[فهيم رياض]

جون ستيوارت صاحب محل مجوهرات بأحد أرقى شوارع لندن ،
عاصمة بريطانيا . ذات صباح ماطر دخل عليه رجلان ، الأول
شاب في مقتبل العمر والثاني كهل مبثورالطرف العلوي الأيمن .
بعد تبادل التحايا والمجاملات ، قال الرجل الكهل للتاجر: أنا
جيمس ساندي ، جندي سابق في القوات المسلحة الملكية ،
شاركت في الحرب العالمية الثانية وقد فقدت فيها طرفي العلوي
الأيمن كما ترى ، غدا سيكون عيد ميلادزوجتي وأريد أن أهديها
خاتما جميلا منقوش عليه الحرفان الأولان من إسمها ....
آه سيدي لقد لاحظت على مدخل المحل عبارة هلمو إلى مجوهرات
هيلاري ستيوارت ، هل هيلاري هذه إبنتكم ؟
رد صاحب المحل : لا ، بل هي زوجتي المالكة الحقيقية لهذا
المتجر ، أما أنا فأتكفل نيابة عنها بشؤون التسيير لما أكتسبته
من خبرة في ميدان المجوهرات .
الكهل : ما أسعدنا نحن الرجال ، نساؤنا يكدن من أجلنا منذ أن
نكون في أحشائهن أجنة إلى غاية رحيلنا من الدنيا ونحن لانقدر
ذلك أبدا .
أكيد أن المسكينة موجودة الآن بالبيت لطهي الطعام و تحضير
مختلف اللوازم .
التاجر وبضحكة هادئة : أجل ، هي في البيت كما قلت .
الزبون : وهل البيت بعيد من هنا ؟
التاجر : نوعا ما ...بيتنا يقع بين حديقة الحيوانات والمسبح
الألومبي .
نظر الكهل إلى رفيقه ثم إلتفت إلى صاحب المحل وقال له :
كما قلت لك
سيدي أريد شراء خاتم جميل وكمية أخرى من المجوهرات
تصل قيمتها الكلية إلى عشرة ألاف جنيه إسترليني ، ثم
أردف : توجد سيدي داخل جيب معطفي هذا ورقة مرسوم
عليها نموذج الخاتم المراد شرائه ، فهلا تكرمت وأدخلت
يدك لتخرجها لترى النوع الذي أريد ؟
مد التاجر يده وأخرج الورقة ونظر إليها ثم نظر إلى
صاحبها وقال مستبشرا :هذا النموذج متوفر لدي ، ثم مد
يده قليلا نحو الأسفل وأخرج من موضع ما الخاتم
المطلوب وقال : أهذا هو النموذج الذي تبحث عنه ؟
أجاب الرجل الكهل : نعم هو بالضبط سيدي ، يبقى فقط
النقش .
التاجر ستيوارت : قلت لي إن إسم السيدة حرمك هو ....
الزبون : هلينا ساندي .
التاجر : يعني h وs .
الزبون : أجل ، آه لكم ستفرح زوجتي عندما ترى هذا
الخاتم وتضعه في أصبعها ، وكم ثمنه منقوشا يا ترى؟
ستيوارت : ألف جنيه .
وبشكل مفاجيء إنتابت الزبون موجة من القلق والإرتباك
، فألتفت إلى رفيقه وقال :واأسفاه ، لقد نسيت النقود في
البيت والمبلغ الموجود لدي الآن بالكاد يكفي ثمن الخاتم ،
وأرجو من السيد ستيوارت أن نهي النقش بسرعة لأتمكن
من إحضارما تبقى من المال من البيت عن طريق رفيقي ،
وزوجتي لايمكنها إعطاء هذا المبلغ له إلا بدليل دامغ الذي
سيكون هذا الخاتم ومراسلة ممضاة مني .
نظر التاجر إلى زبونه بإعتزاز وفخر وقال : هأنذا قد إنتهيت
من النقش..... ما رأيك ؟
الزبون :إلهي ، لكم هو رائع ، شكرا لك سيدي .
غمز الزبون لرفيقه الشاب فتقدم هذا الأخير نحو التاجر و
أخرج من جيبه ألف جنيه وأعطاه إياه .
بنبرة حزينة تثير الشفقة قال الزبون للتاجر : صديقي هذا
أمي لايعرف الكتابة وأنا كما ترى لا يسمح لي حالي بذلك
فلوتكرمت وكتبت كلمات سأمليها عليك لزوجتي .
أخرج التاجر ورقة وقلما وقال : أنا تحت أمرك ماذا تريد
أن تكتب ؟
الزبون : أنا بصدد إنجاز صفقة تجارية مجزلة ، وأنا بحاجة
الآن إلى مبلغ تسعة الاف جنيه ، أجو أن تبعثي لي به مع
حامل الرسالة والخاتم الذي يحمل الحرفين الأولين لإسمك .
انا في الإنتظار عزيزتي ...زوجك .
ثم طلب الزبون من التاجر أن يختم الرسالة في أسفلها
بالحرفين الأولين لإسمه .
سلم الزبون لصديقه الشاب الخاتم والرسالة وأمره بالذهاب
إلى البيت للإتيان بالمبلغ .
بعد خروج الشاب بقليل ، طلب الكهل من التاجر الإذن للخروج
لقضاء حاجة ملحة .
بعد ثلاث دقائق من خروج الكهل ، دخل السيد إدوارد إلى محل
صديقه السيد ستيوارت في إطار زيارة مجاملة وفي أثناء
تبادلهما للأخبار قص التاجر على صديقه المفتش المتقاعد ما
جرى له مع الكهل المعطوب وصديقه الشاب الأمي وقبل أن يكمل
القصة صاح السيد إدوارد بأعلى صوته قائلا : ادرك مالك وبيتك
وزوجتك فقد تعرضت يا صديقي العزيز لعملية نصب واحتيال .
ترى كيف عرف إدوارد أن صديقه ستيوارت قد تعرض للنصب و
الإحتيال ؟

[بوران شما]

الأخ الأستاذ فهيم رياض

قصة ممتعة وجريمة فظيعة في محل هيلاري ,
أما الكهل والشاب فهما فعلاً عصابة فظيعة في الاحتيال والنهب .
وأما السؤال كيف عرف إدوارد أن صديقه ستيوارت قد تعرض للنصب و
الإحتيال ؟

فهو واضح أستاذ فهيم :
أولاً عرف الكهل والشاب مكان سكن صاحب محل المجوهرات . إضافة إلى أنهما
عرفا اسم زوجته : هيلاري ستيوارت .
ثانياً : قال له أن يحفر اول حرفين من اسم زوجته والتي ادّعى أن اسمها:هلينا ساندي
واسمها تتشابه أحرفه الأولى مع الأحرف الأولى من اسم هيلاري ستيوارت .
وهكذا أرسل لها الرسالة والخاتم بأحرف اسمها لتنطلي عليها القصة وترسل له مبلغ
التسعة ألاف جنيه .
فعلاً إنها قصة غريبة وغاية في الدهاء والسلب والنهب .
أشكرك أستاذ فهيم مع فائق تقديري .

[فهيم رياض]

شكرا لك أستاذة بوران
ومعذرة على التأخر في
الرد .
نعم الحل هو كما قلت وجوهر
عقدة الجريمة هو تبني المجرم
اسماءا أحرفها الأولى هي نفس
الأحرف الأولى لأسماء السيد
ستيوارت وزوجته وقد أكتملت
الحبكة بتحرير الرسالة بخط يد
التاجر حتى تنطلي الحيلة على
زوجته .
تحية وتقدير .