الخاطرة الثانية عشر // ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
الخاطرة الثانية عشر
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان
إنما يجد حلاوة الإيمان من أينعت شجرة الإيمان في قلبه,وأكثر المسلمين ماذاقوا هاته الحلاوة. وإن العبد لا يذوق حلاوة الإيمان بمجرد إسلامه,ولا يذوق حلاوة الإيمان إلا من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما,وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله,وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار".
فمن تحقق بهذا الوصف ذاق حلاوة الإيمان,وحب الله عزوجل ورسوله يستلزم الرضا بقضاء الله وقدره,والرضا بأمره ونهيه. فمهما قضى الله عزوجل بما تكرهه النفوس فهو راض,ومهما أمره الله عزوجل فهو ممتثل,مع المحبة والتسليم والفرح,ويكون الولاء والبراء على مقتضى هذا الحب,وهذا الدين,فلا يحب إلا لله ,ولا يبغض إلا في الله,ويكون حبه لأخيه بمقدار ما عند أخيه من طاعة وخير,وبغضه له على قدر معصيته لخالقه.ويكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار,لأن العودة إلى الكفر إلقاء في النار,وإنما افتتن أكثر الناس بطرائق الكفار وهديهم لأنهم ما ذاقوا حلاوة الإيمان ,واكتفوا من الدنيا بحلاوة كاذبة من المعاصي واللذات حتى حق فيهم قول الله جل وعلا :"والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم".
فاللهم أذقنا حلاوة الإيمان واجعلنا من أهل المفازة والجنان آمين.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|