رد: الوشم
الأخت الغالية ليلى..
كصديق يُتابعُ ما تنشرين في هذا الموقع من نصوص، قد أكتفي بأن أقول لك مُجاملاً: إنَّه نصٌّ جميل.. أمتعني القصّ.. سَلِمَتْ يداكِ.. وما شابَه..
لكن، كصديق وناقد أيضاً يُتابع ما تنشرين في هذا الموقع، وبعد الإذن الذي أَعْطَيْتِنِه في ردِّك عل تعليق سابق لي على أحد نصوصك، سأتجرأ وأُبدي رأيي باتجاهين:
في الاتجاه الأول، سأحاول أن أُبرزَ ما لمستُه في هذا النص من جمالية واضحة، تجلَّت في لغة السرد المُتقَنة التي استطاعت أن تنقل الحدث على نحو مُؤَثِّر قادر على شدِّ انتباه القارئ وتشويقه، والجمالية واضحة أيضاً في الصور التي رَسَمْتِها لحركية الشخصيات الرئيسة الثلاث في القصة، أي: بطلتها المخطوفة وأبوها والخاطف وللعلاقة بين هذه الشخصيات التي بدت البطلة فيها هي المحور الذي تدور حوله حركية الخاطف في ارتكاب جرمه، ثم حركية الأب في البحث عن ابنته حتى العثور ما يمكن أن يهديه إلى مكانها، هذا مع غياب شخصية الخاطف في هذه المرحلة، دون أي إيحاءات تُنبِئ القارئ عما يمكن أن يكون قد فعله مع ضحيته.. وثمة جمالية محدودة في وصف المكان أيضاً، وفي تلك اللعبة الذكية التي ابتكرتَها الضحية لتدلَّ على مكانها..
في الاتجاه الثاني، وأرجو احتمالي، لأنني أتكلم بمحبة، أو نقض رأيي إن كان خاطئاً، سأقول، وبصراحة، لم تُعجبني نهاية هذه القصة الرائعة، وهذا رأي شخصي بحت، فقد تمنيتُ أن تكون نهايتها أقوى، تنسجم مع قوة سردها وحركية شخصياتها، لكنها، ومرة أخرى في رأيي الشخصي، لم تكن كذلك..
كما أنه لا توجد، ولو إشارة واحدة، تُنبئ القارئ عن سبب الخطف.. وكأن الحدث تمَّ دون دافع! أو هكذا فهمتُ القصة، وإن كنتُ أنا الذي فهمتُها هكذا، فهذا لا يعني أن الحقَّ علي كقارئ، بقدر ما يعني وجود تقصير من القاصَّة في إيصال مفاتيح قصتها إلي..
إلى ذلك، ما تزال بعض الأخطاء اللغوية والنحوية تُثقلُ كاهل قصصكِ الجميلة عزيزتي، حبَّذا لو تخلصتِ منها.. وفي ظنِّي أن هذه الأخطاء، في معظمها، ليست وليدة ضعف في نحو العربية، بقدر ما هي وليدة تَسَرُّع في النشر، بدليل وجود الكثير من المطبعي فيها.. لذا أتمنى عليك أن تُعيدي قراءة النص مراراً قبل نشره، وسترين كم سيبدو رائعاً حين يظهر للقراء خالياً من أي خطأ، ويجب أن يكون كذلك، لأن اللغة في النهاية هي حاملة إبداعنا.. وفيما يلي أبرز ما لَحِظْتُه من أخطاء، بينها العديد من الأخطاء المطبعية كما سبقت الإشارة..
لاهتاً... الصواب لاهثاً...
متدلي... الصواب مُتَدَلٍّ...
لم يجد لها أثر.... الصواب لم يجد لها أثراً...
طُوِيَت السنين... والصواب طُوِيَتْ السنون..
مطرزٌ مستهل... الصواب مطرَّزٌ على مُستهل...
جحضت عيناه... الصواب جحظت عيناه..
فركَ عيناه... الصواب فركَ عينيه..
تُحادي... الصواب تُحاذي..
تُثقنه... الصواب تُتقنه...
مع ذلك، وبالرغم من كلِّ ما سبق، اسمحي لي أختي ليلى أن أقول:
إن هذا النص يُسجِّل خطوة واضحة إلى الأمام، في مجال إبداعكِ القصصي، خطوة تشي بأن صاحبتها على الطريق الصحيح وأنها ستكون قاصَّة أكثر تألقاً في القريب العاجل..
أتمنى لك كل نجاح وتقدم...
وتقبلي مني وافر محبتي وتقديري..
|