين الأدب الفلسطيني والمقاومة .
الأديب الفلسطيني أديب مقاوم شاء أم أبى ، لأنه يتجه دائماً إلى فلسطين ، فهو يعيش بأي مكان من الأرض عيشاً غير مستقر ، لذلك هو يبحث عن وطنه وذلك يستدعي المقاومة والوطن لا يعود إلا بالمقاومة .
أما بالنسبة لي لا وجود لشيء اسمه سلام ، لأن السلام يقوم بين طرفين والطرف الثاني هنا هو احتلال وأنا أنفي الاحتلال .
لأنني أريد فلسطين من الشمال إلى الجنوب ، وهذا الموجود على أرضي استيطان غريب وسرطان نريد التخلص منه .
أنا أعبر عن ضمير الشعب وللسياسي ما أراد ، فموقفنا مخالف تماماً لأي موقف ينادي بالتسوية .
#هنا أريد أن نسألك كيف يساهم المثقف في بناء وعي الشباب تجاه القضايا الوطنية ؟
إننا نرفض رفضاً تاماً أي سلام مع الاحتلال الصهيوني ، لأنني أقول احتلال ، وأنا عندما أكتب أضع دائماً قبلها سيئة الصيت وأضعها بين قوسين ، لأنها كلمة غريبة .
هناك فلسطين مسلمة ومسيحية ولجميع الأديان لكنها عربية ، ولا نقبل وجود هذا الكيان الغاشم بين هذه الدول العربية الأصيلة .لا ننسى أن ( إسرائيل) قامت على الدين وليس ثمة دولة قامت على الدين ، فهل من المنطقي أن نقول على جميع المسلمين أن يعودوا إلى السعودية ، هل من المنطقي أن يعود اليهود إلى فلسطين .
وبالرغم من المحاولات لزرع أيديولوجيا جديدة تنادي بالتطبيع والتسوية وإنهاء الصراع ؟
هنا تقول زرع ، والزرع اصطناعي وليس حقيقياً لأنه ليس له جذور ، ودور المثقف هنا أن يشير دائماً إلى البوصلة الحقيقية باتجاه فلسطين ، فلسطين عربية ولا يمكن أن تكون إلا عربية ومن الواجب أن تكون عربية .
# بوصفكم أدباء ومثقفين فلسطينيين كيف تشاركون بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من أحداث يومية في الداخل ؟
من خلال التصوير اليومي لمعاناة الشعب الفلسطيني من قتل ممنهج واستيطان وتصوير الحنين الفلسطيني من الخارج وكذلك تصوير عذابات الشعب الفلسطيني في الداخل ، وتصوير ما تقوم به ( إسرائيل ) من تثبيت أن لها الحق ، والسؤال من أين لها هذا الحق ؟ .
ومعظم قصصي كتبت عن الانتفاضة الأولى والثانية وكتبت عن محمد الدرة وعن الكثير ، لا يمكن أن يمر العلم الفلسطيني أو الطفل الفلسطيني أمام ناظريك دون أن تكتب شيئاً .
# ما دور الأديب الفلسطيني المبعد في رسم الصورة الحقيقية للوطن الأم فلسطين ؟
السياسة لها أن تصمت ، ونحن من يعبر عن الضمير الفلسطيني الحي ، كل سياسي يقول إن فلسطين جزء منها لنا وجزء منها للآخرين ، يجب أن يصمت فهو يعبر عن نفسه فقط .
نحن نعبر عن الضمير الشعبي الحي ولا يمكن أن يذهب أي دم لشهيد فلسطيني وعربي قدم لاسترجاع فلسطين هباء .فعلينا جميعاً أن نعود لفلسطين وحتى أبي الذي مات خارج فلسطين ، علينا استعادة عظامه ودفنها هناك في فلسطين .
الحق لا أحد يتخلى عنه ، فلسطين لنا وكاملة لنا وستبقى لنا .
وإن طال الزمن لا بأس سننتظر ، ولكن يجب أن تعود ، فأنا من حيفا لا أرضى غير حيفا وطناً بديلاً ، دفعنا الكثير وسندفع أيضاً الكثير لأن الوطن غالٍ والعودة مكلفة ولا بأس في ذلك .
# من خلال تجربتك الطويلة في العمل الأدبي والإعلامي خارج فلسطين كيف تقيّم لنا الحركة الثقافية والأدبية الفلسطينية في الشتات ؟
هي معبرة عن وجود كل فلسطيني في مكان ما وجميع هذه الجداول تصب في مجرى واحد يتجه نحو عودة فلسطين ونحو حق العودة ، نحو شمولية فلسطين .
الصوت الفلسطيني في سورية له خصوصية ، والصوت من مصر له خصوصية أخرى ، ومن لبنان له خصوصية أخرى ، وكلها جداول تلتقي في نهر واحد يصب في البحر الفلسطيني .
وبرأيي هذا التعدد يفيد الأدب الفلسطيني ولا يضره ، وأنا قمت بدراسات عديدة للأدب الفلسطيني ، لذلك أقول إن هناك نكهة وخصوصية لكن بلد ، والأديب الفلسطيني لا يستطيع إلا أن يتأثر ويؤثر في المكان الموجود فيه .
والنتيجة المهمة أن أدبه فلسطيني .
# إلى أي مدرسة أدبية ينتمي طلعت سقيرق، كما يشعر بنفسه ؟
لا أحب أن أنتمي إلى أي مدرسة ، على نحو عام أنا أنتمي إلى الأدب الفلسطيني ، لأن كل قصة أو مسرحية أو قصيدة
من الممكن أن أميل فيها إلى الانطباعية لكونها تحمل المشاعر ، والانطباعية حتى في الدراسة تحمل بصمة المشاعر .
تحمل الاحساسات وتحمل شعوري نحو شيء ما .
ما زلت متحرراً من جميع المدارس لأن المدارس قيد ، ولكل قصة لها حالة منفردة وبالتالي فهي ترفض القولبة والتأطير ، مع العلم أن جميع المدارس مستوردة ولم تولد عندنا لذلك أقرب شيء لنا المدرسة الانطباعية .
مع العلم أن الأدب الفلسطيني هو مدرسة بحد ذاته ، لأن هناك أدباً في المهجر وفي الداخل ،
فنياً أفاد الأدب الفلسطيني من كل المدارس ولكن وظفها لكي تكون ضمن بوتقة واحدة هي البوتقة الفلسطينية .التي تحمل الطعم الفلسطيني .مستفيدة من جميع الفنون من دون استثناء .
فأقول إنه ممكن أن يكون أدبي مائلاً نحو الانطباعية ، كونها تابعة للعواطف وقابليتها بالتأثر من كل شيء .
#هل تسيطر المشاعر على قلم طلعت سقيرق ؟
بالتأكيد لأن الشعر عندي قبل أي جنس أدبي آخر ، إذا سألتني ماذا تحب أن أناديك أقول لك: الشاعر طلعت سقيرق
وحتى القصة التي كتبتها استفادت من الشعر .
# ما تأثير الحركة السياسية على الحالة الأدبية الفلسطينية ؟
دائماً الحركة السياسية فكرت عندما كانت المنظمات كبيرة ، وعندما كانت المنظمات هي التي تخرج الأديب وليس الأديب من يخرج المنظمات ، وأسماء مثل محمود درويش ، غسان كنفاني ، معين بسيسو ، هذه أسماء كبيرة لا يمكن لأي منظمة أن تجذب هؤلاء الأدباء لتكتب وفقاً لصفّها .
بالمقابل هناك أسماء كثيرة لم يعد أحد يتذكرها ، والسبب في ذلك أن التنظيم أنشأها لتكتب له وتزول بزوال المنظمات عن الساحة الفلسطينية .
فمن الخطأ أن نصنع أديباً ، لأن الأديب إن صنع سوف ينتهي بتاريخ الصلاحية ، الكثيرون لم أعد أسمع صوتهم ولم يعاودوا الكتابة ، وأسأل أين هم ؟
الأديب هو أديب بالأصل ، والمنظمات والمؤسسات وغيرها تساعد على ذيوع صيت الأديب لكنها لا تصنعه.
# كيف تراقب الحالة الثقافية الفلسطينية ؟
من خلال اختصاصي كوني خريج أدب ، ولي أربعة كتب جميعها في النقد الأدبي الفلسطيني ، ومتابع لمعظم ما يصدر من الأدب الفلسطيني في الداخل والشتات .
ومن خلال عملي الحالي في الببليوغرافية ، أستطيع أن أقوم بمتابعة ما يصدر في الأدب الفلسطيني.
#هل تشعر بفوارق بين ما يكتب اليوم ، وما كان يكتب في الماضي حول القضية ؟
نعم هناك فوارق واضحة ، الالتزام في صعود وهبوط ، فمثلاً هناك فترات ازدهرت بها الأغنيات الفلسطينية وعلو صوتها ، واليوم غابت وأسأل لماذا ؟ وأين هي ؟
والسبب برأي هو انعكاس للحالة السياسية العامة وللظروف المتموجة للقضية الفلسطينية ،وانعكاس للتراجعات والهزائم والتراخي ولأشياء أخرى ، وهنا أدين الجميع من جهات ومؤسسات التي صنعت من الإنسان الفلسطيني إنساناً يعمل من أجل فلسطين وتركته وحيداُ بالفراغ .
# ماذا يريد طلعت سقيرق ممن يكتب اليوم ؟
أن يكتب بشكل مبدع ، بشكل متميز ، أن يعبر عن الإبداع الفلسطيني بشكل متميز بكل شيء ، وهو يتميز عن العديد من الفنون الأدبية الغربية ، فعندما يكثر الشعر كيف ستقنع المستمع العربي بأن يسمع الشعر ؟ لذلك لابد من الإبداع لتفادي حالة التردي لا سمح الله في مستوى الكتابة في الأدب الفلسطيني .
وهناك أيادٍ تلعب وهي مستفيدة من إنتاج واقع أدبي متردٍ ، فالسياسي الذي يريد التسوية يهمه كثيراً ألا يكون هناك مبدع كبير لأن هذا المبدع يشير دائماً لفلسطين ، والدليل لماذا اغتالت (إسرائيل ) ناجي العلي ، وغسان كنفاني وأخرين ؟
# من خلال قراءتي لبعض ما كتبت ، استوقفت عند كتاب أغنيات فلسطينية ( شعر محكي ) ، ما قصة الكتاب ؟
أنا كاتب فلسطيني لا أنتمي لأي منظمة أو حزب أو تيار سياسي محدد ، لذلك طلب مني أن أكتب أغنيات من قبل كل الفصائل والمنظمات الفلسطينية كوني مستقلاً ، ولكني منتمٍ لفلسطين التي هي أكبر من كل انتماء جزئي .
الكتاب أخذ جائزة في رومانيا ، والسبب وراء كتابته وجمعه في هذا الشكل يعود إلى أن هناك من أصبح يستخدم هذه الأغنيات دون الإشارة لمن كتبها ، وهذا مزعج جداً لكل إنسان يعمل ويضيع مجهوده.
تصور أن لي أغنية ( أمي يا حباً أهواه ) ، قاموا بغنائها بالسعودية والكويت وعدة تلفزيونات عربية ولم يذكروا فيها اسمي مطلقاً ، مع العلم أني كتبتها وأنا في السادسة عشرة من عمري .
# حبذا لو تحدثنا عن تجربتك الجديدة في ببليوغرافية أدباء فلسطين ؟
لي كتاب اسمه أدباء فلسطين في القرن العشرين ، صدر عام 1998 عن دار الفرقد ، ضم حوالي 890 اسم أديب وكاتب فلسطيني ، ثم قررت أن يتحول إلى موسوعة أعلام فلسطين في القرن العشرين ، فقمت بمراسلة الكتاب والأدباء في الخارج والمهجر ، وحقيقة أن الشعب الفلسطيني غني جداً بالأدباء والكتاب والإبداعات المتميزة ، لذلك لابد من الحفاظ عليه كما نحافظ على التراث الفلسطيني من الضياع .
لكن من واقع التجربة للأسف هناك محاولات من البعض يقوم بتقليد البعض الأخر وبالتالي لا إضافة جديدة وهذه مشكلة أدبية كبيرة ، يقومون بتكرير بعضهم البعض دون محاولة استكمال لما قام به السلف ، وهناك أجيال تفنى وتأخذ معها ما أنتجته ، وللتاريخ إن من أفضل من يقوم بالتوثيق العلمي الصحيح هو الباحث الفلسطيني محمد توفيق السهلي ، فهو متابع جيد للتوثيق ، ومثله الباحث نمر سرحان .
اليوم تحوي الموسوعة الجديدة التي أقوم بكتابتها حوالي 3000 أسم كاتب وشاعر وباحث فلسطيني ، وستعتبر من أهم المراجع في مجال الببليوغرافية إن شاء الله .
واليوم مشروع آخر بدأت العمل به وهو أنطولوجيا القصة والرواية والشعر الفلسطيني ، وهو عمل أدبي ضخم ، وبحاجة إلى وقت ومجهود كبيرين.
من أجل ذلك أدعو جميع المؤسسات والمنظمات التي تعمل في مجال الأدب والتراث الفلسطيني أن توجه مجهودها نحو أعمال بهذا الحجم للحفاظ على التراث والثقافة الفلسطينية ، لأن التواصل عند الشعب الفلسطيني هو تواصل شفوي ، ومعظمهم يعتمد على الذاكرة الشفوية ، لذلك لابد من الحفاظ على التراث الفلسطيني .
وأتساءل عن دور المؤسسات من الذاكرة الفلسطينية التي تموت أمام أعيننا ؟ ماذا يفعل كتّاب التراث الفلسطيني ؟
والجميل في عمل الببليوغرافية أنها من الممكن أن تعتمد على المقابلة الحية والمباشرة ، فبدلاً من أن يقتبس أحدهم من كتاب طلعت سقيرق لماذا لا يتواصل مع الأديب نفسه ، حقيقة هذه مشكلتنا بالتكرار.
ففي عملي هذا أنا أكملت عملاً قام به الكاتب الشهيد غسان كنفاني ،و قدمت 50 شاعراً جديداً لم يقدمهم غسان كنفاني ،
قديماً كان الجميع يعيش على التراث الذي قدمه غسان كنفاني ، من محمود درويش ، توفيق زياد ، سميح القاسم .....
لقد اضطررت ولمدة عشر سنوات أن أذهب لمؤسسة الأرض وأن أكتب بخط يدي حتى استطعت أن أصل إلى كتابي( الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثالث ) ، والذي قدمته ليصبح مرجعاً في الأدب الفلسطيني .
# هل أنت مع المعاصرة أم الأصالة أم الجمع بينهما ؟
إذا كنت أكتب من دون معاصرة فكتاباتي ناقصة ، وإذا كنت أكتب من دون أصالة فأيضاً هي ناقصة ، لابد من الجمع والاستفادة من كل شيء .
يجب أن تستفيد حتى من قصص الأطفال ، لا تترك شيئاً ، فترك الأشياء يجعلها غير مكتملة ، إذا أنا لا أؤمن بالشيء هذا لا يعني ألّا أقرأه .
هذا لا يعني أن نلغي الأصالة نهائيا ً بدمجها في التجديد أبداً ، هناك أصالة أدبية عربية كبيرة وجميلة جداُ .
كما لا أستطيع أن أنفرد بنوع واحد من الكتابة كالشعر العامودي مثلا ً ، ما المانع من أن أكتب بكل الأشكال ....
كل ما يخدم الأدب يجب أن أنطلق منه ، مادام يقدم وظيفة جمالية، وظيفة قومية، وظيفة تخدم الإنسان ، فهو جيد.
لا داعي لإلغاء أي نوع جديد إذا كان مفيداً .
# من أحب الشعراء أو الأدباء الفلسطينيين إليك ؟
محمود درويش ، شاعر عالمي ، وهو كبير جداً جداً ، وكل شاعر متميز يترك بصمة جميلة ، ويكتب قناعاته ، فأنا لا ألغي أحداً بشكل مطلق ، كما أنني لست أفضل من أحد بشكل مطلق .
# ما أحب أعمال طلعت سقيرق إليك ؟
القصيدة الصوفية 1999 ، التي تناولت السطر المدور ، وقصيدة وطنية إنسانية ، وهي أول قصيدة تكتب كاملة بالسطر المدور ، وحكي عنها كثيراً لذلك هي قريبة إلي كثيراً ، ولم يبق وقتها في الأسواق أي نسخة مطبوعة بوقت قصير جداً .
الديوان المفتوح زمنياً، وهو عبارة عن بطاقات الذي صدر تقريباً خلال خمس سنوات ، ما يقارب 18 بطاقة سنوياً،
هذا الديوان انتشر بشكل كبير جداً وخاصة بين طلاب الجامعات ....
# ماذا يحب أن يقول طلعت سقيرق من خلال مؤسسة القدس للثقافة والتراث ؟
علينا أن نؤمن دائما بأن فلسطين هي فلسطين العربية ولا يمكن أن تكون إلا عربية ، فلسطين كاملة من الشمال إلى الجنوب ، ولن نترك حبة رمل واحدة مهما حصل .
حوار : عبد الله قنديل
المصدر : خاص مؤسسة القدس للثقافة والتراث