مشاهد من غزة ؟
نص قال كل شىء وتحدث عن كل شىء من الألف حتى الياء .. ولم يترك لنا كلمة واحدة كى نضيفها ؟
بل وعن نفسى أخشى أن أضيف شيئا يخل من جمال النص وعمق فكرته ؟
مشاهد من غزة ؟
صور لنا الحقيقة كاملة
الأخت الكريمة / سلوى حماد
تحياتى
أسمحى لى بأن أقتبس النص بكامله ووضعه كمداخلة هنا .. أشكرك وأحييك بشدة
((مشاهد من غزة
في غزة تأتي الشمس متشحة بغلالة من حزن ، ويغوص البحر في طقوس الوجع حتى الغرق ، ويمضي الوقت غامضاً يحمل نكهة الموت ، يتسلل الألم المحمل بالشظايا من بين الأشياء ويسكن كل الأماكن والأشخاص، لا يعترف بعمر ولا يعترف بوقت.
الطفل في غزة برعم غض طري يتحسس طريقه للحياة ، يتنشق هواء الصبح الملوث بالبارود ويشاهد الألعاب النارية كباقي اطفال الدنيا مع بعض الفوارق، فالألعاب النارية عند طفل غزة فسفورية ولا تكتفي برسم مشاهد في السماء فقط ، بل تكمل المشهد على جسده الطري والنتاج لوحة مخضبة بالدم مبتورة المعاني بعد ان غابت أطراف الحقيقة في نزيف المشهد.
في غزة يندثر الوقت في زمن قياسي، وتنتحر الأحلام في عيون الأطفال البريئة عندما تسكن الشظايا الغادرة اجسامها الغضة ويمتص مصاص الدماء كل ما يجري في الشرايين مخلفاً بسمة تأبى ان تموت على الشفاه.
في غزة يتربص شبح اليتم براءة الأطفال، ولكنهم يكبرون ويتعملقون ويجتازون مرحلة الطفولة في مسافة ما بين
ثلاجة الموتى والمثوى الأخير.
في غزة تتبعثر الأمومة في الطرقات باحثة عن أشلاء فلذات الأكباد ، قناديل الروح ترتجف وتتحسس بقايا اللحم الطري المتناثر وتضمه الى مسامات الروح وتلملمه لتهبه هدية للوطن.
في غزة تلتهب العتمة في ثورة على ظلم القصف العشوائي ، ويجتر القلق هدأة الليل ، وأجساد انهكها الرعب مصطفة في انتظار زائر بعد منتصف الليل الذي يأتي بغتة ليسحق ويدمر ويرحل تاركاً أنقاض حياة.
في غزة هناك رغبة في الحياة ، هناك رغبة في البقاء، هناك إصرار على الصمود، تراها في عيون طفلة مبتورة الأطراف وتسمعها على لسان أم ثكلى حصد الحقد الصهيوني كل افراد عائلتها أو في دمعة شامخة معلقة على أهداب رجل وتأبى الإنحدار.
في غزة الكل يقاتل، والكل يصمد في وجه الخرافة، جيش لا يقهر؟؟؟؟؟؟؟؟؟ خرافة تعشش في عقل الساسة فقط ، ولكن في غزة الوضع مختلف، لايعنيهم كل القرارات ولا المبادرات المكتوبة بحروف عرجاء, لا تعنيهم الخطب المائعة العبثية.
في غزة يتلاحم البشر في لوحة تتوحد فيها كل الرغبات وتذوب فيها كل الخلافات ، لوحة فريدة تجسد وحدة المصير وتثبت في ذاكرة الألوان.
في غزة يسكت الكلام ويصرخ الصمت عندما يتكلم البارود على مرأى ومسمع من صناع القرار العربي الذين يعجزون حتى عن الكلام، وعندها تهاجر كل الأمال في دوامة السؤال المبتور ، هل نحن عرب؟ هل مازال هناك احد يسمعنا؟
ويتسائل أهل غزة متى سيزول الضباب الذي يغلف الأرواح المرتجفة المكبلة بمعاهدات مسمومة؟
كيف السبيل الى جلد ضمائر الشامتين وضخ الدم في عروقهم ليشعروا بفداحة الخطيئة؟
وإن عادوا عن خطاياهم من سيرمم صدمتنا فيهم؟
أغلق عيني ، وتشق أهة حيرى صدري المثخن بالألم ، أدّعي النعاس حتى أجد حجة للهروب من وجع الكلمات المحمومة التى تحرق أصابعي ، ولكن على أهدابي ترقد ألاف الصور وتطاردني كل الحكايا التى نزفتها هذه الحرب الهمجية وأجد نفسي أهذي وأتمتم:
آه ثم آه ثم آه ، يا غزة يا وجع يرفض الإنتهاء ،
احبك غزة لإنك أرجعت لي حلم العذارى
وكرامة غازلت روحي العطشى لسيف النبلاء
ومنحت لكل الأنذال صفعة
وأسف مؤجل
وصك نسيان من التاريخ
غزة اسمحي لي ان ارتمي بحضنك
الثم ثراك
اغرق حزناً في بحرك
أتوسد رصيف وجعك
غزة أرجوك
أرجوك امنحيني شرف هذاالإرتماء
وشرف الإنحناء أمامك
واسمحي لي ان أبلل بدمعي مآقيك
وأتلو الفاتحة عند أضرحة الشهداء
سلوى حماد))