[frame="1 98"]
حدثت نفسي ..
حدثت نفسي حتى الجنون؟
نعم حدثت نفسي حتى صحراء الجنون ..
امتلكني الفكر .. تملكني .. ابتاعني .. اشتراني
ولسوق النخاسة ؟
اردفني وفي جبه ؟ قد رماني
تملكني.. أوثقني ..قيدني .. كبلني ثم احتواني ؟ سلطان الفكر
بغابات سجونه .. سجنت
ساعات .. أيام .. شهور ..مكثت
سنين .. قرون .. دهور .. عشت
اعتصرتني .. جدرانه !
احتوتني .. أكفانـــــه !
اماتتنـــــــي ..
كل أبوابه صفعتني طردتني !
كل شــــــــــــرفاته لطمتني !
صكت وجهي ؟ عتباته
كيف الهروب.. كيف الخروج ؟ من ظلماته
عشت شريدا وحيدا مرتديا أكفان الموتى !
حتى وصلت صحراء الكهولة
و في ليلة .. أبدا لن أنساها !
طرقات ضعيفة .. صفعات خفيفة لزائر
من الزائر ؟ من الطارق ؟ من عساه ما نساني
أنها الآمال !
نعم كانت . هي
الآمال دوما تداعبني كي ؟ تراني
طرقت بوابات سجني ؟ فانفتحت
دقت شرفات قبري ؟ فانكسرت
ثم ..
أومأت أليا ... بعدما صمتت !
نعم حدثتني !
حديث الهمس .. حديث خافت الصوت .. اعترى كلماته الخوف ؟!
كأنها تخشى شيء ما ؟
أي شيء ؟
لست أدرى ..
فباتت تهامسني ..
ما هذا الموقف الصعب ؟ أسهبت في حديثها
من خلف جدار الرعب ؟
فأبيت أن اسمع لها ..
وبكلمات اعتراها الغرابة والدهشة سألتها معاتبا ؟؟
حتى أنت. حتى أنت ؟!
أيتها الآمال .. ياأبنة الأماني والطموحات
يا صديقة الأحلام والفرح والسرور تخافين !
بالله عليك
خبريني ....مما تخافي ؟
وما سبيلك لذلك ؟
فلم تجد لديها إجابات
فبكت وانكسرت ؟
وعلى أعتاب أبواب سجني ؟
لفظت أخر الأنفاس .. حتى فارقت الحياة
نعم .. ماتت ورحلت لقد قتلتها كلمات لومي وعتابي !
وتركتني وحيدا .. دفينا .. سجينا .. وحزينا
بين ظلمات جدران سجني ؟؟
حتى .........
سحب سلطان الفكر بساط العمر من تحت قدمي
وأوهـن الشيب عظـــــامي فلــــم تعد تحملنـــي
ودار بي قطار العمر بدموع تساقطت من عيني
ولازمني البكاء فعشقته وعشقت من أبكاني
وأناشدكم بالله لا تعجبوا ؟
فصاحب تلك السطور قد ضمه القبر ؟
نعم ضمه القبر
قبر مات فيه الموت
قبر فات عليه الفوت
قبر انتحرت فيه ... الأقدار
قبر قتل الثورة ... و الثوار
قبر اليأس والحزن قبر الخزي و العار
[/frame]