احتجاجاً على منع (إسرائيل) تصدير منتجاتهم إلى أوروبا
مزارعون فلسطينيون يتلفون أزهارهم أمام معبر صوفا
اكد الشهود ان عددا من المزارعين القوا بعض الزهور امام اغنام كانت في بستان قرب معبر صوفا.
ويقول مسؤول في جمعية مصدري الزهور ان حوالي الف عامل ومهندس يعملون في انتاج الزهور بغزة
وأنا أتابع هذا الخبر بمرارة
وبمرارة أخرى يحتفل مسلمونا بأعياد وثنية
قرأت مقال رائع
اتمنى أن تشاركوني قراءته
مع الحياة والناس: فالًنتايْن وبالًسْتاين!! * خيري منصور
لأنه زمن الكراهية والكوليرا التي تنهش الرّوح ، فإن الوردة الحمراء سواء لونها قلب العصفور الصغير المدمى بشوكتها أو كانت من شقائق النعمان التي تنبت على قبور من افتدوا الحياة والأحياء بدمهم هي شارة الحب الممنوع ، لهذا أضاف العرب الى يوم فالنتاين يوماً آخر يستحق أن يتذكره العالم بأسره في كل شتاء هو يوم «بالًسْتاين» ومعذرة لكتابة اسم فلسطين بالافرنجي لأن عرب الأبجدية يرطنون وهم يهنئون بعضهم بأعياد رأس السنة ويوم الحب..
يوم بالًسْتاين ليس الثالث عشر من شباط ، الذي تموء فيه القطط وتتثاءب الأشجار ، ويوغل فيه الناس في الغيبوبة البيضاء.
انه كل أيام العام.. بدءاً من رأس السنة الفلسطينية مروراً بالخامس عشر من كل الشهور وليس انتهاء بأسبوع يتقاسمه الأسرى والشهداء والعشاق،.
نعرف من طفولتنا أن الحمير لا تحب الورد ، فهو على الأغلب مرّ المذاق ورائحته تزعجها لأنها من ملكوت آخر لا علاقة له بالشعير والبرسيم ، لكن الورد الجديد في عالم فقد عضويته وصار أشبه بمستحضرات صناعية بديلة لكل ما هو أصيل لا رائحة له ، وهو أشبه بالمطاط أو القطن غير المندوف ، لهذا قد تقبل الحمير عليه ، وقد تسد به الماعز الجائع في العام الأعجف رمقها..
شقائق النعمان أولى من هذا الورد الداجن في يوم بالًسْتاين الذي لم يعترف به العالم حتى الآن عيداً للحب في أقصى درجات الموت.
لقد شاهدنا أكداساً من الورد الأحمر في غزة وقد تحولت الى نفايات محرومة من الدّفن. وقد تكون الرائحة المنبعثة من الورد الذابل والعطن هي رائحة لا علاقة لها بالحب ، لأن الزمن مُطوّب للكراهية ولأن فالنتاين لم يحصل من اسرائيل على تأشيرة دخول الى غزة،
ان الوردة الحمراء في ثقافتنا ليست شرقية أو غربية كالزيتونة الخالدة.. لأنها قبل ماركس وفالنتاين وسائر السلالة كانت من دم الفتى الذي بقر بطنه الخنزير البري فاندلع الربيع في أساطير سومر والفنيق وكنعان وفي كل ذاكرة مبهورة بتاريخ كان توأم التراجيديا إن لم يكن أمّها ، وهناك لحظة حرجة تتفوق على المساحة الحرجة في الفيزياء والقنبلة النووية أيضاً هي لحظة لا يدركها غير واحد من الثلاثة العاشق والشهيد والأسير..
فالأول تعلمنا منه الحب والثاني تعلمنا منه الحياة والثالث تعلمنا منه الحرية... ولكل واحد من هؤلاء وردته سواء كانت بيضاء أو خضراء أو حمراء... لكنها تسري بكامل شذاها في دمه ولا تتدلى من عروة على صدره لأن الأكفان لا جيوب لها ولا عُرى،
في يوم بالًسْتاين انتهى الورد الأحمر الى قبر جماعي ، واجترت البهائم السّلاف المرّ.
أما الرحيق كله ففي مكان آخر لا يخضع لتصاريح الزراعة والاستيراد والتصدير... انه في العمق من ذاكرة موشومة الى الأبد باللون الأحمر غير المصبوغ بالحبر.. هو لون شقائق النعمان،
بارك الله في الكاتب