فصول من الجرح الذي لم يبتدئ
[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/3.gif');background-color:burlywood;"][cell="filter:;"][align=center]
سآتي إليكمْ
منَ المستحيلْ
جراحي إشاراتُ عمري
وكلُّ انكساراتِ هذا النخيلْ
مباحٌ لكمْ أنْ .. !! ..
وأن لا تجيئوا ..!!..
فإنَّ الذي بيننا والصحارى ..!! ..
.. أضأتُ الطريقَ فلمْ تعبروها
ولن تعبروها ..
أضأتُ الطريقَ وظلَّ القتيلْ !!..
* * *
يا حبّها
فتّحتُ زهراً كي أضيءَ لكَ المكانْ
وأتيتُ من ومض الزمانِ
لأرتدي كفيكَ في هذا الزمانْ
* * *
غسلَ البحرُ يديهِ ونامْ
/ قال الراوي /
* * *
الآنَ من صمتي ..
ومن صوتي ..
أجيءْ ..
صمغٌ على كلِّ الدروبْ
صمغٌ على طولِ المكانْ
صمغٌ على طولِ الزمانْ
لا يستفيقُ العشقُ فينا
لا تستفيقُ الريحُ فينا
لا تستفيقْ … !! ..
تلكَ الفواصلُ أغرقتنا
صمغٌ .. على ..
جرَّبتُ أن أمضي إلى ذاتي قليلاً
لم أستطعْ
غرقَتْ يدايَ ولستُ أدري إنّما
شيءٌ على كلِّ الأصابعِ قد نَما
لم أستطعْ
غادرتُ وجهي واتَّجهتُ إلى الوراءْ
صحتُ امنحوني لحظةً .. أو لحظةً
كي أستريحَ من اللهاثِ إلى اللهاثْ
غادرتُ كلَّ شوارعي
وسقطتُ في صمغِ الدروبْ
وأنا أفتِّشُ لستُ أدري إنّما
شيءٌ نَما ..
ودخلتُ في بابِ الغروبْ ..
* * *
أحياناً كانت تسقط كفّي عاريةً في بابِ الريحْ
سيطول زمانُ الفصلِ إلى أنْ ..
الوردُ جريحْ
وينقّطُ في كلِّ مساحاتِ الأحداقْ
والوعد جريحْ ..
/ قال العراف /
* * *
يا حبَّها ..
بابٌ إليكَ إذا تراني
بابٌ إليَّ إذا أراكْ
ودخلتُ حتى آخرِ النبضِ الموزَّعِ في فصولِ العشقِ
تأخذني خطاكْ
ولهثتُ مأخوذاً يدوِّخني هواكْ
أيّ الدروبِ وذاكَ دربكَ لم يزلْ
كان الطريقُ إلى يدي
أشعلتُ في الترحال أو .. !!
ما بينَ خمرتنا وكأس الريحِ مفتاحُ السفرْ
نادتْ ففتّحَ ياسمينُ الروحِ واندفقَ المطرْ
كانَ الزمانُ معبَّأ
حينَ ارتديتكِ واستفاقَ النهدُ في كفّي وراح يطولُ من قاعِ البحار لآلئاً
لمعتْ على منقارهِ
أشعلتُ نجماتِ الصباحِ بإصبعينِ ورعشتينِ
ورحتُ من فرحٍ أجرُّ الريحَ كي تغفو على زندي قليلاً
حينَ ثار الموجُ وانشقَّ الزمانُ
وبانَ في القاعِ المكانُ
كانتْ عناقيدُ المساء تنقِّطُ الدنيا حكايا ..
مدّني حتى دخلتُ إلى دمي ..
وكتبتُ في أسفارهِ ..
آمنتُ أنّ الريحَ في منقارهِ
* * *
كانَ الزمانُ محمَّلاً بالأغنياتْ
كانَ الزمانُ ولستُ أدري
كيفَ تختصرُ المسافاتُ الكبيرةُ والصغيرةُ والحياة
وتموتُ كلُّ الأمنياتْ
/ قال الراوي /
* * *
يحدثُ وتكونُ الدنيا ..
في ثقبِ الريحِ المنسيَّهْ
يحدثُ ..
وسيحدثْ ..
/ قال العراف /
* * *
الآنَ من صمتي
ومن صوتي ..
أجيءْ ..
صادفتُ في الزمنِ المؤجَّلِ ما يكونُ
وبكيتُ من وجعٍ وقد طافتْ ظنونُ
الآنَ تختلطُ المراحلُ والمراكبُ والوجوهُ
الذكرياتُ الناسُ
يندفعُ الذي يأتي .. ويأتي ..
ثم تندفعُ المرايا ..
تلكَ شطآني اقتربتُ فردّني وجهي إليّْ
وصرختُ لم أسمعْ صراخي..
كم ثرتُ من ألمٍ عليّْ
كانتِ الأشياءُ في كفِّ الصحارى
ترتدي ثوبَ الزوابعِ ثم تمضي ..
وارتحلتُ دخلتُ في باب انكفائي
وصرختُ .. من ؟؟!! ..
سحبَ الهواءَ منَ الهواءِ ؟؟!! ..
* * *
يا حبّها
قلبي على بابِ الضبابْ
فبأيِّ وجهٍ أرتدي ؟؟!!
أو أيَّ وجهٍ أرتدي ؟؟!!
يغتالني زمنُ الخراب ..
* * *
عندما يصطادُ الذبابُ الخيولْ ..
وتمدُّ الفئرانُ أرجلَها ..
وتصيرُ الكلابُ سيّدةَ الموقفْ ..
قلْ على الدنيا السلامْ ..!!
/ قال العراف /
* * *
الآنَ من صمتي
ومن صوتي أجيءْ
هذا صليبُ الأغنياتْ
والأمنياتْ
صلبوا الحياةَ وأفرغوها
الآنَ من صمتي !!!
* * *
دخلَ البحرُ الأبيضُ ذاتَ صباحٍ جيبَ صبيٍّ أبكمْ
طرحَ سؤالاً ..
ضحكَ الولدُ ونامْ
عرفَ البحرُ لماذا ضحكَ الولدُ ونامْ
عرفتْ كلُّ الدنيا
أنَّ الأبكمْ
حينَ تبسَّمْ
عرفتْ كلَّ الدنيا
إلاّ الذاهبُ حتى التخمةِ في الأوهامْ
دخلَ البحرُ الأبيضُ ..
ذات صباحْ
/ قال الراوي /
* * *
الآنَ من صمتي ..
ومن صوتي ..
أجيءْ ..
كنتُ اندلعتُ على الرصيفْ
كي تشتريني الريحُ من حقلِ المرايا
لي وردتانِ من الرَّدى
موتٌ .. وما حملتْ يدايَ منَ الجراحْ
قلبي .. وهذا الوجهُ من طولِ النواحْ
صعبٌ عليَّ الآنَ أن تتجرَّدي
من نقطتينِ وفاصلهْ
أن ترتدي ..
زمناً بحجمِ المهزلهْ ..
صعبٌ على التفّاحِ أن يتسلَّقَ الآنَ الشجرْ
صعبٌ على المقتولِ أن يلجَ السفرْ
…. من كلِّ زاويةٍ أتوا
أخذوا عن الشجر الثمرْ
سحبوا من الغيمِ المطرْ
لعقوا دمي ..
لم يتركوا في القلبِ نافذةً لضوءٍ أو شعاعْ
حرقوا المراكبَ والشراعْ
* * *
يا حبَّها …
سلِّمْ على ما كانَ منَّا
وارتحلْ
كانت سيدةُ البحرِ تمدُّ يديها كي تشربَ من ماءِ المقلةِ دفءَ القلبِ
وأغنيةَ الربّانِ العائدِ من سفرٍ طالْ ..
وقضتْ تتجدّدُ في شمس الحلمِ تمشّطُ شعرَ الفجرِ القادمِ ثمَّ تمدُّ
ذراعَ الوردةِ والآمالْ ..
ترسمُ فوقَ الشفةِ نداءً حلواً ..
تغزلُ في صلواتِ العمرِ ربيعاً ..
كانتْ لكنْ ..!!
حينَ انكسرَ طلوعُ النايِ ارتدَّتْ ..
ثمّ ارتدَّتْ ..
ثمّ ارتدَّتْ ..
/ قال العراف /
* * *
الانَ من صوتي ..
ومن صمتي ..
أجيءْ …
يا سيدي والملحُ في حلقي وطعمُ الجرحِ يختزنُ المسافاتِ القريبةَ والبعيدةَ
يسحبُ الدنيا إلى الدنيا لتتلو ما تشاءُ من الأنينْ ..
سلَّمتُ للآتينَ سندسةَ القراءاتِ القديمةِ والجديدةِ واستبحتُ الآنَ
لحمي كي تلوكَ ذئابُ هذا العصرِ ما شاءتْ ..!!..
ووجهي في مرايا من حنينْ ..
كنّا على الجدرانِ أو كنَّا على الأبوابِ أو كنَّا على الطرقاتِ أو كنَّا ..
تتساءلُ اللفتاتُ عن معنى ..
سقطتْ جميعُ فصولنا في الصمغِ أو كنّا
وأردتُ أن أستنشقَ الوردَ المؤجَّلَ في دمِ الشهداءِ أن أستنشقَ
الوردَ الموزّعَ فوقَ هذا الماءِ أو جسمي ..
يا داخلاً من سدّةِ الأحلامِ في عظمي ..
يا راحلاً من دمعةِ الأشواقِ في همّي ..
وأردتُ أن آتيكَ لكنّي ..
في صمغهمْ قد أغرقوا .. سفني ..
وأصيحُ يا كنّا ..
* * *
الرؤيةُ غائمةٌ في هذا العصرْ
ميزانُ الشوقِ يغطيهِ الملحُ فصمتاً
يا كلَّ زمانْ ..
يا كلَّ مكانْ ..
صمتاً .. صمتاً .. صمتاً ..
/ قال العراف /
* * *
يا آخرَ ورقةِ توتْ ..
سقطتْ ..
ماذا سنقولُ الآنْ
للجمهورِ الطيبِ في أنحاءِ القاعةِ
ماذا سنقولْ ؟؟!!
عورتنا انكشفتْ ..
<< الكلُّ سكوتْ ..
من ينطقُ حرفاً سيموتْ >>
/ قال الراوي /
* * *
يا حبّها ..
أو حبّها ..
يا حبّها !!!..
* * *
الآنَ من صوتي
ومن صمتي
أجيء ..
كانَ الفصلُ الساخنُ فصلَ شتاءْ
حين اتحدتْ كفّي برمالِ الصدفةِ واصطادتْ نجماً
واشتبكتْ بحدودِ الوجهِ النائمِ في الماءْ
يا سكّرةَ البحرِ الأبيضِ نامي ..
سألفُّ ذراعي وتراً ينشدُ للفرحِ النائمْ
سألوكُ جراحي ..
وأداخلُ بعضي في بعضي
كانَ الفصلُ الساخنُ فصلَ شتاءْ
قرّبتُكِ للصدرِ العاري
فانتفضي زهرةَ عشقٍ
ردّي للبحر الأبيضِ شيئاً كي ينهضَ من غفوتهِ
/ ولماذا ينهضُ من غفوتهِ ؟؟
…. يا سكّرة البحرِ الأبيضِ نامي
يا سكَّرةَ البحرِ الميتِ نامي
ما أجملَ أن تغفو الشطآنُ جميعاً
هذا عصرُ نعاسٍ نامي
تغفو الصحراءْ
كانتْ وتكونُ هي الصحراءْ
والإخوةُ مهما مرَّ الزمنُ وطالْ
دمهمْ ماءْ ..
لا يتغيرُ وجهُ الأخوة فينا
ننهضُ كي نأكلَ لحمَ أخينا
ونهزُّ الرايةَ فخراً أو شبقاً ثم ننامْ
كانَ الفصلُ الساخنُ فصلَ شتاءْ
وتوضأتُ بماء القلبِ قليلاً ..
ثم مشيتُ إلى أحزاني
كانَ الموتُ يجرُّ حصاني ..
يا سكّرةَ البحرِ الميتِ نامي
سألفّ ذراعي بشريطِ الغربةِ .. آهْ ..
سألفُّ ذراعي
كان الفصلُ الأسودُ فصلَ عواءْ
* * *
بحجمِ أصابعي نعلي
بحجمِ ذبابةٍ فعلي
فكيفَ يشدّني رأسي إلى الأعلى ؟؟!!
/ قال الراوي /
* * *
يا حبَّها …
يا ….
* * *
الآنَ من صمتي ..
ومن صمتي ..
أجيءْ ..
وأقولُ آخْ ..
هذا زمانٌ جارحٌ ..
ودمي صراخْ
من يشتري منّي بقايا ما تبقَّى ؟؟
إن تبقَّى ..
الصورةُ الآن اندياحُ الأفقِ في هذا الرّدى
الصورة الآنَ الصدى ..
طرقاتُ قافلتي خرابْ ..
ووجوه أحبابي غيابْ ..
وأقولُ آخْ ..
هذا زمانٌ جارحٌ ..
هذا خرابْ ..
[/align][/cell][/table1][/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|