[align=CENTER][table1="width:95%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif');border:4px ridge indigo;"][cell="filter:;"][align=right]
وصلتني منذ فترة بطاقة اعتذار من صديقتي الكاتبة و الصحفية الأميركية تقول فيها: " حزينة جداً من أخبار لبنان و فلسطين إلى حد الإحساس بالخزي و العار و بالخجل منك يا صديقتي الحبيبة...
أعتقد ( 1) أنّ الرئيس الأميركي مجرم بامتياز و أعتقد أنّ الحكومة الأميركية مجرمة أتمنى أن يعُمَّ السلام و يندحر المجرمون...
أنا و أنت متشابهتان و ديدننا الحب و الرأفة و الوفاء...
أحبٌ بلدي و في زمن الظلم و الجبروت هذا أخجل أن أكون أميركية!!
أعتذر و لست بجانية و لكن و لأني أميركية قد وجب الاعتذار..
قائمة الظلم تكبر و تمتد... وهل يكفي الاعتذار؟!!
* * *
تلك كانت بطاقة صديقتي الأميركية لأكثر من ستة عشر عاماً...
حتى ثلاث سنوات و نصف خلت كنّا نعيش بمدينة واحدة يقطنها الكثير من الأميركيين، عرفها معظم أبناء الجالية العربية هناك من خلالي و عرفني معظم أبناء الجالية الأميركية من خلالها، كان الناس يسألوني عنها كما يسألوني عن أهلي و ابني الذين هم بدورهم أحبوها و اعتبروها و كأنها فرد من العائلة كما اعتبرني أهلها و زوجها، كان زوجها يقول: " توأمين نسخة عربية و نسخة أميركية "
بعد أن انتقلنا لمونتريال برغم المسافات الشاسعة أتت خصيصاً لرؤيتي و أهلي، و اعتدت أن أتلقى منها اتصالاً يوم الأحد و أحياناً أسبقها في الاتصال، بعد أحداث غزّة الأخيرة و حين تلتها الحرب على لبنان، انقطعت اتصالاتها و مع حمم الحرب وويلاتها ومع حزني الشديد و ألمي لم أنتبه لهذا و نسيت الاتصال بها إلى أن وصلتني بطاقتها السالفة الذكر، فانتبهت و عرفت أنها خجلة منّي و تذكرت خجلي المماثل منها بعد أحداث أيلول/ 2001 في أميركا، رغم أنها بادرت في الاتصال بي في ذات اليوم لتطمئنني عن أختها التي كانت في نيويورك و أهلها في واشنطن، و بقيت أحسّ بشيء من الخجل إلى أن فهمت مع الأيّام فيما أعتقد الاختراق و الزرع/ المسرحية و مصدر الجرائم!!
لا تخجلي منّي يا صديقتي الحنون الطيبة
في زحمة الموت و الدمار و الآلام نسيتك و نسيت حتى نفسي، كنت جرحاً كبيراً ينزف من الرأس حتى أخمص القدمين، أتلوى من الألم و ذاكرتي مليئة بالدمار تحجبها آلاف القذائف العنقودية و الذكية/ الغبية عن قراءة مستقبل السلام الآثم في عصر أباطرة الإجرام بامتياز....
* * * * * * *
1- أعتقد: عبارة نستعملها/ وجودها حسب قوانين هذه البلاد أمام كلمة تكتب أو تقال ترفع المسؤولية عن قائلها/ بدونها يحق لمن تتهمه أن يقاضيك و معها اعتقاد شخصي غير ملزم يرفع المسؤولية عن القائل، مهم أن يعرفها العرب في التعامل مع الأجانب، على سبيل المثال:
( تقول لشخص: " أنت حقير" يستطيع أن يرفع ضدك دعوة إهانة و قدح، و لو قلت له: " أعتقد أنك حقير" يصبح في قائمة الاعتقادات الشخصية و ليس اتهاماً صريحاً و لا يستطيع هنا مقاضاتك أو رفع إدّعاء عليك).
12 أيلول / سبتمبر 2006
[/align][/cell][/table1][/align]