بدأ الفضوليون يتجّمعون عند مركبي
وأخذ الباعة المتوجوّلون يقضون ساعاتٍ طويلة هناك
حتّى العشّاق أخذوا يحدّدون المواعيد عند أطراف مركبي.
وما زالت الراقصة تهزّ جسدها من شدّة الفرح
كانت روحها تتوق للمضيّ في أعماق البحار
وسرعان ما انضمّت الى مركبي غجريّة سمرلء تغري وجه القمر
قالت: سأقرأ كفّك طِوال حياتي يا ربّان
دَعني أستدعي ملائكة الرحمن يحرسون مركبك
يَحْمون روحك من عبث الزمان.
كنت حزيناً
توارت عن عينيّ نورا
وكان لها في قلبي مودّة
كان لها في قلبي مكان
جلست قِبالة الشاطئ على صخرة
وأخذت أضرب بالحصى عيون البحر المندلقة
عند أطراف الرمل الدافئ
كانت الطيور في الأعلى تحدّق تنتظر فريسة
كان النهار يمضي والحياة تصيح عند مركبي
واثنان جلسا ليس بعيداً عن صومعتي
كانت عيونهما تتحدّث
قالت الفتاة: بارك حبّنا
خذنا بعيداً عن هذا الزمان
خذنا بعيداً عن هذا الزمان!
صعد العاشقان الى مركبي
ومن بعيد لاح لي وجه صاحبي سليمان
لقد حسمت أمري، أنا صاعد الى المركب
أحضرت ما يكفي من الطعام والشراب ما يكفي
للسفر حول الدنيا
غداً سأفرغ حمولتي الى المركب.
لا مكان للتجارة على مركبي يا سليمان
أنا الآن لست تاجراً
أنا الآن مجرّد إنسان.
ازداد الحزن في قلبي
كنت أرغب الإبحار وحيداً
أطوف عالماً محته ذاكرة الزمان
أمواج البحر تطول حتى الغربة
والوحدة تحدّق بأعينها الواعدة
من يقدر احتمال كلّ هذه الحرقة؟
كلّ هذه الحرقة.