الأديبة الغالية جنات بومنجل
[align=justify]
الأديبة الغالية جنات بومنجل
كل تحية وود ولك مع العام الجديد وردة بحجم أيام عمر مضى أو ربما أيام عمر تأتي .. أتدرين يربكني هذا الوقوف الساخن على حدّ سنة تمضي وتأتي في تشابك غريب عجيب .. مع مثل هذا التشابك أشعر بريبة امتصاص الأيام للأيام أو تداخل الشبابيك وهي تنفتح وتنغلق على ساعة تدق في جدار وقت سحريّ..
لماذا أختارك تحديدا لأكتب لك في مطلع هذا العام 2006 وما معنى أن أستعيد من خلالك الدخول إلى الموقع ؟؟.. حقا لا ادري !!.. هناك دائما حاجة لأن نطلق أرواحنا في سلة يوم ما .. وكان عليّ دون سابق إصرار وترصد أن أترك فراشي وأنهض مثل لص وأبدأ في الكتابة أو التنضيد حسب مفهومنا الجديد للتعامل مع الكمبيوتر بدل القلم في كثير من الأحيان .. ولم أفكر للحظة واحدة لمن سأكتب ولماذا وما معنى أن اترك فراشي في هذا الوقت المتأخر .. أحيانا نقع في شبكة من المتواليات التي لا نعرف كيف نفسرها ، فتروح في تدحرجها الحر مشكلة صورة وجه يرتسم في أفق مفتوح لا يحد !!.. من الغريب أن تترصد الكلمات أصابعي وتدفعني دفعا للكتابة وكأنني ذلك المسحور المشدود إلى وتر لا يستطيع الفكاك منه .. لكن كم هو جميل أن تنطلق الكلمات هكذا في رقصة مجنونة ذات أجنحة سريالية..
صديقتي جنات
كم من الوقت مضى وكم من الوقت انكسر وتبعثر زجاجه وأنا أدور في متاهة البحث كلمة تشبه الوردة ، أو عن مفردة تستطيع أن تدق جدار العمر بأصابع من ذهب الربيع الغافي في ممرات الأسئلة .. لا شيء يشبه الوردة إلا الوردة ، ولا شيء يشبه المفردة إلا المفردة .. لكن صدقيني إن قلت لا شيء يشبه سحر الكتابة لصديق إلا التحديق الطويل في عيني هذا الصديق .. وقد رأيتني في هذه الليلة بحاجة صارخة لأن أطلق شيئا من ذاكرتي في دفاترك الغافية قليلا على صحو مطر ينهمر فتورق شجرة ما في مكان ما ..
ربما ستفتحين شبّاك اللحظات الهاربة وتنظرين بشيء من التساؤل وأنت ترين إلى تلك الكلمات وهي تفرد أجنحة الروح وتحلق قريبا من زجاج العمر !!.. وربما في هذا الحيز من التساؤل تطلقين شيئا من ورد وفل على كلمة ما فتورق لتكون حديقة ذات صباح ، حديقة يستطيع عابر ما في زمن ما أن ينام تحت فيء شجرة من أشجارها ..
أليس مضحكا أن تكون الساعة الآن متجاوزة للرابعة صباحا ؟؟.. المضحك أن تنهض الكلمات كلها في هذه اللحظة العابرة لتكتب لك شيئا من خفق الكلمات .. وبعدها لا بدّ أن يطويني النوم من جديد لأحلم بأشرعة وأشياء غريبة عن شيء غريب !!.. وخوفي الحقيقي أن أكون الآن في حالة حلم ، وأن تكون رسالتي هذه مجرد حلم لم يغادر فيه شخص هو أنا أو ظلي الفراش ليكتب وليعود من جديد مؤثرا أن يدسّ جسده تحت الغطاء مغمضا عينيه على حلم آخر ؟؟!!.. كل شيء جائز .. وإذا كان ما أظنه الآن واقعا هو مجرد حلم فليته يطول قليلا حتى أقول شيئا مما أريد قوله ..
هل أخبرتك ذات يوم أن ما تبقى من وقت لدي يكفي لأن أكتب كثيرا من القصائد التي تحب الصعود إلى قمم الجبال ؟؟.. وهل أخبرتك أنني أحلم أحيانا بأبطال قصصي التي أريد كتابتها ، فلا أكتب هذه القصص خوفا من هذه الشخصيات التي ترفض أحيانا أن تنزل درج الكلام وتصرّ على التربع في رأسي مما يخلق لي دوارا لا أجد له حلا ؟؟..
كنت وما أزال أشعر انك الأمينة المؤتمنة على ملف " رسائل في مهبّ العمر " وأتمنى أن تكون هذه الرسائل واقعا ينتقل ليكون كتابا يطيع في كل بلد عربي ويوزع في كل مكان معبرا عن علاقة جميلة تقوم بين كتاب هذا الموقع ، وتحقق شيئا من الوحدة العربية التي رفعوها شعارا وقتلونا بها وقتلوها بنا فما عادت تصلح لنا وما عدنا نصلح لها .. فليتك تنتقين وتقترحين وتطرحين المسألة على الأعضاء في الموقع ليخرجوا قليلا من دائرة الانتظار الطويل إلى دائرة الفعل !!.. وطبعا لن أكون بعيدا فأنا في البداية والنهاية معكم على طول الخط ، معكم في متابعة مشروع الرسائل ، وليس في تحقيق الوحدة العربية !!.. حتى لا أضيف لرجال الأمن والعسس عملا جديدا يوجع رؤوسهم وعقولهم أكثر مما هي عليه من وجع وسخونة !!..
سيدتي ربما أكون ظلا هاربا من النوم كما قلت .. وربما أكون حقيقة تمارس فعل الكتابة بكامل صحوها .. فإن كانت الأولى وكنت مجرد خيال شارد حالم فقد أرحتك من متابعة كلماتي لأنها في تلك الحالة لن تكون موجودة !!.. وإن كانت الثانية ، وهذا ما أتوقعه – ولستُ متأكدا منه – فربما تكون بوابة تتيح لي العبور إلى الموقع من جديد لأعيد شيئا من شغبي ونزقي وتقلب مزاجي .. وفي كل الأحوال لك سيدتي جنات ألف تحية وود وكل عام وأنت بألف خير ..
طلعت سقيرق
1/1/2006
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|