اليقين
اليقين كالشجرة النابتة في القلب، أغصانها العمل وثمرتها الثواب؛ وكما قد تكون
الشجرة نابتة الأصل بلا أغصان يكون اليقين نابتاً بلا عمل؛ وأنه كما لا تكون
الأغصان نابتة بلا أصل فكذلك قد لا يكون العمل نافعاً إلاَّ بيقين؛ وكما أنه لا
تُخلف الثمرةُ في الطيب والكثرة إذا كان الأصلُ ثابتاً والأغصان ملتفة، فكذلك
يكون الثواب لمن صحَّ يقينه وحَسَن عمله.
وقد تعرض للأعمال عوارضُ من العلل: منهن الأمل المُثبِّط، والنفسُ الأمَّارة
بالسوء، والهوى المزيِّنُ للباطل، والشيطانُ الجاري من ابن آدم مجرى الدم -
يضررن بالعمل والثواب، ولا يبلغ ضررُهن اليقين؛ فيكون ذلك كبعض ما يَعرِضُ
للشجرة من عوارض الآفات فتذوي أغصانها وتنثر ورقها وتمنع ثمرتها والأصل
ثابتٌ؛ فإذا تجلَّت الآفةُ عادت إلى حال صلاحها.
فماذا يُعجبك من عمل امريء لا يشبه يقينه، ويقينه لا يرتبط رجاءه وخوفه من
ربه ؟
(عيون الأخبار 2 / 377 رقم 3705 ط، المكتب الإسلامي)
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|