زيتونة حمراء
هذه القصيدة تبدو في حيرة من أمرها , لم تجد لنفسها عنوانا فكانت الزيتونة دليلا عليها .
هكذا كل القصائد الغارقة في هموم الأمم .
من قصائد أخوكم محمد نسيم علي .
العفو إن كان العنوان خدّاعا او غير ذي معنى بيّن , وهنا تبدأ القصيدة
زيتونة حمراء
أتـريـنَ ألوانَ الحيـاةِ كمَا أرى
وكما ترينَ فإنَّ صبريَ قهقرُ
فـي كـلَّ آنٍ تنـزف الدنيـا دمـا
وتـئـنُ أمٌّ أو يفـوحُ العَـنـبَرُ
فلقد حسبتُ الأيكَ تنطقُ نضرةً
والموقفُ الدامي يهيجُ ويعصرُ
ولعا يشقُّ القلبُ آفـاقَ الـدُّجى
ينأى بعيـدا عن حُطـامٍ يَمخرُ
عن أيِّ ميثاقٍ تبوحُ قصائدي
أوليـسَ حـقٌّ أن يُصـانَ الأمهرُ
إلّا فكيفَ يُصانَ إشعاعُ الهدى
والعُربُ تاهوا والقصيدةُ تزأرُ
لا تسألي علَّ القصيدة حرّتي
في العشق تغرقُ بينما هي تحذرُ
فهلِ ارتضيتِ كرامتي أن تُغمَدي
والسيفُ يلعبُ بالدماء ويشخرُ
أيـن البقايـا من قصورِك يَعرُبي
أيـن البـقـيّــةُ والكــلامُ مُــنـَبَّرُ
أم يـوغلُ الجيثومُ في أكنافها
والخائـنُ العربيدُ فيـها يـََفجرُ
أم لــي بكـاءٌ والـعيـونُ كـأنمـا
أسِفتْ ونـاءت والمــآلُ مُحـيِّـرُ
كم مـن بيـانٍ للكرامة يُعلِـنُ
أن حانَ وقتٌ للحما فاستنفروا
لا الدهرُ يشكو ما تألمنـا له
حتـّى ولا التـاريـخُ فينا يشعرُ
كفّوا عن اللهوِ المُدَنسِ للهدى
وانجوا فما ينجو الذي يستهترُ
أوَمَا ترونَ مدينة من بؤسها
تُـنسى وتمَّمَ بيعَها المستعمرُ
أمسُ الذي في القلب أخلفَ صورةً
للاجئين من الديار يُهَجَّروا
واليومَ لو أحصيتَ ما نحيا به
مـن غربةٍ لعـرفتَ أنـّا نُقـهَرُ
كم من شموخٍ للعُلا يترجلُ
شيشانُ مع أفغانِ باعوا واشتروا
باعوا الدنيّةَ كيف لا وتراهمُ
أكبـادُهم للدينِ مهـرٌ يُـنـذرُ
وقد اشتروا فردوسَ جنّاتِ العُلا
فيها خلودٌ دائمٌ لا يُحصرُ
عينٌ على السودان ترقب نفطها
وعلى البقية مِرصَدٌ يستبصرُ
الآن هل غابَ التشتتُ يا أخي
ونُعيدُ وحدتنا لكي لا نُقهرُ
تلك العراقُ مَطيّةٌ لمن اشتهى
أمست , ونهرُ وفائها يتخمرُ
لُـفَّـت بأشواكِ المطامع كلها
وشكت لمن ورثوا القرار ونَظّروا
وكأن أمرَ الوارثين قرارَنا
لا يعدو إلا كيفَ أن يتنكروا !
لا شيء يُخفي وجه من يتدثرُ
تحتَ المَلاحِفِ خائفا يتسترُ
تيجانُ تُخفي ضُعفَ من يزهو بها
عشقَ الدنية فامتطاه الأعورُ
هو تاركٌ أقصاه والمسرى معا
ديوثُ لا يحمى الحِمَا أو يثأرُ
شكرا لكم
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|