[بوران شما]

الاتحاد العربي :

[align=justify]
في 14/2/1958 تمَ الاتفاق بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العراقية على إقامة اتحاد بين البلدين, أطلق عليه اسم "الاتحاد العربي". وقد قام هذا الاتحاد بين قطرين عربيين يحكمهما ملكان من أبناء الأسرة الهاشمية, من أحفاد الشريف حسين بن علي .
رسمت شروط الاتفاق المنشئ للاتحاد شكله العام على النحو التالي :
1) تحتفظ كل من الدولتين بشخصيتها الدولية المستقلة, وبسيادتها على أراضيها,وبنظام الحكم القائم فيها .
2) تكون المعاهدات والمواثيق والاتفاقات الدولية التي سبق أن ارتبطت بها كل من الدولتين, قبل قيام الاتحاد بينهما,مرعية بالنسبة إلى الدولة التي عقدتها,وغير ملزمة للدولة الأخرى. أما المعاهدات والمواثيق والاتفاقات الدولية التي ستعقد بعد قيام الاتحاد, والتي تدخل ضمن موضوعات الاتحاد فتكون من اختصاص وسلطة حكومة الاتحاد .
3) اعتبارا من تاريخ الإعلان الرسمي لقيام الاتحاد تنفذ إجراءات الوحدة الكاملة بين دولتي الاتحاد في الأمور التالية :
(1) وحدة السياسة الخارجية والتمثيل السياسي.
(2) وحدة الجيش الأردني والعراقي باسم الجيش العربي .
(3) إزالة الحواجز الجمركية بين الدولتين, وتوحيد القوانين الجمركية.
(4) توحيد مناهج التعليم .
(5) :
1- تتولى شؤون الاتحاد حكومة اتحادية مؤلفة من مجلس تشريعي وسلطة تنفيذية .
2- ينتخب كل من مجلس الأمة الأردني والعراقي أعضاء المجلس التشريعي من بين أعضائهما بعدد متساو من كل من الدولتين.
3- يتم تعيين أعضاء السلطة التنفيذية وفق أحكام دستور الاتحاد لتولي الأمور التي تدخل حال اختصاص حكومة الاتحاد.
(6) ملك العراق هو رئيس حكومة الاتحاد, وفي حال غيابه لأي سبب من الأسباب يكون ملك الأردن هو رئيس حكومة الاتحاد. ويحتفظ
كل من الملكين بسلطته الدستورية في مملكته . وعند انضمام دولة أخرى إلى الاتحاد يعاد النظر في وضع رئاسة الاتحاد حسب
مقتضيات الأحوال. وقد أرسى دستور الاتحاد العربي الصادر في 19/3/1958هذه الأسس.

أحاط محللون سياسيون هذا الاتحاد بالشك والريبة, ورأوا فيه رد فعل لوحدة الشعب المصري والسوري التي تجسدت في إعلان الجمهورية العربية المتحدة في 22/2/1958 والتي قضت على آمال البعض في تحقيق مشروعي الهلال الخصيب وسورية الكبرى . كما غدت شوكة في حلق الامبريالية والاستعمار, وخاصة البريطاني , وفوتت عليهما أي فرصة لتوسيع نفوذهما في المنطقة .
كذلك يمكن القول أن القصد من إقامة هذا الاتحاد كان جر الأردن إلى حلف بغداد بطريقة غير معلنة , صحيح أن العراق , وحده كان ,آنذاك, الطرف الوحيد المنضم إلى حلف بغداد, لكن توحيد القوات العسكرية للبلدين, والربط بين أمنهما الداخلي والخارجي بموجب ميثاق الاتحاد العربي جعلا آثار الحلف تمتد إلى الأردن من الناحية الفعلية .
ولا غرابة , والحالة هذه ,أن تستقبل الجماهير العربية قيام هذا الاتحاد ببرود ظاهر, فقد رأت فيه محاولة واضحة لإحباط آمالها في التصدي لأعداء الأمة العربية وركيزتهم (إسرائيل) , على عكس قيام الجمهورية العربية المتحدة الذي أثار حماسة هذه الجماهير لما مثله من تجسيد للطموح العربي في التصدي للاستعمار و (إسرائيل) في الوطن العربي .
وعلى أي حال, فإن هذا الاتحاد لم يدم طويلا, فبعد ستة أشهر من قيامه اندلعت في بغداد ثورة الرابع عشر من تموز 1958, وأطاحت بالعرش الهاشمي والنظام الملكي في العراق, وأعلنت الجمهورية العراقية. وتبع ذلك عمليا حلَ الاتحاد .
[/align]