رد: للأهمية - نحو مواجهة تصهين فيس بوك - كتبها صالح النعامي - أدعوكم للإطلاع
[align=justify]الأخت الغالية الأستاذة هدى..
أسعد الله أوقاتك بكل خير، وأشكرك جزيل الشكر على هذه اللفتة الضرورية والهامة..
مؤلم أن نقرأ عن هيمنة إسرائيل، والصهيونية العالمية من ورائها، على أهم مواقع التواصل الاجتماعي العالمية، مثل فيسبوك وتويتر وغيرهما، كما جاء في مقالة الأستاذ صالح النعامي الآنفة.. لكن هذه المعلومة المؤلمة التي قد تبدو مفاجئة لكثيرين ممن لا علم لهم بمدى نفوذ المنظمات الصهيونية في العالم، ولاسيما في مجال الإعلام والاقتصاد، فإنها ليست مفاجئة لمن يتابع سيرورة هذا النفوذ وتعاظمه يوماً بعد يوم، ومنذ سنين طويلة، مارس العرب فيها النوم العميق، وما يزالون، غافلين عن كل ما يجري حولهم، ومارس فيها معظم قادتهم التجاهل المدروس لهذا النفوذ، لأسباب كثيرة لا مجال لعرضها في هذه العجالة..
وبهذا الصدد، أذكر أنني قمت، في وقت مضى من ثمانينيات القرن الماضي، ببحثٍ حول النفوذ الصهيوني والإسرائيلي في وسائل الإعلام العالمية، وقد نُشر هذا البحث في مجلة الأرض للدراسات الفلسطينية حيث كنت أعمل آنذاك، وكانت نتائجه مذهلة، إذ تَبَيَّنَ لي، بالمعطيات الأكيدة والدلائل الملموسة، أن الصهيونية وإسرائيل تهيمنان على أكثر من 87% من وسائل الإعلام العالمية، على اختلافها من مكتوبة ومسموعة ومرئية، هذا قبل انتشار الانترنت وصيرورتها متاحة لكل الناس على اختلاف فئاتهم وشرائحهم..
وكم كانت المفاجأة كبيرة حين ألقيت ملخصاً عن هذا البحث في محاضرة عامة، في إحدى العواصم العربية، وذلك بعد نشره بسنين، فإذا بي أُفاجَأُ بأحد الصحفيين العرب الذين حضروا تلك المحاضرة يقف ليتهمني بالمبالغة، ولما قدمتُ له الدليل والحجة المستقاة من الصحف الإسرائيلية نفسها، لم يتراجع بل اتهمني بالانتقائية الهادفة إلى تشويه صورة إسرائيل!..
وإذا كان الأمر على هذا النحو السيء، منذ ذلك الحين، فهل ثمة عجبٌ أن تسيطر الصهيونية وإسرائيل على رقابة تويتر وفيسبوك بهذه النسب العالية التي ذكرها النعامي في مقاله؟
لا أظن.. كما لا أظن أيضاً أنَّ ثمة فائدة من مخاطبة الموقع وتهديده، فالمسألة في النهاية مسألة منافع مادية من جهة، وانحياز أعمى لصالح إسرائيل من جهة ثانية.. وبالتالي، فإنني أظنُّ أن الطريقة الأمثل هي فضح العنصرية الإسرائيلية وجرائمها بحق الفلسطينيين خصوصاً والعرب عموماً، على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية وبغيرها من اللغات العالمية، وفي مقدمتها الإنكليزية والفرنسية، وبأسلوب هادئ ومدروس بعناية، على أيدي باحثين مختصين يعتمدون على استقاء المعطيات التي ينشرونها، في هذا المجال، من مصادر إسرائيلية بالدرجة الأولى، منشورة بالعبرية أو بغيرها من اللغات، مع توثيق موضوعي ممنهج لهذه المعطيات بذكر مصادرها في الصحف الإسرائيلية أو التلفزيون أو الإذاعة أو الكتب، بحيث لا تستطيع الجهات الإسرائيلية نفي هذه المعطيات أو تكذيبها.. أي كما فعلتُ وطلعت - رحمه الله - وعدد من الباحثين الذين تعاونوا معنا، قبل نحو عشرين سنة من الآن، في موقع العنقاء الذي استثار غضب كل المؤيدين لإسرائيل آنذاك، لأنهم لم يستطيعوا الدفاع عنها بتكذيب ما كنا ننشره حول جرائمها وفظائعها وعنصريتها، في ذلك الموقع، كما تذكرين..
وبعد،
فللأسف نحن لا نقوم بأكثر من الكشف عن بعض هذه الحقائق المؤلمة، لكن ما من وسيلة بين أيدينا لوقف هذا السرطان الصهيوني/الإسرائيلي الذي يستمر انتشاره في كل مفاصل العالم المعاصر ووعيه..
أتعلمين لماذا؟
في وهمي، لأننا، حسب معطيات تاريخنا القديم والحديث، لم نبرع إلا في أمر واحد فقط هو قتل بعضنا بعضاً، وتَرْك عدونا المشترك يَنْعَمُ برؤيتنا نفني أنفسنا ونترك بلداننا لقمة سائغة لأطماعه..
[/align]
|