التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,870
عدد  مرات الظهور : 162,411,112

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30 / 06 / 2008, 11 : 08 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

العصافير

[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/10.gif');border:4px groove green;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
[1]
أخذ الولد الذي ما تجاوز العاشرة يراقب العصافير وهي تطير.. تمنى أن يفرد جناحيه ليحلق بعيداً في الجوّ.. مدّ ضحكته وغزل من كركرتها خيوط الحلم والأمنيات.. لم تعرف أمه ماذا يريد.. ولا عرف الأب.. عيناه تنقطان ذكاء كما قال معلم الصف.. وأفكاره يمكن أن تصوغ ألف حكاية وحكاية كما تقول الجارة الأقرب إلى البيت.. الكل اتفقوا على تميز الولد.. والولد يعرف تماماً أن عليه أن يصبح استثنائياً في قادم الأيام.. أمه – كما تمنت دائماً – تريده طبيباً يداوي الجميع.. والوالد يسعى أن يحقق من خلاله حلماً ما استطاع أن يحققه.. لذلك أراده مهندساً يشيد ويعلي البناء.. فتل الوالد شاربيه، وتنهد.. وتابع الولد مراقبة العصافير وتطيير الحلم.. يضحك فتضحك الدنيا.
[2]
المخيم يغلي ويفور.. والولد يتشيطن كما لم يتشيطن من قبل.. لأول مرة يستطيع أن يطير ركضاً.. يملأ الشوارع بالضحكات والكركرات والصراخ.. يمسك الحجر.. يقذفه.. ثم يضحك.. الأولاد الذين التفوا حوله وجدوا فيه القائد الحربي الذي يريدون.. أخذ يعطي الأوامر، والصغار يطيعون.. ألفوا جيشاً أربك جنود الاحتلال الذين أخذوا يطلقون الرصاص في كل اتجاه.. تخيلوا أن الحجارة تأتي من كل مكان.. فأخذوا يطاردون الأمكنة والاتجاهات كلها.. والمخيم يضحك.. يمدّ الكركرة ويقفز في الشوارع وعلى أسطحة البيوت.
[3]
رفض الولد أن ينام.. الرصاصة التي عضت اللحم والعظم جعلته يتلوى.. أعطوه كل المسكنات فما استكان.. رأى الرصاصة بعد أن فتح عينيه في المشفى.. كانوا قد أخرجوها من جسده.. راقب العصافير وهي تطير.. من فوق السطح سحبته الرصاصة فاندفق يسبح في بركة دم. دموع الوالدة والوالد تملأ المخيم بغيوم أو حكايات عن رحيل الحلم.. قال: “أوقفوها حتى لا تهرب العصافير بعيداً.. أريد معها أن أطير”.. ولأن الأم لم تستطع أن تتماسك فقد عضّت على الشفة السفلى، حتى انبثق الدم واختلط بمطر العينين.
[4]
رافقه الأولاد من المشفى إلى البيت.. العصافير تفرد أجنحتها وتضحك ثم تناديه.. حكى للوالد كيف دعاه أحد العصافير ليطير معه.. بكى الوالد بصمت وتطلع إلى البعيد.. تدفق الأولاد يحكون عن بطولات قائدهم الصغير.. يقفزون في البيت مقلدين قفزاته.. يصرخون ويمثلون التقدم والانسحاب.. ضحك الولد، فامتد الضحك الدامع في البيت.. بعدها أعطى آخر الأوامر فشكل الأولاد جيشهم، واندفعوا في شوارع المخيم..
[5]
كبر الجرح وامتد.. تماسك الولد حين رأى كل هذا القلق في العيون.. تشنج الصدر فأنَّ والتوى.. شدت الأم على أطراف أصابع اليد.. الوالد انسحب وأخذ يحدق من النافذة.. جسده يهتز مع النشيج.. العصافير تفرد أجنحتها وتنقر قلب الفضاء، وشيئاً من فضاء القلب..
[6]
اتكأ الولد على طرف السرير وبدا أكثر نشاطاً وحيوية من أي وقت مضى.. ضحك.. مدّ الكركرة ولهث.. حكى عن العصافير التي دخلت من النافذة.. حار الوالد وقلّب الطرف ولم يقل أي شيء.. اقتربت الأم فضمها الصغير إلى صدره قال: “لا تخافي.. بعيداً لن أطير” شدّته إليها.. انطوى جسده أو كاد.. زقزقت ضحكته.. تراخى القلب وآثر أن يستريح.. عندها فرد الولد جناحيه وطار بعيداً في الفضاء..

[/ALIGN]
[/CELL][/TABLE1][/ALIGN]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عن العصافير نصيرة تختوخ الخاطـرة 8 07 / 10 / 2015 45 : 04 PM
لن ألهو مع العصافير مرة أخرى! علاء زايد فارس المقــالـة الأدبية 10 20 / 05 / 2012 45 : 12 AM
العصافير رشيد الميموني قصيدة النثر 10 24 / 02 / 2012 27 : 07 PM
تلك العصافير الذبيحة طلعت سقيرق كلمات 3 13 / 04 / 2011 23 : 10 PM
يوم اغتالوا العصافير هدير الجميلي بسـتان الشــعر 3 22 / 11 / 2010 47 : 04 AM


الساعة الآن 36 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|