رد: إلى الأديبة جنات بو منجل
[align=justify]
رسالة ...للكاتب طلعت سقيرق ...
وانا أمسك بأولى خيوط التذكر هذا الصباح ، رنت الى ذاكرتي صور جميلة كثيرة ، عن الوطن ، و عن الشعر و عن رجال يقفون تحت الشمس ، سواعدهم تعزف للارض و الحقل احلى مايمكن ان يغازل مسمعنا من قصص الكفاح و الحب و العرق الشامخ و الخبز الريفي ..و النعناع ، و زهر اللوز و اشجار التين .
هل تعرف يا طلعت ،، معنى ان توشوشك صور كهذه و انت ترى الارصفة الفاخرة هنا ،، او هناك ، و ان تلمح كل شيء معلب ..الخبز و العطر و البسمة و الافراح ، تباع بماركة فاخرة في اسواق المدينة ..
عذرا ايها الشاعر الجميل ، ان كنت اخذتك الى مرافئي ، حيث اسافر كل صباح و مساء ، لاشحذ هامة الحرف و القلب في داخلي ..
عذرا ، فانا اعرف أنك القلب الاخر الذي تصطفيه حرائق الحرف تماما كما تقتفيه مواجع البعد و المسافات و الامكنة الضالة فينا بحثا عن استكانة .
وحدها قصص الامس قادرة على تشكيلنا ، هل يمنح هذا الزمن القلق الا الفراغات في عمر خرب؟ ،، توزعت فيه الالام ، و كبرت فيه الاحزان و اصبح الحرف كما السلعة يباع و يشترى و تحولت الفرحة الى مادة نافذة ، تخضع لاقتصاد السوق و قانون الاحتكار ..!
و انا اتي هنا ، تذكرت حديث الاحبة هنااك عن جدوى الكتابة ، انت تذكرني بهم كثيرا ، تحمل ملامح قلقهم الانساني و الكتابي ،انت قامة اخرى تسابق المنتهى علوا ...تذكرني بهم ، حين كانت تصطف القصائد على شفاههم راكضة ، مجنونة ، تجعلهم ، دراويشا في ازقة الفرح الذي ينبثق مع كل حرف نما في القلب ، القصائد التي تفضح عيونهم ،، تدهشك قدرتهم على تطويع اللغة ، هؤلاء الذين يشتركون في قراءة صحيفة واحدة ، بينما على وجوههم تتلقف البهجة ملامح الدروب الوعرة التي جاؤوا من صعابها ، من بردها و جمرها و ثلجها ، من جبالها الصاخبة بالموت و الحزن القبلي .. بالشغب و الحلم الباهت في ذاكرة وطن يموووت في كل رصاصة رحمة تقول / الخبز اولا و اخيرا ،، اما الشعر ففاكهة الحياة .
وانا اتي هنا ،، لم انس اني في حضرة ،، شاعر لكثرة ما قرأته ، بعمق ، اشعر اني اقف على صفحات ورقه ، كمن يدخل مكانا تملؤه الرهبة ،، لكثرة ما يكتب بكبر و جمال ، تملكتني الخشية من ان تخجلني حروفي ، فاظل بقلب موارب على الحديث ، نصفة الاخر صمت ...لا ينصف ما بقدرتي من كلمات ..
ها أتيت يا طلعت...
في حضرتك جاءت ذكريات الوطن و الشعراء و الاحبة
ليس هناك اجمل من مساحة ، تقوى على بعث هذا الذي لم ينته يوما ،، ذاك المسمى / وطن /
أكتب يا طلعت
اكتب حتى يصبح الحرف اولا واخيرا ...
دمت بنبض ..
جنة
[/align]
|