نصوص
تــــأويـل
يتقاطرُ الماءُ من الحَنَفِيّةِ
دمعةً.. دمعةً..
فيمَا أعدُّ القطراتِ بأنّاتِها، لأؤلّفَ أمطارًا
فجأة يَندلعُ دَمٌ فاسدٌ،
برائحةِ الحزنِ،
(أيّها المتلقّي الكسولُ
أحرّضُكَ على تأويلْ المشهدِ...(
أمّا أنا فأسَمّي
الحنفيّةَ المترهّلةَ تلك،
رُوحِي المُندلعةَ ماءً قانيا كالطّوفانِ.
شجرةُ برقوق
أحترفُ النّسيان:
متأمِّلا شجرةَ البرقوق
واحدة ً.. واحدةً..
تتناثرُ أوراقها في وجعٍ ،
حتَّى لا شيءَ على الأغصانِ
أنظرُ فيّ فأراني كجدّتي الشّجرة،
أوراقها كسنواتِ عمري
وهي تسّاقط ذابلةً
حتّى أنّي في جسدٍ
بأغصانٍ خريفيّةٍ :
هيكلا عاريًا وحزينا
كتلكَ الشّجرة...
شجرة جرداء بلا برقوقٍ.
العـالم زهـرة
بينمَا يدكِ في يَدي
ونَسير...
يتفجّرُ في الشّارع مقهى:
أطرافٌ حِذونا تنْحب،
أحشاءٌ مبثوثة،
ورؤوس مصلوقةٌ تثغو..
جوانحنا تَخفق..
إنّها الحَرب!
(أو إنّها نَزوة!)
أقول: اتّئدي يا حَبيبَة ..
تلك عَاداتنا في القَتل،
لا تنزَعِجي..
لا تُسرِفي في الخَطو،
سنواصِل هذا النّشيد...
(أغلقي هذا الأفقَ العَجيب)
إنّها الحَرب!
.................
اتّئدي يا حَبيبَة،
فالعالَم مِنْ حَولِنا زَهرَة.
عُــــــــرِي
الأشياءُ عاريةٌ تمامًا:
لي أنْ أسَمّي الوقتَ ذبَابَة،
والظلّ زَهرَة،
لي أنْ أسَمّي الرّوحَ طائرا أزرَق
والسّماء حَبيبة...
لي أنْ ألهُو باللّغة، وأندَهشَ بالأسماء:
طفْلا يسْحَلُ الكلمَاتِ
ويقضِم تفّاحَ المَعنى.
اللّغة كيسُ نِفايَات:
أجمَلُ الأشياء.. تلك التي لا تُسمّى
أجمَلُ الجَواهِر.. تلك التي لا تشِعّ،
أجمَلُ الأمْطار.. تلكَ اليَافعة.. اليَانعة...
تلك الحبيسَة في قفصِ القلبِ.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|