الخاطرة الثانية // كم في البلية من عطية خفية
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت /// ويبتلي الله بعض الناس بالنعم
قد يبتلى العبد ببلاء هو عين عافيته,فيرفع عزوجل به ذكره ويظهر به محبة الخلق له,ويرزقه من حيث لا يحتسب,ويفتح عليه في العبادات والطاعات والأحوال الإيمانية والمنح الربانية,ماهو أعظم مما ابتلي به,فيكون هذا البلاء نعمة حقيقية ومنحة مطوية,حتى لا يحسده الخلق ,وهذا من لطف الله عزوجل بأوليائه وتربيته لهم,أفضل مما يربي الوالد الشفيق ولده الوحيد .قال تعالى"والله ولي المؤمنين".
ومن فوائد البلاء معرفة الأصدقاء من الأعداء كما قال بعضهم:
جزى الله الشدائد كل خير /// عرفت بها عدوي من صديقي
ومن ذلك الثواب العظيم في الصبر على البلاء,والرضى بمر القضاء, قال تعالى"إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب". ومن ذلك أيضا معرفة عز الربوبية وذل العبودية,فالله جل وعلا يبتلي من شاء من خلقه,بما شاء من ألوان البلاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
ومن ذلك أيضا توفيق العبد للدعاء غالبا وقد قال بعض السلف: لأنا أخوف أن أحرم الدعاء,من أن أحرم الإجابة,فإذا فتح للعبد في الدعاء فإن الإجابة معه.
ومن ذلك العلم بأن الدنيا دار الإبتلاء والكرب لا يرجى منها راحة
وما استغربت عيني فراقا رأيته /// ولا أعلمتني غير ما القلب عالمه
فاللهم اكفنا شر البلاء وامنحنا عيشة السعداء آمين .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|