التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,871
عدد  مرات الظهور : 162,413,712

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الرواية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06 / 08 / 2008, 26 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

رواية ’’حازم يغود هذا المساء’’ - القسم الثاني

القسم الثاني من رواية :



"حازم يعود هذا المساء"
نبيل عودة

صعدت نظري فيه محاولا فهم ما يدور برأسه من افكار ،وهل هذا الجمود الواضح يعني ان باله غير مشغول ؟! كان يشاربني صامتا مستسلما لنظراتي المتفحصة دون ان يثير اهتمامه أي شيء حوله .
كنت ارتعش بين برهة واخرى من اللابشرية المتجلية بوجهه وتصرفاته .هذا الجمود التام وكانه لوحة مؤطرة .لا ارتعاش ولاحرارة كما يبدو لي. لاادري .. فيه شيء لا استطيع الاقتراب منه . حتى رائحة الريحان الطيبة ... بدأتتضايقني في موقفي غير المفهوم امامه .
يشرب دون ان يبدو لذلك اثر على وجهه . ترتفع الكأسوتنخفض ميكانيكيا وبحركة محسوبة مقدرة. يبتسم احيانا ..احيانا يضحك دون ان يغير ذلكمن نفسيته او من تقاسيمه . ضحكته تبدو مستأجرة . تمنيت لو أغمضت عيني وفتحتهما فاجدنفسي في مكان آخر بعيد عنه !!
لن اتصل بالاصدقاء ما دام الوضع بهذه الصورة الكئيبةكما ظهرت لي . مشاربته بالحالة التي ظهر بها معاناة قاسية . مع ذلك هناك اصرار فينفسي على التروي والتمهل . ما زالت آمل ان تتحقق عجيبة اخرى كعجيبة ظهوره تعيده الىنفسه تعيده الينا بكل حيويته .. يتجمع شملنا من جديد ، ونربط ما مضى من ايام ..نجددما انقطع .

*********
سالته وكنت قد شعرت انه يتردد في متابعه حكايته :
- وكتبتم الكتاب؟
- لم يحصل.. لم يتسن لي خطبة أمينة رسميا .
قالها بحزن شديد وتأوه طويل جعلني اشعربما يؤلمه .
فقلت الوم نفسي :
- انا اسف من تطفلي يا حازم . اود لو استطيع ان احقق لك حلم شبابك .
- بعد ان عجزالاسد ؟!
- الاسد يبقىاسدا !!
- احيانا اظن انما مضى لا يتعدى بضع سنين .. ولكن عندما اعود لعلبة الخطبة واقرأ السنة واحسب ما مضىبذهني اصاب بذهول . لا اصدق ان السنوات تمضى بهذه السرعة والسهولة . يخيل لي اني لماعد اصلح للزواج .
- عاجز نصفي؟!
فهمني وقال ضاحكا :
- ابدا ابدا ..لا اعني القدرة .. انما لا ارى معنى لحياتي . أن أبدأ وأنا في مثل عمري ببناء اسرةواولاد ، هذه مسالة تحتاج الى اندفاع ومغامرة . اشعر اني لم اعد قادرا عليهما. اناانشد الراحة... كأس خمر مع الاصحاب .. ما يساعدني على تمضية العمر...
- والمرأة كأنثى .. اليست حاجة ضرورية للرجل كرجل ؟!!
- تعني الافتراس .انت تسميه الحب .. انتم جيل اليوم لا تدرون ما هو الحب . التنقل من سريرالى اخرتسمونه حبا. انا اسميه افتراسا. انا مفترس ايضا .. ولكنه ليس حبا .. اتركوا للحبمعناه السامي ، معناه الخاص، رباطه الخاص ، جنونه الخاص .
- بالنسبة ليكله حب ... حب عابر ، حب متنقل ، وهناك حب دائم ..
تأملني رافضا ما اقول . افرغ غضبه من اقوالي بكز اسنانهببعض وقال بهدوء :
- طز في هكذا حب !!
بعد برهة صمت ابتسم بصفراوية وقال كمن يتابع موضوعا لميفه حقه :
- اي التي تدفعلها تعطيك حبا مقابل نقودك ؟ كله حب ؟ تلك تعطيك بضاعة وليس حبا. الحب ليس بضاعة .الحب لايشتري ولا يباع !!
اثرت الصمت متفهما لنفسيته ، مكتشفا اني تفوهت وبشكلغير مباشر بكلمات تجرحه حين تحط من قيمة الحب .
قلت محاولا اخراجه من الموضوع :
- اذن انت ذهبتبطريق وامينة بطريق اخر ؟!
- ليس تماما. انالم اختر طريقي ،وامينة لم تختر طريقها . القدر ابعدنا عن بعض . انا لا اؤمنبالقدرية .. العاصفة الهوجاء كانت على الابواب .. سبقت رغباتنا وأحلامنا وآمالناوأفراحنا فتشردنا..تبعثرنا .. وأضعنا صلتنا ببعض .. ولا زلت حتى اليوم اتأمل علبةالخطبة وافكر بالكارثة التي لم تتمهل .. افكر بأمينة وبأيام امينة التي لا تنسى ،وافكر بالحب القديم الباقي الذي يتجدد يوميا مع اطلالة كل شمس .
هدمت حارتنا .. زرتها بعد سنوات وشعرت نفسي غريبا فيمدينتي . هدمت تماما وتهدمت مدينتنا.. تهدمت عائلاتها اذا صح هذا التعبير .. ضاعتوفقدت ذاكرتها .. حين زرتها هربت من منظر الخراب المنتشر .. صدمت .. لم اعرف احدا منالسكان .. ولم ادر ما العمل . رأيت طفولتي تصلب . شراييني تقطع . لم اعرف الناس ولم يعرفني الناس .ناجيت احلامي . رايتانهيارعالمي وتلاشى حبي الجميل ... رأيت نهاية حلم لا يكتمل الانسان بدونه .. ولاتسموالحياة الا به ...
بعد ان استقر بنا الحال في الناصرة ، بدأت البحث عنأمينة وأهلها. سالت الكثيرين من عرب يافا الباقين ..الصدمة سحقتهم .. كانوا اشبهبالدمى الشبيهة بالانسان .. سألت في تجمعات اللاجئين داخل وطنهم . أرسلت تحياتبالراديو..ودعوة للاتصال معنا على عنواننا الجديد . انتظرت .. تجلدت . صبرت . عانيتطويلا حتى يئست من الوصول لنتيجة . وايقنت اني فقدت أمينة للأبد .. ولكني لن اخونحبها !!
وها هي الايام تسير .. الزمن لا ينتظر احدا ..
كنت اقود سيارتي بسرعة نوعا ما حين صمت متأوها ولافتاانتباهي قرب احدى محطات الوقود :
- ادخلللمحطة نأخذ علبتي بيرة من المطعم .
حسبت ان حكايته انتهت . نزل من السيارة يشتريعلبتي بيرة ، فغرقت لبرهة في تأملاتي محاولا الربط بين ذكرياته وآماله الضائعة ،وواقعه اليوم . لأول مرة منذ وعيت اتحسر على الماضي كما تحسرت اليوم ، بعد استماعيلحديث حازم .. كنت أثق ان ما يجيء من أيام ، لن يكون أسوأ من الايام الغابرة .الأمل للأمام .. الآن أشعر ان خسارتنا أكبر من ان يعوضها الزمن .
حازم فقد حبيبته وفقد مدينته وفقد وطنه .. وانا ولدتبلا وطن ... والحب بالنسبة لي متعة عابرة تهبني اياها انثى . أشعر اني غريب في بلدي . أنا الآن أفهم أشياء كثيرة من زاوية لم افكربها سابقا.
ألا يكتمل الحب الا بوطن ؟!
وما هي علاقة الانثى بالوطن؟!
ولماذا لا افهم الحب كما يفهمه حازم ؟!
كم هي شاسعة المسافة بين افكاره وافكاري . لا ارفضموقفه ، ولكني لا استطيع الاندماج معه ، او الشعور بما يشعر به .ربما يكون تمسكه بحبه نوعا من التمسك بمدينته ،بملاعب طفولته .. بربيع حبه ..بامنيته وأمينته .. ببحره .. برماله .. بسمائه ..بشمسه .. بقمرة ..بنجومه ...بوطنه !!
سألت نفسي :
- ايكون هذا مايجعل حازم مثاليا في اخلاصه لحبيبته المفقودة ؟! ام هو طبع تربى عليه ؟!
انه صادق ايضا في اخلاصه لاصدقائه . صادق معالناس .ودود للغاية . لا اذكر اني سمعته يوجه قولا حادا لاحد . يحيرني بصدقه واخلاصه .ولكني لا استوعب سببا وراء تصرفاته التي تجعله يخسر شبابه . يخسر بها كل مستقبله .
هل زواجه وبناؤه لبيته الخاص يعني خيانة حبيبته التيضاعت مع ضياع الوطن ؟
هل هي خيانة لأمينة .. وخيانة لمدينته ووطنه؟!
لا شك لدي بالرابطة العضوية بين حبه لانثى اسمها أمينة، وارتباط هذا الحب بدائرة اسمها يافا والوطن .
اعترف اني عاجز عن اختراق هذا الاشكال . المؤكد انالموضوع يختلف بوعيه عما هو بوعي شاب مثلي ، لا يعرف عن ضياع شعبه الا من مما يسمعويقرأ .وغني عن القول انحازم بضميره ، وباعماق لا وعيه ، بدمه ، بشرايينه ، تتشابكالامور لتكمل بعضها البعض .. بصورة عصي عن ادراكي العاطفي . ربما لو فقد أمينه دونان يفقد يافا ووطنه لخرج من أزمته ووجد حبا آخر.
قلت لنفسي :
- لا تهب السعادةنفسها للنهاية حتى لا تفقد معناها . فالحزن كما يبدو شرط للسعادة . فلا لذة بلا الم، ولا سعادة بلاحزن ، ولا حب بلا فراق. هل كان عليك يا صاحبي ان تعبر كل هذا الصبر؟ ان تعكف على الاماني القديمة الضائعة وتتخلى عن الاحلام ؟! وآية حياة هذه الخاليةمن الاحلام والامنيات ؟!
عاد للسيارة بعلبتي بيرة .. جلس مظهرا مرحه .. ولكنيلم استطيع الاان ارى مأساته ..
نظرت اليه بشيء من الحيرة . لا يبدو كمن فقد حبيبة علقكل آماله واحلامه عليها . لا يبدو كمن أضاع ملاعب صباه ، لا يبدو كمقيم فيالرحيل الدائم بلا استقرار ، وبلا لحظة راحة . انه يتحدث بهدوء وباعتيادية ،واحيانا بابتسامة . سعيدا من ذكرياته ؟! حتى تلهفه لمعرفة مصير أمينة لا يلاحظعليه .
قلت لنفسي :
- الذكريات علامةلمن في صدره قلب وفي ذاته امل . القلب تحددت حياته بمفاهيم علمية ، اما الامل فماالذي يحدده ؟ واي مفهوم يحكمه ؟ هل هناك حياة بلا امل ؟ ام ان الذكرى تتقمص كل مايحويه الامل من سعادة وفرح ؟!
وعدت انلطق باتجاه الناصرة ، محاولا تحطيم الصمت الذيساد بيننا بغمغمة كلمات اغنية ما غير واضحة حتى لي نفسي .
قدم لي علبة بيرة آمرا كعادته :
- اشرب !! اذاصيرني الزمن ملكا ستكون سائقي الخاص !
- انا كذلك مندون ان تصير ملكا !
ضحكنا وشربنا وانساني الغم الذي ادخلني فيه بحكايته .انزاح الصمت المربك . أخذ نفسا طويلا من سيجارة اشعلها ، واستمر يروي وكأنه يواصلحديثا لم ينقطع :
- في اواسط سنواتالستين علمت من بعض عمال الناصرة العاملين في بيارات الرملة ان رجلا يحمل نفس اسمعائلة امينة يشتغل معهم وهو من اصل تركي على الاغلب ، ويقيم هو وعائلته في "الجيتو " العربي في مدينة الرملة .وكانت اول مرة اسمع تعبير الجيتو بوصف احياء العرب ..ولكن بعد يافا التي ضاعت ، لم اعد اشعر الا ببعض الألم .
واضاف بعد انتأوه .. وأخذ نفسا طويلا :
- هزني الخبر عنالتركي ..اعادني الى حلمي القديم ..السعادة الحقيقية نبضت في صدري مرة اخرى .الحروف تراقصت على لساني . ارتعش قلبي بقوة وتملكني بكاء شديد !!
بدا التأثر واضحا على وجهه كأنه يمثل دورا حفظه واتقنه . وحتى انا البعيد عن مشاعره اشعرني بتأثره الواضح بروعة الخبر الذي بلغه .
قلت لنفسي :
- حقا ان الفرحالكبير في اقصى درجاته يجعلك لا تعرف الابتسام انما البكاء من شدة الفرح .
وتابع يقول :
- تحضرت للسفرالى الرملة للتيقن بنفسي من وجود حبيبة الصبا وزهرة العمر . عادت يافا الى مخيلتي .كنت اغفو وانا اسمع هدير الموج وبشيشة ، فاصحو مزمعا بكل عقلي للنظر من شباك نافذةغرفتي في الناصرة نحو البحر .. فيصدني منطقي .. فاعاود النوم .. فيعود بشيش الموجلاذني . لوكنت موسيقيا لكتبت سيمفونية عن بشيش الموج وضجيج البحر . كلما ارتسمتملامح امينة في مخيلتي ترتسم يافا وبحرها الازرق الممتد . لم ار بحر يافا منذ تلكالايام .. حتى عندما زرتها تلك الزيارة اليتيمة .. تجاهلت النظر للبحر .. ربما فقدتقدرتي على احتمال الالم . في زمن واحد فقدت امينتي وبحري ومدينتي وبيتي .. وها انايتجدد املي بلقاء أمينة ، فيطفو البحر الى وعيي . ترتسم الحارات والمقاهي والشوارعالممتددة الرحبة .. أعرف انها اصبحت ركاما .. ولكني اراها عامرة بناسها .. ويمتلئذهني بوجوه الاصحاب والاهل وحكايا السهرات وقصص البحارة التي لا تصدق ، والمثيرةللخيال الجامح ..
أرى أمينة بانطلاقة الامواج وتحررها على الشاطىء . أرىأمينة تسابق الموج نحو الشاطئ بمهارة وتصميم فتحويها .. موجة بحب .. وتدفعها للشاطىءبقوة .. كيف أنسى البحر وأمواجهه التي كانت تعانق امينة بأمومة وحب ؟ تغسل مياههجسدها البض . يرطب شعرها الاسود الطويل . يساعد الشمس على اعطاء جسدها لونه النحاسيالجذاب . البحرأمينة . يافا أمينة . الشوارع أمينة . الذكريات أمينة. الحكاياتأمينة . الهواء والشمس والقمر والنجوم .. كلها تحكي لي عن أمينة . فكيف أنسى حبي؟!

*******
اعادني من الذكريات وهو يرفع الكأس الى شفتيه داعيااياي للشرب . ملامحه لا تعبر عن مشاعر خاصة ،بل من المستحيل ان يكون وجه كهذا بلا مشاعر ،وجها لانسان طبيعي ؟!
- اذن مات اخي؟!!
فاجأني بعودته للموضوع فاكدت .
- اللهيرحمه..
- لم يتصل معيقبل موته . لم يخبرني بشيء . اعتقدت انه حدث له مكروه . كان عليه ان يخبرني بأحواله .. انتظرته طويلا !!
احترت مستعصيا عن الفهم . كلامه يخيفني ، كأني اسير في نفق مظلم مقطوع عن جذوري . لا أدري مخرجاللنفق .أبحث عن المنطق في رحم الغيب . أنشد بداية الفهم ونهاية المفارقات . بحثت عنجسارتي لوضع النقاط على الحروف . أعجزني ما انا فيه من ارباك ومباغتة ، بدءابظهوره المفاجأ وغير المفسر ، وانتهاءا بحديثه وشكله الغريب والبارد .. ووجدت ذكرياتيعنه تشدني بحبالها الحريرية ...

*******
كنا ننطلق باتجاه الناصرة وكان يتابع روايته :
- قبل سفريللرملة بلغ مسمعي من نفس عمال الناصرة ان زوجة التركي توفيت . صدمت وغاب عني التفاؤلوتوجست من طالعي .
ترددت بالذهاب للتعزية . قلت لنفسي اذا ذهبت للتعزية فربما يطولني لوم لاختفائي عنهم كل هذهالفترةالطويلة .. وهل وصلت لبيتهم لأقدم واجب التعازي فقط ؟ هل ستستقبلني أمينةكشخص يقوم بواجب لجيران ابعدت الأيام بينهم .. وهل ستصدق اني ابحث عنها منذ تلكاليام التي سحقت احلامنا ومدينتنا ؟
لا قدرة لي على لوم الحبيب . . ولن تصدق اني لماعرف اخبارهم الا قبل ايام فقط .. فآثرت السكون والانتظار . انا اعرف ان حجتيستبدو تافهة .. ربما يكون بعض التردد والتوجسس داهماني فايقنت اني امام مرتقى صعب .لااريد ان أبدو أمامها كالمراهق المتعجل . كنت متحمسا وخائفا . نقائضي تتصارعبين الاقدام والتمهل . أعرف ما اريد وأخاف ان اصدم . ربما الجيل لعب دوره . انا لماعد ذلك المراهق الشاب الذي لا يوقفه شيء عن اندفاعه . اليوم لم يتبق لي من الشبابالا اقله.. ووحدتي الطويلة لها اثرها وقيودها . هل استطيع ان اكون زوجا كأولئكالشباب الصغار ؟ صحيح ان امينة ليست صغيرة ايضا ، ولكنها تنتظر ما تسمعه وما تتوقعهكلفتاة . ربما لو كانت مطلقة او ارملة لاختلف الامر. الواضح لي اني لم اعد حازمالشاب ابن يافا ، ابن البحر المندفع بلا تردد كالامواج .. انا ابن الضياع ، فقدتحبيبتي .وفقدت بيتي وفقدت مدينتي وفقدت وطني . أعيش مع شعب مكلوم يضمد جراحه ، يبنيذاته من جديد. ولكن الجراح باقية ما بقي السبب . الالم باق ما بقي المؤلم . والدمينزف مابقي السكين بيد آثم . اما الخوف فلا ادري ان كان له دور في تكويني الجديد .ربما في البداية تجسم الخوف على فقدان ما تبقى بالنسبة لي . لم يتبق لي الا ذاتي ..نفسي كما خلقها ربها.. احيانا لا افهم حبي للحياة ، هذه الملعونة التي تنكرت لي !!ولاافهم بحثي عن السعادة العابرة. ربما هي طبيعة الانسان .. يجدد نفسه وآماله .يبني أحلامه وعالمه من جديد ، بما تبقى وبما لم يتبق .. ويواصل الخلق والابداعوالارتقاء فوق مآسيه وجراحه .. ولكنه لن يغفر ولن ينسى ، وسيورث ابناءه ذاكرته بكلحدتها، بكل لامها ، بكل احلامها . هل تدري ؟! قد تكون الاحلام هي الدواء لداءالحياة ، كما ان انهار الخمر هي الدواء لزجاجات الخمرا !!
دائما يدمج السخرية بالجد . ربما نوع من الهرب من الالمالمتجسم بالواقع المرير الذي نحياه . او ان طيبته تفرض عليه هذاالاسلوب حتى يخففالحزن والاسى عند الاخرين . كأن لسان حاله يقول : " لا تقلقوا لاتحزنوا الانساناقوى من المصائب . الابتسامه تهزم جحافل الغضب . اصبروا وتمهلوا .لكل شيء اوان .الضحكة ضرورية للحفاظ على النفس البشرية. ما لا يتحمله الصخر والحديد الصلب يتحملهالانسان ويعبره !".

********
قال لي وهو يرفع كأسه الى شفتيه :
- رائحة الريحانتملأ حتى كأسي .
جفلت وانا ارد عليه :
- ربما بسببقربنا من المقبرة .
لم يعر جوابي اي اهتمام . ما ذكره عن الريحان اثارتوجسي وعدم يقيني مما يتراءى لي . الريحان جميل الرائحة .. ولكن نموه فوق القبور ،وارتباطه بعالم الموت والجمود الابدي اثار تقززي وتوجسي ، واذا ما اكملت الدائرةبظهور حازم الغريب ، ومفارقات ما جرى ويجري معي من لحظة لقائه ،يزداد الغموض ويتسعوينتشر القلق ...
اغرقت ما بنفسي بجرعة خمر كبيرة ...

*******
افرغ حازم علبة البيرة في جوفة بنهم واستمتاع ، ثمقذفها مننافذة السيارة المنطلقة رغم معارضتي الشديدة .. وواجهني ساخرا:
- قذفونامن حياتنا من بلادنا من خبزنا من اهلنا ، وانت تخاف من قذف علبة فارغة ؟!
ادركت ان قوله جاء للتغطية على تصرف عفوي ابتسمت وقلت :
- هم يرتكبونالموبقات وعلبة البيرة تدفع الثمن ؟!!
لم يرد . كان غارقا بذكرياته يبحث عن جملة يواصل بهاما انقطع :
- قبل سفري للقاءامينة اعترتني فكرة اخرى : ماذا تكون حالها ؟ ربما تكون متزوجة ؟ هل يعقل ان لاتتزوج فتاة بمثل ملاحتها ؟ هل تصمد امام اغراءات الحياة وضغوطات الناس والاهل ؟ اوتكون قد اخلصت مثلي لحب بلا امل ؟ ولحلم بلا اطار؟
قررت تأجيل سفري . قلت لك ان نقائضي احتدت . احترت فيواجبي وغاب عني اليقين .
ربما يكون ترددي بسبب خوفي من نهاية تعيسة لحلم شبابيوامل حياتي الوحيد المتبقي .
خفت ان تنتهي امنياتي الطويلة فاقبض على الريح بعد هذاالانتظار والصبر الطويلين . انا لست شابا يافعا صغير السن يفشل في تجربة فيدخل اخرى .
انالا اتحمل الفشل !!
انا لا اقدر على الهزيمة بعد هذا العمر والامل الممتدالمرهق .
افضل ان ابقى نائما على حلم جميل .
البعد والتمني ولا اللقاء والفراق !!!
ربما هذه هي طبيعة الانسان ، يتجاهل ويعمى خوفا منالمواجهة .
انا لم اخفمن المواجهة .
خفت من الفشل بعد هذا الانتظار الممتد . ان تتبعثرالآمال النضرة وتتيبس الأمنيات. أن تذبل الاحلام وتفقد معناها . أن تفقد الحياةرونقها وجاذبيتها.الحياة حلوة رغم كل المآسي والاحزان . ولكن هل تبقى الحياة حلوةبلا امنية بعد اناهتديت اليها ؟ بلا حلم ؟ بلا امل ؟ هل تبقى الحياة حلوة بلا أمينة؟
وضعت تعجلي جانبا وقلت لنفسي : " خطوة خطوة يتلاشىالبعد واحوي عبق حياتي الاول .. تلفني ظلالها .. وتلفها ظلالي ، ونعيش ما تبقى منعمرنا سوية ".
كلفت احد اصدقائي العمال مهمة الاستفسار بشكل غير مباشرمن والد امينة عن وضع ابنته أمينة .
عشت منتظرا الاخبار ، قلقا متوجسا احيانا ، وغاضبا بلاسبب، ومنرفزا احيانا اخرى .
لوهلة اقول لنفسي :" تلك الايام ولت بلا رجعة ، وماكان لن يعود ، فانسى أمينةوابدا حياتك من جديد " . فيرد دافع قوي منطلق من آهاتيواحلامي : " ابدا يا حازم ..الصبر مفتاح الاماني ، ولكل شيء اوان، والقلوب عندبعضها ".
اتخيل جسدها البض النحاسي بين ذراعي والامواج تلطمنا ..تبرد حرارة اجسادنا . وصدرها مستكين فوق صدري . شعرها متناثر على وجهي .. تنعفه الريح رغم رطوبته فاخطف قبلة من شفتيها .اكاد اشعر بطعم قبلتها الان .. بحرارة عناقها . انا في كامل وعيي ، ولكن حبي لهاواحساسي لملامسة جسدها وعناقها متجذر في نفسي .. متسلط على وعيي . كثيرا ما فتحتعيني واناواهم اني غاف بين ذراعيها .. رأسي مستكين كطفل فوق صدرها.. بين نهديها .آخذ رحيق الحياة من عنقها ، من انحدار الصدر المثير . لم اتمتع بمعانقة امرأةوتقبيلها منذ فقدت أمينة . لم أشعر للعناق لذة ولا للقبلة معنى . كانت علاقاتي نوعامن تفريغ السموم . أحيانا أكره نفسي لأني أخونها . أتعذب فاغرق بالشرب . وكلما شربتاكثر كلما تجلت لي أمينة وكبر احساسي بها . كانت لا تغيب عن احلامي ابدا. دائما معيفينومي . انها زوجتي حقيقة .. ولكن بالحلم .. فهل تنهزم احلامي ؟!
بدات أتوجس من الخبر المنتظر . انتظار الخبر عن أمينةمزقني . القلق والتناقض والحيرة سيطروا علىنفسي .. ويوم رايت العامل الذي كلفتهبالمهمة مقبلا لزيارتي كدت اغلق الباب على نفسي وارفض دخوله . ولكني عجزت عن التصرف . لم اكن اقف بقدمي على الارض ، انما على بساط هلامي يرتفع وينخفض ، فارتفع وانخفضواطرافي متثلجة .. أكاد لا أشعر بها . اما حالتي النفسية فمتقلبة .. لا اعرف كيفاصفها . ربما نوع من الموت . نوع من الفقدان الكلي للحواس .. من عدم القدرة علىالادراك والتفكير . شطط تام !!
هل تعرف ماذا نقل لي ذلك العامل ؟!
قال انه جر والدها للحديث عن بيته وعائلته . قالوالدها انما يعذبة ابنة له ،مجنونة ستقضي عليه بعنادها ورفضها الزواج ، رغم كثرةالمتقدمين ... ابنته ترفض كل من يتقدم اليها .حيرته في امرها .. فهو شيخ يوغل بالكبر ..ويخاف من الايام ان تغدر بابنته ، فيغادرالدنيا وهي عانس.. فتضيع وتتعذب . انه يضغط عليها لتقبل الزواج فتهدد بايذاء نفسها .حتى والدتها ماتت غما من عناد أمينة . ماتتوفي قلبها حسرة على ابنتها ، ووصية لزوجها ان لا يتركها على حالها ابدا .انه يخافمن الايام وكلام الناس . راحة الوالد بزواج بناته . لو كانت ابنا لما اعاد عليهاالسؤال .
هدأت اعصابي ونفسي وغرقت براحة وفرح شاعرا ان أمينةعند اسمها .
صرت واثقا انها صانت حبنا كما صنته أنا .. ولكني لماصنه .. !
هل تعتبرتصرفاتي خيانة ؟! وكيف أقبل على نفسي ما لاأقبله عليها ؟!
ولكن هذه مشكلة جانبية ذاتية عذبتني لفترة وعبرتها .سألت نفسي :" ترى هل تحبني أمينة حقا ؟! لايكفي ما اشعر به .ربما مشاعري نوع منالامنيات. هل رفضت خطابها بسبب استمرار اخلاصها لي ، انا الحبيب الغائب . بسبب بقاءحبها لي ؟! اخلاص متفان لا يعترف بالهزيمة ؟! هل هي نسخة ثانية مني ؟! تأمل اناجيئها فارسا على فرس اصيلة ؟ آخذها وانطلق للأفق للسعادة للفرح للحياة؟!"
انا أحب أمينة وقلبي مليء بالحب والامل ولا من مزيد .
هذا ما لا حاجة الى تكراره وتاكيده . غير اني بقيتمتوجسا منحقيقة موقفها مني بعد هذا الزمن الطويل ؟! قلت لنفسي : " لعل البداياتتلتقي بالنهايات ، ونعبر الحزن الى بقايا السعادة . لقد أبحر بنا العمر في بحر الزمنوحل عهد الملتقى والوصال ، وأملى الوحيد ألا يكون رفضها للعرسان حالة مطلقةتشملني أيضا . عندها لن اقبض حتى على الريحويطيب الموت .
في تلك الفترة توفي والدي وأجلت مرة أخرى حلمي بلقاءأمينة .. وبقيت انا واخي لوحدنا .
كرهت القدر الذي يبعد لحظات اللقاء بيننا . وبدأت اؤمنبالمكتوب .. بالخرافات . ولكني نفضت فكري من كل الشوائب . انا متفائل دوما حتى فيأحلك اللحظات .. و لم يغب عني تفاؤلي رغم القهرالذي وقع من نصيبي.
تجدد الامل جعلني اشعر بالضرورة الماسة لأمرأة أعطيهامنعواطفي سريرا ، ومن حبي راحة تظللها كطفلة ، وتعطيني رحيقا بشريا فاشعر بانسانيتي،ونتجلى حبا وصبابة . وسوس لي فؤادي ، وحلقت بي تخيلاتي. بدأت افكر بأمينةكامراةوأم وربة بيت وحبيبة . القى همومي بين يديها. امتلأت جوانحي بالسعادةالمتخيلة ..فأيقنت ان الواقع أجمل والحقائق أروع وأبلغ .
ومضت على حالي عدة اشهر .. ربماسنة وانا متردد وجل .أكر وأدبر بلا قرار . كنت متوجسا من فرحي البالغ . جافلا من عاطفتي المتقدة . متخوفامن العاصفة المندفعة من اعماقي .
وفجأة وبلا سابق تفكير او تخطيط ، استيقظت احد الأياموأنا مقرر ان أحمل ترددي ورهبتي وفرحي وأملي واواجه مصيري . فاما الموت واما الحياة .
ركبت الباص الى تل ابيب ، ثم أخذت باصا من تل أبيب الىالرملة .
وصلت " للجيتو " العربي بدون صعوبة . فالاسم معروفلليهود كماهو معروف للعرب .. وبقيت حيرتني من هذه التسمية ، خاصة عندما يستعملهااليهود ،ضحايا الغيتوات في اوروبا ، غير ان دافعي الخاص ، ذاتيتي ، كانت اقوى منالتفكير بمهازل الزمان .
دخلت حيا ترابيا تعلو الاوساخ والابنية المهدمة جانبية، اشارة باقية على العاصفة الهوجاء ، وعلى المصير الذي صرنا اليه ، برز واضحاالتفتت والضياع والتشرذم والتلاشى . من مدينة متطورة ، ومركزا زراعيا اساسيا الىجيت ومعزول . حرمنا من وطننا وحرمنا من ذاتنا . يبدو جليا ما يراد لنا من اكوامالاتربة والاوساخ التي لم تنظف رغم مضى عقدين من الاعوام ، ولكني جئت بمهمة اخرى ،فما بالي أحمل نفسي فوق طاقتها ؟ لأنسى نفسي القلقة وشجوني وأحزاني ؟! هل انسى أمينةوأغرق في تاملاتي عن مصيرنا البائس وحظنا العاثر ؟!
رأيت نفسي في بحر مائج متمسكا بقشة عائمة يدفعها الموج، فازداد امساكا والتصاقا بها خوفا من الغرق .. وأنا الذي احسن العوم ولو في وسطالمحيط .. فاضطربت وارتج على الامر .
هل صرنا حقا بلاوطن ؟! نعيش فيه وليس لنا ؟! فقدتأمينة وفقدت الوطن ؟!
شدتني أحزاني فسالت نفسي : " أمينة قد تعود لي.. ولكن كيف يعود الوطن ؟!"
وقفت في باب احدى البقالات أشرب زجاجة شراب ارطب بهاحلقي من حرارة الطقس وكآبة الافكار وقيظ الحزن والغضب الدفين في اعماقي . كان ذهنييزدحم دوما بافكار عديدة جديدة ومتجددة . تمنيت فراق الخواطر ليخلو فكري لأمينة ،استعدادا للحظة العمر الكبرى . لحظة انتهاء الانتظارالممتد الطويل . لحظة التجليوالصعود . فافهم ما لم افهمه واعرف ما لا اعرفه . نعودانا وأمينة الى جذور الاشياءوبدايات الاحداث. ننسى عذاب الماضي ونعيش لحظتنا باتساعها .
عندما القاها لن افقدها ثانية !
ولكن كيف ستلقاني ؟!
اقلقني هذا السؤال واصابني شطط . تهت وراء مبتدأ افكاري، وتاهت افكاري وراء توقعاتي .
من انا ؟ ماذا اريد ؟ هل ينتهي الحلم الجميل ؟ يتبددالامل ؟ تتناثر الاحلام اشلاء ؟ أهوى من العلياء ؟ يتحول الفرح الموعود الى ترح ؟وينقلب الضحك الى بكاء ؟تنتحر السعادة ويسود شقاء . تتلاشى الامنيات التي اينعت؟!
*******
تنبهت له يرفع كأسه لشفتيه . شربنا. تنهد بعمق شديدوكأنه يروي لي مجددا ما يعبر برأسي من ذكريات عنه.. حتى خيل لي اني أسمع تأوهاتهوليس تنهده العميق. ربما يعيش معي مايعبر بذهني من صور وذكريات تخصه. تأملته فماوجدت تغييرا يذكر على محياه . هدوء متواصل ونظرات من عالم متجلد .
طلب كأسين آخريين وهو يحثني على الشرب . فجأة لمعتعيناه وسلط نظراته بوجهي ، فارتعشت . وسألني متذكرا أحد الاصدقاء :
هل تزوج سهيل ؟! -
- ورزق بطفلة .أجبت
- وذقنه؟!
- لا تزال علامةمميزة .
- تسعدني اخباره .
- نلقاه الليلة .
لم اكن واثقا مما قلت . لم يجب .كنت متوقعا ان يسال عنالاصدقاء بالتفاصيل ، فشحذت ذهني لاتذكر ما جرى معهم .. فلم اجد كثيرا مما يقال. عاديغرق بذاته وكأسه ، فازداد يقيني من غرابة موقفي ، واشتد انذهالي من حال صاحبي .ربما لوهلة فهمت ما يقصده بان أمينة زوجته منذ أحبها . انها زوجة أحلامه ، يعيش معهاوهو في عالم الكرى . أيجوز ان يكون ظهوره حلما كظهور أمينة الدائم له ؟!
ولكني متيقظ لما حولي ولما يجري معي ؟؟!!

انتهى القسم الثاني .. يتبعة القسم الثالث والأخير

*******

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قوارب الأشواق..القسم الثاني: القصائد. محمد الصالح الجزائري نقد ودراسات 2 31 / 01 / 2021 13 : 01 AM
القسم الأول: القارب الثاني: محمد الصالح الجزائري نقد ودراسات 8 31 / 01 / 2021 04 : 01 AM
صورة العربي في الأدب الصهيوني/القسم الثاني محمد توفيق الصواف الأدب الصهيوني و ثقافة الاحتلال 6 17 / 02 / 2017 23 : 09 PM
رواية ’’حازم يغود هذا المساء’’ - القسم الثالث والأخير نبيل عودة الرواية 1 11 / 04 / 2009 22 : 04 AM
حازم يعود هذا المساء - رواية عن سيزيف الفلسطيني نبيل عودة الرواية 0 06 / 08 / 2008 35 : 12 PM


الساعة الآن 43 : 02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|