اعتذار الشّهيد
أفاق الشهيد من غفوته بعد أن عصفت عواصف وتغيّر وجه العالم،
والشهيد لم يتغيّر . لكنّ دوارا يموج برأسه : فالتّفقير أصبح تنمية والاستعمار انفتاحا والفوضى ديمقراطيّة والذعر أمنا وسلاما. تداخلت المفاهيم فساد عصر اللاّمعنى ، واشتعل الرّأس حيرة. ولمّا رأى الشهيد بأمّ عينيه شعوب المستعمرات السّابقة تتظاهر مطالبة بعودة الاستعمار، أعدّ حبل مشنقة وانتحر في ساحة الشّهداء مخلّفا وصيّة جاء فيها : أعتذر للشعب ..وأشهد أنّني قد متّ مرّتين .