-9-
عمل الجميع على تحميل المواد الغذائية والمعلّبات
الى مخزن المركب.
ذلك الصباح استيقظت ويعنيّ صافيتان
أدركت بأنّ نذر الشؤم قد اختبأت
وقرّرت رفع المراسي ومعانقة الأفق ومجاراة النوارس
ذلك الصباح فتح الخالق أبواب معمورته ودعاني الى بحاره
لا بدّ من تلبية النداء .. لا تقولي وداعاً يا نورا
أنت لا تدركين ثقل الغروب حين يردّد الخلق أغاني الصباح
عيناي صافية ويدي بيضاء
والأشرعة رُفِعَتْ وسط هتاف الحضور
ومن بعيد .. كان هناك زورق صغير ينتظر ابتعاد
المركب عن الشاطئ
من بعيد كان صاحب الدرك والقاضي والقاتل في الانتظار
سألني البعض كيف تصحب معك قاتل يا قبطان؟
لهذا الرجل حكاية سنسمعها وسط البحر يا سادة
لا تخشوا غدره فهو يخشى روحه الآثمة الآن
كان القاضي يحمل بين يديه قطته المرقّطة
نظر اليّ وقال راجياً: أتسمح؟
لن أردّك يا قاضينا ولو رافقك نمر أو أسد
اصعد فالريح مؤاتية .. والقدر اليوم يضحك
مضى المركب نحو عرض البحر
شعرت في الحلق غصّة
كان جزء من قلبي الدامي يقطن هناك
والقيود ما زالت تخنق ربيع البلاد
كنت أشاهد أثر الغمامة السوداء تطوّق مدينتي
وكانت أحداث مدمّرة على وشك الانفجار هناك
كنت أشاهد ملاك الموت يطير النظر الى مدينتي
آهٍ يا مدينة الشتات!
الى متى يا مدينتي؟
الى متى يا مدن المجتمعات المهزومة؟