محمد عبده شيخنا الإصلاحي الجليل حاول إصلاح الأزهر ومعالجة طرقه العقيمة و أوضاعه البالية فما ذا لاقاه من الخديوي وأتباعه: تهكم و تهم وكذب ملفق, حتى أن صورة له نشرت في جريدة هزلية تسمى"الحمارة" وهو يراقص أجنبية وكلبها يجر طرف جبته.
زيف الصورة كان باديا فتقنيات ذلك العهد لم تكن متطورة كتقنيات عصرنا وقد تقدم أحد المصورين للمحكمة وأبدى عمليا كيف تم التزييف وعلق البعض قائلا:'الحمارة ضحكت على الحمير" مستهزئين بأعداء الشيخ الجليل.
ويقول الشاعر في هذه القصة:
مكيدة لفقوها***بصورة مستعارة
ودبروهاوكانوا***بقبة الإستشارة
ولطخوا بعد هذا***بالطين وجه الحمارة
أما محمد عبده نفسه فقد كانت خيبات أمله تتكرر رغم عزيمته وإيمانه وقد قال بحرقة ومرارة:"أما قومي فأبعدهم عني، أشدهم قربا مني؛ وماأبعد الإنصاف منهم...يظنون بي الظنون، بل ويتربصون بي ريب المنون،تسرعا منهم في الأحكام وذهابا مع الأوهام.أقول فلا يسمعون وأدعو فلا يستجيبون، وأعمل فلا يهتدون،وأريهم مصالحهم فلا يبصرون،وأضع أيديهم عليها فلا يحسون، بل يفرون إلى حيث يهلكون،شأنهم الصياح و العويل و الصخب و التهويل، حتى إذا جاء حين العمل صدق فيهم قول القائل في مثلهم:
لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد***ليسوا من ا لشر في شيء وإن هانا.
وأقول :ولا من الخير! وإنما مثلي فيهم مثل أخ جهله إخوته؛ أوأب عقته ذريته، أو ابن لم يجن عليه أبواه وعمومته مع حاجة الجميع إليه وقيام عمدهم عليه، يهدمون منافعهم بإيذائه ولو شاؤوا لاستبقوا بقائه، وهو يسعى و يدأب ليطعم من يلهو و يلعب...على أني أحمد الله على الصبر وسعة الصدر إذا ضاق الأمر، وقوة العزم و ثبات الحلم، إن كنت في خوف من حلول الأجل قبل بلوغ الأمل،خصوصا عندما أرى العمل في أرض ميتة لو ذابت عليها السماء مطرا لما أنبتت زرعا ولاأطلعت شجرا،أفزع لذكرى هذا وأجزع ويكاد قلبي يتقطع.."
رد: قصة الحمارة وكلمات بحرقة ومرارة للشيخ محمد عبده
شكرا على القصة الجميلة ...................لكن المفروض انك لما تذكر الأزهر يكون بطريقة أحسن من كده(حاول إصلاح الأزهر ومعالجة طرقه العقيمة و أوضاعه البالية ) ولك جزيل الشكر.....