على صوت هدير البحر وعلى متن قارب يتخبط وسط البحر...يباغتني هجوم الموج وعصف الريح وقد اكفهر وجه السماء وغمرني ضباب كثيف :"إلامَ سيؤول ذلك ؟"
فجأةً وعلى إثر ذلك الموج الصارخ ينقلب القارب رأساً على عقب...أظل سابحاً في جوف البحر البارد..يرتجف جسدي من البرد وتشققت شفتاي وازرقَّ لوني:"وكيف التأقلم؟" تكاد أنفاسي أن تتقطع ،فجاةً أحسست بشيء يحوم حولي.."ما هو؟"
لقد أُنهِك جسدي وخارت قواي لم يعد باستطاعتي أن أقاوم الموت.."فلِمَ تختفي؟ ..هاه ..هاه" أناديه
مخلِّصي من هذه الحياة...يبصق بتفكيره في وجه إله الجهل.وإذ به يظهر...ويطلعني على ابتسامته البريئة...إنه ...إنه سمك قرش أبيض..:"فكيف هي نهايتي؟"الصمت والسكون يطنبان من حولي...شعور يباغتني لم أعهده من قبل،وذاك القرش لم يفترسني بعد."فإلى متى؟" إنه أداة تخضع للقوة المصورة لهذا الكون...فجأةً بسبب الذعر يُغشَى علي.لاح بصيص النور على عيني.."أأنا في ماوراء الآخر؟"
رأيتني وسط زحمة بشر متباينين والأرض تحتي طينية موحلة بلونها البني الصارخ تتسربل الناس...رائحة متخمرة تزكم أنفي!.. لقد علمت أنني مازلت في عالم الأحياء.
تأليف :عمر محمد عمر بن طاهر باوزير
ثانوية البيحاني النموذجية
صيرة / م.عدن