التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,845
عدد  مرات الظهور : 162,302,660

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > الموسوعة الفلسطينية
الموسوعة الفلسطينية إعداد و إشراف: بوران شما (أمينة سر هيئة الموسوعة الفلسطينية) نرجو من لديه وثائق هامة يود إضافتها أو استفسار مراسلة الأستاذة بوران شمّا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12 / 02 / 2009, 10 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

الاتحاد السوفيتي (من مواد الموسوعة الفلسطينية - القسم الأول)

الاتحاد السوفيتي :

كانت فلسطين التي تؤلف جزءا من الوطن العربي ومن منطقة جغرافية تدعى "الشرق الأوسط" , هدفا لتطلعات الدول الكبرى وتنافسها منذ زمن طويل. فالمصالح الروسية في هذه المنطقة تشكلت بفعل العوامل الجغرافية التي أثرت في السياسة الروسية في عهود القياصرة . وكانت تصورات مدَ الإمبراطورية الروسية جنوبا دافعا دائما في السياسة الخارجية القيصرية منذ عهد بطرس الأكبر (1682-1725), وكاترين(1762-1796) , وحتى عهد نيقولا الثاني (1894-1917). ففي القرن التاسع عشر اندلعت حرب القرم(1854-1856) , وكان أحد أسبابها النزاع الروسي الفرنسي حول السيطرة على الأماكن المقدسة في فلسطين , إذ اعتبر القيصر الروسي نفسه حاميا للكنائس المسيحية الأرثوذوكسية , في حين ادعى الإمبراطور نابليون الثالث الفرنسي أنه صاحب السيطرة على الأماكن المقدسة ذاتها لصالح الكنائس المسيحية اللاتينية . لكن بريطانيا وفرنسا تمكنتا في مطلع القرن العشرين من احتواء التهديد الروسي باتجاه الجنوب إلى الشرق الأوسط على نحو فعال .
في ظل النظام البلشفي اتخذت السياسة السوفيتية شكلا آخر, فبعد ثورة تشرين الكبرى عام 1917 أعلنت الحكومة السوفيتية أنها حليفة للشعوب العربية المضطهدة والمستعمرة ضد الاستعمار البريطاني . وانعقد مؤتمر باكو لشعوب الشرق في عام 1920 برعاية الحزب الشيوعي السوفيتي, مبتدئا الحملة الإيديولوجية السوفيتية الجديدة , في محاولة لكسب النفوذ في الشرق الوسط كحليف للشعوب العربية المستعمرة والمضطهدة.وبالتالي , كان الهدف الأساسي للسياسة السوفيتية تجاه الشرق الأوسط هو تقويض النفوذ البريطاني والفرنسي, أي النفوذ الغربي في المنطقة, وبخاصة إيقاف السيطرة البريطانية على المنطقة بأي ثمن . ومن ثم كان الهدف النهائي تجاه فلسطين يتمثل في سرعة إنهاء الانتداب البريطاني الحديث العهد .
بدأت المشكلة الفلسطينية, كما تعرف في الوقت الحاضر, بقدوم الصهيونية كحركة سياسية منظمة على مسرح الشرق الأوسط السياسي تتطلع إلى امتلاك فلسطين على أنه حق لها, وإلى أن تكون فلسطين هي الوطن القومي اليهودي الوحيد. وكان الموقف السوفيتي تجاه الصهيونية , كفلسفة سياسية, عدائيا على نحو سافر, ودون مواربة . ففي الاتحاد السوفيتي, حيث وجدت الصهيونية أرضا خصبة بين ثلاثة ملايين يهودي سوفيتي, وصفت الصهيونية بأنها إيديولوجية شوفينية وبورجوازية متحالفة مع الاستعمار الغربي. كما نعتت الصهيونية, وأي شكل آخر من أشكال القومية اليهودية, بأنها مناهضة للثورة, وأدوات في أيدي الاستعمار البريطاني . وخلال السنوات الأولى من الثورة لم تكن الفئات اليهودية داخل الحزب الشيوعي معادية للصهيونية على نحو قوي , ورافق ذلك عدم مبالاة على صعيد الحكومة السوفيتية الرسمي في بادئ الأمر . غير أن الحكومة السوفيتية وافقت خلال شهر نيسان 1921 على الحملة على الصهيونية والقومية واليهودية.وجرت عملية دمج ثقافي , وكان على اليهود السوفيت, مثلهم في ذلك الأقليات الأخرى , أن يسيروا في مجرى المجتمع السوفيتي الحديث, وأن يذوبوا لغويا وثقافيا في قالب الإنسان السوفيتي البروليتاري الجديد .
أما موقف الصهيونية في فلسطين فقد دعا الحزب الشيوعي في عام 1934 إلى شن"حملة نشطة ومستمرة ضد عزل العمال العرب من قبل الصهيونيين", ودعا في الوقت ذاته إلى إنشاء جبهة متحدة من العرب واليهود" للنضال ضد الاغتصاب الصهيوني واستغلال المستعمرين وكبار المزارعين ومشاريعهم". وقال الحزب في بيانه:
"إن من الخطأ اعتبار الاستعمار والصهيونية والسكان اليهود وحدة عضوية واحدة, كما ننظر إلى الجماهير العربية في الوقت الحاضر. فالاستعماريون مهتمون بالامتيازات , وبنمو الأقلية اليهودية , غير أنهم لايرغبون في إنشاء دولة يهودية. وهنا يوجد نزاع بين مطالب البورجوازية اليهودية التي تريد أن تذهب إلى أبعد الحدود وبين الاستعمار البريطاني". وتظهر هذه التصريحات أن الاتحاد السوفيتي يفهم على نحو واضح ماتكنه الصهيونية بالنسبة إلى الشعب العربي الفلسطيني, وهو الاغتصاب والاستغلال .
غير أن الاتحاد السوفيتي , رغم شجبه للصهيونية, ساند في عام 1947 قضيتها وتطلعاتها لإنشاء دولة يهودية في فلسطين. فالدعم السوفيتي لخطة التقسيم التي دعت إليها الأمم المتحدة والتي ترمي لإقامة دولة يهودية في فلسطين, جاء انعكاسا لمبدأ التعايش السلمي الذي يشكل أحد ركائز سياسة الاتحاد السوفيتي الخارجية,إضافة إلى عوامل أخرى .
أظهر الصهيونيون في فلسطين أنهم منظمون تنظيما عاليا, وأنهم القوة الأكثر فعالية ضد البريطانيين في فلسطين. ولما أدرك الاتحاد السوفيتي أن انسحاب البريطانيين وشيك, بدا له أن التقسيم أفضل خيار لتجنب خطة وصاية برعاية الأمم المتحدة كانت ستديرها دون شك القوات العسكرية الغربية. وبذلك بقي أحد دوافع الدعم السوفيتي (لإسرائيل)يتمثل في الرغبة في إنهاء السيطرة الغربية في المنطقة, لأن إنشاء الدولة اليهودية كان يعني للوهلة الأولى, تحييد المنطقة, وإحداث القطيعة بين الدول العربية والولايات المتحدة التي كانت تربطها بالدول العربية في عهد روزفلت صداقة قوية أثارت خوف السوفييت , والتي مال الميزان الإستراتيجي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية إلى صالحها, بسبب ظهور الأسطول السادس الأميركي كرمز دائم ومحسوس لتصميم الغرب على استبعاد النفوذ السوفيتي من الشرق الأوسط. وبغية مواجهة هذه المخططات الغربية لم يكتف الاتحاد السوفيتي بأن يكون ثالث دولة تعترف (بإسرائيل) اعترافا قانونيا, بل ذهب إلى أبعد من ذلك, فشجب بغضب دخول القوات العربية إلى فلسطين الذي تلا إعلان إنشاء (الدولة اليهودية) . وبادرت الكتلة السوفيتية إلى إرسال الأسلحة (لإسرائيل) أثناء الحرب العربية- الإسرائيلية الأولى, مما كان له أهمية كبرى, وربما حاسمة , في استمرار بقاء الدولة الصهيونية الجديدة .
لكن هذه المرحلة الأولى من السياسة السوفيتية تجاه فلسطين انتهت عام 1951 , وبدأ التركيز ينتقل بصورة متزايدة من الاعتبارات الإيديولوجية إلى الدوافع الإستراتيجية . فعندما وقفت مصر في عهد جمال عبد الناصر في مواجهة حلف بغداد استحقت بالتأكيد امتنان الكرملين الذي ترجم في شكل صفقة الأسلحة عن طريق تشيكوسلوفاكيا في عام 1955. ومنذ ذلك الوقت أصبحت السياسة السوفيتية تجاه فلسطين متداخلة مع السياسة العربية عموما, وبالتالي بدأت العلاقات السوفيتية-الإسرائيلية تتصف بالتدهور المستمر, وتبلور ذلك في قطع العلاقات الدبلوماسية في21/2/1953. وما لبثت هذه العلاقات أن استؤنفت عقب موت ستالين في 21/7/1953, بعد أن التزمت (إسرائيل) بعدم الانضمام إلى حلف أو معاهدة أو تنظيم معاد للسوفيت. ونفذَ الاتحاد السوفيتي سياسة مزدوجة تجاه فلسطين حتى عام 1967, فحاول أن يتودد إلى البلدان العربية, ولاسيما مصر وسورية, وأن يحافظ في الوقت ذاته على علاقاته مع (إسرائيل) , بل سعى إلى تحسينها. وفي هذا الصدد قام الاتحاد السوفيتي في شهر كانون الأول1953 بدور فعال في مساعدة (إسرائيل) على الوقوف في وجه المقاطعة الاقتصادية العربية , عندما أبرم مع (إسرائيل) اتفاقية تجارية لمبادلة النفط السوفيتي بالحمضيات الإسرائيلية. لكن موسكو ألغت هذه الاتفاقية إثر العدوان الثلاثي على مصر 1956 .
وقد ترك الشعب الفلسطيني خارج إطار السياسة السوفيتية الخاصة بالشرق الأوسط حتى عام 1958. بل إن المندوب السوفيتي في الأمم المتحدة ,جاكوب مالك, صَرح أمام مجلس الأمن في 18/8/1948, بأن المشكلة الفلسطينية هي مشكلة لاجئين خلقها البريطانيون. وقد استمرت هذه الفكرة سائدة إلى مابعد حرب السويس في عام 1956 , عندما اعتبر أن (إسرائيل) تتحرك داخل المعسكر الغربي. في هذا الوقت تقريبا نشط التحالف الفرنسي- الإسرائيلي, والتعاون العسكري الإسرائيلي مع ألمانيا الغربية , وتأييد (إسرائيل) المشروط لمبدأ إيزنهاور. وفي 17/4/1956, أصدر الاتحاد السوفيتي بيانا قال فيه إن المشكلة الفلسطينية يجب أن تحل "على أساس مقبول بصورة متبادلة". غير أنه بعد حرب السويس, وفي شهر تشرين الثاني 1956, ازداد تأييدا للعرب, فرأى في شحن الأسلحة إلى الدول العربية مساهمة في دفاع هذه الدول عن نفسها ضد "العدوان الإسرائيلي".
وجاء هذا التحول الملحوظ في الموقف السوفيتي إعمالا لمبدأ ثان يعتبر من ركائز سياسة موسكو الخارجية, وهو مبدأ محاربة الاستعمار ودعم حركات التحرر الوطني .
كذلك تقدم موقف الاتحاد السوفيتي بالنسبة إلى القضية الفلسطينية عندما أبدى استعداده , أثناء زيارة عبد الناصر لموسكو في عام 1958, أن يشمل البيان الختامي"الحقوق المشروعة للفلسطينيين العرب". وأثناء زيارة خروشوف لمصر في عام 1964 اعترف الاتحاد السوفيتي "بالحقوق الثابتة والمشروعة للفلسطينيين العرب". ورغم ذلك كان الضوء مازال متركزا على "لاجئين" بدلا من "حركة تحرير وطني", إضافة إلى عدم المبالاة بتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في ذلك العام.
بعد الحرب العربية – الإسرائيلية في عام 1967, أظهر الاتحاد السوفيتي تأييده المتزايد لحق الفلسطينيين في إقامة دولة لهم . لكن التزام السوفييت بشأن إقامة دولة فلسطينية بقي مبهما حتى حرب 1973. وتعود الأسباب الرئيسة لإعادة توجيه السياسة السوفيتية بشأن المشكلة الفلسطينية في هذا الصدد إلى:
1) تقارب مصر وتعاونها مع الجهة الكبرى في منظمة التحرير الفلسطينية, وهي منظمة فتح.
2) تزايد النفوذ الصيني بين الفلسطينيين .
3) تزايد نشاط منظمة التحرير الفلسطينية بحيث حازت اهتماما كبيرا في الشرق الأوسط عموما .

وفي شهر تموز 1968, قام ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة بمرافقة عبد الناصر في زيارته الرسمية للاتحاد السوفيتي . وفي شباط 1970 , ترأس عرفات وفدا فلسطينيا خاصا إلى موسكو بدعوة من لجنة التضامن السوفيتية – الإفريقية – الآسيوية. وقد دلت هاتان المناسبتان بوضوح على ارتفاع مركز منظمة التحرير الفلسطينية . وسرعان مابدأت صحيفة برافدا تشير إلى الفلسطينيين بأنهم "شعب فلسطين العربي" , وفي ذلك دلالة على الاعتراف السوفيتي بالتطلعات القومية الفلسطينية . وقد هدفت السياسة السوفيتية بعد حرب 1967بصورة أساسية إلى تحقيق تسوية للنزاع العربي- الإسرائيلي تتجلى أهم مقوماتها في إعادة الأراضي التي احتلتها (إسرائيل)في عام 1967 وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 242. وقد تضمنت المعادلة السوفيتية لإحلال السلام تأكيد واستمرار الحاجة إلى ضمان استقلال, وسيادة , ووحدة أراضي جميع الدول في المنطقة, بما في ذلك (إسرائيل ) .
وأمام مؤتمر السلام للشرق الأوسط الذي عقد في جنيف خلال شهر كانون الأول1973 , تجاهل وزير الخارجية السوفيتية غروميكو في خطابه قضية الدولة الفلسطينية , وجعل القضية الفلسطينية تحتل مكانا بين"العديد من الجوانب الأخرى للتسوية" التي تحل إذا حلت "العقدة الرئيسة" , وهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية . وفي عام 1974 بدأ السوفييت يتحدثون بانتظام عن "الحقوق القومية المشروعة للفلسطينيين". وقد أشير رسميا وبصورة علنية إلى الدولة الفلسطينية للمرة الأولى في8/9/1974, عندما تحدث الرئيس السوفيتي بودغورني عن حق الفلسطينيين " في إقامة دولة لهم بشكل أو بآخر". وكرر بودغورني هذا التصريح باسم المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي في برقية إلى الرئيس الجزائري هواري بومدين , أذيع نصها في 4/10/1974. وفي الحادي عشر من الشهر ذاته تحدث الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي بريجنيف في كيشنيف , لأول مرة, عن حق الفلسطينيين في إقامة"وطن قومي".
وقد يكون لهذا التوجه السوفيتي علاقة بمؤتمر القمة العربي الذي انعقد في الرباط في أواخر تشرين الأول من ذلك العام, وبتدهور العلاقات السوفيتية – المصرية . ولعل قبول الرئيس المصري أنور السادات لسياسة "الخطوة خطوة" التي جاء بها كيسنجر بدلا من الاقتراح السوفيتي القاضي بتفضيل مؤتمر جنيف هو الذي دفع السوفيت إلى اتخاذ هذا الموقف الجديد. غير أن المشكلة بالنسبة إلى هذا الموقف السوفيتي بشأن الدولة الفلسطينية هو مكان هذه الدولة. ففي حين تحدثت منظمة التحرير الفلسطينية عن إقامة" دولة ديمقراطية علمانية " في عموم فلسطين , شمل التصور السوفيتي دولة بجانب (إسرائيل) , ويعني ذلك"دولة صغيرة" في الضفة الغربية وقطاع غزة. كذلك, عبّر الاتحاد السوفيتي في عدة مناسبات عن استعداده لتقديم "أقوى الضمانات" لاستمرار وجود وطن (إسرائيل),كما ورد في خطاب غروميكو في نيسان 1975, تكريما لوزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام أثناء زيارته للاتحاد السوفيتي.
لقد أدت اتفاقيات كامب ديفيد في أيلول1978 ومعاهدة الصلح المصرية- الإسرائيلية في آذار 1979 إلى جعل الولايات المتحدة شريكا مهيمنا داخل محور ثلاثي جديد في المنطقة, وإلى تقويض مركز الاتحاد السوفيتي كشريك على قدم المساواة في أي تسوية سلمية في المستقبل . ولذلك اعتبر الاتحاد السوفيتي اتفاقيات كامب ديفيد" السلاح السياسي الرئيسي للتغلغل الأمريكي في الشرق الأوسط, كما أنها تمثل تحديا صريحا لمركز وسياسة الاتحاد السوفيتي".
وفي الوقت الراهن تطابقت وجهات نظر منظمة التحرير الفلسطينية والاتحاد السوفيتي في تحليلهما للموقف . فأثناء لقاء عرفات بغروميكو في دمشق في 25/3/1979 اتفقا على أن معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية "تنطوي على العداء لحقوق ومصالح الشعب الفلسطيني". وتلا ذلك أن عزز الاتحاد السوفيتي علاقته بمنظمة التحرير. وتبلور هذا الموقف في اعترافه الرسمي بأن منظمة التحرير هي "الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني" . وكان الاتحاد السوفيتي قبل ذلك, وحتى تشرين الأول 1978ممتنعا عن إلزام نفسه بالاعتراف بهذا التمثيل الوحيد الذي تنادي به منظمة التحرير. غير أنه في أعقاب مؤتمر القمة لأطراف اتفاقيات كامب ديفيد زار موسكو وفد من منظمة التحرير في تشرين الأول 1978, ووصف البيان المشترك عن الزيارة المنظمة بأنها"الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ". وفي عام 1981 منح الاتحاد السوفيتي مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في موسكو الصفة الدبلوماسية الكاملة .
وهكذا يتبين أن السياسة السوفيتية تجاه فلسطين منذ عام 1979 قطعت شوطا بعيدا في الاتجاه المعاكس لسياسة عام1947, وبخاصة خلال فترة مابعد 1973. فقد تبدلت السياسة السوفيتية خلال هذه الفترة الزمنية من سياسة مؤيدة لإنشاء دولة (إسرائيل) مع تجاهل للشعب الفلسطيني ووجوده وحقوقه, إلى تحرك محدود تجاه القضية الفلسطينية على أساس أنها مشكلة لاجئين , وأخيرا إلى إعلان التأييد المتزايد للحقوق الوطنية الفلسطينية في إقامة دولة . ويستنتج من هذا التغير في سياسة الاتحاد السوفيتي أن السياسة السوفيتية تجاه فلسطين تابعة لسياسته العالمية, وهي إدراكه لميزان القوى بين الدول العظمى, وعلاقاته مع الولايات المتحدة بوجه خاص, وفوق كل ذلك سياسته في الشرق الأوسط بصورة عامة. ومن هنا فإن سياسة الاتحاد السوفيتي بشأن فلسطين تخضع للمتغيرات , وتقبل التعديل وإعادة التعديل عندما يستدعي ذلك تحقيق الأهداف العليا وهي الانفراج الدولي والعلاقات السوفيتية- الغربية بصورة عامة . وبالتالي يمكن تقسيم سياسة الاتحاد السوفيتي تجاه القضية الفلسطينية إلى المراحل التالية :
1) المرحلة الصهيونية 1947-1953: وفيها أيدت موسكو (إسرائيل) بشكل قاطع, واعتبرت المشكلة الفلسطينية مشكلة لاجئين وحسب .
2) سياسة بدء الاقتراب من العرب1953-1956: وطابعها تأييد(إسرائيل) وبدء تأييد العرب, دون تصوَر وفهم لحقوق الفلسطينيين .
3) الاقتراب من الموقف العربي 1956-1967: واتصفت بتدهور العلاقات السوفيتية – الإسرائيلية تدريجيا نتيجة انفتاح الدول العربية على موسكو من جهة , وإدراك هذه من جهة أخرى أن (إسرائيل) بدأت تشكل خطرا حقيقيا على المصالح السوفيتية في المنطقة باعتبارها رأس حربة للولايات المتحدة الأمريكية .
4) سياسة مؤيدة للعرب1967-1973: وخلالها أيد الاتحاد السوفيتي قضية إعادة جميع الأراضي العربية المحتلة في عام 1967, مع القبول المتباطئ للحقوق الفلسطينية .
5) تأييد الحقوق الفلسطينية 1973-1978: وفيها توجهت السياسة السوفيتية نفسها إلى تأييد قضية الحقوق الفلسطينية والدولة الفلسطينية , مع استمرار موقفها من مبدأ الانسحاب الإسرائيلي الشامل من كل الأراضي العربية المحتلة وضرورة تسوية النزاع الشرق- أوسطي تحت مظلة الأمم المتحدة .
6) الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية 1978-1982: وخلالها اعترف الاتحاد السوفيتي رسميا بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني , ثم منحها الميزات الدبلوماسية مع تصلبه تجاه سياسات (إسرائيل) والولايات المتحدة, وخاصة بعد انفضاح نوايا الطرفين في اتفاقيتي كامب ديفيد .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع بوران شما
 بيننا حب أمامنا درب وفي قلوبنا أنت يارب
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 09 / 2012, 48 : 09 PM   رقم المشاركة : [2]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: الاتحاد السوفيتي (من مواد الموسوعة الفلسطينية - القسم الأول)

لم يكتف الاتحاد السوفيتي بأن يكون ثالث دولة تعترف (بإسرائيل) اعترافا قانونيا, بل ذهب إلى أبعد من ذلك, فشجب بغضب دخول القوات العربية إلى فلسطين الذي تلا إعلان إنشاء (الدولة اليهودية) . وبادرت الكتلة السوفيتية إلى إرسال الأسلحة (لإسرائيل) أثناء الحرب العربية- الإسرائيلية الأولى, مما كان له أهمية كبرى, وربما حاسمة , في استمرار بقاء الدولة الصهيونية الجديدة .
****************
تلك المرحلة الأولى كانت حاسمة في نجاح الصهاينة في إنشاء دولتهم على الأراضي الفلسطينية وماجاء من بعد من مواقف للأسف لم يكن ليزحزح المستعمر من الأراضي الفلسطينية بل بالعكس ماأكثر المهاجرين القادمين من الاتحاد السوفياتي سابقا والمستوطنين في فلسطين.
تقديري لما قدمته هنا من معلومات أستاذة بوران.
تحياتي
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 09 / 2012, 56 : 09 PM   رقم المشاركة : [3]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

رد: الاتحاد السوفيتي (من مواد الموسوعة الفلسطينية - القسم الأول)

عزيزتي أستاذة نصيرة : لكِ مني كل الشكر والتقدير لإخراجكِ موضوعات الموسوعة الفلسطينية
الهامة والتي لم تحظى بالاطلاع والقراءة إلى الواجهة .
ملاحظتك مهمة جداً بل وغاية في الأهمية , وحتى هذا اليوم ما زال اليهود الروس يتوافدون إلى
الأرض المحتلة ويستوطنوا هناك .
محبتي وتقديري .
توقيع بوران شما
 بيننا حب أمامنا درب وفي قلوبنا أنت يارب
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشروع بيرسون (من مواد الموسوعة الفلسطينية - القسم الأول- المجلد الأول) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 0 05 / 03 / 2010 20 : 07 PM
الأخوية الكرملية (من مواد الموسوعة الفلسطينية - القسم الأول-المجلد الأول) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 2 22 / 12 / 2009 09 : 09 PM
صحيفة الاتحاد العربي (من مواد الموسوعة الفلسطينية-القسم الأول- المجلد الأول) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 0 04 / 11 / 2009 47 : 07 PM
صحيفة الأنباء (من مواد الموسوعة الفلسطينية- القسم الأول- المجلد الأول) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 0 04 / 11 / 2009 12 : 07 PM
الاتحاد العربي (من مواد الموسوعة الفلسطينية - المجلد الأول) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 0 15 / 02 / 2009 50 : 10 PM


الساعة الآن 25 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|